tgoop.com/Hazimali/7393
Last Update:
#أدب_الخطاب
🔹قال عزَّ من قائل: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنْكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ....} [النساء: ٤٣]
▪️الملامسة في الآية الكريمة كناية عن الْجِمَاعُ، كدرسٍ لنا في العفّة حتى على مستوى الألفاظ.
▪️وفي نفس الآية ورد الغائط، وهو في الأصل: المكان المنخفض من الأرض، واستعمله القرآن الكريم هنا كناية عن قضاء الحاجة، لئلا يستقذر المستمع ما لو ذُكر اللفظ صريحاً.
▪️وقال تعالى أيضاً: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ..} [المائدة: ٧٥].
ومن الواضح أنَّ الوصف بأكل الطعام لايشكّل في ذاته حزازة،
إنّما القرآن الكريم يُكنّي هنا عن حاجتهما لقضاء الحاجة بذكر الملزوم وإرادة اللازم، حيث أنَّ من لوازم أكل الطعام قضاء الحاجة.
▪️وهكذا الحال في لسان العرب، كانوا يتفنّنون في أدب الخطاب، ويُعَلّمون أبناءهم ذلك، فَعَبّروا:
عن المريض: أنَّه في عافية.
وعن الأعمى: أنّه بصير.
وعن الأعور: أنّه كريم العين.
▪️وهذا ياقوت الحموي (ت٦٢٦ هج) عندما تَرْجم لابن جِنّي (ت٣٩٢ هج)، وكان كريم العين، كَتَبَ: "كان ابن جِنّي مُمَتّعاً بإحدى عينيه".
▪️عندما رأى هارون في بيته ذات مرّة حزمة من الخيزران سأل وزيره الفضل بن الربيع: ما هذه ؟
فأجابه الوزير : "عروق الرماح يا أمير المؤمنين"، ولم يقل: إنها خيزران؛ لأنّ أمّ هارون كان اسمها الخيزران، وتأدُّباً أمام هارون لم يذكر الوزير اسم أمّه.
▪️أحد السلاطين سأل ابنه من باب الاختبار: ما جمع مسواك؟ فأجابه ولده: "ضد محاسنك يا أمير المؤمنين"، ولم يقل الولد: "مساويك" تأدّباً أمام أبيه.
▪️سُئِل العباس عمّ النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) ذات مرة : أنت أكبر أم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟
فأجاب : "هو أكبر مني، وأنا ولدت قبله".
فما أحوجنا اليوم لتأديب أولادنا بمثل هذا الأدب في الخطاب بعد أنْ أستولت على أسماعهم وأذواقهم ثم على ألسنتهم لغة بعض وسائل التواصل الاجتماعي الضحلة الهابطة التي يعُفّ عنها الذوق السليم.
#منقول_بتصرف
✍الشيخ حازم العطواني
💠تابعونا على التلگرام
https://www.tgoop.com/Hazimali
BY الشيخ حازم العطواني
Share with your friend now:
tgoop.com/Hazimali/7393