tgoop.com/Nychtoiflos/4617
Last Update:
( 1:38 )
"ما يشقّ ولا يثقل عليه أن يحفظ عباده أينما أحاطوا وكما خلقهم -تصوّر عباد .. وليس عبد واحد فقط-!
بعد أن زيّن في قلوبهم الإيمان، وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان؛ حاشاه أن يضيّع الصادقين منهم! إنّ ذلك التحوّل من الظّلمات إلى النُّور؛ كان من محضٍ إلهيّ ينبغي علينا التفكّر فيه! إنَّهُ الرّحيم؛ رحم بحالهم وعاملهم بضعفهم! إنَّهُ التوّاب؛ فتابَ عليهم وتقبّلَ منهم! إنَّهُ الغفور؛ فغفر لهم حتى ما تحمرُّ به وجوههم من العظام قبل السالفات! إنَّهُ العليم؛ عَلِمَ مافي نفوسهم وبُغيتهم! إنَّهُ السَّميع؛ سَمِعَ تردادهم وإلحاحهم ومناجاتهم! إنَّهُ المُجيب؛ أجاب ما ضجّت به ألسنتهم في الملأ الأعلى ابتغاء وجهه! إنَّهُ الحفيظ؛ حفظ خطواتهم الصّادقة فرعاها لهم! إنَّهُ الرؤوف؛ اشتدّت رحمته إلى أن وصلت إلى الرأفةِ بهم وإذاقِهِم اللذَّة وهي صافية من جميع الوجوه؛ جزاء صدقهم! إنَّهُ الحميد المنزَّه، يا مَن لا يفعل إلّا الحميد؛ فلك الحمد في الأوّل والآخر!
وقول ابن القيم هنا؛ يختصر لك ما اكترثت بهِ أيدينا لوصفه ولم نصل إلى المبتغى المرضي، -يقول رحمه الله سبحانه-: وتأمَّل قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَٰنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ كيف جعل الخلق والتّعليم ناشئًا عن صفة الرّحمة متعلقًا باسم (الرَّحْمَٰنُ)، وجعل معاني السورة مرتبطة بهذا الاسم، وختمها بقوله:﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ فالاسم الذي تبارك؛ هو الاسم الذي افتتح به السورة! إذ مجيء البركة كلها منه!".
-تخفض رأسك عند هذا الوصف وهذي الرّحمة التي تعتليك منه من جميع أفعاله!
BY أفَـانِـينٌ
Share with your friend now:
tgoop.com/Nychtoiflos/4617