MARTYRS34 Telegram 8155
بُطـولاتُ الشُّهَـداء
لم يكتب الله لي ان اقول لك هذا الكلام وأنت هنا أمامي وأنا أراك تضحك وأبتسم لك من قلب يخاف فقدك ها أنا الآن أمام ضريحك الذي يكسوه الريحان من كل جانب أتأمل صورة لك فيه بعينان أخذت منهم الدموع الكثير... سأحدثك الآن عن طفولتك: عندما كبرت وأصبح باستطاعتك تعلم…
وكنت حينها جالسة على سجادتي بعد صلاة العصر أدعو الله وأسبحه وأشكره على نعمة وجودك في حياتي النعمة التي هي دواء لكل داء وبلسم لكل جرح وفرج لكل حزن وقلق، كعادتك طرقت باب غرفتي بأصابعك الرقيقة؛ لتأخذ الأذن بالدخول، كانت هذه العادة هي من أفضل أخلاقك وجميل صفاتك، دخلت علي وجلست مقابلًا لي أخذت طرف مسبحتي؛ لنتشارك التسبيح معًا، ثم نظرت إليَّ مبتسمًا في جعبتك جملًا كثيرة، كانت ابتسامتك تخلق الراحة ولكني خفت منها ولأول مرة لأنني أدركت أنك لم تاتي إليَّ لتسرد لي ما حدث معك في يومك، ولا لتخبرني عن صديق جديد عرفته، ولا لتعرض عليَّ درجات تفوقك، وفعلًا كان حدسي صائبًا.
أمسكت يديِّ ووضعت وجهك بينهما مطولًا في تقبيلهما، ثم رفعت وجهك لتبدأ الحديث الذي لطالما خفت من سماعه:(أمي أعلم أن قلبك الذي يحس بألمي قبل أن أأن، ويحس بحالي قبل أن أفصح، ويحس بما أريد قبل أن أطلب، أعلم أنه قد أحس بما أريد قوله، أمي اعلمي أنني لن أغادر عتبة البيت دون موافقتكِ، ولن أحمل السلاح ولن أطلق برصاصة واحدة إلا حين تقبلين بذهابي، أمي كنتي دائمًا تشجعينني على فعل الخير والبذل والعطاء والأخلاق الفاضلة، بقدر تأثير العدوان بجرائمه البشعة على قراري كان كذلك تاثير تربيتك، وأنا فخور أن امرأة مثلكِ ربتني، كما أني على ثقة أن الدين الذي جعلكِ ترتدين ملابس الصلاة، وتأخذي المسبحة لتسبحي الله، وتقفي بين يديه راكعة ساجدة لن يدعك تتريثين في الموافقة، أمي أنتي تشاهدين ما يحصل في بلدنا وما يحصل لشعبنا من عدوان غاشم ونحن في هذه المرحلة إما أن نثبت إيماننا فنجاهد وإما أن نتخلَّف فنكون بذلك من الخاسرين، إما أن نكون حسينيين أو يزيديين، وأنتي ستكونين كزينب صابرة محتسبة).

أثناء كلامك كانت دموعي ودموعك تتساقط منهمرة؛ لتعبر عن بداية الفراق :(يا بني أنا أم وأنت بالنسبة لي كل دنياي لا بأس أن أدخرك لآخرتي، كيفما كان حبي لك لن أمنعك من أداء حق الجهاد فأرمي بك في قعر جهنم، حسنًا بُني جاهد واغلظ على الكافرين والمنافقين من دمروا بلدنا وقاتلوا شعبنا، احمل سلاح الإيمان والتوكل، في كل مترس ادعُ لي بالصبر والثبات).

ابتسم من بين دموعه ابتسامة الراضي وقال:(سأشتاق لكِ، ولخبزكِ الدافئ صباحًا، ولقهوتكِ المبكرة، سأشتاق لسماع صوتكِ، وصوت ترتيلكِ، ورؤية أطرافكِ ساجدة راكعة، سأدعو الله دائمًا أن يجمع بيننا في الجنة هذا إن لم أعد).

