Warning: file_put_contents(aCache/aDaily/post/Mismail88/--): Failed to open stream: Permission denied in /var/www/tgoop/post.php on line 50
مصطفى بن إسماعيل القناوي@Mismail88 P.6814
MISMAIL88 Telegram 6814
ذلك قدر مقبول مشروع، وقدر ملتبس مشتبه، وقدر ظاهر في الخسة والنفاق وإسلام أهل الإيمان لعدو الله وعدوهم، وقد أشرت إلى شيء من ذلك في رسالة (أثر تعدد الدول الإسلامية في أحكام الدفع والموالاة والنُصرة)، بل إن جنس تضارب المصالح هذا وأثره في تردد المشاعر المتباينة في النفوس قد وُجِد في مشاهد كثيرة مما وقع بين الصحابة رضي الله عنه، والله المستعان. والمسلمون تتكافأ دماؤهم وأعراضهم، وينبغي للمؤمن أن يجتهد غاية وسعه في ألا يشغله لحاظ حال أخ من إخوانه عن لحاظ حال غيره، وهذا شديد ويحتاج إلى مجاهدة عظيمة!

• المبتدع المنتسب للإسلام - وإن كنت بدعته مكفّرة - خيرٌ من الكافر الأصلي، وعلو الكافر الأصلي عليه شرٌ وفساد، ولو أمكن أهل السنة منع ذلك ثم معاقبة هؤلاء المبتدعة الفجرة بالمقرر من أحكام الشريعة = للزمهم ذلك، ولكان هذا هو الحق والخير، وإن من أعظم المصالح المشروعة إغاظة الكافر الأصلي المنابذ لأصل الإسلام واسمه، وغيظه أحب إلى المسلمين من غيظ المنتسب للإسلام اسمًا الكافر حكمًا، وغيظهما أحب من غيظ المتلبس ببدعة غير مكفرة، وغيظهم أحب من غيظ المؤمن المنابذ لطائفة من المؤمنين تأولا لشبهة قوية، كما أن غيظ المرتد المنخلع من اسم الإسلام الطاعن في الدين المحارب للمسلمين أحب لهم من غيظ الكافر الأصلي الملحد الذي لم يسلم، وغيظهما أحب من غيظ أهل الكتاب، وإن كان الجميع حربًا على أهل الإسلام، وقد روي أن سبب فرح المسلمين بنصر الروم ما يقتضيه ذلك من غيظ مشركي العرب الذين فرحوا بنصر المجوس أصحاب الأوثان مثلهم على الروم أصحاب الكتاب كالمسلمين، واستبشروا باقتضاء ذلك لعلوهم على المؤمنين، وأن الله لا ينصر المؤمنين بأنبيائه وكتبه - مع كونهم مبدلة محرفة - على الوثنيين الكافرين بهم، وعلى الرغم من فساد هذا القياس من أصله إلا إن المؤمنين فرحوا بغيظهم وكبتهم!

• واعلم أن هذا المذكور إنما هو جهةٌ واحدة من الجهات، وكثيرًا ما تتركب مع غيرها كما ذكرنا، ومجموع هذا المركب هو المؤثر في رتب الموالاة والمعاداة، فليس واحد منهما على رتبة واحدة، وغالبًا ما يجتمعان بدرجات متباينة في المسلمين والكافرين كليهما، وهذه الجهات منها ما هو نفسي ومنها ما هو مصلحي عام، وكلاهما قد يُؤذن في اعتباره شرعًا، فمن الجهات النفسية الغيظ والتألم من الشخص والطائفة لأجل ما أنزله من الضر بالنفس أو الحبيب أو الفئة أو المسلمين عمومًا، ولذلك شق على بعض الصحابة إيمان بعض مَن سبق اشتداد الأذى مِنهم، خاصة إن ارتيب في صدق إيمانهم، وإن حسن إسلامهم بعد ذلك، وقد كره النبي صلى الله عليه وسلم قبول إيمان عبد الله بن أبي السرح والصفح عنه وتأخر الصحابة عن قتله، خاصة مع مفسدة الاستهانة بالردة، وعلى الرغم من قبول النبي صلى الله عليه وسلم إيمان وحشي، وأن الإيمان يجُبّ ما قبله = لم يُطق النبي صلى الله عليه وسلم النظر إليه تألمًا مما فعله بحمزة رضي الله عنه، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تُغَيِّبَ وجْهَكَ عَنِّي؟"، ورُوي أن عمر رضي الله عنه قال لأبي مريم الحنفي الذي قتل زيدًا بن الخطاب: "والله لا أحبك حتى تحبّ الأرض الدم المسفوح"، فقال له: "فتمنعني لذلك حقا؟"، قال عمر: "لا"، فقال أبو مريم: "فلا ضير، إنما يأسف ‌على ‌الحب ‌النساء"، وأما الجهات المصلحية العامة فمنها الخطر على الإسلام وأهله، فقد يكون الأقرب للمسلمين دينًا - بل بعض مبتدعة المسلمين - أخطر على الإسلام وأهله من الأبعدين، بل الخطورة نفسها لها جهات متراكبة، فالخطر قد يكون على الدين أو الدم أو العرض أو المال، وبعض هذا أهون من بعض، والخطر قد يتفاوت بعِظَم الضرر أو باتساع رقعته أو قرب حصوله أو خفائه وعدم التنبُّه له، وقد قال ابن عطية في تفسير فرح المسلمين بنصر الروم: "ويُشْبِهُ أنْ يُعَلَّلَ ذَلِكَ بِما تَقْتَضِيهِ الفِطَرُ مِن مَحَبَّةِ أنْ يَغْلِبَ العَدُوُّ الأصْغَرُ: لِأنَّهُ أيْسَرُ مُؤَوِّنَةٍ، ومَتى غَلَبَ الأكْبَرُ كَثُرَ الخَوْفُ مِنهُ، فَتَأمَّلْ هَذا المَعْنى مَعَ ما كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ تَرَجّاهُ مِن ظُهُورِ دِينِهِ وشَرْعِ اللهِ تَعالى عَزَّ وجَلَّ الَّذِي بَعَثَهُ بِهِ، وغَلَبَتِهِ عَلى الأُمَمِ، وإرادَةِ كَفّارِ مَكَّةَ أنْ يَرْمِيَهُ اللهُ بِمَلِكٍ يَسْتَأْصِلُهُ ويُرِيحُهم مِنهُ"، فهذه موازين عدة يتركب منها مبنى النظر، وقد يتباين الناس في كل ميزان منها، لاختلاف العقول (القوى والمدارك)، واختلاف التجارب والخبرات والمعارف، واختلاف الطبائع المؤثر فيما يرجحه المرء من المصالح، فإن الشديد الحازم مثلًا قد يشارك طبعه في ترجيح بعض المصالح على بعض، ولقد كانت لشدة عمر رضي الله عنه مدخلية في موقفه من أسرى بدر وصلح الحديبية وغيرهما، فقربته تلك الشدة من الحق في أمور دون أخرى، وبذلك تعلم أن أكثر الخطوب الجليلة لا يُبحث فيها عن تمييز الخير من الشر، بل تمييز شر الشرين عن خيرهما، والله الهادي!👇🏾



