Telegram Web
إلى أبناء الأرض وأصفيائها..
المنشقّة لهم الأرض سبُلاً ولا عصا ولا نبوّة ولا إمداد..

إلى أبناء الأرض.. تؤويهم إلى ظلّها المقدّس كأمّ رؤوم، وتمسح بأغصانها على رؤوسهم مثل كفّ أبّ، ثم تُسّر إليهم بنبوءة الملحمة الأخيرة:
لينطقّن الحجر والشجر باسم يهود، وحتى ذلك اليوم لتهديّنكم الشّمسُ ضياءً ينير عتمة "النّفق" ولتهديّنكم الأرض شعابًا، ولتُلقيّنّ يد النّعاس سطوتها على عين العُقاب ذلًا وخوفًا ومهانةً.

إلى تلك الصّدور العنيدة والبطولات الخالدة آواكم الله إلى ركنه الذي لا يُضام وحرسكم بعينه التي لا تنام، فما كنتم لأرواحنا إلّا رياحينا..
[وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ]

لمَّا كَانَ مِن شَأنِ أَهلِ الحَقِّ وَالْحِكْمَةِ أَن يَكُونُوا حَرِيصِينَ عَلَى صَلَاحِ أَنفُسِهِم وَصَلَاحِ أُمَّتِهِم؛ كَانَ مِن مُكَمِّلَاتِ ذَلِكَ أَنْ يَحرِصُوا عَلَى دَوَامِ الحَقِّ فِي النَّاسِ مُتَّبَعًا مَشْهُورًا، فَكَانَ مِن سُنَنِهِمُ التَّوصِيَةُ لِمَن يَظُنُّونَهُم خَلَفًا عَنهُمْ فِي النَّاسِ بِأَن لَا يَحِيدُوا عَن طَرِيقِ الحَقِّ وَلَا يُفَرِّطُوا فِيمَا حَصَلَ لَهُم مِنهُ، فَإِنَّ حُصُولَهُ بِمُجَاهَدَةِ نُفُوسٍ وَمُرُورِ أَزمَانٍ، فَكَانَ لِذَلِكَ أَمْرًا نَفِيسًا يَجدُرُ أَن يُحتَفِظَ بِهِ.

[التحرير والتنوير]
Channel photo updated
رسالةُ رَمَضان.pdf
259.3 KB
‏مستند من البحر
..
"الإنسان الفلسطينيّ له خصوصيّة ليست لسواه، إذ أرضه "ملتقى العوالم"، الشهادي منها والغيبيّ؛ وإرثه "ملتقى الأبعاد"، الزمني منها والسرمدي؛ ومن كانت هذه صفاته، لا تفيد في معرفة حقيقته "المقاربة التاريخية"، لأنها تسقط بعده السرمدي، حتى ولو لم تسقط عالمه الغيبي؛ كما لا تفيد، في هذه المعرفة، "المقاربة القانونية"، لأنها تسقط عالمه الغيبي حتى ولو لم تسقط بعده السرمدي، ولا، بالأولى، تفيد فيها "المقاربة السياسية"، لأنها سقط عالمه الغيبي ويعده السرمدي کليها، فتكون أبعد المقاربات، ومع ذلك، تبقى "المقاربة السياسيّة" هي الاختيار المنهجي الطاغي اليوم في تناول الأذى الواقع على الفلسطيني، وفي هذا دلالة على أننا لا زلنا بعيدين عن إدراك هذه الحقيقة؛ فالإنسان الفلسطيني لا يمكن أن تعرف حقيقته، ولا أن تدفع أذيته، إلا بمقاربة تصل العالم الشهادي لأرضه بعالمها الغيبي، کا تصل البعد الزمني لإرثه بعده السرمدي".