في ذلك اليوم ذهبت لشراءما سأحتاجه لشهر كامل، وكذلك زرت أصدقائك ومعارفك وودعتهم.
جنَّ علينا الليل أقمنا الصلاة وقرأنا القرآن والأذكار معًا، هل تذكر عندما كنت تأخذ طرف المسبحة كما كنت تفعل وانت صغير لتضحكني مداعبًا بروحك المرحة، كنت في تلك الليلة أحاول أن أشبع عيناي من رؤيتك، وأذناي من سماع صوتك، أخذت فراشك إلى غرفتي ووضعته بجانب فراشي وقلت :(الليلة أريد أن ُأعيد ليالي طفولتي- أخذت يدي ووضعتها على راسك مكملًا كلامك- احكي لي قصة زينب في كربلاء يا أمي أريد أن أنام على سماع صوتك تحكيها لي كما في طفولتي).
أغمضت عيناك وأنا ودموع عيني سهرنا تلك الليلة معًا؛ فكيف لعيناي أن تناما وهذه آخر ليلة يستطيعا رؤيتك فيها.

أمعنت النظر في وجهك بنظرة مختلفة، لقد أثبت لي اليوم بأنك كبرت، حتى أصبحت تستطيع حمل السلاح والجهاد، غدًا لن تذهب للجامعة بل للجبهة، هل تلاحظ معي حجم الفرق بين هذا وذاك؟، إني فخورة أنك ابني، وأنك أحد المجاهدين في سبيل الله، فخورة أنني سمعت كلام الأولياء منك.
كنت في تلك الليلة أفكر ماذا تحمل الأيام لي ولك.....

#يتبع
#أم_المختار_مهدي
#فريق_عشاق_الشهادة
https://www.tgoop.com/Martyrs34



tgoop.com/Martyrs34/8155
Create:
Last Update:

وكنت حينها جالسة على سجادتي بعد صلاة العصر أدعو الله وأسبحه وأشكره على نعمة وجودك في حياتي النعمة التي هي دواء لكل داء وبلسم لكل جرح وفرج لكل حزن وقلق، كعادتك طرقت باب غرفتي بأصابعك الرقيقة؛ لتأخذ الأذن بالدخول، كانت هذه العادة هي من أفضل أخلاقك وجميل صفاتك، دخلت علي وجلست مقابلًا لي أخذت طرف مسبحتي؛ لنتشارك التسبيح معًا، ثم نظرت إليَّ مبتسمًا في جعبتك جملًا كثيرة، كانت ابتسامتك تخلق الراحة ولكني خفت منها ولأول مرة لأنني أدركت أنك لم تاتي إليَّ لتسرد لي ما حدث معك في يومك، ولا لتخبرني عن صديق جديد عرفته، ولا لتعرض عليَّ درجات تفوقك، وفعلًا كان حدسي صائبًا.
أمسكت يديِّ ووضعت وجهك بينهما مطولًا في تقبيلهما، ثم رفعت وجهك لتبدأ الحديث الذي لطالما خفت من سماعه:(أمي أعلم أن قلبك الذي يحس بألمي قبل أن أأن، ويحس بحالي قبل أن أفصح، ويحس بما أريد قبل أن أطلب، أعلم أنه قد أحس بما أريد قوله، أمي اعلمي أنني لن أغادر عتبة البيت دون موافقتكِ، ولن أحمل السلاح ولن أطلق برصاصة واحدة إلا حين تقبلين بذهابي، أمي كنتي دائمًا تشجعينني على فعل الخير والبذل والعطاء والأخلاق الفاضلة، بقدر تأثير العدوان بجرائمه البشعة على قراري كان كذلك تاثير تربيتك، وأنا فخور أن امرأة مثلكِ ربتني، كما أني على ثقة أن الدين الذي جعلكِ ترتدين ملابس الصلاة، وتأخذي المسبحة لتسبحي الله، وتقفي بين يديه راكعة ساجدة لن يدعك تتريثين في الموافقة، أمي أنتي تشاهدين ما يحصل في بلدنا وما يحصل لشعبنا من عدوان غاشم ونحن في هذه المرحلة إما أن نثبت إيماننا فنجاهد وإما أن نتخلَّف فنكون بذلك من الخاسرين، إما أن نكون حسينيين أو يزيديين، وأنتي ستكونين كزينب صابرة محتسبة).

