tgoop.com/MaherAmeer/1095
Last Update:
"وكذلك المُحدَث ليس هو في كل موضع بمعنى مخلوق، فإن أنكروا ذلك فليقولوا في قول الله: {لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا} إنه يخلق، وكذلك قوله: {لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا} أي: يحدث لهم القرآن ذكرا. والمعنى: يجدد عندهم ما لم يكن، وكذلك قوله تعالى: {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث} أي: ذكر حدَثَ عندهم لم يكن قبل ذلك."
ابن قتيبة (276 هـ)
.
قلت: وهذا نص نفيس لإمام جمع إلى التقدمِ والتسننِ الإمامةَ في اللغة واللسان العربي، وقد وافق ما ذكره البخاري وفهمه أقدم شراحه من أن "حدث الله لا يشبه حدث المخلوقين"، وأنه لا يفيد سوى الجِدة والكون بعد عدم، لا الخلق والمخلوقية. وهذا معترفٌ به عند جمهور الطوائف على أية حال، بإثباتهم تعلقاتٍ (حادثةً) (غير مخلوقة)، مما يتضمن إثباتَ فرقٍ لغةً بين الحادث والمخلوق، وإنما النزاع عقليٌ بعد ذلك في: هل مصداق الوصفين واحد إن كان الموصوف وجوديا؟ وإن كان الاتحاد غير ضروري، فدون إثباته بالنظر خرط القتاد، بل النظر يوجبه لوجوب الانتهاء إلى فِعلٍ، حَدَثٍ، خَلقٍ، تكوينٍ، ليس هو المكون، وليس مخلوقا بفعلِ خلقٍ قبله وإلا فتسلسلٌ ممتنع. وبذا استدل من بنى من المتقدمين على أن قوله تعالى (كن) -الجديد لكونه فعلا مظروفا لظرف (إذا) ومعلقا بالإرادة- غير مخلوق، وإنما به يكون المخلوق، وإلا لزم التسلسل الممتنع إن كان مخلوقا، وإن كان قديما ولا جديد إلا تعلقٌ عدمٌ فيلزم الترجيح بلا مرجح أو التراخي عن علة تامة أو تأثير العدم، مما يمتنع بالضرورة قبل النظر، دع مخالفة ظواهر النصوص، فالأخير لا تحمر له أنوف المؤولة بالنظر المولَّد.
BY قناة || م أ
Share with your friend now:
tgoop.com/MaherAmeer/1095