آهٍ ما أقسى لحظاتِ البُعد والفراق، وترك الديار وراءَ الظهر وفي الصدر اشتياق ..
حتى قال الشاعر واصفاً هذه اللحظات القاسية:
نفيت واستوطن الأغراب في بلدي
ودمروا كل أشيائي الحبيباتِ
حينما لا يُدرك السارق قيمةَ ما يسرق، فقد سرق ما هو أغلى منه، قد سرق عديداً من الأصحاب، وعديداً من الرمزيات، سرق عديداً من الحياوات، سرق اجتماعات العائلة الدافئة، وسرق ارتباطاتِ الإخوان، آهٍ كم من أخٍ عاشَ حياته بعيداً عن أخيه، وطال الزمان في أسرةٍ تفككت على مر الأيام، أو أسرةٍ فقدت كثيراً من أفرادها، فلم يَعد للبسمة على أفواههم دفءٌ ولا روح...
أو أولئك الأصحاب الذين تربوا سوياً، وعاشوا سويا، قد تفرّقوا أشتاتا في أصقاع الأرض، ولطالما كُنت أفكّر سابقا: أصحابي الذين عرفتهم، وصارت روحي روحهم، كيف سأقوى على فراقهم والسفر؟ كل تلك الذكريات ستسرق، فكيف لا تسرق المنازل؟
كنت أتأمل أصحابي الأعزاء، حينما سيأتي وقتٌ نفترق، فيكون افتراقنا أشد علي من كل المنازل والدنيا، كيف لا؟ وهم سندي من هذه الحياة؟
أو أحياناً حينما أمر على تلك المنازل الخاوية على عروشها، التي سقط بعضها على أيدي أصحابها الذين عمّروها وسكنوها على مر السنين .. من كان يظنُّ منهم أن المأوى والملاذ سيكون صاحب البصمة الأخيرة في مشوار حياتهم؟ أو ملاذ بعض أولادهم .. حتى يرون البناء عدواً .. ربّاه كيف يستطيع هؤلاء أن يعاودوا النظر لمنزلهم مرةً أخرى؟ هل سيرونه كقاتلٍ أم كضحية؟
أو حينما تمرُّ من منزلِ صديقك الذي لطالما اجتمعتم عنده، وتلوتم القرآن، وصليتم سوياً القيام .. ثم تجده مهدوداً على الأرض بطريقةٍ تُشعرك أنه حاول التماسك لآخر لحظةٍ، إلا أن الخِذلان كان سيّد الموقف الأخير، فلم يتمالك نفسه إلا وانهار ...
تلك المنازل التي كانت عامرةً بالكتب، تمرُّ بجانبها وكأنك تشتمُّ روائحَ الورق والحبر، وقد اشتاقت الكتب لأصحابها، واشتاقت لأصابعَ تلمسها وهي تشعر بقيمتها، وكأنها تتحسسُ كنزا ...
حتى قال أحد الشعراء مرةً:
يتعودُ القلبُ الحروبَ لطولها
حتى يصيرَ مجيئُها كَمُضِيها
لا تنخدعْ إنْ قيل تَنساها غداً
وجعُ الخُطوبِ يكونُ مِن مَنسِيها
تُشفى جِراحُ النَّفس إنْ أَظهَرتَها
والهولُ كلُّ الهولِ في مَخْفِيِّها
فمن يعيد لتلك الأم أطفالها؟ ومن يعيد لذلك الزوج زوجته؟ وإن عادت الديار .. من يمحي سوء الذكريات؟
والحمدلله أن لنا جنةً هي سلوانٌ لكل مصائب الدنيا...
حتى قال الشاعر واصفاً هذه اللحظات القاسية:
نفيت واستوطن الأغراب في بلدي
ودمروا كل أشيائي الحبيباتِ
حينما لا يُدرك السارق قيمةَ ما يسرق، فقد سرق ما هو أغلى منه، قد سرق عديداً من الأصحاب، وعديداً من الرمزيات، سرق عديداً من الحياوات، سرق اجتماعات العائلة الدافئة، وسرق ارتباطاتِ الإخوان، آهٍ كم من أخٍ عاشَ حياته بعيداً عن أخيه، وطال الزمان في أسرةٍ تفككت على مر الأيام، أو أسرةٍ فقدت كثيراً من أفرادها، فلم يَعد للبسمة على أفواههم دفءٌ ولا روح...
