tgoop.com/Mahdinau/4786
Last Update:
[[ يا أيها المحبون لفاطمة تعلقوا بأهداب مرط فاطمة سيدة نساء العالمين ]]
عن أبي محمد الحسن العسكري صلوات الله عليه أنه قال : قيل لأمير المؤمنين صلوات الله عليه : يا أمير المؤمنين هل كان لمحمد صلى الله عليه و آله آية مثل آية موسى في رفعه الجبل فوق رؤوس الممتنعين عن قبول ما أمروا به ؟
فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : أي و الذي بعثه الله بالحق نبياً ما من آية كانت لأحد من الأنبياء من لدن آدم إلى أن انتهى إلى محمد صلى الله عليه و آله إلا و قد كان لمحمد مثلها أو أفضل منها .
فجاءه قوم من المشركين فقالوا له : يا محمد تزعم أنك رسول رب العالمين ثم أنك لا ترضى بذلك حتى تزعم أنك سيدهم و أفضلهم ، و لئن كنت نبياً فأتنا بآية كما تذكره عن الأنبياء قبلك : مثال نوح الذي جاء بالغرق و نجا في سفينته مع المؤمنين ، و إبراهيم الذي ذكرت أن النار جعلت عليه برداً و سلاماً ، و موسى الذي زعمت أن الجبل رفع فوق رؤوس أصحابه حتى انقادوا لما دعاهم إليه صاغرين داخرين ، و عيسى الذي كان ينبئه بما يأكلون و ما يدخرون في بيوتهم ، و صار هؤلاء المشركون فرقاً أربعة : هذه تقول : أظهر لنا آية نوح عليه السلام ، و هذه تقول : أظهر لنا آية موسى عليه السلام ، و هذه تقول : أظهر لنا آية إبراهيم عليه السلام ، و هذه تقول : أظهر لنا آية عيسى عليه السلام .
فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : ﴿ إِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ آتيتكم بآية مبينة : هذا القرآن الذي تعجزون أنتم و الأمم و سائر العرب عن معارضته ، و هو بلغتكم فهو حجة بينة عليكم ، فجاءه جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد إن العلي الاعلى يقرأ عليك السلام و يقول : إني سأظهر لهم هذه الآيات ، و إنهم يكفرون بها إلا من أعصمه منهم ، و قل للمقترحين لآية إبراهيم عليه السلام : امضوا إلى حيث تريدون من ظاهر مكة ، فسترون آية إبراهيم في النار ، فإذا غشيكم البلاء فسترون في الهواء امرأة قد أرسلت طرف خمارها فتعلقوا به لتنجيكم من الهلكة ، و ترد عنكم النار .
و جاءت الفرقة الثانية يبكون و يقولون : نشهد إنك رسول رب العالمين ، و سيد الخلق أجمعين ، مضينا إلى صحراء ملساء ، و نحن نتذاكر بيننا قولك ، فنظرنا إلى السماء قد تشققت بجمر النيران تتناثر عنها ، و رأينا الأرض قد تصدعت و لهب النيران يخرج منها ، فما زالت كذلك حتى طبقت الأرض و ملأتها ، و مسنا من شدة حرها حتى سمعنا لجلودنا نشيشا من شدة حرها ، و أيقنا بالأشتواء و الإحتراق ، و عجبنا بتأخر رؤيتنا بتلك النيران .
فبينا نحن كذلك إذ رفع لنا في الهواء شخص امرأة قد أرخت خمارها ، فتدلى طرفه إلينا بحيث تناله أيدينا ، و إذا مناد من السماء ينادينا : إن أردتم النجاة فتمسكوا ببعض أهداب هذا الخمار ، فتعلق كل واحد منا بهدبة من أهداب ذلك الخمار ، فرفعتنا في الهواء و نحن نشق جمر النيران و لهبها لا يمسنا شررها و لا يؤذينا جمرها و لا نثقل على الهدبة التي تعلقنا بها ، و لا تنقطع الأهداب في أيدينا على دقتها .
فما زالت كذلك حتى جازت بنا تلك النيران ، ثم وضع كل واحد منا في صحن داره سالما معافي .
قال رسول الله صلى الله عليه و آله لهذه الفرقة الثانية لما آمنوا : يا عباد الله إن الله أغاثكم بتلك المرأة أتدرون من هي ؟
قالوا : لا .
قال : تلك تكون ابنتي فاطمة ، و هي سيدة نساء العالمين ، إن الله تعالى إذا بعث الخلائق من الأولين و الآخرين نادى منادي ربنا من تحت عرشه : يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين على الصراط ، فيغض الخلائق كلهم أبصارهم ، فتجوز فاطمة على الصراط لا يبقى أحد في القيامة إلا غض بصره عنها إلا محمد وعلي و الحسن و الحسين و الطاهرون من أولادهم فإنهم محارمها فإذا دخلت الجنة بقي مرطها ممدودا على الصراط ، طرف منه بيدها و هي في الجنة ، و طرف في عرصات القيامة ، فينادي منادي ربنا : يا أيها المحبون لفاطمة تعلقوا بأهداب مرط فاطمة سيدة نساء العالمين ، فلا يبقى محب لفاطمة إلا تعلق بهدبة من أهداب مرطها ، حتى يتعلق بها أكثر من ألف فئام و ألف فئام .
قالوا : و كم فئام واحد يا رسول الله ؟
قال : ألف ألف من الناس .
📚المصادر
تفسير الإمام العسكري،الاحتجاج الطبرسي،مجمع النورين،مستدرك سفينة البحار،الخصائص الفاطمية،بحار الأنوار
BY {مَهْدِيُ فَاطِمَةَ}عليهما السلام
Share with your friend now:
tgoop.com/Mahdinau/4786