tgoop.com/Mismail88/6814
Create:
Last Update:

ذلك قدر مقبول مشروع، وقدر ملتبس مشتبه، وقدر ظاهر في الخسة والنفاق وإسلام أهل الإيمان لعدو الله وعدوهم، وقد أشرت إلى شيء من ذلك في رسالة (أثر تعدد الدول الإسلامية في أحكام الدفع والموالاة والنُصرة)، بل إن جنس تضارب المصالح هذا وأثره في تردد المشاعر المتباينة في النفوس قد وُجِد في مشاهد كثيرة مما وقع بين الصحابة رضي الله عنه، والله المستعان. والمسلمون تتكافأ دماؤهم وأعراضهم، وينبغي للمؤمن أن يجتهد غاية وسعه في ألا يشغله لحاظ حال أخ من إخوانه عن لحاظ حال غيره، وهذا شديد ويحتاج إلى مجاهدة عظيمة!

• المبتدع المنتسب للإسلام - وإن كنت بدعته مكفّرة - خيرٌ من الكافر الأصلي، وعلو الكافر الأصلي عليه شرٌ وفساد، ولو أمكن أهل السنة منع ذلك ثم معاقبة هؤلاء المبتدعة الفجرة بالمقرر من أحكام الشريعة = للزمهم ذلك، ولكان هذا هو الحق والخير، وإن من أعظم المصالح المشروعة إغاظة الكافر الأصلي المنابذ لأصل الإسلام واسمه، وغيظه أحب إلى المسلمين من غيظ المنتسب للإسلام اسمًا الكافر حكمًا، وغيظهما أحب من غيظ المتلبس ببدعة غير مكفرة، وغيظهم أحب من غيظ المؤمن المنابذ لطائفة من المؤمنين تأولا لشبهة قوية، كما أن غيظ المرتد المنخلع من اسم الإسلام الطاعن في الدين المحارب للمسلمين أحب لهم من غيظ الكافر الأصلي الملحد الذي لم يسلم، وغيظهما أحب من غيظ أهل الكتاب، وإن كان الجميع حربًا على أهل الإسلام، وقد روي أن سبب فرح المسلمين بنصر الروم ما يقتضيه ذلك من غيظ مشركي العرب الذين فرحوا بنصر المجوس أصحاب الأوثان مثلهم على الروم أصحاب الكتاب كالمسلمين، واستبشروا باقتضاء ذلك لعلوهم على المؤمنين، وأن الله لا ينصر المؤمنين بأنبيائه وكتبه - مع كونهم مبدلة محرفة - على الوثنيين الكافرين بهم، وعلى الرغم من فساد هذا القياس من أصله إلا إن المؤمنين فرحوا بغيظهم وكبتهم!

