Telegram Web
يومًا ما من أيام الغربة، قبل سنوات طويلة، في تمام الساعة الواحدة ظهرًا، عند شارع فسيح، ومحطة تفوح برائحة الكعك ، بينما كنتُ أنتظر دوري في الركوب
بعد مسافات بعيدة عن منزلي، بين لسعات الشتاء، أخرجت التذكرة.
وصل دوري أخيرًا، فتح الباب و لم يعد بيني وبين الحافلة سوى عتبة الدخول، جاءت تلك مسرعة، عجوز متهدّلة الوجنتين، غائرة العينين، برداء أحمر سميك فاخر، ترتدي قبعة محيوكة باللون ذاته، مرّت بيني وبين البوابة وبصقت في وجهي! ثمّ أكملت طريقها.
تحضر الآن صورتها وكأنها تحيّي ذاكرتي .
لم يكن ذلك إلا لأنّ الحجاب آذاها، وبياضه منع عني وصول فعلها.
رسائل صامتة، الموقف ناطق، تحدّث بسرعة عالية.
ردّ عليها عجوز يقف خلفي بالوضاعة لفعلها وبدت هتافات الناس الذين اصطفّوا خلفي ينتظرون حافلتهم القادمة يستنقصون منها بعبارات تلاشى صوتها مع بقايا هواء تسرّب من إغلاق الباب الزجاجي،
حيث قرر السائق إغلاقه بعد دخولي مباشرة لوصول الحافلة مزدحمة وبالكاد كانت تكفي لمن يملأ المقعد الذي رميتُ بجسدي عليه وحمولة التفكير مبعثرة في خزائن عقلي،
تحركت الحافلة..أسندتُ رأسي على ظهر الكرسي، أغمضتُ عينيّ،
لقد جاءت ذات الرداء الأحمر خصيصًا لأجلي هنا، لتبثّ الرسالة، ومضى كلٌّ شيء سريعًا قبل أن يكون ثمة انفعال سوى نداء يحدثني: ألّا أبرح.

أعاود المشهد مرارًا بين ضجيج من يتحدثون فيقطعني خيال لموقف آل ياسر على الرمضاء يعذّبون ويسكب النبي صلى الله عليه وسلم على قلوبهم كلمات الصبر بأنّ الملتقى الجنة فانسكبتْ على قلبي، وبينما استصغرتُ شعوري أحسست عزاءً حنونًا مع فارق الموقفين، يقول لي: إنه الطريق!
إنها الوجهة المحفوفة بالمكاره!

.
.


كيفما كان الثغر الذي فتحه الله لك فكنت فيه سدًّا تحرس مكانك فيه وإن أصابك الهمّ هو بركتك وسعادة آخرتك..

تلك اللأواء الحارّة والطريق الوعرة التي سلكتَها لأجل الله لن تضيع..

لا تقلق وإن استغلقت؛ فكم من باب أوصد أمامك وفتح الله لك في فكرك أبوابًا حتى رأيت النور ينبع من داخلك، ثمّ هداك بنوره إلى أن تصنع أنت الأبواب، وتبدع المفاتيح.

في زحام المسؤوليات وتراكم العقبات في الحياة أتذكر قول الله تعالى:
"مَا كَانَ لِأَهۡلِ ٱلۡمَدِینَةِ وَمَنۡ حَوۡلَهُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ أَن یَتَخَلَّفُوا۟ عَن رَّسُولِ ٱللَّهِ وَلَا یَرۡغَبُوا۟ بِأَنفُسِهِمۡ عَن نَّفۡسِهِۦۚ ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّهُمۡ لَا یُصِیبُهُمۡ ظَمَأࣱ وَلَا نَصَبࣱ وَلَا مَخۡمَصَةࣱ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ وَلَا یَطَـُٔونَ مَوۡطِئࣰا یَغِیظُ ٱلۡكُفَّارَ وَلَا یَنَالُونَ مِنۡ عَدُوࣲّ نَّیۡلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِۦ عَمَلࣱ صَـٰلِحٌۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُضِیعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ ۝١٢٠ وَلَا یُنفِقُونَ نَفَقَةࣰ صَغِیرَةࣰ وَلَا كَبِیرَةࣰ وَلَا یَقۡطَعُونَ وَادِیًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمۡ لِیَجۡزِیَهُمُ ٱللَّهُ أَحۡسَنَ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ ۝١٢١ ۞" التوبة

