SAKENAAH Telegram 187
(مشاعر عظيمة)

إن من سمات المصلحين في الأزمنة السابقة اهتمامهم بشأن المسلمين بشكل كبير، وهذا الاهتمام يولد مشاعر ثأرٍ عظيمةً جداً، لا ترجع هذه المشاعر إلا غالبة، هذه المشاعر تهدّ الجبال، وتخوض الفيافي والقفار، حتى تحقق غايتها، وغايتها إما ثأرٌ أو استشهاد
ما كان عجباً أن يقول نور الدين زنكي رحمه الله ورضي عنه بعد وقعةٍ للمسلمين: والله لا أستظل بجدار حتى آخذ بثأري وثأر المسلمين
إذ له في ذلك أسوةٌ ..

ما كان عجباً أن يقوم بديع الزمان نورسي أمام المحكمة كاملةً ليصرح بكل شجاعة ولا يصيبه أذى، فهو يريد أن يثأر لأمته، يقول بديع الزمان: (لقد سحقتني آلام أمتي البئيسة … الحقول التي لا تروى بالدموع لا تثمر سنابلها أبدا)
كانوا دائما يستحضرون مشاعر الثأر تجاه المسلمين، ويوسعون دائرة الهموم لتشمل الأمة بأسرها .. والعيش في فلك الانتماء لهذه الأمة يخرج الإنسان من همومه الشخصية، وترفياته الحياتية إلى همٍّ يصل الليل بالنهار، حتى ليكاد يشفق الناس عليه من فرط ما يعمل، وهو لا يرى نفسه يعمل شيئا (بلغنا الله تلك المنزلة وإياكم)
هذا العيش في فلك الأمة الذي يجعل الإنسان يصل الليل بالنهار، ويعمل دؤوباً حثيثاً ويقول دوماً:"
ستمطر الأرض يوماً رغم شحتها
ومن بطون المآسي يولد الأمل

وما أحداث الصحابة عنا ببعيدة، إذ يعرفها كل أحد، انظر كيف كانت مشاعر الثأر تحركهم، انظر إلى صدقهم بأقوالهم وأفعالهم، وسأذكر حدثين على وجه المثال لا الحصر، والامثلة في التاريخ كثيرة من الصحابة وغيرهم

1- حدث معاذ ومعوذ
يقول عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه:
- إنِّي لَقائمٌ يومَ بدرٍ بينَ غُلامينِ حديثةٌ أسنانُهُما، تَمنَّين لو أنِّي بينَ أضلُعٍ منهما فغمزَني أحدُهُما فقالَ: يا عمُّ، أتعرِفُ أبا جَهْلٍ ؟ فقُلتُ: وما حاجتُكَ إليهِ يا ابنَ أخي ؟ قالَ: أُخْبِرَت أنَّهُ يسبُّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، والَّذي نَفسي بيدِهِ لئِن رأيتَهُ، لا يُفارقُ سَوادي سَوادُهُ، حتَّى يموتَ الأعجلُ منَّا، فعَجِبْتُ لذلِكَ، وغمزَني الآخرُ فقالَ: مثلَها فلَم أنشَب أن نَظرتُ إلى أبي جَهْلٍ يجولُ في النَّاسِ، فقلتُ: ألا تَريانِ هذا صاحبُكُما الَّذي تَسأَلانِ عنهُ، فابتَدراهُ، فضَرباهُ بسيفِهِما حتَّى قتلاهُ ثمَّ أتَيا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأخبَراهُ، فقالَ أيُّكما قتلَهُ ؟ قالَ كلُّ واحدٍ منهما، أَنا قتلتَهُ، قالَ أمسَحتُما بِسيفَيكُما ؟ قالا: لا، قالَ: في النَّظَر في السَّيفينِ، فقالَ كلاكُما قتلَهُ وقضى بسَلبِهِ لمعاذِ بنِ عَمرو بنِ الجموحِ

انظر إلى صدقهما .. (لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا)
وهذا سيد من سادات قريش، وذاك في مصطلحتنا المعاصرة مراهق .. لم هذا الإقدام وهذه الشجاعة يا معاذ ومعوذ رضي الله عنكما؟ (أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم)