[ثغور المرابطة| د. طه عبدالرحمن]
..
من سمات الإنسان الحديث افتقادُ القدرة على تسمية الأشياء بمسمّياتها، بَلْهَ تسميتها بغير مسمّياتها.
وقَوْلُهُ تَعالى ﴿فَإنْ زَلَلْتُمْ مِن بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ البَيِّناتُ فاعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ تَفْرِيعٌ عَلى النَّهْيِ أيْ فَإنِ اتَّبَعْتُمْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَزَلَلْتُمْ أوْ فَإنْ زَلَلْتُمْ فاتَّبَعْتُمْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ، وأرادَ بِالزَّلَلِ المُخالَفَةَ لِلنَّهْيِ.
وأصْلُ الزَّلَلِ الزَّلَقُ أيِ اضْطِرابُ القَدَمِ وتَحَرُّكُها في المَوْضِعِ المَقْصُودِ إثْباتُها بِهِ، واسْتُعْمِلَ الزَّلَلُ هُنا مَجازًا في الضُّرِّ النّاشِئِ عَنِ اتِّباعِ الشَّيْطانِ مِن بِناءِ التَّمْثِيلِ عَلى التَّمْثِيلِ؛ لِأنَّهُ لَمّا شُبِّهَتْ هَيْئَةُ مَن يَعْمَلُ بِوَسْوَسَةِ الشَّيْطانِ بِهَيْئَةِ الماشِي عَلى أثَرِ غَيْرِهِ شُبِّهَ ما يَعْتَرِيهِ مِنَ الضُّرِّ في ذَلِكَ المَشْيِ بِزَلَلِ الرِّجْلِ في المَشْيِ في الطَّرِيقِ المُزْلَقَةِ، وقَدِ اسْتُفِيدَ مِن ذَلِكَ أنَّ ما يَأْمُرُ بِهِ الشَّيْطانُ هو أيْضًا بِمَنزِلَةِ الطَّرِيقِ المُزْلَقَةِ عَلى طَرِيقِ المَكْنِيَّةِ، وقَوْلُهُ زَلَلْتُمْ تَخْيِيلٌ وهو تَمْثِيلِيَّةٌ فَهو مِنَ التَّخْيِيلِ الَّذِي كانَ مَجازًا، والمَجازُ هُنا في مُرَكَّبِهِ.
والبَيِّناتُ: الأدِلَّةُ والمُعْجِزاتُ ومَجِيئُها وظُهُورُها وبَيانُها، لِأنَّ المَجِيءَ ظُهُورُ شَخْصِ الجائِي بَعْدَ غَيْبَتِهِ

[التحرير والتنوير]
Channel photo updated
"لا تتوقف.. ربما ترى العالم قد توقف فعلاً من منظورك الخاص، ما دمت حيًّا، استمر بالهرولة الجسد والروح خلقا للحركة لا السكون، كلّ حركة هي مخرج طوارئ بمعنى ما. غالب الاتجاهات حينها تكون هي الطريق الصحيح، طاقة الذهن وطبيعة الذاكرة تخضع جزئيَّا لأسلوب الحياة اليوميّ، كلما توقفت تعملق البؤس في داخلك حتى يستولي على جوهر روحك، وإذا واصلت الحياة، ستتغلب يومًا ما على مصاعبك، أو على الأقل ستكون منعت الظروف الصعبة من أن تسيطر عليك. لا أؤمن بالأمل الدنيوي المطلق، أؤمن بأن الحياة قصيرة، وأنك مهيّأ تماما للمكابدة فيها، وأنّ كلّ مكابدة فهي لا تخرج عن قدرتك البشرية، قرأت قبل مدة لعالم الأعصاب البارع أنطونيو داماسيو عن متلازمة الانحباس، وهي الإصابة بالشّلل التامّ عدا حركة الجفن مع بقاء الذهن واعيًا تماما ، يقول طبقًا لنظريّته الشهيرة عن علاقة الجسد والعواطف بالأعصاب أنّ هذا الخلل البالغ في السيطرة الحركية "يقلّل التفاعلية العاطفيّة، ويبدو أنه ينتج شيئًا من الهدوء الداخليّ للمريض" خلافًا لما نظنّه عادةً عن الشخص المصاب. هذه لغة العلوم العصبية، أما لغة الإيمان فهو اللطف الإلهي الذي يتخلّل كافة الآلام الدنيوية، فلا تتوقف".

