لعجزك أحيانًا تقول: لا أملك سوى الدُّعاء..
ولو قرأتَ عن فضله، وما ورَد عنه، لقلتَ:
وكفى به من سِلاح!

يُناديكَ من لا يأمنُ جانبًا:
حنَانيك، لا تكلني لنفسي.

أتيتُ بخاطِرةِ العيدِ متأخِّرة...

#سطر_من_نص 12

"كَانَ كُلًّا مِنَّا يَفْهَمُ الآخَر، صَمْتَهُ، هُدوءَهُ، حُزْنَهُ، كُنَّا نَعْرِفُ جَيِّدًا مَتَى يَحِينُ وَقتُ تَقدِيمِ وَردَةٍ شَغُوف!"

• إسعاف الصَّبَّاغ.

حَنانَيك!
أُنسُكَ مهما كثُرت حولنا الجُموع...
أُنسُك يُعين، يُخفِّف، ننسى فيه حُزنًا وجُروح.

ثمَّ أعيذكَ أن تعتاد النِّعم، فتمَلَّ ثمَّ تدقِّقَ ثمَّ تبتئس...
كلُّكَ نِعَم، فاحمده ليل نهار، عساه سُبحانه يَزيدُك ولا يحرمك!

ظنُّكَ أنَّه تجاوَز عتَبَةَ المَشاعِر يَظلمُهُ!
كيف يَتَجاوَزُ مَن أرسَى في قلبِهِ قاربًا يؤلِمُهُ؟
أتراهُ؟
وحيدًا يجلس مجلِسَهُ، يَهوى السُّكوتَ عن الإفصَاحِ لمنْ بهِ صَمَمُ...
أتَراهُ؟
يأنَس بخالِقهِ لا تكادُ ترى لهُ
أيَّ خُلُقٍ بشِعٍ يدَافِعُ به عنهُ...
ثمَّ يأوي إليكَ ناسيًا همومَهُ، قد صبَّ الإبريق عند من يسمعُهُ...
لا عليكَ، قد ساقَ حقيبةَ العَتبِ دهرًا أوجعَهُ...
لن يحمِلَ سكِّينَ الخَيبةِ...
ذاك أكثر ما يُفجعُهُ!

أظنَنته اجتازَ دوَّامة ليالي الأسى، ودموعَ القهرِ ممَّن خذلَهُ؟
هيهات هيهات...
لكنَّكَ ربَّما تبكيها علنًا..
وهو يهوى الخَفاء كأنَّها لُعبتهُ!

• إسعاف الصَّبَّاغ.

تُعطي درسًا للصِّغار، فترى نفسَكَ تطبِّقُهُ كما لو أنَّها طفلةٌ بينهم...
يتعلَّمُ المُعلِّمُ مع طلَّابه ما لا يتعلَّمه بمفردِه، ولا يكبر المرءُ عن العِلم وإن قيل له: مُعلِّم.

يعتذرُ لحجمِ الأسى، لكثرةِ الشَّكوى والدُّموع...
يوعِدُ بالتَّغيير والأمل، بتحويلِ التَّعبِ إلى زهور...
ناسيًا وربَّما يَتناسى!
أنَّنا هُنا لتقبُّل العِلل والعُيوب...
فما شأني بالضَّحكِ والمُزاح، والثَّرثرةِ وطولِ الكلام، إن كنتَ في جروح؟
وما لي ولتمثيلِ الفَرحِ، وقناعِ القوَّةِ، والحقُّ منِّي خَجول!

دعكَ ممَّا سَبق، وأمسِك بيدي...
طريقُ الحياةِ طريقُ سفر...
فاصحبني معَك...
ولا تخَف.

• إسعاف الصَّبَّاغ.

#آيات


قال تعالى:
"وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا" [الكهف : 68]

إذن هُناك مشقَّة، هُناك جِهاد..
هُناك معاناةُ شخصٍ عِلمُه محدودٌ في فلكِ المخلوقات..
ألمُ جهلٍ يغلِبُه، يصرَعهُ بين (لماذا؟) و (إلى متى؟)...
ضَياعٌ في أقدار الحَياة!