انظر واقعنا اليوم .. كم تُعرّض لجناب النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل تحركنا تحرك معاذ ومعوذ؟ بل بعض الناس لم يقاطعوا أصلا .. حياة القلب لا تشترى ...
انظر لمن دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم منذ عقدين من الزمن، إنه قابعٌ في غياهب لا يعلمها إلا الله .. وبعض الناس نسوه من دعائهم حتى .. هل ولد فينا مشاعر الثأر لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل نصرنا أمتنا بمشاعرنا.
إن الأعمال تتولد بعد تولد المشاعر في الإنسان، لأن المشاعر لا يستطيع الإنسان كبحها .. هي تجمح بقوة حتى تصل مرادها

2- بعد غدر بني قريظة في المسلمين اشتد ذلك على سعد بن معاذ رضي الله عنه، فتمنى أمنيتينن الأولى أن ينزل على حكمه، والثانية أن يبقيه الله عزوجل حياً إن بقي قتالٌ مع قريش، فإنه لا قوم احب إليه جهادهم من قوم آذوا النبي صلى الله عليه وسلم
انظر مشاعر سعد رضي الله عنه تجاه المسلمين، هل امتلكنا هكذا مشاعر تجاه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟ منذ قرنٍ من الزمن والمسلمين يسامون سوء العذاب، والصالحون يسامون سوء العذاب .. هل حركتنا مشاعرنا لنعمل عملاً نصدق به الله عز وجل؟
هل كانت مشاعرنا كمشاعرهم؟

برأيك إن كان هؤلاء في زماننا، ورأوا غزة .. والأويغور .. وميانمار .. ورأوا مآسي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها .. ماذا كانوا سيفعلون؟

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

#زاد_المصلح



tgoop.com/Sakenaah/187
Create:
Last Update:

(مشاعر عظيمة)

إن من سمات المصلحين في الأزمنة السابقة اهتمامهم بشأن المسلمين بشكل كبير، وهذا الاهتمام يولد مشاعر ثأرٍ عظيمةً جداً، لا ترجع هذه المشاعر إلا غالبة، هذه المشاعر تهدّ الجبال، وتخوض الفيافي والقفار، حتى تحقق غايتها، وغايتها إما ثأرٌ أو استشهاد
ما كان عجباً أن يقول نور الدين زنكي رحمه الله ورضي عنه بعد وقعةٍ للمسلمين: والله لا أستظل بجدار حتى آخذ بثأري وثأر المسلمين
إذ له في ذلك أسوةٌ ..

ما كان عجباً أن يقوم بديع الزمان نورسي أمام المحكمة كاملةً ليصرح بكل شجاعة ولا يصيبه أذى، فهو يريد أن يثأر لأمته، يقول بديع الزمان: (لقد سحقتني آلام أمتي البئيسة … الحقول التي لا تروى بالدموع لا تثمر سنابلها أبدا)
كانوا دائما يستحضرون مشاعر الثأر تجاه المسلمين، ويوسعون دائرة الهموم لتشمل الأمة بأسرها .. والعيش في فلك الانتماء لهذه الأمة يخرج الإنسان من همومه الشخصية، وترفياته الحياتية إلى همٍّ يصل الليل بالنهار، حتى ليكاد يشفق الناس عليه من فرط ما يعمل، وهو لا يرى نفسه يعمل شيئا (بلغنا الله تلك المنزلة وإياكم)
هذا العيش في فلك الأمة الذي يجعل الإنسان يصل الليل بالنهار، ويعمل دؤوباً حثيثاً ويقول دوماً:"
ستمطر الأرض يوماً رغم شحتها
ومن بطون المآسي يولد الأمل

وما أحداث الصحابة عنا ببعيدة، إذ يعرفها كل أحد، انظر كيف كانت مشاعر الثأر تحركهم، انظر إلى صدقهم بأقوالهم وأفعالهم، وسأذكر حدثين على وجه المثال لا الحصر، والامثلة في التاريخ كثيرة من الصحابة وغيرهم

1- حدث معاذ ومعوذ
يقول عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه:
- إنِّي لَقائمٌ يومَ بدرٍ بينَ غُلامينِ حديثةٌ أسنانُهُما، تَمنَّين لو أنِّي بينَ أضلُعٍ منهما فغمزَني أحدُهُما فقالَ: يا عمُّ، أتعرِفُ أبا جَهْلٍ ؟ فقُلتُ: وما حاجتُكَ إليهِ يا ابنَ أخي ؟ قالَ: أُخْبِرَت أنَّهُ يسبُّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، والَّذي نَفسي بيدِهِ لئِن رأيتَهُ، لا يُفارقُ سَوادي سَوادُهُ، حتَّى يموتَ الأعجلُ منَّا، فعَجِبْتُ لذلِكَ، وغمزَني الآخرُ فقالَ: مثلَها فلَم أنشَب أن نَظرتُ إلى أبي جَهْلٍ يجولُ في النَّاسِ، فقلتُ: ألا تَريانِ هذا صاحبُكُما الَّذي تَسأَلانِ عنهُ، فابتَدراهُ، فضَرباهُ بسيفِهِما حتَّى قتلاهُ ثمَّ أتَيا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأخبَراهُ، فقالَ أيُّكما قتلَهُ ؟ قالَ كلُّ واحدٍ منهما، أَنا قتلتَهُ، قالَ أمسَحتُما بِسيفَيكُما ؟ قالا: لا، قالَ: في النَّظَر في السَّيفينِ، فقالَ كلاكُما قتلَهُ وقضى بسَلبِهِ لمعاذِ بنِ عَمرو بنِ الجموحِ

انظر إلى صدقهما .. (لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا)
وهذا سيد من سادات قريش، وذاك في مصطلحتنا المعاصرة مراهق .. لم هذا الإقدام وهذه الشجاعة يا معاذ ومعوذ رضي الله عنكما؟ (أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم)

انظر واقعنا اليوم .. كم تُعرّض لجناب النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل تحركنا تحرك معاذ ومعوذ؟ بل بعض الناس لم يقاطعوا أصلا .. حياة القلب لا تشترى ...
انظر لمن دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم منذ عقدين من الزمن، إنه قابعٌ في غياهب لا يعلمها إلا الله .. وبعض الناس نسوه من دعائهم حتى .. هل ولد فينا مشاعر الثأر لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل نصرنا أمتنا بمشاعرنا.
إن الأعمال تتولد بعد تولد المشاعر في الإنسان، لأن المشاعر لا يستطيع الإنسان كبحها .. هي تجمح بقوة حتى تصل مرادها

2- بعد غدر بني قريظة في المسلمين اشتد ذلك على سعد بن معاذ رضي الله عنه، فتمنى أمنيتينن الأولى أن ينزل على حكمه، والثانية أن يبقيه الله عزوجل حياً إن بقي قتالٌ مع قريش، فإنه لا قوم احب إليه جهادهم من قوم آذوا النبي صلى الله عليه وسلم
انظر مشاعر سعد رضي الله عنه تجاه المسلمين، هل امتلكنا هكذا مشاعر تجاه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؟ منذ قرنٍ من الزمن والمسلمين يسامون سوء العذاب، والصالحون يسامون سوء العذاب .. هل حركتنا مشاعرنا لنعمل عملاً نصدق به الله عز وجل؟
هل كانت مشاعرنا كمشاعرهم؟

برأيك إن كان هؤلاء في زماننا، ورأوا غزة .. والأويغور .. وميانمار .. ورأوا مآسي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها .. ماذا كانوا سيفعلون؟

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

#زاد_المصلح

BY سكينة 🤍


Share with your friend now:
tgoop.com/Sakenaah/187

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

So far, more than a dozen different members have contributed to the group, posting voice notes of themselves screaming, yelling, groaning, and wailing in various pitches and rhythms. It’s easy to create a Telegram channel via desktop app or mobile app (for Android and iOS): Judge Hui described Ng as inciting others to “commit a massacre” with three posts teaching people to make “toxic chlorine gas bombs,” target police stations, police quarters and the city’s metro stations. This offence was “rather serious,” the court said. Avoid compound hashtags that consist of several words. If you have a hashtag like #marketingnewsinusa, split it into smaller hashtags: “#marketing, #news, #usa. fire bomb molotov November 18 Dylan Hollingsworth yau ma tei
from us


Telegram سكينة 🤍
FROM American