tgoop.com/LotfiELtokhi/3101
Last Update:
قديمًا كنت أقول لنفسي: "آه لو أعلم كم يطول الأمر فأوطِّن نفسي على الصبر!". أكاد أغبط من قُضِي له بمدة معلومة؛ لعِلمه كم سيلبث. لكنَّ الأيام والسنين علَّمتاني اللطف والرحمة اللذين غفلتُ عنهما. "فلبث في السجن بضع سنين" وأن في إخفاء المدة لطفًا ورحمة، إلى جانب استدعاء مزيد توكل ويقين في الله وعلمه وحكمته.
تخيلي لو قيل لكِ من أول يوم سيمكث سبع سنين، أو عشرًا، أو اثنتي عشرة سنة! كيف ستحتملين هذه الفكرة المخيفة منذ البداية؟! أمَا وقد مرَّت الشهور والسنون، بكلٍّ منها لا ينقطع الأمل، عساه يكون آخر عام بدونه. فتتجدد إشراقات الروح استعدادًا للقاءٍ طويل لا تنزعه منا صفارات الزيارة، وبكل لمحة من فرجٍ نبيت نرجو الفرحَ، فيحمينا الرجاء والترقب من يأس مرير لا خلاص منه.
في كل لحظة ثمة لطفٌ لمن أبصر. حين سُئلتْ والدة معتقلة صغيرة بعد عودة ابنتها من السجن عقب مرور ثماني سنوات من غيابها، كيف مرت كل تلك السنين؟ أجابت: "بصعوبة بالغة"! خلتُ أنني مكانها، ويسألني أحدهم بعد الفرج، كيف مرَّت عليكم كل تلك السنين؟ فألفيتُني أجيب بخيالي: "مرَّتْ بلطف الله ومعيته"!
لم يسألني أحد، لكنني أردتُ أن أشارك معكن إشارات على الطريق، أعانتني على الصبر بعد لطف الله وعونه وتثبيته، عساها تنفع كل امرأة ثكلى.
رابط الدورة: https://benaa.academy/course/168/
BY لطفي أحمد الطوخي🔻
Share with your friend now:
tgoop.com/LotfiELtokhi/3101