لكنَّها سرُّ الإيمان، سرُّ التَّسليم، سرُّ اليقينِ بالله...
فأن تعلَم فترضى، لا تُشبِه مُطلقًا من يَرضى دون سؤال!

وستنتهي عواصفٌ كتبها الله لك، تظنُّها عليك، ثمَّ ستخرج /الحمد لله/ من الأعماق...

وفِّر على نفسِك العَناء، وأرِ الله تعالى حُسنَ ظنٍّ في الابتلاء، واحمده اليوم لا تنتظر...
لعلَّ في التَّسبيحِ والحمدِ يختبئ حبلُ النَّجاة!

• إسعاف الصَّبَّاغ.

يُرسِل الكَلمات الحَنونة فَجأة، على لسانٍ لم نتوقَّعه، في لحظةٍ عَصيبة...
سُبحانه، لطيفٌ بِنا رغم سوء أدبِنا...

مرَّةً بعد مرَّة، ستختلفُ نظرتكَ للأمور البسيطة، تلك التي كنتَ تخلِّفها وراءك دون تفكير!
ستكبر المسؤولية فيكَ يومًا، وستفتحُ عينيكَ بضميرٍ رقيق، على عملٍ دقيق، تخافُ الله فيه.
فاستعد!

أهلًا بكلِّ أذان، أهلًا بكلِّ نِداءٍ من الله، أهلًا بالتَّكليفِ المُحبَّب...

يا سيِّدي قد ضاع الرَّكبُ عنَّا وما استطعنا أن نأتيك!
هلَّا زُرتنا في حُلمٍ، ننسى بنورِ وجهكَ الهمَّ الكبير؟

تنهي حديثنا بطلبِ الدُّعاء:
- ادعي لنا

تقصدنا، هي وأنا، فأردُّ بالتَّأكيد، وأُغلق مَلفَّنا.
أرى أنَّ الجُرح في قلبي لا قلبِنا..
لكنَّها لا تحتمل رؤيته، ولا تطيق صبرًا حتَّى يلتئم فنعود للضَّحك معًا..
أمَّا أنا؟
فلستُ بحاجةٍ للتَّذكير، الأمر أشبه بنزيفٍ لا يتوقَّف، فكيف لا أدعو.. لنا؟

• إسعاف الصَّبَّاغ.

اللهمَّ هذا نداء يُنادينا للصَّلاة...

هلَّا مننت علينا كي نقيمها حقَّ القيام؟
وهلَّا تكرَّمت علينا فقبِلتها رغم علَّة الشُّرود، وكثرةِ المُحاولات؟

حَنانَيك... عبيدك ضعفاءٌ ضعفاء...

يبدو أنَّ الرُّوح تتعبُ أيضًا، فتطرحنا في الفِراش كالمَرضَى.

مســاؤك خَير!
مهما تحدَّثتَ عن شَتاتِ حالِك، وعِظَمِ ألمِك، ومرَّاتِ بُكائِك لن تنجو!
إن لم يربِط قلبُك مفهومَ النَّجاةِ باللُّجوءِ إلى الرَّحمٰنِ فـ نار صدرِك لن تخبو...

صاحب القرآن قد تمُر عليه الليالي والأيَّام فيبتعد عن القرآن فلا يلبث إلا أن يرجع إلى كلام ربّه خالقه ومولاه متلهفًا مشتاقا، كالذي فارق وطنه واغترب وتألم ثم عاد ليجد المأوى الذي يأويه والروح التي تحييه والنور الذي يهديه بإذن الله🌧️🌿.

قد يجعلُ الله بين يديكَ قلبًا، ليرى جُهدك بِصلاحِه، وصِدقكَ بطلبِ فلاحه...

ألم يضع بين يديكَ صِغارَ حلقات القُرآن؟
يتهافتون إليكَ حتَّى تبتسم لهم عند الإنجاز، ويُسارعون في الحِفظ حتَّى يسمعوا منك أحلى الكَلمات...

مُدَّ يديكَ بحنان، امسح على رؤوسهم، صفِّق وشجِّع، قد سخَّر الله لك محبَّتهم، هلَّا اغتنمت لآخرتِك؟

• إسعاف الصَّبَّاغ.