كن جميلا ترى الوجود جميلا

على مثلك فلتبكِ البواكي يا أبا خالد...

منذ ثلاثين سنة بل أكثر وأنت تعيش في الخفاء وتقاتل في الظِّلِّ، تنتقل بين الأنفاق وتحسب الخطى، تبيت ولا تعرف هل يدركك الصَّباح، وتصبح ولا تدري هل يدركك المساء، فما حياتك حياتنا ولا هواؤك هواؤنا ولا همُّك همُّ الكثيرين منَّا!!

حملت همَّ أمَّة ومقدَّساتها فقارعت العدوَّ وأذقته الأمرَّين حتَّى أصبح مجرَّد ذكر اسمك يلقي الرُّعب في قلوب بني إسرائيل وأنعِم بها من مفخرة في الوقت الَّذي تذكر فيه أسماءٌ كثيرة لا يحرِّك ذكرها ساكنا..

من أين لك هذه الهمَّة يا أبا خالد؟!

حدِّثنا عنها -لله درُّك- قبل أن تغادرنا علَّنا نتعلَّم من رباطك وطول صبرك وشدَّة عزمك ومَضاء رأيك...

أخبرنا عن ساعات اللَّيل ورباط النَّهار؟ 
حدِّثنا كيف لم تفتر ولم تكِلَّ مع طول الطَّريق ووعورة المسلك وكثرة المتربِّصين.. وهمَّة كثير من شباب أمَّتنا تضعف أمام شهوة تقاومها أو كتاب تقرؤه فضلا أن تختار مسلكا وعرا تعيش من أجله وغاية شريفة تموت في سبيلها ..؟!

حدِّثنا كيف بدأت المسير وكيف نقلت الخطى من جنديٍّ يحمل همَّ أمَّته إلى قائد هيئة الأركان!!

حدِّثنا عن البذل في الخفاء وكيف يكون النقاء؟ حدِّثنا كيف يبذل الإنسان لأمَّته دون أن يحتاج لتصوير نفسه في كلِّ محفل ويترقَّب ثناء الجماهير؟ كيف يقلِّل الإنسان الكلام ويكثر الفعال، ويبتعد عن الأضواء لكنَّه يكون عظيم الأثر؟!!

قائد وأنعِم به من قائد..
وفارس وأنعِم به من فارس..
وآن للفارس أن يترجَّل ليستريح..

يا أيَّها الكرام..

دونكم هذه القصص، احفظوها، دوِّنوها قُصُّوها لأبنائكم تحدَّثوا عنها في مجالسكم فأمثال هؤلاء الرِّجال الأنقياء الأخفياء هم من ينبغي أن تروى سيرهم وتدوَّن ملاحمهم وتروى قصصهم للأجيال  قصَّة فارس نبيل وقائد عظيم وقف في وجه العدوِّ إلى آخر المشوار إلى أن اصطفاه ربُّه شهيدا بإذن الله نحسبه والله حسيبه..

ليس شرطا أن تكون منتسبا لجماعة أو طائفة لتفتخر بهؤلاء الرِّجال الكبار وليس شرطا أيضا أن يكون هو منتسبا لطائفتك أو يحضر لشيخك.. يكفي أنَّهم أبناء ملَّتك وصنعة عقيدتك وفرسان أمَّتك، ليس شرطا أن تصوِّبه في كلِّ شيء وتتَّفق معه في ثنايا التَّفاصيل يكفي أنَّنا نتَّفق على شرف المعركة وإجرام العدوِّ وعظمة الرِّباط..

رحمك الله أبا خالد، غفر ذنبك، ورفع قدرك، وأعلى منزلتك، وتقبَّل جهادك..
وجزاك عن أمة الإسلام خير الجزاء..

وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَّمَنِّي
وَلَكِن تُؤخَذُ الدُّنيا غِلابا
وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ
إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا

رحمك الله قائدَ هيئة الأركان!!

كتبه/ إبراهيم رفيق الطَّويل

www.tgoop.com/MAISON88/56781

417 viewsJan 31 at 14:07

على مثلك فلتبكِ البواكي يا أبا خالد...

منذ ثلاثين سنة بل أكثر وأنت تعيش في الخفاء وتقاتل في الظِّلِّ، تنتقل بين الأنفاق وتحسب الخطى، تبيت ولا تعرف هل يدركك الصَّباح، وتصبح ولا تدري هل يدركك المساء، فما حياتك حياتنا ولا هواؤك هواؤنا ولا همُّك همُّ الكثيرين منَّا!!

حملت همَّ أمَّة ومقدَّساتها فقارعت العدوَّ وأذقته الأمرَّين حتَّى أصبح مجرَّد ذكر اسمك يلقي الرُّعب في قلوب بني إسرائيل وأنعِم بها من مفخرة في الوقت الَّذي تذكر فيه أسماءٌ كثيرة لا يحرِّك ذكرها ساكنا..

من أين لك هذه الهمَّة يا أبا خالد؟!

حدِّثنا عنها -لله درُّك- قبل أن تغادرنا علَّنا نتعلَّم من رباطك وطول صبرك وشدَّة عزمك ومَضاء رأيك...

أخبرنا عن ساعات اللَّيل ورباط النَّهار؟ 
حدِّثنا كيف لم تفتر ولم تكِلَّ مع طول الطَّريق ووعورة المسلك وكثرة المتربِّصين.. وهمَّة كثير من شباب أمَّتنا تضعف أمام شهوة تقاومها أو كتاب تقرؤه فضلا أن تختار مسلكا وعرا تعيش من أجله وغاية شريفة تموت في سبيلها ..؟!

حدِّثنا كيف بدأت المسير وكيف نقلت الخطى من جنديٍّ يحمل همَّ أمَّته إلى قائد هيئة الأركان!!

حدِّثنا عن البذل في الخفاء وكيف يكون النقاء؟ حدِّثنا كيف يبذل الإنسان لأمَّته دون أن يحتاج لتصوير نفسه في كلِّ محفل ويترقَّب ثناء الجماهير؟ كيف يقلِّل الإنسان الكلام ويكثر الفعال، ويبتعد عن الأضواء لكنَّه يكون عظيم الأثر؟!!

قائد وأنعِم به من قائد..
وفارس وأنعِم به من فارس..
وآن للفارس أن يترجَّل ليستريح..

يا أيَّها الكرام..

دونكم هذه القصص، احفظوها، دوِّنوها قُصُّوها لأبنائكم تحدَّثوا عنها في مجالسكم فأمثال هؤلاء الرِّجال الأنقياء الأخفياء هم من ينبغي أن تروى سيرهم وتدوَّن ملاحمهم وتروى قصصهم للأجيال  قصَّة فارس نبيل وقائد عظيم وقف في وجه العدوِّ إلى آخر المشوار إلى أن اصطفاه ربُّه شهيدا بإذن الله نحسبه والله حسيبه..

ليس شرطا أن تكون منتسبا لجماعة أو طائفة لتفتخر بهؤلاء الرِّجال الكبار وليس شرطا أيضا أن يكون هو منتسبا لطائفتك أو يحضر لشيخك.. يكفي أنَّهم أبناء ملَّتك وصنعة عقيدتك وفرسان أمَّتك، ليس شرطا أن تصوِّبه في كلِّ شيء وتتَّفق معه في ثنايا التَّفاصيل يكفي أنَّنا نتَّفق على شرف المعركة وإجرام العدوِّ وعظمة الرِّباط..

رحمك الله أبا خالد، غفر ذنبك، ورفع قدرك، وأعلى منزلتك، وتقبَّل جهادك..
وجزاك عن أمة الإسلام خير الجزاء..

وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَّمَنِّي
وَلَكِن تُؤخَذُ الدُّنيا غِلابا
وَما استَعصى عَلى قَومٍ مَنالٌ
إِذا الإِقدامُ كانَ لَهُم رِكابا

رحمك الله قائدَ هيئة الأركان!!

كتبه/ إبراهيم رفيق الطَّويل

BY كن جميلا ترى الوجود جميلا