أو أولئك الأصحاب الذين تربوا سوياً، وعاشوا سويا، قد تفرّقوا أشتاتا في أصقاع الأرض، ولطالما كُنت أفكّر سابقا: أصحابي الذين عرفتهم، وصارت روحي روحهم، كيف سأقوى على فراقهم والسفر؟ كل تلك الذكريات ستسرق، فكيف لا تسرق المنازل؟
كنت أتأمل أصحابي الأعزاء، حينما سيأتي وقتٌ نفترق، فيكون افتراقنا أشد علي من كل المنازل والدنيا، كيف لا؟ وهم سندي من هذه الحياة؟
أو أحياناً حينما أمر على تلك المنازل الخاوية على عروشها، التي سقط بعضها على أيدي أصحابها الذين عمّروها وسكنوها على مر السنين .. من كان يظنُّ منهم أن المأوى والملاذ سيكون صاحب البصمة الأخيرة في مشوار حياتهم؟ أو ملاذ بعض أولادهم .. حتى يرون البناء عدواً .. ربّاه كيف يستطيع هؤلاء أن يعاودوا النظر لمنزلهم مرةً أخرى؟ هل سيرونه كقاتلٍ أم كضحية؟
أو حينما تمرُّ من منزلِ صديقك الذي لطالما اجتمعتم عنده، وتلوتم القرآن، وصليتم سوياً القيام .. ثم تجده مهدوداً على الأرض بطريقةٍ تُشعرك أنه حاول التماسك لآخر لحظةٍ، إلا أن الخِذلان كان سيّد الموقف الأخير، فلم يتمالك نفسه إلا وانهار ...
تلك المنازل التي كانت عامرةً بالكتب، تمرُّ بجانبها وكأنك تشتمُّ روائحَ الورق والحبر، وقد اشتاقت الكتب لأصحابها، واشتاقت لأصابعَ تلمسها وهي تشعر بقيمتها، وكأنها تتحسسُ كنزا ...
حتى قال أحد الشعراء مرةً:
يتعودُ القلبُ الحروبَ لطولها
حتى يصيرَ مجيئُها كَمُضِيها
لا تنخدعْ إنْ قيل تَنساها غداً
وجعُ الخُطوبِ يكونُ مِن مَنسِيها
تُشفى جِراحُ النَّفس إنْ أَظهَرتَها
والهولُ كلُّ الهولِ في مَخْفِيِّها
فمن يعيد لتلك الأم أطفالها؟ ومن يعيد لذلك الزوج زوجته؟ وإن عادت الديار .. من يمحي سوء الذكريات؟
والحمدلله أن لنا جنةً هي سلوانٌ لكل مصائب الدنيا...
tgoop.com/Sakenaah/619
Create:
Last Update:
Last Update:
آهٍ ما أقسى لحظاتِ البُعد والفراق، وترك الديار وراءَ الظهر وفي الصدر اشتياق ..
حتى قال الشاعر واصفاً هذه اللحظات القاسية:
نفيت واستوطن الأغراب في بلدي
ودمروا كل أشيائي الحبيباتِ
حينما لا يُدرك السارق قيمةَ ما يسرق، فقد سرق ما هو أغلى منه، قد سرق عديداً من الأصحاب، وعديداً من الرمزيات، سرق عديداً من الحياوات، سرق اجتماعات العائلة الدافئة، وسرق ارتباطاتِ الإخوان، آهٍ كم من أخٍ عاشَ حياته بعيداً عن أخيه، وطال الزمان في أسرةٍ تفككت على مر الأيام، أو أسرةٍ فقدت كثيراً من أفرادها، فلم يَعد للبسمة على أفواههم دفءٌ ولا روح...
أو أولئك الأصحاب الذين تربوا سوياً، وعاشوا سويا، قد تفرّقوا أشتاتا في أصقاع الأرض، ولطالما كُنت أفكّر سابقا: أصحابي الذين عرفتهم، وصارت روحي روحهم، كيف سأقوى على فراقهم والسفر؟ كل تلك الذكريات ستسرق، فكيف لا تسرق المنازل؟
كنت أتأمل أصحابي الأعزاء، حينما سيأتي وقتٌ نفترق، فيكون افتراقنا أشد علي من كل المنازل والدنيا، كيف لا؟ وهم سندي من هذه الحياة؟
أو أحياناً حينما أمر على تلك المنازل الخاوية على عروشها، التي سقط بعضها على أيدي أصحابها الذين عمّروها وسكنوها على مر السنين .. من كان يظنُّ منهم أن المأوى والملاذ سيكون صاحب البصمة الأخيرة في مشوار حياتهم؟ أو ملاذ بعض أولادهم .. حتى يرون البناء عدواً .. ربّاه كيف يستطيع هؤلاء أن يعاودوا النظر لمنزلهم مرةً أخرى؟ هل سيرونه كقاتلٍ أم كضحية؟
أو حينما تمرُّ من منزلِ صديقك الذي لطالما اجتمعتم عنده، وتلوتم القرآن، وصليتم سوياً القيام .. ثم تجده مهدوداً على الأرض بطريقةٍ تُشعرك أنه حاول التماسك لآخر لحظةٍ، إلا أن الخِذلان كان سيّد الموقف الأخير، فلم يتمالك نفسه إلا وانهار ...
تلك المنازل التي كانت عامرةً بالكتب، تمرُّ بجانبها وكأنك تشتمُّ روائحَ الورق والحبر، وقد اشتاقت الكتب لأصحابها، واشتاقت لأصابعَ تلمسها وهي تشعر بقيمتها، وكأنها تتحسسُ كنزا ...
حتى قال أحد الشعراء مرةً:
يتعودُ القلبُ الحروبَ لطولها
حتى يصيرَ مجيئُها كَمُضِيها
لا تنخدعْ إنْ قيل تَنساها غداً
وجعُ الخُطوبِ يكونُ مِن مَنسِيها
تُشفى جِراحُ النَّفس إنْ أَظهَرتَها
والهولُ كلُّ الهولِ في مَخْفِيِّها
فمن يعيد لتلك الأم أطفالها؟ ومن يعيد لذلك الزوج زوجته؟ وإن عادت الديار .. من يمحي سوء الذكريات؟
والحمدلله أن لنا جنةً هي سلوانٌ لكل مصائب الدنيا...
حتى قال الشاعر واصفاً هذه اللحظات القاسية:
نفيت واستوطن الأغراب في بلدي
ودمروا كل أشيائي الحبيباتِ
حينما لا يُدرك السارق قيمةَ ما يسرق، فقد سرق ما هو أغلى منه، قد سرق عديداً من الأصحاب، وعديداً من الرمزيات، سرق عديداً من الحياوات، سرق اجتماعات العائلة الدافئة، وسرق ارتباطاتِ الإخوان، آهٍ كم من أخٍ عاشَ حياته بعيداً عن أخيه، وطال الزمان في أسرةٍ تفككت على مر الأيام، أو أسرةٍ فقدت كثيراً من أفرادها، فلم يَعد للبسمة على أفواههم دفءٌ ولا روح...
أو أولئك الأصحاب الذين تربوا سوياً، وعاشوا سويا، قد تفرّقوا أشتاتا في أصقاع الأرض، ولطالما كُنت أفكّر سابقا: أصحابي الذين عرفتهم، وصارت روحي روحهم، كيف سأقوى على فراقهم والسفر؟ كل تلك الذكريات ستسرق، فكيف لا تسرق المنازل؟
كنت أتأمل أصحابي الأعزاء، حينما سيأتي وقتٌ نفترق، فيكون افتراقنا أشد علي من كل المنازل والدنيا، كيف لا؟ وهم سندي من هذه الحياة؟
أو أحياناً حينما أمر على تلك المنازل الخاوية على عروشها، التي سقط بعضها على أيدي أصحابها الذين عمّروها وسكنوها على مر السنين .. من كان يظنُّ منهم أن المأوى والملاذ سيكون صاحب البصمة الأخيرة في مشوار حياتهم؟ أو ملاذ بعض أولادهم .. حتى يرون البناء عدواً .. ربّاه كيف يستطيع هؤلاء أن يعاودوا النظر لمنزلهم مرةً أخرى؟ هل سيرونه كقاتلٍ أم كضحية؟
أو حينما تمرُّ من منزلِ صديقك الذي لطالما اجتمعتم عنده، وتلوتم القرآن، وصليتم سوياً القيام .. ثم تجده مهدوداً على الأرض بطريقةٍ تُشعرك أنه حاول التماسك لآخر لحظةٍ، إلا أن الخِذلان كان سيّد الموقف الأخير، فلم يتمالك نفسه إلا وانهار ...
تلك المنازل التي كانت عامرةً بالكتب، تمرُّ بجانبها وكأنك تشتمُّ روائحَ الورق والحبر، وقد اشتاقت الكتب لأصحابها، واشتاقت لأصابعَ تلمسها وهي تشعر بقيمتها، وكأنها تتحسسُ كنزا ...
حتى قال أحد الشعراء مرةً:
يتعودُ القلبُ الحروبَ لطولها
حتى يصيرَ مجيئُها كَمُضِيها
لا تنخدعْ إنْ قيل تَنساها غداً
وجعُ الخُطوبِ يكونُ مِن مَنسِيها
تُشفى جِراحُ النَّفس إنْ أَظهَرتَها
والهولُ كلُّ الهولِ في مَخْفِيِّها
فمن يعيد لتلك الأم أطفالها؟ ومن يعيد لذلك الزوج زوجته؟ وإن عادت الديار .. من يمحي سوء الذكريات؟
والحمدلله أن لنا جنةً هي سلوانٌ لكل مصائب الدنيا...
BY سكينة 🤍
Share with your friend now:
tgoop.com/Sakenaah/619