tgoop.com/NFRMA/18952
Last Update:
الحمدُ للهِ، وبعدُ:
فضائلُ يومِ عَرَفةَ:
- فضلُ صومِه:
روى مُسلِمٌ ( ١١٦٢ ) عن أبي قتادةَ الأنصاريِّ، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "صِيامُ يومِ عرفةَ أحتسبُ على اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قبلَهُ، والسَّنَةَ التي بعدَهُ".
وفي روايةٍ عندَ مُسلِمٍ أيضًا: وسُئِلَ عن صومِ يومِ عرفةَ؟
فقال: "يُكَفِّرُ السَّنَةَ الماضيةَ والباقيةَ".
وروى أبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ ( ٩٩٧٦ )، والطَّبريُّ في تهذيبِ الآثارِ ( ٦٠٠ / مسند عمر ) بإسنادٍ صحيحٍ عن أمِّ المُؤمنينَ عائشةَ رضي اللهُ عنها أنَّها قالَتْ: "ما من السَّنَةِ يومٌ أحبُّ إليَّ أن أصومَهُ من يومِ عرفةَ".
وروى الطَّبريُّ في تهذيبِ الآثارِ ( ٦٠٨ / مسند عمر )، وأبو نُعَيمٍ في حِليةِ الأولياءِ ( ٤ / ٢٨١ ) عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ قال: "أيقِظُوا خدَمَكُم يتسحَّرونَ لصومِ يومِ عرفةَ".
وذكَرَهُ الذَّهَبيُّ في سِيَرِ أعلامِ النُّبَلاءِ ( ٤ / ٣٢٦ ).
- العِتقُ من النِّيرانِ، والمُباهاةُ بأهلِ الموقفِ فيه:
روى مُسلِمٌ ( ١٣٤٨ ) عن عائشةَ قالَتْ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "ما من يومٍ أكثرَ من أن يُعتِقَ اللهُ فيه عبدًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ، وإنَّه لَيَدنُو، ثم يُباهي بهم الملائكةَ، فيقولُ: ما أرادَ هؤلاءِ".
- فيه أكملُ اللهُ الدِّينَ، وأتمَّ علينا النِّعمةَ، ورضيَ لنا الإسلامَ دينًا:
روى البُخاريُّ ( ٤٥ )، ومُسلِمٌ ( ٣٠١٧ ) عن طارقِ بنِ شِهابٍ، عن عُمَرَ بنِ الخطَّابِ أنَّ رجلًا من اليهودِ قال له: يا أميرَ المُؤمنينَ، آيةٌ في كِتابِكُم تقرأونَها لو علينا معشرَ اليهودِ نزَلَتْ لَاتَّخذْنا ذلك اليومَ عِيدًا.
قال: أيُّ آيةٍ؟ قال: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ).
قال عُمَرُ: قد عَرَفْنا ذلك اليومَ والمكانَ الذي نَزَلَتْ فيه على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو قائمٌ بعرفةَ يومَ جُمُعةٍ.
وروى التِّرمذيُّ ( ٣٠٤٤ )، وابنُ نصرٍ في تعظيمِ قَدرِ الصَّلاةِ ( ٣٥٤ )، وابنُ جريرٍ في التَّفسيرِ ( ٨ / ٨٧ )، والطَّبرانيُّ في الكبيرِ ( ١٢٨٣٥ ) عن عمَّارِ بنِ أبي عمَّارٍ قال: قرأَ ابنُ عبَّاسٍ: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) وعنده يهوديٌّ فقال: لو أُنزِلَتْ هذه علينا لَاتَّخذْنا يومَها عِيدًا.
قال ابنُ عبَّاسٍ: فإنَّها نزلَتْ في يومِ عِيدَينِ؛ في يومِ جُمُعةٍ ويومِ عرفةَ.
وهو أثرٌ صحيحٌ.
وروى ابنُ جريرٍ في تفسيرِه ( ٨ / ٨٤ ): عن الشَّعبيِّ في هذه الآيةِ: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) قال: "نزَلَتْ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو واقفٌ بعرفاتٍ، وقد أطاف به النَّاسُ، وتهدَّمَتْ منارُ الجاهليَّةِ ومناسِكُهم، واضمحلَّ الشِّركُ، ولم يطُفْ حولَ البيتِ عُريانٌ، فأنزل اللهُ: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )".
وإسنادُه إلى الشَّعبيِّ صحيحٌ؛ إلَّا أنَّ عامرًا الشَّعبيَّ تابعيٌّ، فهو مُرسَلٌ، لكنَّه قد قال: "واللهِ ما من آيةٍ إلَّا وقد سألتُ عنها".
- ما خيرُ ما قالَهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا اليومِ؟
روى التِّرمذيُّ ( ٣٥٨٥ ) عن عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "خيرُ الدُّعاءِ دُعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ".
وهو حديثٌ حسنٌ.
وكان من دُعاءِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضي اللهُ عنهما في هذا اليومِ رافعًا به صوتَهُ: "لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، اللَّهُمَّ اهدِنا بالهُدى، وزيِّنَّا بالتَّقوى، واغْفِرْ لنا في الآخرةِ والأُولى".
ثم يخفضُ صوتَهُ ثم يقولُ: "اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ من فضلِكَ وعطائِكَ رِزقًا طيِّبًا مُبارَكًا، اللَّهُمَّ إنَّكَ أمرتَ بالدُّعاءِ، وقضيتَ على نفسِكَ بالاستِجابةِ، وأنتَ لا تُخلِفُ وعدَكَ، ولا تكذبُ عهدَكَ، اللَّهُمَّ ما أحببتَ من خيرٍ فحَبِّبهُ إلينا ويسِّرهُ لنا، وما كرهتَ من شيءٍ فكرِّههُ إلينا وجنِّبناهُ، ولا تنزِعْ عنَّا الإسلامَ بعدَ إذ أعطيتَنا".
رواه الطَّبرانيُّ في الدُّعاءِ ( ٨٧٨ ) بإسنادٍ صحيحٍ.
أبو عبدالله الأثري.
BY تلاوات وتأملات قرآنية
Share with your friend now:
tgoop.com/NFRMA/18952