tgoop.com/Sakenaah/695
Last Update:
(أمان)
لدي قناعةٌ راسخةٌ أكدتها الأيام أن الله عز وجل لا يترك عباده بدون مخرجٍ لهم من ابتلاءاتهم المتنوعة، إنني لا اصدق رجلاً حياته هادئة، لأن سنة الحياة الابتلاءات، لكن الله يعطي من حيث يحرم في كثيرٍ من الأحيان حينما يتأمل الإنسان عطايا رب العالمين.
قد يعتري الإنسان شيءٌ من الحزن حينما يقارن بعض أحواله بغيره، أحياناً يقارن أحوال منزله بمنزل غيره من ناحية الاستقرار والأمان النفسي، أو حينما يقارن شيئاً من الحالة المادية بغيره، وإذ الله ينعم عليه نعماً لا يحصيها ولا يتصورها، بل لا يفكر فيها، فهذا المحروم من عائلة صالحةٍ قد يعوضه الله عزوجل بزوجة تنسيه كل هم، أو صاحب يزيح عنه جبال المآسي والأحزان، قد يعوض الله فاقد المال بذكاءٍ نافذ وبصيرةٍ لا تخطئ، وما كان ظهور هذه النعم إلا بسبب الابتلاءات.
يخص الإنسان أحياناً بعض النعم بكونها خيراً من نعمٍ أخرى، إنني أكاد أزعم أن لكثير من القارئين هاهنا مصدرَ أمانٍ يعودون له ويلجؤون إليه، إنني لا أتحدث عن العلاقة الربانية التي تجبر كل الكسور فقط، لكنني أتحدث عن ملجأ كالكتابة، أو ملجأ بشري أحيانا، قد يمتن الله عزوجل على الإنسان بصديق هو خيرة الدنيا وزينتها، حتى أن الإنسان قد لا يتصور الحياة بعيداً عنه ..
تأمل قول الصديق في الحديث المرسل:
أئنا لكائنون بعدك؟
لقد كان لا يتصور الحياة دون صديقه .. إن بعض الناس لا يتصورون الحياة دون أختهم .. دون والدتهم، دون أخيهم، دون زوجهم، إلخ...
فهذا المصدر من النعم التي تستحق الشكر مطولاً، من النعم التي تستحق العودة لها حين البلاء: أن الحمدلله الذي جعل لي مصدراً للامان!
ثم ترى الصديق يتوفى بعد سنتين من وفاة حبيبه صلى الله عليه وسلم، وتتذكر قول عائشة رضي الله عنها: (إن أبا بكر رجل أسيف)، كيف كانت تفيض مشاعره حباً بنبيه صلى الله عليه وسلم، وقد تتأمل احيانا الصعوبات التي اعترت هذه الصداقة، حتى من شيءٍ كان قد يقع في نفس أي إنسان، فأبو بكر الصديق قرينُ النبي صلى الله عليه وسلم، وصاحبه من قبل الإسلام، عصمه الله من أن يتكبر عن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم -وذلك لأن الأقران كثيرو التنافس والتحاسد إلا إن عصمهم الله-
ثم تلك الرحلة الطويلة، دفاعاً عنه بنفسه وأهله وماله، فقد قال حينما دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما هم أهلك يا رسول الله)
وقال في دفعه مالاً لجيش العسرة: (أبقيت لهم الله ورسوله)
وقال في وقتٍ كذّبوه الناس واستهزؤوا به: (لئن قالها فقد صدق)
كم كان امان الصديق بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ وكم كان أمان النبي صلى الله عليه وسلم بالصديق، حينما سمع أن بعض صحابته الكرام رفعوا صوتهم عليه .. لم ينتظر ليستمع لما جرى، وإنما قال: (هلّا تركتم لي صاحبي؟)
هلّا تركتم لي صاحبي؟ هلّا تركتم لي صاحبي؟
كم عظيمٌ أن يعوضك الله بمن يؤنسك، ولم يكن الصديق وحده مؤنساً النبي صلى الله عليه وسلم، فعلى قدر البلاء يعوّض الله بأشخاصٍ وأشياء هي كالبلاسم على الجراح، فتلك خديجة، وعائشة، رضي الله عنهن، وذاك عمر رضي الله عنه ذو الخُلق الشديد يقول: (لأقولن شيئاً يضحك النبي صلى الله عليه وسلم)
يارب ارزقنا صحبةً كهذه ..
#معايير
BY عمرو | سكينة 🤍
Share with your friend now:
tgoop.com/Sakenaah/695