PANAHIANAR Telegram 236
🔑#المفتاح_الذهبي_للحياة_المشتركة (5)
📍#الأبعاد_الثلاثة_للعلاقة_الزوجية
📍#الزواج_آية_إلهية

#سماحة_الشيخ_بناهيان:

🔹#علاقة_الزواج_بهدف_الخلقة

🔸لم يخفَ عنّا نوعا ما الهدفُ الرئيس من خلق الله سبحانه للعالم و الإنسان. إذ نعلم بأنّ الله تعالى خلق كل هذا الكون من أجلنا و خلقنا من أجله. طبعا ليس المقصود "خلقنا من أجله" هو أنه ينتفع بخلقنا، بل معنى ذلك هو أن ننتفع به نحن و نبتهج بعلاقتنا معه. إن فلسفة عيشنا فترة من الزمن في هذا العالم ثم ذهابنا إلى عالم آخر، هي أن نتلقّى في هذا العالم استيعابية و قابلية لازمة تمكّننا من أن نحصل بها على اللذة الكاملة من القرب الإلهي، و نفهم حينئذ أنه عزّ وجلّ ألذّ لذات العالم، لكن لا كاللذات المادّية التي نحصل عليها تارة من الأشربة و تارة من النظر أو قد نحصل عليها من الشمّ أو الأكل.

🔸فالهدف من خلقنا هو السير في هذا العالم لنصل بعدها إلى لقاء الله جلّ وعلا. فلابد أن نحصل على الاستيعابية اللازمة لذلك حتى نحصل من هذا اللقاء على اللذة الكاملة. اللذة التي هي أصل كل نعمة للإنسان و تبقى خالدة إلى الأبد. أي أنها تبقى مليارات و مليارات السنين. فكلما نظرنا إلى الله سبحانه بقلوبنا، ألفينا هذه النظرة أجد من سابقاتها. و الجنة و الرضوان الإلهي و باقي النعم الإلهية هي كلّها مثل الفندق الذي يحل به الزوار في مشهد مثلا أو أيّ غيرها من المدن المقدّسة. فالزائر يحتاج إلى محلّ للسكن كما يحتاج إلى الأطعمة و الأشربة و ما شابه ذلك، بيد أن الهدف الأصلي لهذا المسافر هو الزيارة؛ و نسبة جمال الفندق من غيره لا يهمّ كثيرا لأنه ليس من الأمور المصيرية. فالله سبحانه قد خلقنا لنحصل على اللذة الكاملة بلقائه. قد يطرأ هذا التساؤل في أذهاننا، و هو هل في لقاء الله لذة؟

🔸قد تجيب أذهاننا في الوهلة الأولى بأن النعم الإلهية هي التي نلتذ بها. ولكن لابد من القول هنا بأن الله سبحانه الخالق لأجمل لذة في العالم و أحلاها. ألا يكون هو أجمل و أحلى من غيره؟! فلا محاص من القبول بأن الله الذي خلق أجمل الورود في العالم لابد أن يكون أجمل من كل الورود. و الله الخالق لأرقى عطور العالم لابد أن يكون أكثرها رقيا و عطرا. و الله الخالق لأروع قمة في العالم لابد أن يكون أعظم و أروع من كل عظيم و رائع.

🔸لنضرب مثالا آخرا نقرّب به المعنى: فالله الذي أودع في العلاقة بين المرأة و الرجل نوعا من الهيجان و نوعا من العاطفة و الأحاسيس و نوعا من السكينة و اللذة، كيف لا يكون اللقاء به أكثر هيجانا و أكثر إثارة للعواطف و الأحاسيس؟ و كيف لا نحصل من هذا اللقاء على أسمى سكينة و لذة؟ فأصل كلّ هذه المعاني و التصورات و مصداقها الكامل و التام هو الله سبحانه. و أصل كلّ عالم الوجود، هو الله سبحانه. فنحن عندما نشرب الماء في لهوة العطش في حرّ الصيف و نشعر بلذة الماء و طراوته، لنعلم أن طراوة الله لايمكن قياسها بالماء العذب البارد في الصيف الحار.

🔸وأساسا الهدف من خلق الإنسان هو أنه لم يكن بوسع الملائكة الحصول على اللذة من القرب الإلهي كالانسان. لأنها لاتستطيع أن تتّجه إلى الله تعالى بحرية كالانسان. و لايمكنها إنتاج القيمة المضافة مثله. تلك القيمة التي تمنحه سعة وجودية لايسعه الحصول على اللذة اللامتناهية من القرب الإلهي بدونها. بل ولايمكنه بدونها حتى لقاء الله. كمن كان مع موسى بن عمران (عليه السلام) و قالوا له (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة) فأجابهم موسى لاطاقة لكم على ذلك -أي لا تملكون السعة الوجودية اللازمة- فعندما أصروا على ذلك و ادّعوا إمكان الرؤية، تجلى الله للجبل فجعله دكّا. (فلما تجلّى ربّه للجبل جعله دكّا...) فماتوا جميعهم؛ ثم احتيوا بدعاء موسى (ع).

نواصل إن شاء الله...