• واعلم أن هذا المذكور إنما هو جهةٌ واحدة من الجهات، وكثيرًا ما تتركب مع غيرها كما ذكرنا، ومجموع هذا المركب هو المؤثر في رتب الموالاة والمعاداة، فليس واحد منهما على رتبة واحدة، وغالبًا ما يجتمعان بدرجات متباينة في المسلمين والكافرين كليهما، وهذه الجهات منها ما هو نفسي ومنها ما هو مصلحي عام، وكلاهما قد يُؤذن في اعتباره شرعًا، فمن الجهات النفسية الغيظ والتألم من الشخص والطائفة لأجل ما أنزله من الضر بالنفس أو الحبيب أو الفئة أو المسلمين عمومًا، ولذلك شق على بعض الصحابة إيمان بعض مَن سبق اشتداد الأذى مِنهم، خاصة إن ارتيب في صدق إيمانهم، وإن حسن إسلامهم بعد ذلك، وقد كره النبي صلى الله عليه وسلم قبول إيمان عبد الله بن أبي السرح والصفح عنه وتأخر الصحابة عن قتله، خاصة مع مفسدة الاستهانة بالردة، وعلى الرغم من قبول النبي صلى الله عليه وسلم إيمان وحشي، وأن الإيمان يجُبّ ما قبله = لم يُطق النبي صلى الله عليه وسلم النظر إليه تألمًا مما فعله بحمزة رضي الله عنه، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تُغَيِّبَ وجْهَكَ عَنِّي؟"، ورُوي أن عمر رضي الله عنه قال لأبي مريم الحنفي الذي قتل زيدًا بن الخطاب: "والله لا أحبك حتى تحبّ الأرض الدم المسفوح"، فقال له: "فتمنعني لذلك حقا؟"، قال عمر: "لا"، فقال أبو مريم: "فلا ضير، إنما يأسف ‌على ‌الحب ‌النساء"، وأما الجهات المصلحية العامة فمنها الخطر على الإسلام وأهله، فقد يكون الأقرب للمسلمين دينًا - بل بعض مبتدعة المسلمين - أخطر على الإسلام وأهله من الأبعدين، بل الخطورة نفسها لها جهات متراكبة، فالخطر قد يكون على الدين أو الدم أو العرض أو المال، وبعض هذا أهون من بعض، والخطر قد يتفاوت بعِظَم الضرر أو باتساع رقعته أو قرب حصوله أو خفائه وعدم التنبُّه له، وقد قال ابن عطية في تفسير فرح المسلمين بنصر الروم: "ويُشْبِهُ أنْ يُعَلَّلَ ذَلِكَ بِما تَقْتَضِيهِ الفِطَرُ مِن مَحَبَّةِ أنْ يَغْلِبَ العَدُوُّ الأصْغَرُ: لِأنَّهُ أيْسَرُ مُؤَوِّنَةٍ، ومَتى غَلَبَ الأكْبَرُ كَثُرَ الخَوْفُ مِنهُ، فَتَأمَّلْ هَذا المَعْنى مَعَ ما كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ تَرَجّاهُ مِن ظُهُورِ دِينِهِ وشَرْعِ اللهِ تَعالى عَزَّ وجَلَّ الَّذِي بَعَثَهُ بِهِ، وغَلَبَتِهِ عَلى الأُمَمِ، وإرادَةِ كَفّارِ مَكَّةَ أنْ يَرْمِيَهُ اللهُ بِمَلِكٍ يَسْتَأْصِلُهُ ويُرِيحُهم مِنهُ"، فهذه موازين عدة يتركب منها مبنى النظر، وقد يتباين الناس في كل ميزان منها، لاختلاف العقول (القوى والمدارك)، واختلاف التجارب والخبرات والمعارف، واختلاف الطبائع المؤثر فيما يرجحه المرء من المصالح، فإن الشديد الحازم مثلًا قد يشارك طبعه في ترجيح بعض المصالح على بعض، ولقد كانت لشدة عمر رضي الله عنه مدخلية في موقفه من أسرى بدر وصلح الحديبية وغيرهما، فقربته تلك الشدة من الحق في أمور دون أخرى، وبذلك تعلم أن أكثر الخطوب الجليلة لا يُبحث فيها عن تمييز الخير من الشر، بل تمييز شر الشرين عن خيرهما، والله الهادي!👇🏾

BY مصطفى بن إسماعيل القناوي


Share with your friend now:
tgoop.com/Mismail88/6814

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

In 2018, Telegram’s audience reached 200 million people, with 500,000 new users joining the messenger every day. It was launched for iOS on 14 August 2013 and Android on 20 October 2013. The main design elements of your Telegram channel include a name, bio (brief description), and avatar. Your bio should be: Administrators Private channels are only accessible to subscribers and don’t appear in public searches. To join a private channel, you need to receive a link from the owner (administrator). A private channel is an excellent solution for companies and teams. You can also use this type of channel to write down personal notes, reflections, etc. By the way, you can make your private channel public at any moment. On Tuesday, some local media outlets included Sing Tao Daily cited sources as saying the Hong Kong government was considering restricting access to Telegram. Privacy Commissioner for Personal Data Ada Chung told to the Legislative Council on Monday that government officials, police and lawmakers remain the targets of “doxxing” despite a privacy law amendment last year that criminalised the malicious disclosure of personal information.
from us


Telegram مصطفى بن إسماعيل القناوي
FROM American