تذكرها كلّما زادت تطلعاتك ، وتواضعت إمكاناتك، في شأن نفسك أو أسرتك أو أمتك، لتشعر بعظم رحمة الله وكمال عدله، وبالغ شكره لعبده .
قال الرازي:
"دَلَّتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلى أنَّ مَن قَصَدَ طاعَةَ اللَّهِ كانَ قِيامُهُ وقُعُودُهُ ومِشْيَتُهُ وحَرَكَتُهُ وسُكُونُهُ كُلُّها حَسَناتٍ مَكْتُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ. وكَذا القَوْلُ في طَرَفِ المَعْصِيَةِ فَما أعْظَمَ بَرَكَةُ الطّاعَةِ وما أعْظَمَ شُؤْمُ المَعْصِيَةِ !"

بناؤك لنفسك في سبيل الله
قوة إيمانك ومظهر عبادتك
عملك على قوة وطنك واستغناء أمتك بأفرادها
كلِّ ذلك يصبُّ في ميزانك " إلا كتب لهم به عمل صالح"

ثم قال تعالى بعد تلك الآية:
"وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِیَنفِرُوا۟ كَاۤفَّةࣰۚ فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةࣲ مِّنۡهُمۡ طَاۤىِٕفَةࣱ لِّیَتَفَقَّهُوا۟ فِی ٱلدِّینِ وَلِیُنذِرُوا۟ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوۤا۟ إِلَیۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ یَحۡذَرُونَ ۝١٢٢﴾

لكل منّا ثغره ومساحته التي هيّأها الله له، منّا من اكتشفها وهو سائر فيها، ثائر منها، ومنّا من لازال يبحث عنها، أو يبني طريقه لها..
اسعَ بوسعك ولا تقارن مساحتك بمساحة أحد فالله يعطي من الأرزاق في الأنفس والطباع والمهارات لكل إنسان بما يستطيع فيه عمارة مساحته الخاصة، ثم تكوّن مساحاتنا جميعًا خارطة الأمة.

في صحابة رسول الله الشاعر و أمين السر والقارئ حسن الصوت والرامي الذي لا يخطئ، ولم يكن كل هؤلاء في مهمة واحدة، ولا صلح أن تجتمع المهام كلها في شخص واحد، الأمة تحتاج القوة والتميز والتخصص والنوعية.
فإذا قسوتَ على نفسك بما لا تطيق من عمل غيرك أشغلتَ نفسك بمساحة ليست لك وتركتَ ميدان تميزك، وإذا ضعُفتَ أنت وتراجعتُ أنا تشوّهتْ صورتنا الكاملة جميعًا.

حسبك
ألّا تبقى مكتوف اليدين
خالي الوفاض
كل أيامك إصبع تقلّب الهاتف
وابحث عن الفعل الذي يبلغّك
"إلا كُتب لهم به عملٌ صالح"

#خاطرة

https://www.tgoop.com/Sha6eAlraghad
صوَرٌ على مرأى تنوحْ
قلبٌ تشرّده الجروحْ

وعلى شفير الحزن باكٍ
يشتكي حِمَمَ النزوحْ

في نفسه عِزٌّ وفي
شفتيه حَمدٌ إن يبوحْ

ألمٌ على ملأٍ يولِّدُ
مِن رحى الآمال روحْ

ربّاه عبدك في الردى
متخطَّفٌ أنّى يروحْ؟

ربّاه
منك النصرُ
منك الصبرُ
منك ضُحى الفتوحْ

رغدة كردي
#شعر
#غزة
#السودان

https://www.tgoop.com/Sha6eAlraghad
لله درّهم!
حرّكتهم الهمّة العليا فابتنوا همّ نفوسهم الكبيرة،
تربّوا على أن يكونوا على وعد النصر، بما استخلفهم الله في أرضه، فصاغ الهمّ نور قلوبهم وشهْد ألسنتهم، ينتقون أطايب الكلام في أشهى المعاني لتنسكب في القلب فيشرق بها وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وينجلي عنه ما ألمّ به.
تأملوا موقف المقداد وتعقيب ابن مسعود..

جاء في صحيح البخاري في يوم بدر عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ : شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ مَشْهَدًا لَأَنْ أَكُونَ صَاحِبَهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ ؛ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ : لَا نَقُولُ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى : اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا، وَلَكِنَّا نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ، وَعَنْ شِمَالِكَ، وَبَيْنَ يَدَيْكَ، وَخَلْفَكَ. فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْرَقَ وَجْهُهُ، وَسَرَّهُ. يَعْنِي قَوْلَهُ، وفي رواية أخرى قال المقداد: "ولكن امض ونحن معك"، صحيح البخاري.

التفدية بالنفس
اختيار العبارة
جمال المبادرة على حين وجع
الاعتراف بالفضل
تطبيب الألم
إشراقة وجه رسول الله

قرأته مرارًا، تردد بين جنبات نفسي، فطرِب له قلبي، وجدتُ في نفوس صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم السلوى.

الموقف شارحٌ نفسه، عندما يأتي الحنان بالكلمة فيضيئ لها الجنان، وتشرق الملامح، إنها النصرة بأبلغ عبارة ،قال ابن هبيرة:

-"في هذا الحديث من الفقه ما يدل على فضل المقداد بن الأسود وفضل ابن مسعود من حيث معرفته بالفضل لأهله؛ لأن معرفة الفضل لأهل الفضل فضل.

-استشف ( عبدالله بن مسعود رضي الله عنه) من تلك الكلمات أنها بلغت من رضى الله عز وجل، ورضى رسوله صلى الله عليه وسلم في تلك الساعة وفي ذلك المقام مبلغًا لا يعدله ما يناله علم البشر من الأماني، وذلك أنه قال قولًا اشتدت به قلوب المؤمنين، … فكان قوله زائدًا في إيمان من قد كان انتهض إيمانه إلى أن سرّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم به.

-اعلم أن المقداد لم يقل: نحن نمضي وأنت، فكان يكون بذلك كالمتقدم بين يدي الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، بل لم يخرج في ذلك عن حد التبع لرسوله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (امض ونحن معك)، وهذه الكلمة في ذلك الموطن لا يعدلها قول في غيره".


اللهم ارزقنا نصرة لك ولرسولك ولدينك..
اللهم إنك تعلم أنّا لم نشهد موقف المقداد وتمنيَ ابن مسعود، ولكنّ إدخال السرور على رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتعل فينا، ويزيدنا إليه شوقًا، فاللهم أكرمنا بما تعلم من نوايانا، وسددنا لاتباع سنته، وارزقنا صحبته في فردوسك، واغفر لنا تقصيرنا..
اللهم نصرك وإيواءك ومعيتك وتسديدك فإنا لا حول لنا ولا قوة إلا بك..

#وقفة_نبوية

https://www.tgoop.com/Sha6eAlraghad
شاطئ الرغد
لم تكن من طقوس الصباح أن أتفقّد الأخبار إلى أن جاء موعد توجّع غزة، أصبحت جزءًا من يومي إن لم تكن كلّه، ليس منّة ولا فضلًا، جزء من أخوة الدين وحقّ تقاسم المشاعر، إنها الحرب الأولى التي تغيّر نظرتي للأشياء والأفكار والحياة إلى هذا الحد.. وزنت غزة مذاق كل شيء..…
درسُ الختام..

حين رآني بين مقاعد المسرح
قفز ملوّحًا بكلتا يديه، وصرخ بأعلى صوته " ماااامااااا" مرددًا اسمي مكررًا له دون هيبة لجمهور، حتى أشفقتُ عليه وعلى نفسي وعلى أصدقائه الذين ينتظرون هدأته ليبدؤوا الفقرة!
وبينما لوّحوا لأمهاتهم ثمّ استعدّوا ظَلّ هو يناديني ويلتفّ رافعًا قبعته حتى استسلم لهم ختامًا لكنه لم يتوقف عن إرسال قُبَلٍ طائرة طوال فقرته أوقعتني في مشاعر حنان تشتتني، والجمهور ينظر إليّ في موقف طريف جدًّا يتساءلون بماذا تصرّفت ليصنع كل هذا؟
في حين أني بريئة؛ كل الذي حدث هو أنّ عينيّ وقعت في قلب عينيه تمامًا، ثم… كان هذا أثر الحضن عن بعد.
لحظتها .. وهو على تلك الحال التي لم يستطع فيها أن يسيطر على مشاعره، استدرّ مدامعي دون توقف..
وبينما كان هذا أطرف موقف في الحفل كان أكثر المواقف شجنًا موقف ذلك الطفل الذي أنهى جزء عمّ لأربع سنوات بارك الله له، وأمسك المكبر يستعدّ لكلمته فلم يكمل: شكرًا أمي.. شكرًا معلمتي..
حتى وضع المكبر أرضًا وانهار يبكي لوداعه فصله ومعلمته، وأبكانا معه حتى صعدت أمّه بجانبه وصار الأثر مضاعفًا.

الشاهد من كل تلك المشاهد؛
تنتهي هذه المواقف ظاهريًّا لكنّها لا تنتهي فينا مطلقًا!
أمهات يرين خطى أبنائهن وهم يتجاوزون سنوات دراستهم، ولكلّ منّا مواقف مشابهة في مراحل عمرية مختلفة لأبنائنا.
نشعر بها تلتمع بهذا التفصيل على صفحات أيامنا.
كل أمّ ولها تطلعات وآمال
وتمرّ بتحديات وهموم
أمٌّ تكبّر وتجمع الذكريات الأولى
تكلّل تربيتها بالرحمة العظيمة التي زرعها الله في "قلب"الأمهات ..
نعم هو "قلب" لا "قلوب"؛ هو شيء موحّد في كل أم، وإن تفاوتت كل واحدة في التعبير عنه، لكنّها تحمل قلب أم..
فبينما نفرح نحن بأبنائنا حقّ لنا أن لا ننسى من دعائنا -الضارع المتوشح باليقين وحسن الظن بالله- قلوب أمهات تفطرت في مشاهد عصيبة بأن يجبرهم الله وأهليهم جبرًا عظيمًا يليق بجلاله وعلاه، وأن ينصرهم ويحقن دماءهم ويطبب جراحهم.
إنّ مِن أخواتنا مَن كانت تنتظر طفلها النبيه وتعلّق فيه الآمال،
كانت لابنها قصة وطُرفة وسعادة واحتفال، وضعت ابنها في أفضل المدارس لكنّ الله أحكم وأعلم، حين شاء لهذا العام الدراسي عندهم ألّا يكتمل، وللطلاب أن يتعلموا في مدرسة الحياة والحرب ، ويصطفوا في طوابير المياه، والطعام، بدلًا من طوابير الصباح.



في ختام عامٍ دراسيّ
وتطلعات إجازة صيفية
أعظم استثمار ونُصرة لله في حياتنا أن نشكره ونبذل وسعنا لرضاه فيما جعله تحت أيدينا،
أن يشعر أبناؤنا بالنعمة..
ألّا نسمع منهم "طفش" وهم يتقلبون في وطن بفضل الله آمن، وفوقهم سقف يحجب أشعة الشمس الحارقة، ويلعبون تحت المكيفات الباردة، وينامون على وسائد محشوّة بالقطن وسط عائلة مجتمِعة.

"الحمدلله"
شعورًا لا عُبورًا..

#خاطرة

https://www.tgoop.com/Sha6eAlraghad
طال الإبحار
وحان الوصول..
الحمدلله على فضله ونعمائه ..


دنا الميناءُ واسترخى العُبابُ
وصلت بمركبي ورسا الخطابُ

مضى عمرٌ على وعثاء كهفي
وهذا المكثُ في سَفري مُهابُ

دعوتُ هدايةً ولطيفَ رُشدٍ
وطيَّ البعْدِ إذ طال الغيابُ

جثوتُ أناشد الصفحات لطفًا
وحبري في مفاصلها مُذابُ

نظرتُ إلى لفيف الغصن يحنو
على لحنٍ يغرّده كتابُ

كتابٌ كالحياة لتيه روحي
كنور الشمس إن حلّ الضبابُ

أضيقُ إذا اعلّ الجهد أفْقي
وما برحتْ معي أرضٌ رِحابُ

طلبتُ العلم فيه بسطتُ سؤلي
فَلَانَ الحرف و انبجس الجوابُ

ظمئتُ له..سقيتُ يباسَ بحثي
ليزهر في مشاربه اليبابُ

ولمّا أن فتحتُ البابَ وافى
على طول المدى بابٌ وبابُ

وإن العلمَ ما يرُجى لنفعٍ
وذي الدرجات- إن عظمتْ- ثيابُ

عسى المولى يبلغنا مقامًا
رغيدًا فيه أحمد والصحابُ

رغدة كردي
#شعر


https://youtu.be/RMljbKipZlk
العَشْرُ تُقبل والأفضالُ تنهملُ
والقلب في قطرات الطهر يغتسِلُ

إنّ الشعورَ له صوتٌ وتمتمةٌ
جمرٌ مِن النبض لا ينفكّ يشتعلُ

يجيئ حرفٌ من الأعماق مغتَرَفٌ
فيرتقي الأفق بالزفرات يبتهلُ

ربّاه إنّ أمانينا قد افترشتْ
على ضفاف دعاءٍ فيه تحتفلُ

ربّاه إنّ لنا ضعفًا بلا مدد
إلا بجودك.. منك الجهد يكتملُ

ربّاه إنّ لنا غصّات محترقٍ
إخواننا في مُصابٍ ليس يندملُ

ربّاه إنّ عبادًا مسّهم ضرَرٌ
كُنّا سنيأسُ لولا أنكَ الأملُ

"الله أكبر" بالوجدان نرفعها
"الله أكبر" والآلامُ تعتزِلُ

رغدة كردي
#شعر

https://www.tgoop.com/Sha6eAlraghad
بالآمال الجديدة
والآلام العنيدة
باحتياجك الذي لا يخفى عن نفسك
وسقوطك المتكرر أمام نقاط ضعفك
تقدّم إلى باب الكبير سبحانه
باب الجبار الذي وسعت رحمته كل شيء

أحلامك المستحيلة
هي كذلك أمام عينيك
لكنها ليست كذلك لمن أمره كن فيكون
لولا أننا نعرف بالقرآن والسنة أنّ البحر فُلق لموسى عليه السلام
وصار يابسًا يسير عليه هو والذين آمنوا معه لعددنا ذلك في المستحيلات
لا يعجزه شيء
لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض

تعال إليه
وانطرح
واسكب دموعك
وطرّز دعواتك
واكشف خبايا صدرك
ثمّ ارفع رأسك
منشرح الخاطر
فإنّه الذي لو شاء كتب لك ما رفعتْ كفاك دون أن ينقص من ملكه شيء
لكنّ كلّ شيء عنده بقدر موزون
أمّل
ولا تستعجل

يا أيها القلب
أحسن الظن
وتحدّث إلى الملك
فإنّ الشكاية له رفعة
والانكسار له جبر


يقول الحسن البصري:
"أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم!"
فإن كنّا نحتاج هذا في كل العمر فكيف بنا في هذه الأيام ؟

وكيف بنا تحديدًا في يوم عرفة، يوم حريّ بالخلوة، قال الإمام الاوزاعي :
"أدركت أقواما كانوا يخبئون الحاجات ليوم عرفة ليسألوا الله بها"..

وحده الذي سيعطيك ما يستحيل في عيون البشر
وحده الذي سيقرّ عينك إن تاه النظر
وحده
وحده
مالك الملك

الاستجابة
تتخطى حدود وسعك ودهشتك
إنها بقدرة الذي خلق كل جميل حولك

فتعال بحسن ظنّك بالله وأبشر
وتيقن أنّ الله على كل شيء قدير
وأنه قد أحاط بكل شيء علمًا

#خاطرة

https://www.tgoop.com/Sha6eAlraghad
أهديكَ يا خِلُّ من أرضِ المُنى عبَقا
هذي مِنى الشوق .. ليس الشوقُ منعتِقا

أبيتُ في خيمةٍ علّ الدنى رحلتْ
تنفكّ من قلبي وهوايَ قد مرَقا

في الحجّ يزهو بياض الناس يُذكِرني
نقاء قلبك.. دمتَ العمر رمزَ نَقَا

تقبّل الله ما قدّمتَ في عملٍ
ودمتَ تجهَدُ في أُخراك مستبِقا

عيد الحجيج مشاعر أضرمتْ خَلَدي
طُيّبتَ في خير حالٍ ترتقي أفقا

إن غاب صوتُك عنّي كنتُ أسمعهُ
في بوح روحي.. ودفء الحُلم وعْدُ لِقا

رغدة كردي
#شعر

https://www.tgoop.com/Sha6eAlraghad
رغيفٌ من حروف لازال في خلَدي طازجًا..
.
.

لم أكن منفردة
الناس معي وفيّ وحولي
فالأذرع متلاحمة والأصوات مختلطة والخطى متشابكة
لكنني وحدي
أنا لا أرى من قربهم غير الأجسام
الكل في هذا الموقف حمل حقائب روحه ورحل
لكنّ الوجهة واحدة
البياض في الثياب يذكّر بوعد الصحائف البيضاء
ذلك الرجل الذي يلفّ على جسده خرقة وقد أتى الله لا لشيء إلا له، ليرضَى… ليغفر … ليطهّر …
قبل سنوات من الوقوف المضني في أرض غير ذي زرع أقبل بصرخة إلى الدنيا ثمّ لفّته الأيدي الحنونة بقماشة شبيهة ، غير أنه لم يعرف منها بعد شيئًا سوى أن يبكي ويرضع، واليوم جاء إلى الله طواعية يبكي ذنوبه ويرضع الطهر من كل موقف.
نضج عقله
أنهكت الدنيا تفاصيل أيامه
لم يعد يبحث عن أمّه
يبحث عن فرج همّه

يالله هذه الهيبة!
الحاجّ الذي ينفر مشيًا على الأقدام يبدو له المشهد مختلفًا جدًا..
بينما كانت أرجلنا تسير والعرق يتصبب
عرفتُ أنّ المقصد هنا أن آتي هذه المشاعر بشعور لا بجسد
آتي بكلّي اليوم
ظاهري وباطني
بكامل وعيي
لا مكان لأن تغيّب التفاهات بعضًا مني
أو تسرق عينيّ تفاصيل دنيوية بعيدًا عن زلزلة الساعة…

رسالة الموقف: نفسك هي المشروع العظيم الذي يستحق أن تبذل لأجله حتى تصل إلى التزكية
ستتعثّر
ثم تستقيم
بعد عراك وسجال ستبدو لك الحياة في نصابها الصحيح
فقط سِر ولا تيأس
اثبت ولا تلتفت

هنا في مسير الناس على أرجلهم في الحج
"ترى الناس سكارى وما هم بسكارى"
نعم تذكرتُ مناسبة ذكر أهوال الساعة في مطلع سورة الحج.
تُعرض حياتك في شريط، فتتأمّل فيها أرجى عمل تدعو الله أن ينجيك به؛
فتستحيي من الله لأنك لا تذكر عملًا يستحق في عينيك أن يكون شفاعة النجاة.

