Telegram Web
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from Hanzala
الحصيلة النهائية لعملية بئر السبع:

مجندة قتيلة و ١٠ إصابات بين صفوف الصهاينة.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
{إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}
Forwarded from Hanzala
جيش الاحتلال يعلن مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك جنوب لبنان.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from م.خالد فريد سلام (محمد علي)
عاجل | القسام: نخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر مع قوات العدو المتوغلة غرب معسكر جباليا ونوقع قتلى وجرحى في صفوفهم

#طوفان_الأقصى
#الجزيرة
"الحقوق التي أخِذَت اغتصابًا لا تُسترجع إلا غِلابًا".

البشير الإبراهيمي
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:«إِنَّ أَعْجَلَ الطَّاعَةِ ثَوَابًا صِلَةُ الرَّحِمِ حَتَّى إِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لِيَكُونُوا فَجَرَةً فَتَنْمُو أَمْوَالُهُمْ وَيَكْثُرُ عَدَدُهُمْ إِذَا تَوَاصَلُوا، وَمَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَتَوَاصَلَونَ فَيَحْتَاجُونَ».

رواه ابن حبان
مقال الدكتور كريم حلمي وفقه الله ونفع به!


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد، فــ ..

• مِن مُهمّات البحث الأصولي والنظر الفقهي إدراك إمكان تركيبية الفعل أو الحدث أو الموقف الواحد، بحيث يمكن النظر إليه والحكم عليه من جهات متعددة أو حيثيات متباينة، فيقرر الأصوليون أن الفعل الواحد بالشخص (أي الحادثة الجزئية المعيّنة) قد يجتمع فيه نقيضان أو ضدان من الصفات والأحكام، فالفعل الواحد قد يكون حَسَنًا من وجه، قبيحًا من وجهٍ آخر، وكذلك قد يكون محبوبًا من وجه، مبغوضًا من آخر، مقتضيًا للفرح أو السكينة وانشراح الصدر من وجه، وللحزن أو الخوف والتوجس من وجه آخر، وهذه أمور قد تجتمع في النفوس المستقيمة، وإن كان قد يغلب بعضها على بعض، فيكون خوفٌ أشبه بالسكينة، أو العكس، وفرحٌ أشبه بالحزن، أو العكس، وقد أخرج البخاري ومسلم أن فاطمة رضي الله عنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته، فأسرّ إليها حديثًا فبكت، ثم أسرّ إليها حديثًا فضحكت، وقالت: "مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ ‌فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ ‌حُزْنٍ"، ومن ذلك اجتماع الحزن لفقد الحبيب مع الفرح لحُسن ميتته وما فيها من البشائر، ولأجل هذا المعنى خطب ابن الزبير في الناس لما بلغه خبر مقتل أخيه مصعب، فكان مما قال: "إنّه أتانا خبر من العراق ‌حزننا ‌وأفرحنا"، وقد يغلب على المؤمن الحزن والوجل في موقفٍ الأصل فيه السرور لعارض يعرض له من المعاني والأحوال، وما ذلك إلا لنظره للواقعة نفسها من جهةٍ لا يشاركه فيها غيره، كما أخرج أبو إسحاق الفزاري وغيره أن المسلمين لما فتحوا قبرص ونزلت بأهلها المذلة بكى أبو الدرداء رضي الله عنه، فقيل له: "أتبكي في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله، وأذل فيه الكفر وأهله؟"، فقال رضي الله عنه: "ويحك! ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره! بينما هي أمة ‌قاهرة ‌ظاهرة على الناس لهم الملك إذ تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى".

• ويدخل في هذا المعنى مقتضى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هذا الدِّينَ بالرَّجُلِ الفاجِرِ"، وقد دلّت الآيات الشرعية والكونية على أن الدين لا يُنصر نصرًا تامًا بالكفرة أو الفجرة، لكن قد يؤيَّد الله الدينَ وأهلَه في حالٍ أو واقعةٍ بالرجل الكافر أو الفاجر لأجل اتفاق هوى نفسه في ذلك المحل مع مطالب أهل الإيمان، كأن يُقاتل شجاعةً أو حميّة أو ثأرًا أو طلبًا لبعض مصالح الدنيا له ولأهله وحزبه، فحينما يُقتل حال تأييده لطائفة من المؤمنين قد يفرح أقوامٌ للاستراحة من كفره وفجره، وقد يحزن أقوامٌ لفقد بأسه وتأييده، وقد يجتمع الأمران في بعض النفوس، ولأجل هذا التردد بين المعاني المتباينة قد يكون ذلك سببًا للفتنة، وقد كادت طائفة من الصحابة رضي الله عنهم أن تُفتَن وترتاب لأجل حال هذا الرجل الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم هذه المقالة، فلما هدأت النفوس واستبانت الخبايا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى عدم الاغترار بالشجاعة الباهرة والخصال الآسرة والتأييدات الظاهرة وتوسُّل الشيطان بذلك للفتنة بحال الإنسان وكفره وفجوره وبغيه، فإن الله قد يؤيد الدين بالرجل الفاجر، فلا ينفي ذلك كونه فاجرًا أو مقتضيات ذلك في نفوس المسلمين، كما يُروى عن عمر رضي الله عنه أنه كان يقول: "اللهم إني أشكو إليك جَلَد الفاجر وعجْز الثقة"، فالفاجر قد يكون أجلد من الثقة في مواطن، فلا ينفي هذا فجره، ولا يقتضي الافتتان به، وقد تجد مِن الملاحدة والزنادقة واليهود والنصارى مَن هم أشجع من بعض المسلمين وأدفع عن بلاد الإسلام، لكن لأجل الحمية أو العصبية أو الوطنية أو الإنسانية أو غير ذلك، فلا يجعل ذلك كفرهم إيمانًا ولا باطلهم حقًا، كما لا يجعل إيمان المسلمين كفرًا ولا حقهم باطلًا، لكن يعني أنهم خلطوا صالحًا بفاسد، وحقًا بباطل، وإيمانًا بضعف وجُبن، وهذا محل تزل فيه أقدام وتطيش فيه عقول وتضطرب فيه صدور، وقد بيّنت شيئًا من ذلك المعنى في مجلس (جاهلية الأزمات) من سلسلة (نفثات).
• ويدخل في هذا المعنى أيضًا مقتضى تباين مصالح طوائف المسلمين ومسارّهم ومضارّهم، وقد ذكرنا في مجالس الكلام على سورة الصف من سلسلة (أمداد قرآنية) أن من أسباب فرقة المسلمين تقطّعهم إلى دول مع ما يترتب على ذلك من إمكان اختلاف شبكة المصالح وخريطة التحالفات، والذي قد يؤول إلى التضارب المصلحي بين فئتين من المسلمين، فتفرح فئة وتسكن نفوسها لما قد يُحزن الأخرى ويخيفها، والمؤمن يفرح لفرح أخيه ويحزن لحزنه، هذا وذاك، وقد رُوي عن الحَسَن البصري أنه قال: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ شُعْبَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ بِهِ حَاجَتَهُ، إِنَّ بِهِ عِلَّتَهُ، ‌يَفْرَحُ ‌لِفَرَحِهِ، ‌وَيَحْزَنُ ‌لِحُزْنِهِ"، فيفضي هذا إلى اضطراب المشاعر في نفس المؤمن وترددها، واعلم أن تقطع المسلمين دولًا واختلاف مصالحهم وتحالفاتهم ليس أمرًا معاصرًا، بل هو قديم، ولا يعني هذا التسليم بنسبية هذا الأمر وسيولته وصحة انشغال كل طائفة بمصالحها، بل من 👇🏾
ذلك قدر مقبول مشروع، وقدر ملتبس مشتبه، وقدر ظاهر في الخسة والنفاق وإسلام أهل الإيمان لعدو الله وعدوهم، وقد أشرت إلى شيء من ذلك في رسالة (أثر تعدد الدول الإسلامية في أحكام الدفع والموالاة والنُصرة)، بل إن جنس تضارب المصالح هذا وأثره في تردد المشاعر المتباينة في النفوس قد وُجِد في مشاهد كثيرة مما وقع بين الصحابة رضي الله عنه، والله المستعان. والمسلمون تتكافأ دماؤهم وأعراضهم، وينبغي للمؤمن أن يجتهد غاية وسعه في ألا يشغله لحاظ حال أخ من إخوانه عن لحاظ حال غيره، وهذا شديد ويحتاج إلى مجاهدة عظيمة!

• المبتدع المنتسب للإسلام - وإن كنت بدعته مكفّرة - خيرٌ من الكافر الأصلي، وعلو الكافر الأصلي عليه شرٌ وفساد، ولو أمكن أهل السنة منع ذلك ثم معاقبة هؤلاء المبتدعة الفجرة بالمقرر من أحكام الشريعة = للزمهم ذلك، ولكان هذا هو الحق والخير، وإن من أعظم المصالح المشروعة إغاظة الكافر الأصلي المنابذ لأصل الإسلام واسمه، وغيظه أحب إلى المسلمين من غيظ المنتسب للإسلام اسمًا الكافر حكمًا، وغيظهما أحب من غيظ المتلبس ببدعة غير مكفرة، وغيظهم أحب من غيظ المؤمن المنابذ لطائفة من المؤمنين تأولا لشبهة قوية، كما أن غيظ المرتد المنخلع من اسم الإسلام الطاعن في الدين المحارب للمسلمين أحب لهم من غيظ الكافر الأصلي الملحد الذي لم يسلم، وغيظهما أحب من غيظ أهل الكتاب، وإن كان الجميع حربًا على أهل الإسلام، وقد روي أن سبب فرح المسلمين بنصر الروم ما يقتضيه ذلك من غيظ مشركي العرب الذين فرحوا بنصر المجوس أصحاب الأوثان مثلهم على الروم أصحاب الكتاب كالمسلمين، واستبشروا باقتضاء ذلك لعلوهم على المؤمنين، وأن الله لا ينصر المؤمنين بأنبيائه وكتبه - مع كونهم مبدلة محرفة - على الوثنيين الكافرين بهم، وعلى الرغم من فساد هذا القياس من أصله إلا إن المؤمنين فرحوا بغيظهم وكبتهم!

• واعلم أن هذا المذكور إنما هو جهةٌ واحدة من الجهات، وكثيرًا ما تتركب مع غيرها كما ذكرنا، ومجموع هذا المركب هو المؤثر في رتب الموالاة والمعاداة، فليس واحد منهما على رتبة واحدة، وغالبًا ما يجتمعان بدرجات متباينة في المسلمين والكافرين كليهما، وهذه الجهات منها ما هو نفسي ومنها ما هو مصلحي عام، وكلاهما قد يُؤذن في اعتباره شرعًا، فمن الجهات النفسية الغيظ والتألم من الشخص والطائفة لأجل ما أنزله من الضر بالنفس أو الحبيب أو الفئة أو المسلمين عمومًا، ولذلك شق على بعض الصحابة إيمان بعض مَن سبق اشتداد الأذى مِنهم، خاصة إن ارتيب في صدق إيمانهم، وإن حسن إسلامهم بعد ذلك، وقد كره النبي صلى الله عليه وسلم قبول إيمان عبد الله بن أبي السرح والصفح عنه وتأخر الصحابة عن قتله، خاصة مع مفسدة الاستهانة بالردة، وعلى الرغم من قبول النبي صلى الله عليه وسلم إيمان وحشي، وأن الإيمان يجُبّ ما قبله = لم يُطق النبي صلى الله عليه وسلم النظر إليه تألمًا مما فعله بحمزة رضي الله عنه، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تُغَيِّبَ وجْهَكَ عَنِّي؟"، ورُوي أن عمر رضي الله عنه قال لأبي مريم الحنفي الذي قتل زيدًا بن الخطاب: "والله لا أحبك حتى تحبّ الأرض الدم المسفوح"، فقال له: "فتمنعني لذلك حقا؟"، قال عمر: "لا"، فقال أبو مريم: "فلا ضير، إنما يأسف ‌على ‌الحب ‌النساء"، وأما الجهات المصلحية العامة فمنها الخطر على الإسلام وأهله، فقد يكون الأقرب للمسلمين دينًا - بل بعض مبتدعة المسلمين - أخطر على الإسلام وأهله من الأبعدين، بل الخطورة نفسها لها جهات متراكبة، فالخطر قد يكون على الدين أو الدم أو العرض أو المال، وبعض هذا أهون من بعض، والخطر قد يتفاوت بعِظَم الضرر أو باتساع رقعته أو قرب حصوله أو خفائه وعدم التنبُّه له، وقد قال ابن عطية في تفسير فرح المسلمين بنصر الروم: "ويُشْبِهُ أنْ يُعَلَّلَ ذَلِكَ بِما تَقْتَضِيهِ الفِطَرُ مِن مَحَبَّةِ أنْ يَغْلِبَ العَدُوُّ الأصْغَرُ: لِأنَّهُ أيْسَرُ مُؤَوِّنَةٍ، ومَتى غَلَبَ الأكْبَرُ كَثُرَ الخَوْفُ مِنهُ، فَتَأمَّلْ هَذا المَعْنى مَعَ ما كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ تَرَجّاهُ مِن ظُهُورِ دِينِهِ وشَرْعِ اللهِ تَعالى عَزَّ وجَلَّ الَّذِي بَعَثَهُ بِهِ، وغَلَبَتِهِ عَلى الأُمَمِ، وإرادَةِ كَفّارِ مَكَّةَ أنْ يَرْمِيَهُ اللهُ بِمَلِكٍ يَسْتَأْصِلُهُ ويُرِيحُهم مِنهُ"، فهذه موازين عدة يتركب منها مبنى النظر، وقد يتباين الناس في كل ميزان منها، لاختلاف العقول (القوى والمدارك)، واختلاف التجارب والخبرات والمعارف، واختلاف الطبائع المؤثر فيما يرجحه المرء من المصالح، فإن الشديد الحازم مثلًا قد يشارك طبعه في ترجيح بعض المصالح على بعض، ولقد كانت لشدة عمر رضي الله عنه مدخلية في موقفه من أسرى بدر وصلح الحديبية وغيرهما، فقربته تلك الشدة من الحق في أمور دون أخرى، وبذلك تعلم أن أكثر الخطوب الجليلة لا يُبحث فيها عن تمييز الخير من الشر، بل تمييز شر الشرين عن خيرهما، والله الهادي!👇🏾
• لأجل هذا المذكور من تعدد الجهات وتراكبها ودقتها وتصور اختلاف الناس فيها يلزم ألا تُحدث بين أهل الحق منابذة ومخاشنة ومدابرة ومقاطعة وإيغارًا للصدور، بل هذا أدعى للشفقة والرحمة والإعذار والمباحثة بالحكمة واللين والأدب بين المسلمين، خاصة مع ترصّد الأعداء وضعف المسلمين ونزغ الشياطين، وقال الله سبحانه: [وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا]، فعند حضور الشياطين وترصّد المبطلين ينبغي للمؤمنين ألا يكتفوا بقول الحسن من العبارات، بل الأحسن، دفعًا للهمزات والنفثات والنفخات الشيطانية.

• وينبغي حينئذ كذلك إطالة السكوت وتقليل الكلام، فإن الكلام أعظم وسائل الشيطان في النزغ والفتنة والضلال، وقد يُلام على السكوت، لكن أكثر اللوم في كتاب الله وسنة رسول الله هو على ما تكلمت به الألسنة، لا ما سكتت عنه، وأكثر كلام الناس إنما هو غفلة وجهالة وقلة خشية ومخاطرة بالديانة، فحصائد اللسان أعظم أبواب الانكباب في النيران، والعبد يتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالًا تهوي به في النار سبعين خريفًا، ولذلك كلما زاد علم المرء وخشيته طال صمته، وإن أعلم الناس وأخشاهم أفقههم في كتاب الله، ولذلك يُروى عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه ينبغي لحامل القرآن أن يُعرَف بصمتهِ إذا النَّاس يخوضون، خاصة إذا كان ذلك في محل يتأكد فيه طول الصمت واعتزال الناس والانشغال بالنفس وإنجائها، كما يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ‌ذِي ‌رَأْيٍ ‌بِرَأْيِهِ"، الحديث.

• وأكثر ضلال الناس وإضلالهم يكون بالكلام فيما يفتقر إلى معرفة بالشرائع ومعرفة بالوقائع، فيتكلم في ذلك من لا يُحسن كلتيهما بظنه أنه يُحسن إحداهما، ظُلمات بعضها فوق بعض، ثم يحسب أن معرفته الموهومة بإحداهما هذه مبرر للكلام في الأخرى، حتى إنك لتجد أقوامًا غارقين في الجهل يتكلمون في دقائق الاعتقاد بكلام عامي ساذج استنادًا على خبرته العريضة في متابعة الأخبار وبعض الوثائقيات ومقاطع اليوتيوب، كما أن كثيرًا ممن يتزيّون بزي بعض علوم الشريعة يتكلمون فيما لا يُحسنون من الشرع وغيره، ويغترون بتأييد كثير من الجهلة المجترئين الذين يميلون إلى رفع من يشابههم في الجهالة والخفة والطيش!

• وينبغي للمبتلى بالخوض في هذه المحال أن يطيل التأمل، ويعاود النظر، ويجتهد في التجرد والإخلاص، ويستعين بالله سبحانه، ويأخذ بأسباب استمداد الحول منه والقوة، وألا يُلاحظ نظر الناس، وألا يرضى بدفعهم إياه للعجلة في القول، أو التوسّع في التنزيل، أو القطع في محل التردد والظن، أو الإجمال والاختصار فيما حقه البسط والتفصيل، فمطاوعة العاقل للأحمق رأس الفتنة، ومن إهانة النفس والعلم والعقل أن يُقاول الإنسان كل من قاوله، والناس تراب، وأكثر رفعهم ووضعهم إنما هو بالهوى، ولا نافذة لرضاهم المطلق إلا اتباع مِلّتهم، والعبد السعيد من لم يلحظ إلا الرب المجيد، وأنا إنما أكتب ناصحًا لنفسي مذكرًا لمن هم خير مني، وأكتب كارهًا مستثقلًا متأثّمًا واجلًا، لا مرشدًا موجِّهًا مستعليًا!

• لا شك أن المطارحات والمباحثات لها دور في التغيرات الفكرية، لكنه دور بطيء ومتدرج، أما التحولات الفكرية والأيديولوجية الضخمة فإنها تكون انعكاسًا لأزمات الواقع وتحولاته وصدماته وآلامه وآماله، والظاهر أن الأمة مقبلة على خطوب عظيمة، وهذا يقتضي الاعتصام بالله سبحانه والتشبث بالقرآن والاستهداء به والاستمداد منه، ويقتضي مدافعة النزع الشيطاني بين المؤمنين والصبر على جمع القلوب على الحق، ويقتضي التنبه واليقظة والتفهّم والتثبُّت، والسعي في بذل المستطاع من أبواب الخير وأسباب الثبات على الحق وإماطة الباطل وسد الثغور المشرَّعة وإن كانت يسيرة، وعدم الالتفات إلى إخوان الشياطين والمنافقين الذي يلمزون المؤمنين الذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم، وهذا مع انتباه المؤمن للفرق بين المأمول والمقدور، فلا يجعل المقدور غاية المأمول، ولا يقعد به عن طلبه.

