Mes

من الأشياء التي أتعجب منها هي السطحية في التفكير خصوصًا عندما يتعلق الأمر باختيار شريك حياة، ومن ذلك مثلا، أطلعت مؤخرا على قصة لشاب اعجب بزميلة له في الجامعة، ولصدقه في مشاعره ارسل أهله متقدمًا لها بأسلوبٍ شرعي ، ولكن البنت رفضته ، ولم تكتفي بهذا بل نشرت منشورًا تقول فيه - ما خلاصته - : أن الشاب غير جميل ،و تنصحه ألا يتقدم لأي بنت قبل أن يرى نفسه في المرآة ويتخيل تلك البنت بجانبه فإن وجد تكافؤ في الجمال تقدم وإلا فـ لا ... وما إلى ذلك من هراء، عموما سأشارك صورة لمنشورها معاكم.
المهم، عندي تعقيب على القصة ، لكن في البداية أود الحديث عن الجمال ، لأنه محل إهتمام الكثير من الناس.
طبعا، الجمال من المسائل الحساسة، كون المعنى بالبت فيها هي العاطفة وليس المنطق، ورغم أن الإهتمام بالجمال موجود عبر التاريخ إلا أن شدته تزداد يوما بعد آخر منذ خمسينيات القرن الماضي ، وذلك بسبب تأثير وسائل الإعلام المختلفة والموجهة،فمنذ نشأ النظام العالمي الرأسمالي، أصبح له الدور الأبرز في تحديد أذواق الناس وتوجهاتهم ، ومن ذلك أن جعل الجميع يلهث وراء الجمال ، بل جعل أيضا للجمال معايير معينة كي يتنافس الناس على تحقيقها، وخلال هذا السباق الغير منتهي أصلًا ينفق الناس مليارات الدولارات سنويًا في سبيل الوصول إلى المظهر "المثالي"، وانظر مثلا إلى أرباح الشركات العملاقة من عوالم المكياجات، العقاقير الطبية، الازياء، العمليات الجراحية... وتطول القائمة.
قد لا يصدق البعض إنه مدفوع إلى شراء المنتجات بسبب تأثير خارجي ، ولكن يكفي فقط أن تتأمل في طرق الاستدراج المبتكرة التي تمارسها الشركات العالمية ، لجعل الناس يشترون أكثر وأكثر ومن ذلك اسلوب "الماركات" و "الموضة" التي تتجدد كل حين ، عموما لا أريد أن أطول عليكم ولكن اعلموا أن الإهتمام المبالغ بالجمال ما هو إلا خدعة شرائية تستفيد منها كبرى الشركات، وأن مصير الجمال مهما بلغت درجته في أي إنسان إلى الزوال ، أضف إلى ذلك إننا حين نحب لا نلتفت إلى المظاهر بل نقع في الحب بغتة،وللعلم فإن تأثير الجمال يزول بالتعود ، أي إن جالست شخصا جميلا لمدة طويلة ستفقد القدرة على تمييز جماله ، ولن يظل تأثير جماله قويا كما كان في المرة الأولى التي قابلته فيها ...يتبع

www.tgoop.com/Losts24/4093

408 viewsJul 18, 2020 at 21:53

من الأشياء التي أتعجب منها هي السطحية في التفكير خصوصًا عندما يتعلق الأمر باختيار شريك حياة، ومن ذلك مثلا، أطلعت مؤخرا على قصة لشاب اعجب بزميلة له في الجامعة، ولصدقه في مشاعره ارسل أهله متقدمًا لها بأسلوبٍ شرعي ، ولكن البنت رفضته ، ولم تكتفي بهذا بل نشرت منشورًا تقول فيه - ما خلاصته - : أن الشاب غير جميل ،و تنصحه ألا يتقدم لأي بنت قبل أن يرى نفسه في المرآة ويتخيل تلك البنت بجانبه فإن وجد تكافؤ في الجمال تقدم وإلا فـ لا ... وما إلى ذلك من هراء، عموما سأشارك صورة لمنشورها معاكم.
المهم، عندي تعقيب على القصة ، لكن في البداية أود الحديث عن الجمال ، لأنه محل إهتمام الكثير من الناس.
طبعا، الجمال من المسائل الحساسة، كون المعنى بالبت فيها هي العاطفة وليس المنطق، ورغم أن الإهتمام بالجمال موجود عبر التاريخ إلا أن شدته تزداد يوما بعد آخر منذ خمسينيات القرن الماضي ، وذلك بسبب تأثير وسائل الإعلام المختلفة والموجهة،فمنذ نشأ النظام العالمي الرأسمالي، أصبح له الدور الأبرز في تحديد أذواق الناس وتوجهاتهم ، ومن ذلك أن جعل الجميع يلهث وراء الجمال ، بل جعل أيضا للجمال معايير معينة كي يتنافس الناس على تحقيقها، وخلال هذا السباق الغير منتهي أصلًا ينفق الناس مليارات الدولارات سنويًا في سبيل الوصول إلى المظهر "المثالي"، وانظر مثلا إلى أرباح الشركات العملاقة من عوالم المكياجات، العقاقير الطبية، الازياء، العمليات الجراحية... وتطول القائمة.
قد لا يصدق البعض إنه مدفوع إلى شراء المنتجات بسبب تأثير خارجي ، ولكن يكفي فقط أن تتأمل في طرق الاستدراج المبتكرة التي تمارسها الشركات العالمية ، لجعل الناس يشترون أكثر وأكثر ومن ذلك اسلوب "الماركات" و "الموضة" التي تتجدد كل حين ، عموما لا أريد أن أطول عليكم ولكن اعلموا أن الإهتمام المبالغ بالجمال ما هو إلا خدعة شرائية تستفيد منها كبرى الشركات، وأن مصير الجمال مهما بلغت درجته في أي إنسان إلى الزوال ، أضف إلى ذلك إننا حين نحب لا نلتفت إلى المظاهر بل نقع في الحب بغتة،وللعلم فإن تأثير الجمال يزول بالتعود ، أي إن جالست شخصا جميلا لمدة طويلة ستفقد القدرة على تمييز جماله ، ولن يظل تأثير جماله قويا كما كان في المرة الأولى التي قابلته فيها ...يتبع

BY Mes