tgoop.com/Sakenaah/662
Last Update:
(ما أغفلنا)
ما زلتُ أعيشُ في تيهٍ وحسرةٍ وحزنٍ يضيق الصدر، فلا يستطيع الإنسان الوصولَ إلى ما كان يصبو إليه، ولا هو يعمل على قدرِ الواجب، يقدمُ خطوةٍ ويتأخرُ عشرة، يُحاول أن يستدرك فإذ به يتأخر ويتأخر ...
أحاول سلوان نفسي ببعض الجمل التي يتخذها البعض جسراً ليواصل التقصير، فلا تسلو، ولا يغيب شعورها، تستمرُ النفس شاعرةً بضيقٍ كأنما تصّعّدُ في السماء، والحرجُ لا ينفك عنها.
أتأمل حالَ المجاهدين الذين أعدّوا العدّة البدنية، وثبتوا في المعارك أيما ثباتٍ، كيف كانت فئتهم القليلة (رجالاً) يُعوّل عليهم، ويُنصر بدعائهم، ويقتدى بأخلاقهم، ولو عَمِل أحدنا عملهم البدني اليومي لما استطاع ذلك، ولارتاح بعدها أياما...
أو أولئك المرابطين مساءً، في ظلمةِ الليل، وبردِ الشتاء، وقطرات المطر أو الثلج تدغدغ جلودهم، والسرابُ يُعتّمُ فوق العتمة، وهم يقظون منتبهون، يرابطون على ثغور المسلمين، ثم أحاول التوفيق بين هذا التخيّل وبين كلام الفقهاء عن طلبة العلم، وأنهم من مصارف الزكاة، فلا يخطر ببالي إلا ذلك المرابط على ثغره أيّما كان، ذلك الحافظ للقرآن والأحاديث، العاكفُ ليلهُ بنهاره ليسدَّ ثغراً، متبعاً قاعدة: (متقنٍ واحدٍ خيرٌ من ألف متوسط)، ثم أنظر لنفسي فأستحي، بل لا أكاد أسمي نفسي طويلبَ علمٍ حتى، ولم أقترب منهما...
أتخيل ذلك المجاهد الحامل لسلاحه داخلاً لغابةٍ بكامل اليقظة والتنبه، فلا يدري العدو من أي الجهات سيأتي، متلفتاً يميناً وشمالاً، ولربما مرّت عليه أيامٌ لم يجد بها ما يأكل أحدنا في ساعةٍ من نهار، لكنه قد خرج في سبيل الله، وأجره على الله، ومآله بيد الله...
ثم أحاول التوفيق بينه وبين طالب العلم، أو بينه وبين تقصيري، فلا أجد القول إلا: (ما أغفلنا .. وما أحلم ربنا بنا)
فاللهم جهاداً للنفس ترضى عنه، واللهم توبةً منك، ورحمةً منك، ومغفرةًٍ منك، اللهم لا نقوى على شيء إلا بك، اللهم بك نحول وبك نصول وبك نحاول وبك نقاتل، فارحمنا، وأنت ارحم الراحمين.
#زاد_المصلح
BY سكينة 🤍
Share with your friend now:
tgoop.com/Sakenaah/662