tgoop.com/SHRYEEN/20086
Last Update:
خرج بصوت خافت، يحمل بين طياته الكثير من الألم والحزن. لم يكن يريد أن يكون صوتًا مرتفعًا، بل كان مجرد نداء صادق من قلب مكلوم، يحاول أن يراعي كرامة المكان الذي يعيش فيه، ويحمي أسرته من خطرٍ لم يكن بإمكانه تحمله. قال، بصوت يائس، "لا تخزنوا قرب بيتي، احترامًا للبيت والعوائل التي فيه." كان حديثه لا يتجاوز حدود الأدب والاحترام، طلب بسيط ولكنه حمل من المعاني ما لا يستطيع الكثيرون فهمه. كان يريد أن يعيش هو وعائلته بسلام، أن يشعروا بالأمان في المكان الذي يظنون أنه محمي، لكن لم يكن يعلم أن هذا النداء سيُقابل باللامبالاة، وأنه سيكون ثمنه حياته.
تاه صوته بين الضجيج والصمت الذي يحيط به. صوته اختنق بالحزن، وكأن الكلمات نفسها كانت تقاوم الخروج من بين شفتيه، وكأن كل حرف كان يشد قلبه إلى أسفل في صراعٍ بين الأمل واليأس. كيف يمكن أن يكون طلبه البسيط هو السبب في نهايته؟ كيف يمكن أن يدفع شخص حياته بسبب مجرد محاولة للحفاظ على كرامته وراحة عائلته؟! لم يكن يطلب أكثر من السلام، ولم يكن يتمنى سوى أن يتركوه ليعيش في بيته بسلام.
لكن، في لحظةٍ قاتلة، اختار الجاني أن يقابل ذلك الصوت الضعيف بالرصاص. وكأن الموت كان الرد الوحيد الذي يملكونه لمن يرفضون الانصياع للظلم. ببرودة قاتلة، اخترق الرصاص صدره، ولم يكن هناك وقت لتنهض فيه روح أخرى، سوى تلك التي تشتعل بالألم والحسرة. وتحت تلك الجدران التي كان يظن أنها تحميه، كانت النهاية تنتظره، بلا رحمة، بلا تراجع.
اليوم، لا يمكن لأحد أن ينسى تلك اللحظة التي اختطف فيها الحياة من بين يدي هذا الشخص الذي كان يسعى فقط للحفاظ على أمانه. فقدنا أكثر من شخص، فقدنا الأمل في أن هناك مكانًا يمكن أن يكون آمنًا في هذه الحياة، فقدنا الثقة في أن صوت الحق يمكن أن يُسمع.
صوته، الذي كان خافتًا ومكسورًا، اختنق في لحظة غدر، وترك وراءه شظايا من قلب محطم وعائلة فقدت كل شيء. ولن تظل الذاكرة على هذه الجريمة وحدها، بل ستظل الصرخات التي تنبع من قلبه، في كل ركن من أركان هذا المكان الذي كان يسعى لحمايته، تتردد في الآذان.
BY شريان الامير♥
Share with your friend now:
tgoop.com/SHRYEEN/20086