Telegram Web
وظَننتُ أنّي قَد كَبِرتُ عَلىٰ الهَوىٰ
‏حتّى رَأيتُ الحُسن يمشِي في جَسد
‏فسَألتُها مُتعجبًا من حُسنِها
‏ماذا يُريدُ الغَيثُ في أرضِ الحَسد؟
‏ضَحِكت وقد زادَ الحياءُ جَمالها
‏فأردتُ أُخبرُها باسمي والبَلد
‏لَكنّها رَمشت ..ويَبدو أنّها
‏أنسَتني اسمي واختلَفتُ إلى الأبَد
.
ستظلُّ تجمعُ صورتي وتلمُّها
‏وأنا انتثرتُ قصائداً وأغاني
‏وتظلُّ تبحثُ عن خيالٍ هاربٍ
‏شبحٍ يُشابهُني ولن تلقاني
‏في كلِّ ركنٍ قد تركتُ حكايةً
‏وزرعتُني عمداً بكلِّ مكانِ
‏لا شيءَ يُمكنُه إعادة ما مضى
‏أنا لن أعودَ وأنتَ لن تنساني
.
ما زلتَ تبحثُ في دروب وصالنا ؟
‏أتظن بالوعد الكذوب أسرتني !
‏لا تبتغي عطفًا بظل سحابتي
‏كلا ولو عاد الحنينُ وجئتني
‏أو تحسبنّ الشوق بات مُعذبي
‏لا والذي أغراك حين هجرتني
‏غيري على كف الوصال حملتهُ
‏وأنا الوفي الحرُّ غدرًا خنتني
‏فارحل ودعني أستعيدُ ملامحي
‏ودع الزمانَ يريك كيف أضعتني
.
كان ﷺ دائمَ البِشْر، سَهْل الخُلق، ليّن الجانب، ليس بفظٍّ ولا غليظ، ولا صَخَّابٍ ولا فحَّاش، ولا عيَّاب، ولا مدَّاح، يتغافل عما لا يشتهي، وليس هناك أبلغ من وصفِ أبي هريرة -رضي الله عنه- عندما قال واصفًا الرسول ﷺ:"مارأيتُ شيئًا أحسن من رسول الله ﷺ، كأنَّ الشمس تجري في وجهه"
.
كما يَفِرُّ العبدُ من النارِ المحسوسةِ خَشْيةَ إيلامِ بدنِه؛ فلْيَفِرَّ من الذنْبِ خَشْيةَ إيلام قلبه، فإنَّ ألمَ القلبِ وموتَه أشدُّ من ألمِ البدنِ وموتِه
.
تفقد صلاح الدِّين الأيوبي أحوال الجند ليلًا، فوجد خيمة بها عددٌ من الجند يقرؤون كتاب الله ويقومون اللَّيل، فقال: "من هنا يأتي النصر"، ومر على أخرى فوجدها نائمة، فقال: "من هنا تأتي الهزيمة"

‏- الوتر
.
روي عن أبي نواس أنه دخل على أحد الخلفاء فوجده جالسا وإلى جانبه جارية سوداء، تدعى خالصة، وعليها من أنواع الحلي والجواهر ما لا يوصف، فصار أبو نواس يمتدحه، وهو يسهو عن استماعه، فلما خرج كتب على الباب:
لقد ضاع شعري على بابكم
كما ضاع درٌّ على خالصة.

فمرت الجارية، فقرأت البيت، فأطلعت الخليفة عليه، فغضب الخليفة، وأمر بإحضار أبا نواس، وكان مختبئًا وراء الباب، فمسح العينين اللتين في لفظة "ضاع"، وأحضر بين يديه، فقال له ما كتبت على الباب؟ قال: كتبت:
لقد ضاء شعري على بابكم
كما ضاء درٌّ على خالصة.

فأعجبه ذلك، وأنعم عليه، فخرج أبو نواس وهو يقول: "لله درك من شعر قُلِعت عيناهُ فأبصر."
‏قال ابن حزم رحمه الله :

‏وما شيءٌ من دواهي الدُّنيا يَعْدِلُ الافتراق، ولو سَالَت الأرواح به فضلا عن الدُّموعِ كانَ قليلا، وبعضُ الحكماء سَمِعَ قائلا يقول: الفِراقُ أخو الموتِ.
‏فقال: بل الموتُ أخو الفراقِ."

‏أمَّا أنا فالموتُ عندي أسهلُ مِنَ الفراق.

‏طوق الحمامة، ص 215 و 225
.
‏أشقيتَ قَلبِي والهيامُ يقولُ لِي
‏مِن أجلِ عينٍ ألفُ عَينٍ تُكرَمُ
‏لوْ كنتَ تخشىٰ اللهَ مَا أشقيْتَنِي
‏لا يَرحمِ الرَّحمنَ مَن لا يرحمُ
‏شَرع المتيَّمِ قَد تبيَّنَ حكمهُ
‏الوَصلُ فرضٌ والفُراقُ محرّمُ
.
في مواساة النفس عند فراق من تحبهم

يقول مصطفى المنفلوطي :
فلا شيء يُعزّيني عنك بعد فراقك - إلا الأملُ في لقائك
فالمرء يأنس بأمله ويستظل به من حر شوقه،
يتذرى في كنفه من ألم فراق المحبوب،
ويعزي نفسه به ويسلّيها إلى حين أن يلقاه