أثناء كلامك كانت دموعي ودموعك تتساقط منهمرة؛ لتعبر عن بداية الفراق :(يا بني أنا أم وأنت بالنسبة لي كل دنياي لا بأس أن أدخرك لآخرتي، كيفما كان حبي لك لن أمنعك من أداء حق الجهاد فأرمي بك في قعر جهنم، حسنًا بُني جاهد واغلظ على الكافرين والمنافقين من دمروا بلدنا وقاتلوا شعبنا، احمل سلاح الإيمان والتوكل، في كل مترس ادعُ لي بالصبر والثبات).

ابتسم من بين دموعه ابتسامة الراضي وقال:(سأشتاق لكِ، ولخبزكِ الدافئ صباحًا، ولقهوتكِ المبكرة، سأشتاق لسماع صوتكِ، وصوت ترتيلكِ، ورؤية أطرافكِ ساجدة راكعة، سأدعو الله دائمًا أن يجمع بيننا في الجنة هذا إن لم أعد).

في ذلك اليوم ذهبت لشراءما سأحتاجه لشهر كامل، وكذلك زرت أصدقائك ومعارفك وودعتهم.
جنَّ علينا الليل أقمنا الصلاة وقرأنا القرآن والأذكار معًا، هل تذكر عندما كنت تأخذ طرف المسبحة كما كنت تفعل وانت صغير لتضحكني مداعبًا بروحك المرحة، كنت في تلك الليلة أحاول أن أشبع عيناي من رؤيتك، وأذناي من سماع صوتك، أخذت فراشك إلى غرفتي ووضعته بجانب فراشي وقلت :(الليلة أريد أن ُأعيد ليالي طفولتي- أخذت يدي ووضعتها على راسك مكملًا كلامك- احكي لي قصة زينب في كربلاء يا أمي أريد أن أنام على سماع صوتك تحكيها لي كما في طفولتي).
أغمضت عيناك وأنا ودموع عيني سهرنا تلك الليلة معًا؛ فكيف لعيناي أن تناما وهذه آخر ليلة يستطيعا رؤيتك فيها.

أمعنت النظر في وجهك بنظرة مختلفة، لقد أثبت لي اليوم بأنك كبرت، حتى أصبحت تستطيع حمل السلاح والجهاد، غدًا لن تذهب للجامعة بل للجبهة، هل تلاحظ معي حجم الفرق بين هذا وذاك؟، إني فخورة أنك ابني، وأنك أحد المجاهدين في سبيل الله، فخورة أنني سمعت كلام الأولياء منك.
كنت في تلك الليلة أفكر ماذا تحمل الأيام لي ولك.....

#يتبع
#أم_المختار_مهدي
#فريق_عشاق_الشهادة
https://www.tgoop.com/Martyrs34

BY بُطـولاتُ الشُّهَـداء


Share with your friend now:
tgoop.com/Martyrs34/8155

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Telegram users themselves will be able to flag and report potentially false content. A Telegram channel is used for various purposes, from sharing helpful content to implementing a business strategy. In addition, you can use your channel to build and improve your company image, boost your sales, make profits, enhance customer loyalty, and more. It’s easy to create a Telegram channel via desktop app or mobile app (for Android and iOS): Over 33,000 people sent out over 1,000 doxxing messages in the group. Although the administrators tried to delete all of the messages, the posting speed was far too much for them to keep up. During the meeting with TSE Minister Edson Fachin, Perekopsky also mentioned the TSE channel on the platform as one of the firm's key success stories. Launched as part of the company's commitments to tackle the spread of fake news in Brazil, the verified channel has attracted more than 184,000 members in less than a month.
from us


Telegram بُطـولاتُ الشُّهَـداء
FROM American