tgoop.com/Moment_joy/44211
Last Update:
السّلام عليكَ يا صاحبي،
يُحكى أن رجلاً من العرب يُدعى جبراً،
كان كثير الترحال، يودع مدينة، ويستقبلُ قريةً..
وفي إحدى رحلاته دخلَ قريةً
ومرَّ بمقبرتها فرأى أمراً عجباً،
رآهم قد كتبوا على شواهد القبور اسم الميت، وعمره!
وما زاد دهشته أن الأعمار كانت قصيرةً جداً
مقارنةً بحجم القبور التي تبدو لأشخاص راشدين،
لا لأطفال خطفتهم يد المنون، قبل أن يبلغوا سنَّ الرُّشد!
قرأ على شاهد القبر الأول: يرقدُ في هذا القبر سعد، عاشَ سنةً وثلاثة أيام!
وقرأ على شاهد القبر الثاني: ترقدُ في هذا القبر فاطمة، عاشتْ سنتين وأسبوعاً!
وكلما انتقل من قبرٍ إلى قبرٍ، زادت دهشته،
حتى وصل أخيراً إلى حارس المقبرة وقال له:
لقد عشتُ رجباً، ورأيتُ عجباً، ولكني ما رأيتُ قط أعجب من قريتكم!
ابتسم حارس المقبرة وقال له: لعلّكَ تقصِدُ الأعمار القصيرة المدونة على شواهد القبور،
فقال له جبر: أجل!
فقال حارس المقبرة: نحن لا نحسبُ في أعمارنا إلا الأيام السعيدة التي عشناها!
فسعدٌ مثلاً عاش خمسين عاماً، منها سنة وثلاثة أيام سعيداً،
أما ما تبقى فأمضاه في الشقاء!
فكتبنا ما عاش في السعادة، وأسقطنا من عمره ما عاشه في الشقاء!
فقال له جبر: إن أدركني الموتُ في قريتكم، فاكتبوا على شاهد قبري:
يرقدُ في هذا القبر جبر، من بطن أمه إلى القبر!
يا صاحبي،
ليس المهمُّ كم يعيش المرء،
المهم كيف يعيش!
وإني أعيذكَ أن يكون عمركَ مجرَّد أيامٍ تعدها،
وسنواتٍ تُفاخر أنك أمضيتها،
وهي في الحقيقة مجرد أرقام فارغة من المضمون!
يا صاحبي،
العمرُ لا يُقاس بعدد الأيام،
وإنما بعدد التجارب!
والسّلام لقلبكَ
أدهم شرقاوي
BY ٲوړآق ٱلـــﺦـــــريــف🍁
Share with your friend now:
tgoop.com/Moment_joy/44211