لذلك قال المتنبي :
«وما صبابة مشتاق على أمل - من اللقاء كمشتاق بلا أمل»
.
يامن يرا مافي الضميرِ ويسمعُ
أنت المُعد لكلِ مـايتوقعُ

يامن يُرجى في الشدايدِ كلُّها
يامّـن إليه المُشتكى والمفـزعُ

يامن خزائنُ جودِهِ في قولِ كُن
أُمنُنْ فإن الخيرَ عندكَ اجمعُوا

مالي سِـوا قـرعِ لبابِكَ حيلةٌ
فـإذا رددتُ فأيُ بابٍ اقرعوا
.
قال الربيع بن أنس عن بعض أصحابه:
علامه حبّ الله كثرة ذكره، فإنّكَ لن تحبَّ شيئاً إلّا أكثرت ذكره.
وقال فتح الموصلي:
المحب الله لا يغفل عن ذكرِ اللهِ طرفة عين،
وقال غيره : من اشتغل قلبه ولسانه بالذكرِ ، قذفَ الله في قلبه نور الاشتياق إليه.
وقال إبراهيم بن الجنيد كان يقال: من علامة المحب الله دوام
الذكر بالقلب واللسان، وقلّما ولعَ المرءُ بذكرِ اللهِ عزَّ وجلَّ إِلَّا
أفادَ منهُ حبَّ اللَّهِ
.
امسُ انتهينا فلا كُنا ولا كانا
‏يا صاحبَ الوعدُ خَلِّ الوعدَ نسيانا
‏طاف النعاسُ على ماضيكَ وارتحلَت
‏حدائق العمرُ بكيًا فاهدأ الآنا
‏كان الوداعُ ابتساماتٍ مبللة ً
‏بالدمعِ حينًا وبالتذكارِ أحيانَا
‏حتى الهدايا وكانت كلَ ثروتِنا
‏ليلَ الوداعِ نسيناها هدايانا
.
ما بينَ أوهامٍ وحزنِ شبابِ
‏ما فادَ لومي أو كثيرُ عتابي
‏عاتبتُ دهرًا لا يرقُّ لأدمُعي
‏وفقدتُ في تيهِ السُّؤال جوابي
‏وسلكتُ دربًا في خيالي مُبهمًا
‏فأضعتُ فيهِ بصيرتي وصوابي
‏ومحوتُ حُزنَ قصائدي فوجدتُهُ
‏في ساعتي في جيئتي وذهابي
‏ومن الغرائبِ أن بعضي باعني
‏ومِن العجائبِ ضرَّني أحبابي
.
"كبرتُ على العتابِ فلا تظنّي
‏بأنّي غاضبٌ جداً وعاتِبْ
‏فإنْ عدنا سيسعدني كثيراً
‏وإنْ كلّا ؟ فكم ودّعتُ غائِبْ
‏أنا رجلٌ على النسيانِ صعبٌ
‏وجذري في سحيقِ الدهرِ ضاربْ
‏وحيدٌ رغبةً، كرهاً كأنّي
‏بما لا أشتهي وأريدُ راغبْ
‏مررتُ عليكِ مبتلَّ النوايا
‏مرور الريحِ أشرعةَ المراكبْ
.
لا تُهْمِلْ قلبَك! تحسَّس مواضِعه، لا تُثقِل عليه، فهو لا يحتملُ أن يبتعدَ عن رحابِ ربِّه
‏إياك أن يخرج عن حِمى الله، أغلق عليه كلَّ المنافِذ وحصِّنه بالذِّكر، هذه المُضغة هي أعزُّ ما تَملك، لو فقدتَها ما قامَ لك شأنٌ في الدُّنيا ولا في الآخِرة، وتكون صفر الأيدي يوم القيامة
.
صبرتُ على الأيام لما تولّتِ
‏وأَلزمتُ نفسي صبرها فاستمرّتِ

‏فوا عجبا للقلب كيف اعترافه
‏وللنفس بعد العز كيف استذلت

‏وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى
‏فإن طمعت تاقت وإلا تسلّتِ

وكانت على الأيام نفسي عزيزةً
‏فلما رأتْ صبري على الذل ذلّتِ

‏فقلتُ لها: يا نفسُ موتي كريمةً
‏فقد كانت الدنيا لنا ثم ولَّتِ

- الحاجب المصحفي
وإنّي لتعروني لذكراكِ هزّةٌ
‏كما انتفضَ العصفور بلّلهُ القَطْرُ

‏هَجرتُكِ حتى قيل لا يعرفُ الهوى
‏وزُرتك حتى قيل ليس له صبرُ

‏صدقْتِ أنا الصب المُصاب الذي به
‏تباريحُ حُبً خامر القلب أو السحر

‏أما والذي أبكى وأضْحك والذي
‏أمات وأحيا والذي أمره الأمر

لقد تَركتْني أحسُد الوحشَ أن أرى
‏ألفَين منها لا يروعُهما النفْر

‏ويا حبّها زِدني جوىً كل ليلةٍ
‏ويا سلوة الأيام موعدُك الحشْر

‏عجبتُ لسعي الدهرِ بيني وبينها
‏فلمّا انقضى ما بيننا سكن الدهرُ

‏- ابو صخر الهذلي
2025/04/07 03:57:43
Back to Top
HTML Embed Code: