tgoop.com/SA20B/13380
Last Update:
امرأة مُطاردة . .
اتذكر تلك الحيلة التي كنت افعلها لكي افرّ من الفتيات المشحونات بالغضب لي حين نلعب لعبة ما وافوز بجدارة ،فانتشي زهوًّا بي وأنا أؤدي حركة المنتصر فيشتد غيضهن لأنهن لا يحظظن بالفوز مثلي ابدًا حين العبُ معهنَّ ، فاركض فارةً لغرفة ما من بيتنا وافرش سجادة الصلاة وادّعي اني اصلي ،فيهرعنّ إلى المكان الذي فررت إليه ، ليُصدمن على ذلك الحال فلا يجرؤن على الإقتراب مني ويترددن ويعودن ادراجهن مُمتعضات ، فأشعر وقتها اني انتصرت لاني اعلم انهن في وقت آخر سيهدأ غضبهن ..
هه ولم تكن هذه الحيلة معهن فقط ،فلقد كنت اهرب من عمي وزوجة عمي ،وبقية من اسكن معهم أو من اظنهم حقًا انتمي إليهم ، لكونهم دائمًا يهِمُّون لضربي ، أما بالنسبة لهم فكان غضبهم مني ليس له مبرر وكنت أشعر أن هناك أمرًا ما يجعلهم يكروهنني ، لكنني ضلت اتكتم ذلك وارى فروق معاملتهم لي مقارنة بقريباتي فيشتدُّ بؤسي ، تذكرت تلك الحيلة و أنا في حالة يُرثى لها لكنَّ وضعي اختلف الآن .. لم اعد تلك الطفلة بل امرأة كُتب لها حياه بائسة تعيش فارّة من الجميع وبشخصية ليست لها .. ارادت الخروج من جحيم طفولتها فوقعت في جحيم المطاردة اللعين ، ليُقبض عليها في النهاية في يد شبه بشري كاسر قاتل لا يعرف رحمة و لا يملك قلب ، في تلك الأثناء و أنا افكّكُ قيودي سمعني الحقير ففتح باب تلك الزنزانة بسرعة جنونية ورأني احاول النفاذ من قيودي .. فـ جرى بيننا صراعٌ مدويّ، احاول الفرار منه وبيدي عصا حديديه .. استخدمها ذاك الحقير مُسبقًا لضربي ، هممت فضربتهُ على رأسه وهربت لكنه وقع على الأرض لدقائق ووقف يقاوم واسرع يلحق بي ، صعدت درج تلك البنايه لكنها تفتقر لجدارٍ يستُرها أكثر، لا غرف فيها انها بناية عظم ! ..
حسناً سيجدني حتمًا فلا جدار ولا غُرف تحجبني عنه، و إن اتجهت نحو الأسفل متخطية البناية وإلى ذلك الحي فإن حُراسه واقفون بالخارج وذلك الحي يفتقر لسكان يؤنسونهُ ،أيّ أنني في مكان خالي لن يسمع هُتافي احد ليهبَّ لنجدتي ...كان علي الخروج ولا اعرف كيف فعلت ذلك دون أن اخطط ، سِوى أنني بعزيمة لا ترضى بأن تكون نهايتها موت مهزوم دون مقاومة ..
ظلّت حلقة الهروب والجري بيننا إلى أن وصلنا إلى العلّيه كنت اسبقهُ وقتها ،أدركت حينها أنه لا مفرَّ منه وأنني اغضبته جدًا وعلى كُلٍ هو ينوي لأنّ يقضي علي ، لكنه هذه المره لن يتوانى وسيقتلني فورًا .. وصلتُ لاهثة رفعت رأسي رأيت السماء صافية ومنظرُ الغروب كـ لوحة فنية مُدهشة تُعرض في مزاد عالمي ، والجميع مشدوه بل مُصرٌّ للحصول عليها ..
اتجهت ببداهه نحو القبلة وابتسمت ، ها أنا الآن في تلك اللحظة حين تذكرت تلك الحيله التي كنت افعلها في صغري ... لكن كان وضعها مختلف ..
ها أنا ذا اهرب لما اطمئن قلبي له دائمًا لم أكن أرجوا أن ينقذني بقدر أن يأخذني إليه رفعت يداي وكبرت واغمضت عيني وانا اتخلى عن كل شي سيء في هذه الحياة التراجيدية وعن حياتي أنا ، سمعت بخطواته وهو يقترب و حينها ، لم اكن اشعر بالخوف بل لم أكن ابالي له واسترسلت تواصلي مع الله ركعت ولا اذكر اني سمعت اثر خطواته سجدت و أنا استعدُّ لأن تخرج روحي ويلقى جسدي حتفه وقصتي لتحظى أخيرًا بنهايتها . .
BY الكاتِبَـة┇𝒔𝒂𝒃 🇾🇪 °
Share with your friend now:
tgoop.com/SA20B/13380