tgoop.com/KhenchelaSalafi/4494
Last Update:
الصحابِيُّ الصغير الذي تبرأ من عمه،
وكَذَّبَهُ الصحابة؛ فصدقه القرٱن.
• "عُمَير بن سعد" -رَضِيَ اللَّه عنه-
جلس النبي ﷺ مع أصحابه في المسجد، يُعَلِّمهم، ويُرَبِّيهم، ويُزَكِّيهم، وانطلق شابٌ صغير مُلِيءَ حكمةً وإيمانًا، اسمه عُمير بن سعد،
ودخل على عمه، وهو شيخٌ كبير في الستين من عمره، ولكن النفاق في قلبه كالجبال، يصلي مع الناس في المسجد، ويصوم ويعتمر، ولكنه مُكَذِّب بالرسالة والرسول،
فقال عمير بن سعد:
"يا عماه، سمعت الرسول ﷺ يخبرنا عن الساعة حتى كأني أراها رأي العين"
فقال الجُلاس بن سويد وهو عمه:
" يا عمير، والله إن كان محمد صادقًا، فنحن شر من الحمير"
فانتقع وجه عمير بن سعد، واهتز جسمه، وانتفض كيانه،
وقال:
"يا عم، والله إنك كنت من أحب الناس إلى قلبي، والله لقد أصبحت الآن أبغضهم إلى قلبي جميعاً، يا عم، أنا بين اثنتين؛
إما أن أخون الله ورسوله، فلا أخبر الرسول ﷺ بما قلت وإما أن أخبر الرسول ﷺ وليكن ما يكون.
ولكن ما معنى كلمة الجُلاس هذه؟!
معناها: الكفر بلا إله إلا الله، وعدم تصديق الرسول والاعتراض عليه.
قال الجُلاس بن سويد:
"أنت طفلٌ غرٌ لا يصدقك الناس، فقل ما شئت"
فذهب عمير، وجلس أمام الرسول ﷺ، وقال:
"يا رسول الله، الجُلاس بن سويد، خان الله ورسوله، وهو عمي، وقد تبرأت إلى الله ثم إليك منه"
قال الرسول، ﷺ: وماذا قال؟
قال عمير: قال:
"لو كان محمد صادقاً، لنحن شر من الحمير!!."
فجمع الرسول ﷺ، واستشارهم في هذا الأمر،
فقالوا:
يا رسول الله، هذا طفل صغير لا تصدقه، فهو لا يعي ما يقول، والجُلاس بن سويد يُصلي معنا، وهو شيخ كبير، وعاقل، فسكت ﷺ، ولم يُصدق هذا الغلام.
وسالت دموع الغلام، وانتفض جسمه، والتفت إلى السماء، حيث القدرة، حيث علم الغيب، توجه إلى الذي يعلم السرّ وأخفى ثم قال:
"اللهم إن كنت صادقًا فصدقني، وإن كنت –يا رب– كاذباً فكذبني"
فوالله ما غادر مجلسه، ولا قام من المسجد، إلا وجبريل ينزل بتصديقه من فوق سبع سماوات،
( يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِـمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ )
[التوبة:74].
واستدعى الرسولﷺ الجُلاس فسأله عن الكلمة، فحلف بالله ما قالها، فقال عليه الصلاة والسلام يقول الله:
يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم،
أما أنت يا جُلاس، فقد كفرت بالله، فاستأنف توبتك، فإن الله تعالى يقول:
﴿ فإن يتوبوا يكُ خيراً لهم ﴾
[التوبة:74]
واستدعى الرسول ﷺ عمير بن سعد وقال له:
(مرحباً بالذي صدقه ربه من فوق سبع سموات)
فياله من جيلٍ تعجز عن وصفه الكلمات وتخجل أمام وصف صدقه وإخلاصه وقوة إيمانه العبارات!.
المصادر :
-ذكره السيوطي في الدر المنثور 3/463 ، 464)، وعزاه لابن أبي حاتم ، وعبد الرزاق، وابن المنذر.
BY خنشلة الدعوية-الجزائر
Share with your friend now:
tgoop.com/KhenchelaSalafi/4494