tgoop.com/MaanlelGanna/131168
Last Update:
تنكشف الحقائق لمن سلك طريق العلم شيئًا فشيئًا بقدر ما يسلك، وتزول الغشاوة عن عينيه ليرى الأمور على حقيقتها، ويقعُ له هذا وإن لم يكن قصدُه بادئ الأمر وجهَ الله تعالى، إلا أنّ سيرَه هذا يضعه أمام هذه الحقيقة الجليّة التي تتصاغر عندها رغباته الأولى، كما قيل: "طلبنا العلم لغير الله فأبى ألا يكون إلا لله"، وما هذا إلا لأنه بالعلم عرف بعد جهالة، وبه أبصر بعد عمى، وعلم أن الأمر جدّ لا هزل، وأن الموفّق مَن انتفع بما أبصر، فسلك سبيل النجاة وإن كان مشوَّشَ القصد في أول الطريق.
وبقدر ما ينكشف لسالك السبيل من حقائق يجد بها شغلًا عن كل ما سوى النجاة وابتغاء مرضاة الله جلّ وعلا؛ فيجد فيها شغلًا عن رؤية النفس والعُجب بها، وشغلًا عن العلوّ بالعلم في الأرض، وشغلًا عن التزيّن والتشبّع والتجمّل أمام الخلق، وشغلًا عن الانتصار للنفس والمكابرة في الحق، وشغلًا عن مماراة السفهاء ومناطحة الخلق بما تعلّم، لا لأنه وقف على الوعيد فحسب؛ بل لأن الأمر أعظم من كلّ هذا.
يوقِن أن الأمرَ جللٌ لولا لطف الله، وأن الطريق موحشة لولا نور الله، وأن "استقم" من شأنها أن تصدع قلبه لولا رحمة الله، ويرى في سيره كم من هالك عن عِلم على جنبتي الطريق، فيبرأ من حوله وقوته ويفزع إلى حول الله وقوته.
ووالله إن في العلم وما ينكشف به لشغلًا عن كل سفاسف الدنيا وإن ألبسها الناس زورًا لباس الآخرة، ومَن لم يشغله علمه عنها فهو على شفا هلكة، فليدرك نفسه!
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
BY معا للجنة
Share with your friend now:
tgoop.com/MaanlelGanna/131168