• ومن فروع ما ذكرنا من التنبّه واليقظة عدم الانجرار إلى التعلق بأسباب الأرض والتشاغل بها والدوران في فلكها، والإنسان قد يرى الكلام الطويل الكثير لأناس قد يُقال لهم "إسلاميون" فلا يلحظ فيه ما يمتاز به عن كلام أي ملحد كافرٍ بالله سبحانه، إلا مسحة هناك أو هناك، ومن فروع تعلق القلوب بالسماء عدم التهوين من أمر عقائد المؤمنين أو التقليل من خَطْب تسرب الضلال والبدع إلى قلوبهم، فلا فتنة في نفس المؤمن أكبر من الفتنة في الدين، وقد قال الله سبحانه:[والفتنة أشد من القتل]، أي الفتنة في الدين، والدنيا كلها في عين المؤمن ما هي إلا جسر إلى الآخرة، لكن هذا لا يعني في المقابل الدروشة والغفلة والجهل بأسباب المصالح والمفاسد وموازينها، ومن فروع هذا أيضًا التوسط بين الإرجاف والتبشير بالسوء وقَول "هلك👇🏾
الناس" وبين السذاجة والتخييل والكذب وزخرفة شدائد الواقع وآلامه، وكلا الأمرين من مداخل الشيطان لفتنة أهل الإيمان!

• أخيرًا، إن كان ثمة أمر ينبغي أن يجتمع أكثر المسلمين على الحزن لأجله فهو الخزي والعار والعجز الذي يلجمنا إلجامًا، ويلفّنا لفّا، ويحيط بنا من كل ناحية .. خنوع هذه الأمة العريضة وخضوعها لأراذل الخلق وأقذر إفرازات التاريخ الإنساني .. تغلل الغفلة والقهر والجهل والتغييب فيها إلى هذا الحد .. خيانتها لإخوانهم أوضع خيانة، وخذلانهم لهم أعظم خذلان، حتى صار غاية ما نستطيعه أن نجلس نُنظّر هل الأولى أن يقتاتوا على مائدة شبكة المصالح هذه أم تلك .. حتى هذه النزاعات التي تراها والتدافعات والمشاحنات والتريندات والتحليلات، أكثرها منشؤه العجز والخواء الذي يريد الإنسان معه أن يصنع معارك افتراضية يتشاغل بها، يرى فيها لنفسه حياةً ووجودًا وفعلًا، وإن كان في حقيقة الأمر في حكم الميت المعدوم المفعول به، وإنا لله وإنا إليه راجعون!
الثبات على العلم والإيمان عند وقوع الفتن والشبهات هو من أعظم النعم؛ فإن من الناس من يؤمن في العافية، ثم إذا فتن ارتد، فينبغي أن يعلم أن ثباته على الإيمان عند الفتنة والشبهة من أعظم النعم.

ابن تيمية
سبحان الله ما أعلمه وأحكمه!
لأجل هذا كان عقوق الوالدين من الكبائر!
لأجل هذا جعل الله برهما بعد توحيده سبحانه!
لأجل هذا يعاقب عاق الوالدين في الدنيا قبل الآخرة!
لأجل هذا وصى الأولاد على برّهما ولم يوص الأب أو الأم على أولادهما لأنهم مجبولون على ذلك
.

فاللهم اجعلنا بارين بوالدينا وارحمهما كما ربونا صغارا
!!!
"ولسنا والله مختارين للبُعد عنكم، ولو حملتنا الطيور لسرنا إليكم، فلا يظن الظان أنَّا نُؤثِر على قربكم شيئًا من أمور الدنيا قط. بل ولا نؤثر من أمور الدين ما يكون قربكم أرجح منه".

رسالة ابن تيمية إلى والدته
2024/10/08 11:44:29
Back to Top
HTML Embed Code: