tgoop.com/KonoAnsarAllah/30725
Last Update:
ألم يقل: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ} (الأنفال: 60) حتى رباط خيلك، وشكل خيلك العربية، جياد الخيل، يراها العدو أو يسمع بها فترهبه، لكن أنت إذا ما أصبحت في موقع عدوك أنت، أصبحت من أولياء الشيطان فأنت من سيرعبك كل شيء من جانبهم.
أوليسوا هم أيضاً من يحاولون على أن يكون لهم أشكال متعددة تبدو أمام الآخرين بالشكل الذي يخلق رعباً في نفوسهم؟ هم من يعملون على هذه.
بل كانوا وهذا كان في أيام بريطانيا يوم كانت هي الدولـة الكبرى في العالم، وكانت تقوم حركات من هنا وهنا مناهضة لها، وكان يبرز أشخاص أقوياء، وكانت مظاهر لندن - كعاصمة لدولة متقدمة - مظاهر العمران، مظاهر الحضارة بالشكل الجذاب، أو بالشكل الذي يصرف ذهنية الإنسان عن أشياء كثيرة أخرى فيرى في لندن وجه دولة عظمى هو يرى في نفسه أنه لا يستطيع أن يعمل أمامها شيئاً. فقالوا: كان البريطانيون يحاولون بأي طريقة أن ينجذب أولئك الثوار لزيارة لندن. وكان جمال الدين الأفغاني ممن قد عرف هذا، حاولوا فيه أيضاً أن يزور لندن وقال عنها: [هي مقبرة الثوار]، أو بعبارة تشبه هذه.
كان بعضهم يزور لندن فإذا ما زار ورأى البنايات الشامخة ورأى الحركة، ورأى المظاهر الجميلة، فيقول من يستطيع أن يقاوم هؤلاء، ورجع وقد بردت أعصابه كلها، وتلاشت كل ثوريته، وتلاشى حماسه، بل بعضهم يعود داعيةً لأن تبقى بريطانيا مستعمرة لشعبه! وقد يعود بعضهم أيضاً داعيةً إلى أن يتثقف أبناء شعبه بثقافة تلك الدولة، كما صنع [رفاعة الطهطاوي] أحد العلماء المصريين، عندما زار باريس.
هكذا يصبح الحال أمام من لا يفهمون كتاب الله بالشكل الذي يجعل كل شيء أمامهم ضعيفاً أمام قوة الله وجبروته، وعزته وقهره، وإذا لم نكن على هذا النحو سنرى الآخرين - وكما أسلفت - كلهم أكبر من أولياء الله، ووليهم أكبر من الله، وكل ما لديهم أكبر من إيماننا فتكون الأشياء كلها مما يعزز اليأس في نفسك، ومتى ما تعزز اليأس في نفوس الناس تلاشت كل القيم أمامهم، وأصبحوا هم من يسخرون ممن يحاول أن يحركهم، أصبحوا ممن يرون الأشياء كلها مستحيلة؛ ولهذا لما كان الإنسان كإنسانٍ ضعيفاً كما قال الله: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً} (النساء: 28).
إذا لم يشتد بإلهه، إذا لم يعتمد على إلهه فإنه سيكون ضعيفاً، وها هو ضعيف حتى أمام خصومه من الحيوانات، أوليس الثعبان يقتله، والنملة تؤلمه؟ ووخزة الشوك تؤلمه وتقعده؟ لكنك إذا ما اعتمدت على الله تحول كل ضعفك إلى قوة. ولأن الإنسان هكذا جاء العمل على أن يصنع الإنسان على هذا النحو في القرآن الكريم مكرراً ومؤكداً، وكثيراً جداً، ومرفقاً حتى بالقسم الإلهي، يقسم الله؛ من أجل أن نطمئن؛ من أجل أن يدفعنا من ضعفنا، أن يشدنا إلى حيث قوته وعزته ومنعته {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} هذا كلام مؤكد، مؤكد باللام [الموطِّئة للقسم] كما يقولون. العبارة تساوي: والله {لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}(الحج:40).
وعندما يقول الله لك، ويقول لأوليائه أنه سينصرهم لا تستطيع أن تقول: [هذا وعد يوم كان الأعداء لا يمتلكون وسائل كهذه، يوم كانوا لا يمتلكون صواريخ، ولا طائرات ولا قنابل ذرية ولا. إلى آخره. أما الآن فهم قد أصبحوا كذا وكذا]! عُد إلى الله من هو الذي وعدك؟ إنه من يعلم ما سيصل إليه أعداؤك، هو من يعلم بكل ما سيحدث في هذه الدنيا، هو عالم الغيب والشهادة.
أتظن أنه أقسم ذلك اليوم ولم يعلم أنه سيكون هناك أعداء يمتلكون قوة كهذه؟ إنه من أقسم لأوليائه في كل زمان، أمام أعدائه في كل زمان، وعلى الرغم مما يمتلكون أنه إذا ما انطلق أولياؤه لنصره فإنه سينصرهم كيف ما كان عدوهم. لكن الناس هم من يجب عليهم أن يتسببوا للنصر، ومن يعملون بكل وسيلة دون أن تستحكم قبضة عدوهم عليهم.
www.tgoop.com/KonoAnsarAllah
BY كونوا أنصار الله
Share with your friend now:
tgoop.com/KonoAnsarAllah/30725