🔴قناة #سماحة_الشيخ_بناهيان العربية
@PanahianAR
✉️ @Panahian_Ar
🔸💠🔶💠🔶💠🔸



tgoop.com/PanahianAR/236
Create:
Last Update:

🔑#المفتاح_الذهبي_للحياة_المشتركة (5)
📍#الأبعاد_الثلاثة_للعلاقة_الزوجية
📍#الزواج_آية_إلهية

#سماحة_الشيخ_بناهيان:

🔹#علاقة_الزواج_بهدف_الخلقة

🔸لم يخفَ عنّا نوعا ما الهدفُ الرئيس من خلق الله سبحانه للعالم و الإنسان. إذ نعلم بأنّ الله تعالى خلق كل هذا الكون من أجلنا و خلقنا من أجله. طبعا ليس المقصود "خلقنا من أجله" هو أنه ينتفع بخلقنا، بل معنى ذلك هو أن ننتفع به نحن و نبتهج بعلاقتنا معه. إن فلسفة عيشنا فترة من الزمن في هذا العالم ثم ذهابنا إلى عالم آخر، هي أن نتلقّى في هذا العالم استيعابية و قابلية لازمة تمكّننا من أن نحصل بها على اللذة الكاملة من القرب الإلهي، و نفهم حينئذ أنه عزّ وجلّ ألذّ لذات العالم، لكن لا كاللذات المادّية التي نحصل عليها تارة من الأشربة و تارة من النظر أو قد نحصل عليها من الشمّ أو الأكل.

🔸فالهدف من خلقنا هو السير في هذا العالم لنصل بعدها إلى لقاء الله جلّ وعلا. فلابد أن نحصل على الاستيعابية اللازمة لذلك حتى نحصل من هذا اللقاء على اللذة الكاملة. اللذة التي هي أصل كل نعمة للإنسان و تبقى خالدة إلى الأبد. أي أنها تبقى مليارات و مليارات السنين. فكلما نظرنا إلى الله سبحانه بقلوبنا، ألفينا هذه النظرة أجد من سابقاتها. و الجنة و الرضوان الإلهي و باقي النعم الإلهية هي كلّها مثل الفندق الذي يحل به الزوار في مشهد مثلا أو أيّ غيرها من المدن المقدّسة. فالزائر يحتاج إلى محلّ للسكن كما يحتاج إلى الأطعمة و الأشربة و ما شابه ذلك، بيد أن الهدف الأصلي لهذا المسافر هو الزيارة؛ و نسبة جمال الفندق من غيره لا يهمّ كثيرا لأنه ليس من الأمور المصيرية. فالله سبحانه قد خلقنا لنحصل على اللذة الكاملة بلقائه. قد يطرأ هذا التساؤل في أذهاننا، و هو هل في لقاء الله لذة؟

🔸قد تجيب أذهاننا في الوهلة الأولى بأن النعم الإلهية هي التي نلتذ بها. ولكن لابد من القول هنا بأن الله سبحانه الخالق لأجمل لذة في العالم و أحلاها. ألا يكون هو أجمل و أحلى من غيره؟! فلا محاص من القبول بأن الله الذي خلق أجمل الورود في العالم لابد أن يكون أجمل من كل الورود. و الله الخالق لأرقى عطور العالم لابد أن يكون أكثرها رقيا و عطرا. و الله الخالق لأروع قمة في العالم لابد أن يكون أعظم و أروع من كل عظيم و رائع.

🔸لنضرب مثالا آخرا نقرّب به المعنى: فالله الذي أودع في العلاقة بين المرأة و الرجل نوعا من الهيجان و نوعا من العاطفة و الأحاسيس و نوعا من السكينة و اللذة، كيف لا يكون اللقاء به أكثر هيجانا و أكثر إثارة للعواطف و الأحاسيس؟ و كيف لا نحصل من هذا اللقاء على أسمى سكينة و لذة؟ فأصل كلّ هذه المعاني و التصورات و مصداقها الكامل و التام هو الله سبحانه. و أصل كلّ عالم الوجود، هو الله سبحانه. فنحن عندما نشرب الماء في لهوة العطش في حرّ الصيف و نشعر بلذة الماء و طراوته، لنعلم أن طراوة الله لايمكن قياسها بالماء العذب البارد في الصيف الحار.

🔸وأساسا الهدف من خلق الإنسان هو أنه لم يكن بوسع الملائكة الحصول على اللذة من القرب الإلهي كالانسان. لأنها لاتستطيع أن تتّجه إلى الله تعالى بحرية كالانسان. و لايمكنها إنتاج القيمة المضافة مثله. تلك القيمة التي تمنحه سعة وجودية لايسعه الحصول على اللذة اللامتناهية من القرب الإلهي بدونها. بل ولايمكنه بدونها حتى لقاء الله. كمن كان مع موسى بن عمران (عليه السلام) و قالوا له (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة) فأجابهم موسى لاطاقة لكم على ذلك -أي لا تملكون السعة الوجودية اللازمة- فعندما أصروا على ذلك و ادّعوا إمكان الرؤية، تجلى الله للجبل فجعله دكّا. (فلما تجلّى ربّه للجبل جعله دكّا...) فماتوا جميعهم؛ ثم احتيوا بدعاء موسى (ع).

نواصل إن شاء الله...

🔴قناة #سماحة_الشيخ_بناهيان العربية
@PanahianAR
✉️ @Panahian_Ar
🔸💠🔶💠🔶💠🔸

BY علي‌رضا بناهیان


Share with your friend now:
tgoop.com/PanahianAR/236

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

A Hong Kong protester with a petrol bomb. File photo: Dylan Hollingsworth/HKFP. fire bomb molotov November 18 Dylan Hollingsworth yau ma tei Choose quality over quantity. Remember that one high-quality post is better than five short publications of questionable value. Clear Content is editable within two days of publishing
from us


Telegram علي‌رضا بناهیان
FROM American