tgoop.com/QusayAlosaily/1444
Last Update:
من قال لا تتعب؟
حَقّ المُحاوِل التَّعَب، وجزء من قلبه الألم، وبعض تفاصيله الوجع، ولا تكتمل لوحةُ مؤمنٍ إلّا بالشّدائد! والبلاءات تختبر أصحابها، لست آلةً معدومة الشّعور، ولا صخرةً صَمّاء لا تنفلق، احترِم ضَعفًا تُنتِجُ ضِعفًا! تخيّل؟ لَم نُرَبّىٰ على تحفيزٍ يقصم الظَّهر، وكلماتٍ تقصف العُمر، ووهمٍ أنّك تقدر على كلّ شيء!
بل اتعب، وابكِ، واهترئ، وابتعد قليلًا، خُذ زاويةً قَصيّة، واسجُد لله بكُلّ ضَعفِك، لا ترتدي ثوبًا ليس لك، ولقبًا لا يليق لك، وقلبًا يُثقل صدرك، وقدمًا ليست لخُطاك، وصورةً لا تشبه ملامحك، لا تعمل ليُقال عنك، ويُشار إليك، دَع عنك [هُم]، وانشغل [بك] كما أنت.
طَريقُك، حُلمُك، غايتك، أُمّتك! كُلّها محفوفة بالتَّعَب، كُلّها تحتضن الوجع، كُلّها يُعبَرُ إليها بالتّضحيّة دمًا، دمعًا، وقتًا، نومًا، وهذا لوحده يُرهِقك! حاوِل ما دامَ النَّفَس، وإن ذَبُلتَ ساعةً لا بأس، وإن خَلَوتَ فترةً لا بأس، المهم أنّ تسقي النّبتة حتّى لا تموت، وتُغذّي البذرة لحين النُّضوج، ثمّ لا تقف، حتى لو بخطوات خجولة، لو بسَيرِ عجوزٍ قارِب السِّتّين، الفترة لا تُلغي الفكرة، تموت حين تقف.
ختامًا: أثق بك.
BY قناة قُصَيّ عاصِم العُسَيلي
Share with your friend now:
tgoop.com/QusayAlosaily/1444