لم يزاورني شكّ أنّ كل هذه الوجوه تبحث عن مستراح،
مستراح طويل جليل بعد عناء مسير طويل
كما ستبحث عن الخطوة الأولى في الجنة بعد الحشر واقتراب الشمس من الخلائق.
يستظلّ هاهنا بعض المنعّمين بمظلة ومراوح تنشر الفرح في قطرات ماء، ويجنح خيالي لنعيم أولئك الذين تأتيهم غيايتان أو غمامتان تظلهما يوم العرصات.. فإذا هي حفظ سورة البقرة وآل عمران..

مسيرٌ طويل أفاض عليّ من ذكرى نزوح المستضعفين من أهل غزة، وقد خرجوا من الشمال ثم من الوسط إلى الجنوب
لعلهم أن يجدوا راحة، وفي منتصف تلك الرحلة خطف العدو منهم من خطف وبعد ظنّهم بالوصول إلى مناطق الأمان قُصفت بعض خيامهم وبقي يعاني من نجا كل ألوان القهر.
لله هم!

هنا خيامٌ سكنّاها تعبدا لله باختيارنا طواعية
لم يجبرنا أحد على أن نسكن فيها ونترك منازلنا
خيام حديثة ..مكيّفة نسبيًّا ومع ذلك نحن صدقًا نذوب حرًّا..
لكننا نعلم أنه موسم عبادة ونحن في سعادة
وبعده منازلنا المكيفة وأحضان الوسادة
لله إخواننا المستضعفين!

فوق جبل عرفات
هنالك حيث أراد الله قبض عبده محرمًا حاجًا ،جدٌّ فاضل تقبل الله عمله وغفر له
https://x.com/MakkahPm/status/1804015878901567941
أتخيّل موقفه كلّما ذهبتُ حاجّة،
أتذكّر كم حكوا لي عنه!
عن صدقه وبذله..
دعوتُ له
ثمّ تساءلتْ عن ما يمكن أن يُفرح الجدّ الراحل إذا رفع حفيدٌ له يده من أصناف الدعاء، تلكّأ لساني، لم تعد عيناي تحت السيطرة، ياربّ جمال الأثر وطيب النفس.

رهبة الموقف تمتصّ القلب في قوقعة يديْن، خلعت أقراط الترف، وأردية الدنيا، نحاول أن نتقن التجرّد عبادًا مخبتين نصنع من اللحظة عتبة البداية.

نصارع في رحلة بين أطماع الجسد وهو يطغى ليكتنز الدنيا ويحببنا فيها، في حين تقاوم أرواحنا طغيانه، وتكافح لترتفع بنا إلى نقاء الوحي وسكينة المأوى.

هنالك بفضل الله إذا تمّ النجاح في إعادة تدوير الأحزان من مادة الإحساس الهوائي المضغوط إلى مادة الماء المنصبّ، ليصير كل شيء من ماء الدمع حيّا، صنبور المياه ذلك بلّ عرقًا، سكب حياة، يسّر الولادة، دفع القلب للسبيل الجديد حتى يخرج كالجنين المنقبض في كفّ طبّ المشهد.
حينما يصيح صوتك مبتلًّا معلنًا العافية
هنالك لم تعد للحياة قيمة
القيمة هي أنت
تفقُّد قلبك في الزحام
كيف هو؟ وأين؟ ولمَن؟

إذا انتهى الحج فلم تنتهِ الرحلة..

لا تلتفت لشُحّ المعابر
ترقّب كرم الله بك
وانشرح بإرادته لك

وحيث وضعك
فاحرس ثغرك
وسَلْه القبول

#خاطرة

https://www.tgoop.com/Sha6eAlraghad
2024/06/30 23:26:43
Back to Top
HTML Embed Code: