نفحة كاتب

" فرشاة وقلم رصاص "

رائحة القهوة تتخلل داخل أنفي تريد اغتيال ذاكرتي ، أحدق في انعكاس كوب الماء كمن يريد رسم ملامحه المخفية وراء نظارته...
_
اخبريني يا عبير متى ستعبرين شراعي وتقتحمين خلوتي ؟
اخبرني انت يا فريد متى ستتفرد من قيودى وتكسر حرفا من حروف الهجرة وتضع ضمة في خصري؟
لسنا هنا لنتشاجر يا عبير نحنا هنا لنقاش بهدوء عضلاتنا لا تتحرك فقط عقلنا يتحرك،
بهدوء يا فريد ؟ الهدوء هو ما أوصلنا لطريق مسدود لا فى بين نقاشنا وشجارنا النهاية واحدة لا ننام سويا ولا نأكل علي نفس الطاولة أتسمى هذا زواجا ؟...
يمسح عرقه بمنشفة اشتراها لتوه ويتابع حديثه معاتبا قهوته واصفا لها بقوله " قهوتي مريرة جدا " ، انت لا تقصد قهوتك يا فريد انت تقصدني انت ماهر في ذالك في الأخير انت ممثل شهير لا يصعب عليك معاتبتي دون النظر لي لأنك جبان ، لست جبانا ولكنني لم افهمك لم افهم يوما صنف النساء كأنني أمام لغز أو لعبة محاكاة معقدة الخاسر فيها هو الفائز حين أنظر في المرآة لا أرى شيئاً ولا حتى انعكاس نفسي هل تعلمين ؟، انت تراوغ الآن لكي ننهي النقاش ولكنك لا تعلم انه حتى في صمتنا هناك نقاش دوماً نحن ولدنا هكذا نناقش في انتظار المجهول ونقول "مرحبا"،...
ينظر في ساعته بحذر وعيناه جديتان يبدو أنه صبره قد نفد ، ما رأيك في أن نكمل الحديث في وقت لاحق ياعبير ؟، ذاهب لكي تخونني مرة أخرى ألم يكفيك ما سبق أم أنك تريد زيادة العدد ؟ ارحل ولكن ضع ورقة الطلاق هنا بدل الحساب ولا تعد ...
يشرب ما تبقى من قهوته بمرارة ويغادر مسرعا دون تحية وفي يده سيجارة من نوع غالي ، لا أريد أن يكون زوجي مدخناً لا أريدك أن تكون أبا لأولادي مدمنا علي خيانتي بين الشوك وعلي رصيف ساخن ، يبتسم فريد ابتسامة عريضة كنوع من الوداع الأخير..."






____عمر الغزالي

www.tgoop.com/Nvktb/20733

1.4K viewsAug 3, 2022 at 15:49

" فرشاة وقلم رصاص "

رائحة القهوة تتخلل داخل أنفي تريد اغتيال ذاكرتي ، أحدق في انعكاس كوب الماء كمن يريد رسم ملامحه المخفية وراء نظارته...
_
اخبريني يا عبير متى ستعبرين شراعي وتقتحمين خلوتي ؟
اخبرني انت يا فريد متى ستتفرد من قيودى وتكسر حرفا من حروف الهجرة وتضع ضمة في خصري؟
لسنا هنا لنتشاجر يا عبير نحنا هنا لنقاش بهدوء عضلاتنا لا تتحرك فقط عقلنا يتحرك،
بهدوء يا فريد ؟ الهدوء هو ما أوصلنا لطريق مسدود لا فى بين نقاشنا وشجارنا النهاية واحدة لا ننام سويا ولا نأكل علي نفس الطاولة أتسمى هذا زواجا ؟...
يمسح عرقه بمنشفة اشتراها لتوه ويتابع حديثه معاتبا قهوته واصفا لها بقوله " قهوتي مريرة جدا " ، انت لا تقصد قهوتك يا فريد انت تقصدني انت ماهر في ذالك في الأخير انت ممثل شهير لا يصعب عليك معاتبتي دون النظر لي لأنك جبان ، لست جبانا ولكنني لم افهمك لم افهم يوما صنف النساء كأنني أمام لغز أو لعبة محاكاة معقدة الخاسر فيها هو الفائز حين أنظر في المرآة لا أرى شيئاً ولا حتى انعكاس نفسي هل تعلمين ؟، انت تراوغ الآن لكي ننهي النقاش ولكنك لا تعلم انه حتى في صمتنا هناك نقاش دوماً نحن ولدنا هكذا نناقش في انتظار المجهول ونقول "مرحبا"،...
ينظر في ساعته بحذر وعيناه جديتان يبدو أنه صبره قد نفد ، ما رأيك في أن نكمل الحديث في وقت لاحق ياعبير ؟، ذاهب لكي تخونني مرة أخرى ألم يكفيك ما سبق أم أنك تريد زيادة العدد ؟ ارحل ولكن ضع ورقة الطلاق هنا بدل الحساب ولا تعد ...
يشرب ما تبقى من قهوته بمرارة ويغادر مسرعا دون تحية وفي يده سيجارة من نوع غالي ، لا أريد أن يكون زوجي مدخناً لا أريدك أن تكون أبا لأولادي مدمنا علي خيانتي بين الشوك وعلي رصيف ساخن ، يبتسم فريد ابتسامة عريضة كنوع من الوداع الأخير..."






____عمر الغزالي

BY نفحة كاتب