tgoop.com/N00R_N00R/8370
Last Update:
أحبُّ جارةً لي في البنايةِ المجاورة لا أعرفُها ولا تعرفُني، في كلِّ ليلةٍ بعدَ الثانيةَ عشرة وعلى مدارِ الليل أسمع بكاءَ طفلٍ رضيع، صرتُ أوقفُ تسجيل المحاضرة عندما أسمعُه لأني أحبُّ متابعةَ الطفلِ وأمه وحفظتُ ما يحدث: يبدأُ البكاء، ثم..
1
2
3
يسكتُ الصوت، فأعرفُ أنَّها استيقظت وتُهدهدُه أو تُرضعه، فأعودُ إلى ما كنتُ أعمل.. بعد ساعتين أو أقل أو أكثر يبكي مرةً أخرى، أُحشدُ تركيزي معهما، أعدّ، لا أُكمل حتى الخامسة ويسكتُ الصوت، وهكذا أكثر من مرة في الليلةِ الواحدة.
أقولُ لنفسي: يبدو من صوتِه أنها أنجبتْه قريبًا، ما أكثرَ ما تتعبُ هذه الجارة! لا بد أنها أدركت أن رعايةَ طفلٍ أصعبُ بكثير مما كان يُزينُه لها شوقُها إليه، هل اكتشفت في أي مأزقٍ وقعت؟
لكني أعودُ فأقول أنها قد تتعبُ ولكنه تعبٌ على قلبِها كالعسل، وقد يقلقُ نومُها ولكنها لا تستثقلُ من يُقلقُه، وأن لي صاحباتٍ يتمنين لو أنهن رُزقن طفلًا وسهرن عليه العمرَ كلَّه.
جارتي هذه لم أرَ وجهها ولم ترَ وجهي، لكنني أعتقدُ أن بيننا تواصلًا من نوعٍ فريد؛ هي لا تُخيبُ ظني وتصحو بعد العدِّ حتى الرقم 5 على أبعد تقدير، وأنا أدعو لها بالثوابِ والعون الإلهي، ولطفلِها براحةِ البدنِ ونومِ العينِ حتى يرتاحَ جنبُ أمِّه ساعتين. وأرجو اللهَ أن يُصلحَها ويجمِّلها بالتقوى وحسنِ العمل حتى أسأله عنها يومَ القيامةِ -إن عفا عني وأكرمني- فأراها على خير حالٍ وأعرفَها هناك، لأنني قد تعبتُ بمجردِ تخيلِ تعبها.
عسى اللهُ أن يُكرمَ المسلماتِ في الدنيا بالذريةِ الصالحةِ وفي الآخرةِ ببيوتٍ في الجنة من قصبٍ لا صخب فيها ولا نصب.
شيمام هشام سعد
🤍🌨
"
BY • شُروقُ النُّور|🪷
Share with your friend now:
tgoop.com/N00R_N00R/8370