SIDRANOVELS Telegram 3122
الفصل الخامس من روايه همس الجياد

لا تدري لماذا تذكرت والدتها على الفور عندما جلست على مائدة الطعام.. يبدو أن السيدة رقية هي نسخة أخرى من أمها, وطاولة الطعام هي لوحتها الإبداعية
الخاصة..
ابتسمت وهي تتذكر المائدة المتنقلة التي أعدتها لها أمها قبل السفر من لحم
مشوى, ودجاج محشي, وبعض المعجنات الطازجة..
ووصايا التخزين والتأكد من درجة حرارة المبرد حتى لا يفسد الطعام.. قطع
أفكارها صوت المهندس حسن وهو يبادرهم القول:
ـ اتفضلوا يا جماعة مش عايزين كسوف, وبصراحة دكر البط ده مش عايز
كسوف!
نظرت رقية نحو إيناس وتابعت بنبرة تشوبها الجدية:
ـ على فكرة يا دكتورة لو ما أكلتيش يبقى الاكل مش عاجبك, وحازعل جداً.
إيناس:
ـ لا.. يا خبر أنا بآكل أهو.
رقية ضاحكة:
ـ إنتي صدقتي يا حبي.. أنا بهزر معاكي... أنا عمري ما ازعل منك, بس برده
حتاكلي شكلك ضعفانة خالص.
كانت رقية امرأة يبدو على مالمحها أنها في الأربعين من العمر..
بشرة خمرية, وعيون ناعسة, وشفاة مكتنزة بعض الشيء, وحجاب مميز
أحاطت به وجهها بطريقة منمقة, وجسد شابته بعض السمنة.. وكيف لا تشوبه
السمنة أمام تلك المائدة العامرة وهذا الطعام اللذيذ!!..
حقاً الطعام غاية في اللذة, بل ربما يكون أفضل طعام تذوقته على الإطلاق, بل
إنه أفضل من الطعام الذي تعده والدتها..
الحت على وجهها ابتسامة عندما لمحت أبيها وقد بدأ يتذوق بنهم من صنوف
الطعام أمامه وكذلك كل من الطبيب والزوج اللذان انقضا على ذكر البط بدون
رحمة..
وتذكرت شريف..
لم يكن من محبي الطعام, بل كان يأكل القليل جداً من هذا أو ذاك..
لطالما اختلف عن الآخرين.. لطالما كان مميزاً..
ابتسمت بآسى وهي تكرر اللفظ بعقلها:
"كان..."...
انتهى الجميع من طعامهم وجلسوا بغرفة المعيشة التي كانت تطل مباشرة على
حديقة مثل فيال إيناس, ولكن كانت الحديقة مختلفة..
الحظت إيناس أنها تزينت بأنواع خاصة من النباتات, قسم للزهور, وقسم لبعض
الاوراق كالنعناع والبقدونس.. حقاً!!.. هل هذا بقدونس؟!..
جاءها صوت رقية ليجيب عن التساؤالت بعقلها..
رقية:
ـ الجنينة زرعتها على ذوقي.
إيناس:
ـ جميلة قوي.. حضرتك بتحبي الزرع؟
رقية:
ـ في الاول لا.. لكن بعد ما جيت هنا بقت هواية, خصوصاً بصراحة إن استخدام
حاجات زي البقدونس والريحان والنعناع طازة في الاكل بيكون رائع..
إيناس: كمان في ورد..
رقية:
ـ فل.. وياسمين.. ونرجس.. وأنواع كده أساميها صعبة, حمزة بقى هو اللي
بيجيبلي البذور والغذا بتاعها علشان أعرف أزرعها عندي..
إيناس:
ـ اممممممم
رقية:
ـ حمزة يبقى ابن أخت حسن.. مهندس زراعي وبيشتغل هنا, بس أغلب
المهندسين اقامتهم في الجزء التاني من المزرعة.. على فكرة في هناك
مهندسات زراعيات برده بيشتغلوا مع أزواجهم.. مجموعة جميلة قوي.. أوقات
بنروح نسهر معاهم.. ونهلل المنطقة التانية فيها حياة عن هنا وألذ بكتير, لكن
حسن مصمم إقامتنا تبقى هنا.. بيقول هنا أهدى, مع إنه الصبح على طول بيكون
في الجزء التاني علشان متابعة األراضي والمصنع.
إيناس:
ـ بس هو الجزء التاني مش بعيد قوي عن هنا؟
رقية:
ـ ال حوالي 3 أو 4 كيلو بس.. خالد حب يفصلهم علشان بيحلم يحول الجزء ده
لمنتجع سياحي..
إيناس:
ـ هو بصراحة المكان رائع.. جميل قوي وأجمل ما فيه هدوءه.
رقية: إنتي لسه شفتي حاجة!!.. بكرة لما تشوفي مزرعة الخيول مكان شغلك
حتنبهري بجد.. حاجة روعة.. أنا مبسوطة قوي إنك إشتغلتي هنا معانا.. بجد حلو
قوي لما تالقي أنثى تتكلمي معاها في أرض الرجال دي..
ابتسمت إيناس بتصنع فآخر ما ينقصها تلك الضوضاء البشرية التي قد تؤرق
عزلتها..
*****
نظر عبد الرحمن إلي إبنته بتفحص بعد أن غادروا وعادوا لمقر سكنها ثم قال:
ـ ها يا إيناس, المكان عجبك؟
في البداية لم تجبه, كانت تقف بـحيرة أمام الثلاجة وبيدها ورقة وتحاول بيأس
أن تضع بعض محتويات حقيبة الطعام التي أعدتها لها والدتها داخل الفريزر..
اقترب عبد الرحمن من إبنته وقال مرة أخرى:
ـ إيناس.. إنتي مش سامعاني؟
نظرت له وقد بدت شاردة ثم قالت:
ـ آسفة يا بابا.. ما سمعتش حضرتك, بس أصل الثلاجة صغيرة, وكمان فيها
حاجات فمش عارفة أحط الحاجات اللي معايا.
عبد الرحمن:
ـ حاجات إيه!!
إيناس:
ـ الاكل اللي ماما إديتهولي.
عبد الرحمن:
ـ لا.. قصدي حاجات إيه اللي في الثالجة وإيه الورقة دي؟
إيناس:
ـ دي ورقة لقيتها على باب الثالجة كاتباها ليا مدام رقية
أخذ عبد الرحمن الورقة وقرأ محتوياتها وقد كانت
" عزيزتي إيناس..
دي طلبات كده بسيطة إلحتياجاتك اليومية, وكمان دي نمرة تليفوني إذا احتج ت



