tgoop.com/Sakenaah/208
Last Update:
أزداد قناعةً بما كتبت على مر الأيام، ليس فقط على مر الشهور والسنين..
من ينزل اليوم إلى العمل الإسلامي العطائي بشتى نواحيه يرى طفرةً بالمشاريع مقابل ما منذ 3 سنوات خلت فقط، لقد تغير اهتمامُ كثيرٍ من الشباب خلال ال10 سنواتٍ الماضية كما يقول شيخنا أحمد السيد، ففي البداية: كان السؤال: لم نحن مسلمون، هل يجدي الإسلام؟ بعدما ما عصف في عالمنا الإسلامي من المآسي .. تشكّلت موجةٌ من الإلحاد والتشكيك، وموجةٌ من فقدان الهوية والضياع .. بدأت هذه الموجة بالانحسار مع اهتمام كثير من المشايخ بها، واطلاق برامج مثل صناعة المحاور .. ثم صار الدور للمصلحين الصادقين بالعمل على الهجوم لا الدفاع فقط.
ليس الشأن أن ننتظر المشكلات حتى تأتينا لكي نسعى في حلها .. بل نحن نكوّن مناعةً ضد المشاكل، وكما يقول الله عز وجل معلّماً: (قوا أنفسكم وأهليكم نارا) فالوقاية خير حلٍ.
انطلق البناء المنهجي وأتى معه بشيء جديدٍ لم يعلم له سابقٌ لدى الشباب، عن مركزية التزكية والعمل للدين والبذل لها والتضحية لأجله وصار أولئك الشباب الذين يبحثون هو هوياتهم يسمعون عن قصص الصحابة والصالحين والمصحلين، أولئك النجوم من بقيّة أهل الصلاح.
صار الشباب يسألون بلهفة: كيف نزكي أنفسنا؟ كيف نصل إلى هذه المراتب؟ صار الرجل الذي يعمل اثنا عشر ساعةٍ يومياً، وتنهشه معيقات الحياة، يبكي ليلاً لأنه لا يقوى على نصرة الدين، أو ينام ذلك الشاب مهموماً لأنه لم ينجز جيداً اليوم، ولم يضحِ ولم يبذل ..
ثم تخرجت دفعة البناء الأولى .. ومضى على عملهم الدؤوب أكثر من أربع سنوات…
وقد لحقتها دفعاتٌ 5 كل دفعةٍ تحملُ هماّ أكبر من الدفعة الأولى ..
منذ أن دخلت دفعة البشائر في البناء المنهجي وجدتُ تغيراً كبيراً في الواقع، مما ألمسه شخصيا، أولئك النجوم الساطعة الذين بهم حماسةٌ لا تتصور، يحاولون نصرة الدين بأي طريقةٍ ممكنة، وأما الدفعة الأولى؟ فقد تلألوا أكثر .. وقد بدت مشاريعهم بالإثمار .. فإن قلت لشخص: سيثمر أكثر من مئة مشروع من أولئك الخريجين لقال يستحيل ذلك
كل أولئك المشاريع تدافع الباطل، وكل أولئك المشاريع الشريفة وإن أثرت في واحد فيكفي بها شرفا .. قد تؤثر هذه المشاريع في قائد المستقبل فيكون كل الأجر لها..
لم تنتهِ الحكاية …
إن بركة الأعمال لا يعملها إلا الله عز وجل، فرب كلمةٍ يلقي بها العبد من رضوان الله عز وجل تبلغ الآفاق .. وليس فقط الدفعة الأولى .. قد أعتبت الدفعة الثانية على التخرج، قد أنشئ مشروع العمر، ووجدت إثمار .. ووجد عالم
كل هذه البرامج والله أنها ستثمر ..
أما ما قلت سابقاً: فهو مقدمة لما أريد كتابته الآن
إن تصورات الجيل الصاعد اختلفت، ونشأ جيلٌ جديد مختلفٌ كلياً فإني أتصور أنه منذ خمس سنواتٍ فقط كان الشبّان يعانون، ويغرقون كلهم في التفاهة، ولا مكان لاحتوائهم، تلك المساجد أصبحت تقليديةً وطقوساً تردد، وأما القرآن فقد أفرغ من محتواه حتى صار في بعض البلدان حروفٌ مقاسةٌ، وفي بعض البلدان حتى التجويد أغفل، ولم يبقَ إلا حسن الصوت والله المستعان
ثم منذ 4 سنوات تقريبا افتتحت أكاديمية الجيل الصاعد، وهذه الأكاديمية على شرفها إلا أنها في بداية الأمر كانت تستقبل شبّاناً بالكاد يعرفون عن اساسيات الدين، تبقى وراء الطالب شهراً حتى يقرأ بضع صفحات .. ثم أولئك الطلاب نفسهم تجدهم الآن في برامج علمية أقوى .. وتجد فيهم هم الدين .. فلله در من يعمل لهذا الدين
أما اليوم: فإني رأيت كثيراً من الشبّان في واقعي وفي المواقع يتنافسون في المقررات أمامي، يتنافسون في حفظ القرآن، يصومون الاثنين والخميس، ويقومون الليل، أولئك الشبان الذين لم يتجاوزوا الخامسة عشر، تراهم يحفظون القرآن، وقد قرؤوا عدة كتبٍ، تراهم إن أعطيتهم درساً أول الحاضرين والمتفاعلين ..
وإني لأحب أن أذكر مثالاً صغيراً عن طالبٍ رأيته كان قد قرأ أكثر من 20 كتاباً ولم يجاوز الثانية عشر، منها كتبٌ هامةُ للطنطاوي رحمه الله، وكتبٌ في سير حياة الصحابة، وكتبٌ في التزكية، وتجده متفاعلاً محباً لما يفعل
اليوم نرى جيلاً نشأ والدته في البناء المنهجي، وربما والده وأخته الكبرى، اليوم نرى جيلاً عامّةُ أهله من طلاب البرامج، بعدما كانت التربية الصالحة حصراً في الأخلاق اليوم نرى بوضوحٍ أن التربية الصالحة صارت تتضمن العمل للدين والبذل له
وإني لأختم كلامي بـ:
هذا الجيل الذي قد يستبدل المقصر منا .. هذا الجيل الذي سينهض بنا، ووالله إنها للبدايات، أما المستقبل فمن يعش عشر سنواتٍ آتية سيرى عجباً، ووالله إن صعوداً ونهضةً لللإسلام آتية، فهلّا شمّرتم؟
ويا أيها المربّون والمتربون .. يا أيها الساعون لخدمة هذا الدين .. لا تبرحوا مكانكم، فوالله للأمل كبير .. ولا تكونوا ممن يعض أصابع الخزي والندامة حينما ترون من يحقق المجد ولا دور لكم
أعيذ نفسي بالله وإياكم أن نكون في زمنٍ يصل الناس به إلى الفردوس الأعلى .. ثم نكبُّ في النار على وجوهنا ..
والحمدلله رب العالمين.
#معايير
BY سكينة 🤍
Share with your friend now:
tgoop.com/Sakenaah/208