HUSSAINALYOUSIF Telegram 3481
لماذا كل هذا الهلع؟..

لم يُحمل الجثمان على الأكتاف بعد،
لم تمتلئ الشوارع بالحشود
ولم يصرخ شعبه التزاماً بالوعد،
لم توثّق عدسات الكاميرات بعدُ هيبة المشهد،
لكن ما يجري بكواليس الغرف المغلقة تفضحه الحماقة:
العالم يخاف من الجنازة!

استنفار سياسي اعلامي وأمني غير مسبوق،
لمنع الناس من التوافد إلى بيروت.
ليس لأن الأمر يتصل بأمن العاصمة،
بل لأن مشهداً واحداً يوم الأحد،
ينسف كل المشاريع التي صاغتها عقول دوائر القرار في تل أبيب وواشنطن.
منذ اللحظة الأولى،
بدأت حملة دولية هدفها منع الحشود من التوافد إلى بيروت.
وعندما نقول "دولية" فإننا نقصدها بحرفيتها. شركات الطيران ألغت حجوزات مئات المسافرين القادمين من تركيا والدول الأوروبية (أكثر من 120 رحلة قادمة من أوروبا تم الغاؤها أو تأخيرها لما بعد 23 شباط.
الطيران التركي ألغى 20% من رحلاته رسمياً، ومنها رحلات كانت قادمة من ألمانيا)،
دون تقديم تبريرات واضحة.
كما أن بعض المطارات شهدت استدعاء مسافرين لبنانيين والتحقيق معهم حول أسباب سفرهم،
في مشهد لم يحدث حتى في أحلك فترات الحرب الأهلية اللبنانية.

الضغوط لم تتوقف عند حدود المطارات.
بل شملت الشركات والمؤسسات والصحافة التي تسوّق لرواية الترهيب من الحضور،
كما المطاعم والجمعيات التي هددت الموظفين بالطرد.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي،
ترتفع نبرة التحريض، كأنّنا عشية حدث جلل يهدد النظام العالمي القائم.

إحدى أبرز المعارك التي تخوضها الدوائر الغربية اليوم، ليست فقط في الميدان السياسي،
بل أيضاً في ميدان الذاكرة والخشية من التوثيق.
وسط رغبة في ابقاء هذا الحدث عابراً،
دون صور ومشاهد تشكل زخماً لكل المراحل القادمة،
وتكشف حجم المشاركة الشعبية، حتى أن شركات التكنولوجيا الكبرى بدأت بتضييق الخناق على الحسابات (فيسبوك انستاغرام...)
التي تواكب التحضيرات خطوة بخطوة،
وتحذف أي منشورات تتعلق بالتشييع حتى قبل أن يبدأ.

لكن، فلنعد خطوة إلى الوراء ونسأل سؤالاً بديهياً:
إذا كان حزب الله قد هُزم،
كما يزعم خصومه،
وإذا كان جمهوره متعباً، منهكاً ومحبطاً،
فلماذا كل هذا الذعر من جنازة؟
لماذا يحتاج هؤلاء إلى كل هذا الجهد لمنع الناس من المشاركة،
حتى وصل بهم الأمر ترويج سيناريو الاعتداء الاسرائيلي المباشر على المشيّعين؟
وربما التلاعب بنتائج الأرصاد الجوية ونشر أخبار مزيفة عن أحوال الطقس

الواقع أن المعركة ليست على تشييع رجل،
بل على طمس رمزية هذا الرجل
وما يمثله في الوعي الجماعي.
عندما يخرج مليون شخص ليهتفوا باسمه، فإنهم لا يهتفون لرجل قُتل،
بل لقضية لم تُهزم.
عندما تمتد الحشود من الضاحية إلى بيروت، فإنها تحمل معها رسالة أقوى من الصواريخ وأكثر وضوحاً من الخطابات:
نحن هنا،
ونحن مستمرون،
وهذه الأرض لنا.

هذه ليست مجرد جنازة، إنها استفتاء شعبي على المعركة الكبرى التي تخوضها المقاومة منذ أربعة عقود.
إنها لحظة إعلان صريح أن القتل لن يغيّر شيئاً. الحقيقة،
هم لا يخافون من الجثمان، بل من الذين سيسيرون خلفه.
منقول



tgoop.com/HussainAlYousif/3481
Create:
Last Update:

لماذا كل هذا الهلع؟..

لم يُحمل الجثمان على الأكتاف بعد،
لم تمتلئ الشوارع بالحشود
ولم يصرخ شعبه التزاماً بالوعد،
لم توثّق عدسات الكاميرات بعدُ هيبة المشهد،
لكن ما يجري بكواليس الغرف المغلقة تفضحه الحماقة:
العالم يخاف من الجنازة!

استنفار سياسي اعلامي وأمني غير مسبوق،
لمنع الناس من التوافد إلى بيروت.
ليس لأن الأمر يتصل بأمن العاصمة،
بل لأن مشهداً واحداً يوم الأحد،
ينسف كل المشاريع التي صاغتها عقول دوائر القرار في تل أبيب وواشنطن.
منذ اللحظة الأولى،
بدأت حملة دولية هدفها منع الحشود من التوافد إلى بيروت.
وعندما نقول "دولية" فإننا نقصدها بحرفيتها. شركات الطيران ألغت حجوزات مئات المسافرين القادمين من تركيا والدول الأوروبية (أكثر من 120 رحلة قادمة من أوروبا تم الغاؤها أو تأخيرها لما بعد 23 شباط.
الطيران التركي ألغى 20% من رحلاته رسمياً، ومنها رحلات كانت قادمة من ألمانيا)،
دون تقديم تبريرات واضحة.
كما أن بعض المطارات شهدت استدعاء مسافرين لبنانيين والتحقيق معهم حول أسباب سفرهم،
في مشهد لم يحدث حتى في أحلك فترات الحرب الأهلية اللبنانية.

الضغوط لم تتوقف عند حدود المطارات.
بل شملت الشركات والمؤسسات والصحافة التي تسوّق لرواية الترهيب من الحضور،
كما المطاعم والجمعيات التي هددت الموظفين بالطرد.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي،
ترتفع نبرة التحريض، كأنّنا عشية حدث جلل يهدد النظام العالمي القائم.

إحدى أبرز المعارك التي تخوضها الدوائر الغربية اليوم، ليست فقط في الميدان السياسي،
بل أيضاً في ميدان الذاكرة والخشية من التوثيق.
وسط رغبة في ابقاء هذا الحدث عابراً،
دون صور ومشاهد تشكل زخماً لكل المراحل القادمة،
وتكشف حجم المشاركة الشعبية، حتى أن شركات التكنولوجيا الكبرى بدأت بتضييق الخناق على الحسابات (فيسبوك انستاغرام...)
التي تواكب التحضيرات خطوة بخطوة،
وتحذف أي منشورات تتعلق بالتشييع حتى قبل أن يبدأ.

لكن، فلنعد خطوة إلى الوراء ونسأل سؤالاً بديهياً:
إذا كان حزب الله قد هُزم،
كما يزعم خصومه،
وإذا كان جمهوره متعباً، منهكاً ومحبطاً،
فلماذا كل هذا الذعر من جنازة؟
لماذا يحتاج هؤلاء إلى كل هذا الجهد لمنع الناس من المشاركة،
حتى وصل بهم الأمر ترويج سيناريو الاعتداء الاسرائيلي المباشر على المشيّعين؟
وربما التلاعب بنتائج الأرصاد الجوية ونشر أخبار مزيفة عن أحوال الطقس

الواقع أن المعركة ليست على تشييع رجل،
بل على طمس رمزية هذا الرجل
وما يمثله في الوعي الجماعي.
عندما يخرج مليون شخص ليهتفوا باسمه، فإنهم لا يهتفون لرجل قُتل،
بل لقضية لم تُهزم.
عندما تمتد الحشود من الضاحية إلى بيروت، فإنها تحمل معها رسالة أقوى من الصواريخ وأكثر وضوحاً من الخطابات:
نحن هنا،
ونحن مستمرون،
وهذه الأرض لنا.

هذه ليست مجرد جنازة، إنها استفتاء شعبي على المعركة الكبرى التي تخوضها المقاومة منذ أربعة عقود.
إنها لحظة إعلان صريح أن القتل لن يغيّر شيئاً. الحقيقة،
هم لا يخافون من الجثمان، بل من الذين سيسيرون خلفه.
منقول

BY سماحة الشيخ د. حسين اليوسف


Share with your friend now:
tgoop.com/HussainAlYousif/3481

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

How to Create a Private or Public Channel on Telegram? To edit your name or bio, click the Menu icon and select “Manage Channel.” Step-by-step tutorial on desktop: End-to-end encryption is an important feature in messaging, as it's the first step in protecting users from surveillance. In 2018, Telegram’s audience reached 200 million people, with 500,000 new users joining the messenger every day. It was launched for iOS on 14 August 2013 and Android on 20 October 2013.
from us


Telegram سماحة الشيخ د. حسين اليوسف
FROM American