[عبدالله الوهيبي]
هُناك غِلالة ينزع الإنسان الحديث لضربها على الأشياء والمكان والإنسان، قُل هي: زخرف زائف، وتسليع مبتذل، وتسويق غثّ، نجم عنها فجوات لا تُحصى، في المعرفة، والعلاقات الإنسانية، والنّفس البشريّة، حتّى الأماكن تراها تفيضُ خواءً وعبثًا ومللًا.
——
غِلالة: جمع غلائل، وهي ما يُلبس تحت الملابس الخارجية.
فالغاية منها الستر لا البهرج الزائف، وفي هذا ملمحٌ للمتأمّل!
منذ أيّام تدور في ذهني الكلمة العظيمة التي قالها ليرمنتوف: "لا يستطيع الإنسان أن يفهم العدالة الإلهيّة إلا إذا بلغ هذه الدرجة العُليا من معرفة نفسه".
أظنّ أنّ معرفة النّفس تنبع من تواضع حقيقيّ أمام الحقّ والخير والجمال متى ما تحقق إدراكه، ومن نفوس فذّة تُحسن استشعار مواضع الضّعف فيها؛ هذه هي رسالة الأنبياء: نور وهدى ورحمة، وإرث عباقرة الأدب في استنطاق الإنسان.
Forwarded from ‏صومعة. (حوريّة عمر)
The Devil can strip a human being, doomed to be confined to non-person and nonentity, of their memory. By losing their memory, people become incapable of any critical questioning of themselves and the world around them. By losing the powers of individuality and association, they lose their basic moral and political sensibilities. Ultimately, they lose their sensitivity to another human being. The Devil, who safely lurks in the most destructive forms of modernity, deprives human beings of the sense of their place, home, memory and belonging.

[Zygmunt Bauman| Moral Blindness]
والذي اغتالني: ليس ربًا.. ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
الذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!

[أمل دنقل]
هناك درجة من الرّحابة في النّفس ومن الوِسع في العلم والفهم، ومن الجرأة العلميّة الحكيمة الناضجة، نفتقدها أيّما فقدٍ، وقد كان علماؤنا أحقّ النّاس بها وأجدرهم عليها؛ كيف وقد قال من أوتي جوامع الكلم -عليه أفضل الصلاة والسّلام- : [إذا اجتَهَد فأصاب فله أجرانِ، وإن اجتَهَد فأخطَأَ فله أجرٌ].
كل ما نختزنه من ألمٍ وقهرٍٍ، كلّ ما يحشده الخوف والذلّ فينا، كلّ التعامي المتعمّد لثأر أمّة بأكملها، يخدمُ عقلنة نوع من أنواع الجنون، الذي سيتفجّر يومًا ما.. وحينها لا عاصم لأحدٍ من دون الله.. اللهمّ لُطفك ورحمتك.
روت عائشة رضي اللَّه عنها قالت: سمعتُ رَسُول اللَّه ﷺ، يقول: (يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُراةً غُرْلًا)، قلت: يَا رَسُول اللَّه الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ جَمِيعًا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ؟، قال: (يَا عَائِشَةُ الأَمرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُم ذلكَ).
علّق الإمام ابن أبي جمرة الأندلسي (ت٦٩٥هـ) رحمه الله: «يترتب عليه من الفقه: أنَّ الخوف إذا كان حقيقيًا يذهب بإغواء النفس وخدعها المعلوم منها، وينقل الطَّباعَ السُّوءَ إلى الحُسْنِ والتَّقويم، ولهذا الإشارة بقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَعِبَادِ فَاتَّقُونِ﴾؛ فلولا أنَّ الخوف يُحدث في الطباع السُّوء شيئًا حسنًا ما جعله الله تعالى سبباً إلى تقواه، الذي هو أصل الأحوال السَنيِة، ولذلك قال أهل السلوك: إنَّ القلب إذا خلا من الخوف خَرِب!».
“you wish to glimpse inside a human soul and get to know a man, don't bother analyzing his ways of being silent, of talking, of weeping, of seeing how much he is moved by noble ideas; you will get better results if you just watch him laugh. If he laughs well, he's a good man”.
"ملاك الأخلاق السافلة: إفراط النفس في الضعف وإفراطها في القوة".

[مدارج السالكين]
Channel photo updated
2024/11/26 04:21:17
Back to Top
HTML Embed Code: