tgoop.com/KonoAnsarAllah/30794
Last Update:
دروس من هدي القرآن الكريم
🔹معرفة الله - وعده ووعيده - الدرس الثاني عشر🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الثاني
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 4/2/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
كلنا نحن بني البشر: يهود ونصارى، ووثنيين، ومسلمين نظرتنا إلى الله تقريباً واحدة. أليس هناك حكومات متعددة داخل البلاد الإسلامية هل هي تعمل بالقرآن، وتسير على نهج القرآن؟ لا.
هي من أبعدت نفسها وأبعدت شعوبها عن تدبير الله، وكما أسلفنا: أن تدبير الله للإنسان يختلف عن تدبيره للمخلوقات الأخرى. تدبيره لنا يتمثل جانـب كبيـر منـه جـداً فـي جانـب الهدايـة، توجيهـات، وإرشادات، وتشريعات، أليس هذا هو الجانب الأكثر الذي نحتاج إليه؟ ومما يشهد على أن هذا هو الجانب الأكثر: أن كل الشعوب من مختلف أجناس البشر كلهم ينطلقون لوضع تشريعات لأنفسهم. أليس كذلك؟ لأنهم يشعرون أنهم بحاجة إلى وضع دساتير ووضع قوانين ووضع لوائح، أليس هذا هو الذي يحصل؟ أي بنـو البشـر مسلِّمـون علـى أنهـم بحاجـة ماسـة إلـى تشريعات تنظم شؤونهم. تكون هي في واقعها تدبيراً لشأنهم الواسع، بل تتردد الكلمات ونسمعها كثيراً: أنه لا يستقيم وضع الشعب إلا إذا سار على ماذا؟ وفق القانون. أليس كذلك؟ أن نلتزم جميعاً بالدستور. أليس هذا الذي يحصل من توجيهات الرئيس، وتوجيهات الملك، وتوجيهات أي زعيم في أي بلد آخر؟ يوجه بالالتزام بالقانون، الالتزام بالدستور من أجل استقرار اقتصادي، من أجل التنمية، من أجل استقرار سياسي، من أجل سعادة الأمة. أليس هذا ما يقولون؟
وهذا هو ما سيكون شاهداً علينا بين يدي الله سبحانه وتعالى؛ لأننا مـا مـن شـيء ممـا وجهنا الله إليه ومما طلبه منا إلا ونحن نشهد على أنفسنا بأننا بحاجة ماسة إليه. هذا واحد من الشواهد.
كلنـا بنـو البشـر مجمعـون علـى أننـا بحاجـة إلـى تشريعات، ودساتير، ولوائح، وأنظمة على مستوى الشعب الواحد، ثم على مستوى المجموعة الواحدة الآسيوية أو العربية، ثم على مستوى الدول كلها، القانون الدولي أليس هذا حاصلاً؟
هناك حتى قوانين دولية تنظم شؤون الدول كدول. ألسنا نشهد على أنفسنا أننا بحاجة إلى هذا الجانب، وأن هذا الجانب، هـو الجانـب المهم الذي تستقيم به الحياة في كل مجالاتها؟
طيب. إذاً فنحن شهدنا على أنفسنا بما يريد الله منا أن نعتـرف بـه لـه، فلمـاذا ننكـره إذا كان من جانب الله ونراه ضرورياً إذا ما كان من جانبنا؟ الله الذي يدبر الشؤون لمخلوقاته الواسعة على هذا النحو الواسع: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} (السجدة: 5) نتنكر له أن يدبر شأننا، هذا الذي نرى أنه ضروري.
هذه من الشواهد، تشهد على الإنسان مواقفه في الحياة، تشهد على الإنسان ما هو مسلّم به في الحياة أنه لماذا تسلم بهذا فيما يتعلق بنفسك إذا ما كان من جانبك فضروري، أما أن يأتي من جانب الله فـ لا؟! تشهد على الإنسان مواقفه، تشهد على الإنسان ضرورياته التي يعترف بها في الحياة، يشهد على الإنسان لسانه، يشهد عليه جلده، تشهد عليه أيديه وأرجله، وما أكثر الشواهد!
ألم يتضح لنا هذا الموضوع الآن؟ أننا وضعنا أنفسنا بديلاً عن الله في الجانب المهم، وأننا كفرنا بالله أن يدبر شأننا هو، وتدبير شأننا هو المهم في الحياة كلها، لأن شأن الإنسان هو الذي إذا استقام فاستقام الإنسان فستستقيم الحياة كلها.
لو أن المسألة بالنسبة لنا أن نقول: لسنا بحاجة إلى تدبير شأن إطلاقاً لكانت القضية أهون. لكننا من نشهد على أنفسنا بأننا بحاجة إلى أنظمة ودساتير ولوائح وقوانين. إذاً فلماذا لا نرجع إلى الله، أليس الله هو أعلم بنا وأعلم بهذا الكون كله من القانونيين، من الاقتصاديين، من فلاسفة القانون، من فلاسفة الاقتصاد، من فلاسفة النظم السياسية؟
أليس الله هو الذي يعلم السر في السماوات والأرض؟ وهو الذي خلقنا وبدأ خلقنا من طين كما قال هنا: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} (السجدة: 7) الذي أحسن كل شيء خلقه أليس بإمكانه أن يدبر شؤون ما خلقه على أحسن تقويم؟ بلى، بلى هو الذي يستطيع وهـو وحـده، وحـده الـذي يستطيـع أن يدبـر شؤون مخلوقاته بما فيها الإنسان وهو المخلوق المهم على أحسن تقويم. وكيف لا يعرف أن يدبر شؤونك وهو الذي خلقك وبدأ خلقك من طين؟ آدم. {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} (السجدة:8).
فالله الذي خلقنا على هذا النحو ورأينا أنفسنا وعلمنا من خلال ما نشاهده في قضية التوالد أننا نمر بمراحل متعددة. فإذا مـا استكملنـا قوتنـا، متى ما اتجهنا إلى الحياة. أليس الإنسان عندمـا يبلـغ يتجـه نظره إلى الحياة كلها يريد هذا، ويريد هذا، ويبعد هذا، ويقرب هذا، ويجمع هذا، ويفرق هذا. يلتفت إلى الحياة كلها.
BY كونوا أنصار الله
Share with your friend now:
tgoop.com/KonoAnsarAllah/30794