tgoop.com/Miracles_20/10480
Last Update:
لكنّني أعلم؛ كنتُ هناك.. أُخيط الجراح، أمسح الرؤوس، أحتضن القلوب، أغطّي ما انهدّ منكم بالعباءة، وأحيانًا بالكساء، بكيت معكم تارة، ابتسم خافقي لأفراحكم تارة أخرىٰ، قرأت عندكم سورة يس، وجلست بمجالسكم الصغيرة وكانت عظيمة لديّ، أمسكت بيد من يحتضر، ومرّ عليكم نسيم فخري بأفعالكم كشعورٍ لطيفٍ في روحكم.. أمسكتُ مدامعكم علىٰ أولادي، وسلّمتها لهم أزهار حبٍّ.. استمعت بدقّة لأحاديثكم الطويلة، وآلامتني شهقة التعب من أعماقكم، أمّنت أدعيتكم وزدتُ عليها.. كنت أحدّث عليًّا عنكم ونتّفق علىٰ الهدايا الّتي نقدّمها لكم، قلت "يا الله" ورفعت كلّ محاولاتكم، عرفت الأخبار أيضًا، ووضعتكم مع مخاوفكم في حماية ولدي العبّاس.. رأيتكم مندفعين، منغمسين لحدّ رؤسكم، أنقذتكم ومددتُ إليكم طرف عباءة والدي، ما طرقتم بابي إلّا وفتحته علىٰ مصرعيه مستقبلةً إيّاكم بما أمدّني الله من حبّ، زرعت فيكم شوق التحليق، وصيّرتكم غيومًا في سماء داري، وهبتكم أجنحة الأمل بينما ظنّ الجميع إنّكم في قعر اليأس..
لم أنم، كنت عندكم عندما جثم اللّيل ثقيلًا علىٰ صدوركم أقرأ عليكم زيارة عاشوراء، انزعجت من أفعالكم/ هجرانكم في حين، لكن ما دام طويلًا إلّا ورضيت سريعًا بعد عودتكم، رأيتكم، تخافون الاستناد عليّ خوفًا علىٰ ضلعي لكنّي خبّأتكم في تلك الأضلاع أصلًا.. وسقيتكم بيدي ريًّا رويًّا هنيئًا سائغًا عند جلّ الأضرحة، كنت أمّكم كما لم تفعل أمّ قط.
تخيّلته لوهلة حديث الزّهراء (عليها السّلام) لنا عندما -إن شاء الله- نجتمع عندها. 🤍
BY دِفءٌ وآيَات
Share with your friend now:
tgoop.com/Miracles_20/10480