tgoop.com/Sidranovels/3122
Create:
Last Update:

الفصل الخامس من روايه همس الجياد

لا تدري لماذا تذكرت والدتها على الفور عندما جلست على مائدة الطعام.. يبدو أن السيدة رقية هي نسخة أخرى من أمها, وطاولة الطعام هي لوحتها الإبداعية
الخاصة..
ابتسمت وهي تتذكر المائدة المتنقلة التي أعدتها لها أمها قبل السفر من لحم
مشوى, ودجاج محشي, وبعض المعجنات الطازجة..
ووصايا التخزين والتأكد من درجة حرارة المبرد حتى لا يفسد الطعام.. قطع
أفكارها صوت المهندس حسن وهو يبادرهم القول:
ـ اتفضلوا يا جماعة مش عايزين كسوف, وبصراحة دكر البط ده مش عايز
كسوف!
نظرت رقية نحو إيناس وتابعت بنبرة تشوبها الجدية:
ـ على فكرة يا دكتورة لو ما أكلتيش يبقى الاكل مش عاجبك, وحازعل جداً.
إيناس:
ـ لا.. يا خبر أنا بآكل أهو.
رقية ضاحكة:
ـ إنتي صدقتي يا حبي.. أنا بهزر معاكي... أنا عمري ما ازعل منك, بس برده
حتاكلي شكلك ضعفانة خالص.
كانت رقية امرأة يبدو على مالمحها أنها في الأربعين من العمر..
بشرة خمرية, وعيون ناعسة, وشفاة مكتنزة بعض الشيء, وحجاب مميز
أحاطت به وجهها بطريقة منمقة, وجسد شابته بعض السمنة.. وكيف لا تشوبه
السمنة أمام تلك المائدة العامرة وهذا الطعام اللذيذ!!..
حقاً الطعام غاية في اللذة, بل ربما يكون أفضل طعام تذوقته على الإطلاق, بل
إنه أفضل من الطعام الذي تعده والدتها..
الحت على وجهها ابتسامة عندما لمحت أبيها وقد بدأ يتذوق بنهم من صنوف
الطعام أمامه وكذلك كل من الطبيب والزوج اللذان انقضا على ذكر البط بدون
رحمة..
وتذكرت شريف..
لم يكن من محبي الطعام, بل كان يأكل القليل جداً من هذا أو ذاك..
لطالما اختلف عن الآخرين.. لطالما كان مميزاً..
ابتسمت بآسى وهي تكرر اللفظ بعقلها:
"كان..."...
انتهى الجميع من طعامهم وجلسوا بغرفة المعيشة التي كانت تطل مباشرة على
حديقة مثل فيال إيناس, ولكن كانت الحديقة مختلفة..
الحظت إيناس أنها تزينت بأنواع خاصة من النباتات, قسم للزهور, وقسم لبعض
الاوراق كالنعناع والبقدونس.. حقاً!!.. هل هذا بقدونس؟!..
جاءها صوت رقية ليجيب عن التساؤالت بعقلها..
رقية:
ـ الجنينة زرعتها على ذوقي.
إيناس:
ـ جميلة قوي.. حضرتك بتحبي الزرع؟
رقية:
ـ في الاول لا.. لكن بعد ما جيت هنا بقت هواية, خصوصاً بصراحة إن استخدام
حاجات زي البقدونس والريحان والنعناع طازة في الاكل بيكون رائع..
إيناس: كمان في ورد..
رقية:
ـ فل.. وياسمين.. ونرجس.. وأنواع كده أساميها صعبة, حمزة بقى هو اللي
بيجيبلي البذور والغذا بتاعها علشان أعرف أزرعها عندي..
إيناس:
ـ اممممممم
رقية:
ـ حمزة يبقى ابن أخت حسن.. مهندس زراعي وبيشتغل هنا, بس أغلب
المهندسين اقامتهم في الجزء التاني من المزرعة.. على فكرة في هناك
مهندسات زراعيات برده بيشتغلوا مع أزواجهم.. مجموعة جميلة قوي.. أوقات
بنروح نسهر معاهم.. ونهلل المنطقة التانية فيها حياة عن هنا وألذ بكتير, لكن
حسن مصمم إقامتنا تبقى هنا.. بيقول هنا أهدى, مع إنه الصبح على طول بيكون
في الجزء التاني علشان متابعة األراضي والمصنع.
إيناس:
ـ بس هو الجزء التاني مش بعيد قوي عن هنا؟
رقية:
ـ ال حوالي 3 أو 4 كيلو بس.. خالد حب يفصلهم علشان بيحلم يحول الجزء ده
لمنتجع سياحي..
إيناس:
ـ هو بصراحة المكان رائع.. جميل قوي وأجمل ما فيه هدوءه.
رقية: إنتي لسه شفتي حاجة!!.. بكرة لما تشوفي مزرعة الخيول مكان شغلك
حتنبهري بجد.. حاجة روعة.. أنا مبسوطة قوي إنك إشتغلتي هنا معانا.. بجد حلو
قوي لما تالقي أنثى تتكلمي معاها في أرض الرجال دي..
ابتسمت إيناس بتصنع فآخر ما ينقصها تلك الضوضاء البشرية التي قد تؤرق
عزلتها..
*****
نظر عبد الرحمن إلي إبنته بتفحص بعد أن غادروا وعادوا لمقر سكنها ثم قال:
ـ ها يا إيناس, المكان عجبك؟
في البداية لم تجبه, كانت تقف بـحيرة أمام الثلاجة وبيدها ورقة وتحاول بيأس
أن تضع بعض محتويات حقيبة الطعام التي أعدتها لها والدتها داخل الفريزر..
اقترب عبد الرحمن من إبنته وقال مرة أخرى:
ـ إيناس.. إنتي مش سامعاني؟
نظرت له وقد بدت شاردة ثم قالت:
ـ آسفة يا بابا.. ما سمعتش حضرتك, بس أصل الثلاجة صغيرة, وكمان فيها
حاجات فمش عارفة أحط الحاجات اللي معايا.
عبد الرحمن:
ـ حاجات إيه!!
إيناس:
ـ الاكل اللي ماما إديتهولي.
عبد الرحمن:
ـ لا.. قصدي حاجات إيه اللي في الثالجة وإيه الورقة دي؟
إيناس:
ـ دي ورقة لقيتها على باب الثالجة كاتباها ليا مدام رقية
أخذ عبد الرحمن الورقة وقرأ محتوياتها وقد كانت
" عزيزتي إيناس..
دي طلبات كده بسيطة إلحتياجاتك اليومية, وكمان دي نمرة تليفوني إذا احتج ت

BY ديچاڤو 📒💛


Share with your friend now:
tgoop.com/Sidranovels/3122

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

On Tuesday, some local media outlets included Sing Tao Daily cited sources as saying the Hong Kong government was considering restricting access to Telegram. Privacy Commissioner for Personal Data Ada Chung told to the Legislative Council on Monday that government officials, police and lawmakers remain the targets of “doxxing” despite a privacy law amendment last year that criminalised the malicious disclosure of personal information. When choosing the right name for your Telegram channel, use the language of your target audience. The name must sum up the essence of your channel in 1-3 words. If you’re planning to expand your Telegram audience, it makes sense to incorporate keywords into your name. Judge Hui described Ng as inciting others to “commit a massacre” with three posts teaching people to make “toxic chlorine gas bombs,” target police stations, police quarters and the city’s metro stations. This offence was “rather serious,” the court said. Select: Settings – Manage Channel – Administrators – Add administrator. From your list of subscribers, select the correct user. A new window will appear on the screen. Check the rights you’re willing to give to your administrator. Matt Hussey, editorial director of NEAR Protocol (and former editor-in-chief of Decrypt) responded to the news of the Telegram group with “#meIRL.”
from us


Telegram ديچاڤو 📒💛
FROM American