tgoop.com/Hosn_8/1243
Last Update:
خِطَّة مرسومة في طلب علم أصول الفقه من الضَّبط إلى التَّحقيق ( ١/ ٢).
إنّٰ لطالب العلم غايتين في طلبه لا بد أن يروم بلوغهما، إحداهما تفضي به إلى الأخرى:
ولا بُدَّ لطالب العلم من الجمع بين الطريقتين، والسعي في التماس الغايتين.
والمناهج المرسومة في تلقِّي العلوم كثيرة كثرة لا تنضبط، من أحسن من جمعها في كتاب ونوّع طرائقها، ووسع مداخلها الشيخ أحمد سالم في كتابه: "السُّبل المَرضيَّة في تلقِّي العلوم الشرعية" ومن محاسن الطبعة الأخيرة توافر مناهج التفقه فيها على المذاهب الأربعة مرتبة مبوبة، من صناعة متخصِّص في كل مذهب..
وأما علم أصول الفقه، فإن اختياري في طلبه أن يكون على مراحل وفق ما يلي:
وهي مرحلة يُقصَد بها حصول صورة العلم في النفس واضحة جليّة، والتعرف عليه تعرفا كاشفا مبينا، على سبيل الإجمال لا التفصيل.
هذه الثلاثة -على هذا الترتيب- تفيد المبتدئ ضبطا حسنا وتصورا واضحا لمجملات مسائل العلم، مع غزارة في الأمثلة التي تزيد العلم في ذهنه وضوحا، خاصة في شرح د. غازي العتيبي.
وهي -على هذا الترتيب- تتدرج تتدرجا مقصودا، فهي موضوعة على سبيل الترقِّي، فكلُّ كتابٍ منها هو مرقاةٌ إلى ما بعده
والأحسن قراءة الكتب الثلاثة، فإن لم يمكن؛ فالثاني والثالث لزوما.
وهذه المرحلة هي في الضبط التفصيلي للعلم، وقد كانت السابقة في الضبط الإجمالي، والفرق بينهما: أنَّ الضَّبط التفصيلي يزيدُ على الإجماليّ بأمور، منها:
ونحو ذلك من المطالب.
والمختار فيها:
أن يعمد الطالب إلى أحد المتون الأصولية التي آلتْ إليها عناية الأصوليين، وحطّت ببابها ركائب المتأخرين، مع النظر في شرح مبسوط من شروحها، يدرسه الطّالب درسا دقيقا وافيا ، وهذه المتون لا تخرج عن ثلاثة يختار الطالب أحدها:
وأحسن شروحه:
وأحسن شروحه:
ولو اختار الطالب هذا المتن، فيحسن به الجمع بين هذين الشرحين.
فإن فرغ من ذلك، فالمظنون به أن يكون قد ضبط العلم ضبطا جيدا..
وحينئذٍ؛ فقد سنَح له أن يتقلّب في كتب الأصول كما يشاء، فقد أمن من غائلة الاضطراب.