December

December

للسّماءِ بريقٌ خاص يجعل من الحُلم قصّة خيال، نخبّئ بين طيّاتِها الكثيرَ من الأمنيات، في تلكَ الليلة كان يعلم أنّه يرى انعكاسَ روحِه بينَ النجوم، و انّها تسعى إليه كما يسعى إليها، و انّها ستنجو برحلتِها القادمة كما سينجو هو من بين عثراتِ الحاضر ليلحَق بها في…

- كيف كانت التجربة ؟
- ...
-ألن تتكلم؟
- ...
- هل هناك من خطب؟!
- كانت التجربة بعيدة عن الحقيقة، ولا أحد يتكلّم عن الأحلام..

أغمَضَ عينَيه، عادَ سنين كثيرة للوراء –و لربما لم تكن قد مَضت فعلياً إنما هذا ما تراءى له.
بِفِعْل المنبّهات، المنوّمات، و بعض العقاقير الجانبيّة حاولَ أن يبقي عقله جاهزاً، أن يتذكّر، أن يجاهد بالبقاء متنبهاً.. هناك في عالمٍ ما كان يُحلّق و كأنه على وشك الوصول لهدفٍ ما، كان يحلّق كما الحلم، كما الشّهب، و فجأة وجد نفسه جالساً ضمن أشواك الواقع.. لكزَتْه فسقط أرضاً و تلاشى ذاك الريش متبخراً إلى رماد، أَعماهُ عن حلمه، أَفقدهُ بصيرته.
سرحَ بخياله متسائلاً ما كان هذا؟ و كيف لي أن أعود؟! لم أكن جاهزاً بعد فماذا حدث؟
تجسّد الطّيف مرةً أخرى بأكثرِ صوره التي يمقتها؛ جسداً عالقاً في الحياة الرّتيبة، يخلقها إيقاعٌ مستمرٌ بالملل، و جزءاً منه ما زال يبحث في محطّة القطار، و على تلك الشّرفة و في دربِ التوليب الطويل، يبحث و يبحث لكن ما من جدوى، فما يبحث عنه قد اندثر في هُوّةٍ سحيقة، لهو ثقبٌ عميقٌ بين عقلِه و ذاته، بين ما يكونه و ما يترُكه لرحلاته مع الشهب..
جلسَ تثاءَب تململَ ففكّر.. إن كان هذا هو الواقع فما يكون ما قد كان؟، ما يكون ما أمضيتُه سنواتٍ أرافقُ الشّمس حاضناً نجم ليلٍ داكن، ملقياً بذاتي من السماء أطير، لأجدني مكاني لم أبرح..
و هل سأعود يوماً لموطني الذي تلاشى؟

إلى ذاك الحين نظرَ لصديقه و قرّر أن يكتم هذا السرّ عنه، فهذا لم يكن الا حلماً و لا أحد يتكلم عن الأحلام..
Luna Dann
4/6/2023
11:15 pm

#بين_الواقع_والخيال

www.tgoop.com/LunaDann/40

993 viewsLuna D., Jun 4, 2023 at 20:39

- كيف كانت التجربة ؟
- ...
-ألن تتكلم؟
- ...
- هل هناك من خطب؟!
- كانت التجربة بعيدة عن الحقيقة، ولا أحد يتكلّم عن الأحلام..

أغمَضَ عينَيه، عادَ سنين كثيرة للوراء –و لربما لم تكن قد مَضت فعلياً إنما هذا ما تراءى له.
بِفِعْل المنبّهات، المنوّمات، و بعض العقاقير الجانبيّة حاولَ أن يبقي عقله جاهزاً، أن يتذكّر، أن يجاهد بالبقاء متنبهاً.. هناك في عالمٍ ما كان يُحلّق و كأنه على وشك الوصول لهدفٍ ما، كان يحلّق كما الحلم، كما الشّهب، و فجأة وجد نفسه جالساً ضمن أشواك الواقع.. لكزَتْه فسقط أرضاً و تلاشى ذاك الريش متبخراً إلى رماد، أَعماهُ عن حلمه، أَفقدهُ بصيرته.
سرحَ بخياله متسائلاً ما كان هذا؟ و كيف لي أن أعود؟! لم أكن جاهزاً بعد فماذا حدث؟
تجسّد الطّيف مرةً أخرى بأكثرِ صوره التي يمقتها؛ جسداً عالقاً في الحياة الرّتيبة، يخلقها إيقاعٌ مستمرٌ بالملل، و جزءاً منه ما زال يبحث في محطّة القطار، و على تلك الشّرفة و في دربِ التوليب الطويل، يبحث و يبحث لكن ما من جدوى، فما يبحث عنه قد اندثر في هُوّةٍ سحيقة، لهو ثقبٌ عميقٌ بين عقلِه و ذاته، بين ما يكونه و ما يترُكه لرحلاته مع الشهب..
جلسَ تثاءَب تململَ ففكّر.. إن كان هذا هو الواقع فما يكون ما قد كان؟، ما يكون ما أمضيتُه سنواتٍ أرافقُ الشّمس حاضناً نجم ليلٍ داكن، ملقياً بذاتي من السماء أطير، لأجدني مكاني لم أبرح..
و هل سأعود يوماً لموطني الذي تلاشى؟

إلى ذاك الحين نظرَ لصديقه و قرّر أن يكتم هذا السرّ عنه، فهذا لم يكن الا حلماً و لا أحد يتكلم عن الأحلام..
Luna Dann
4/6/2023
11:15 pm

#بين_الواقع_والخيال

BY December