tgoop.com/Sidranovels/3132
Last Update:
#اسكريبت
إياك تُقعد جمبي.
الجُملة دي قالها راجل عجوز لما شافني بقرّب منه علشان أقعد.
محطة القطر كانت زحمة أوي فى اليوم ده وللأسف المكان الوحيد اللي كان فاضي كان جمب الراجل ده، فـ رديت وقُلت:
= هو المكان كان مكتوب بـ اسمك!
" بص عليا بطرف عين"
- لا بس وعزة وجلال الله لو قعدت دلوقتي مش هتقوم غير وأنت رايح تتدِفن.
"ماهتمتش بكلامه، والصراحة كان معذور السن الكبير بيعمل في الواحد أكتر مِن كدة برضو."
قعدت وبدأت أبص عليه من غير ما ياخد باله، وأفكر في الكلام اللي لسه قايلهولي، وكل شوية أبص في الساعة وكل ما القطر يتأخر توتري يزيد وابدأ أهز فى رجلي أكتر، لإن بالطريقة دي هتأخر على فرصة الشُغل اللي أنا رايح أقدم فيها، لحد ما لاقيته بيقول:
- أوعي تكون هتركب القطر الرخيص اللى كل الناس بتركبه ده، هتوصل متأخر.
" العرق بدأ ينزل منى بكميات كبيرة"
= هو فيه قطر بيوصل أسرع!
- طبعًا بس تكلفته أغلي شوية أنصحك بيه لو المشوار اللي رايحُه مُهم.
= أه طبعًا مهم، ده أول شغل ليا في حياتي.
- طب ومستني إيه!!
" ماردتش عليه وجريت لبرا المحطة بسرعة علشان أقطع تذكرة غالية، وجوايا احساس إني أحسن من الناس دي كلها، ولازم أوصل قبلهم وأحجز في القطر ده، لكن اللى ماكنتش أعرفه إن مافيش تذاكر للقطر ده، لإنه مش موجود من الأساس، فـ بكُل طاقة الغضب اللي جوايا رجعت تاني للمحطة، بس المرة دي كانت فاضية، والناس كلها ركبت ومشيت، لكن الراجل العجوز ده كان لسه موجود".
= أنت بتكذب عليا!
- يا خبر أبيض!! قطر الشُغل فاتك! ، ماتزعلش أقعد جمبي هسليك لحد ما اللي بعده ييجي.
" عيني بدأت تِحمّر "
= عارف أنت لو مش راجل كبير أنا كنت عملت فيك إيه!!
" لاقيته بص للأرض وِفضِل ساكت فترة وعينه بدأت تدمّع"
- أنت شكل قلبك قاسي زي إبني، إبني اللي دفعت عليه عُمري وأيامي الحلوة، اللي كُنت بخرّج اللقمة من بؤي علشان هو يشبع.
= ماله إبنك!
- لما كبرت فى السِن والعجز بدأ ينهش فيا، قالي إني بقيت تقيل عليه وهو عاوز يعيش حياته، ورماني في الشارع.
" وبدأ يعيط بصوت عالي "
= طب إهدي طيب.
" وقربت منه وطبطبت عليه "
لحد ما صوت قطر قاطع سكوتنا إحنا الإتنين
= قطر إيه ده يا حاج!!
- قطر الجواز، ملعون هو واللي يركبه، نهايته يا طلاق يا رمية في الشارع زي الكلاب.
"فضلت مركز مع القطر، وكل شوية ألاقي ولاد وبنات لابسين بِدَل وفساتين بيركبوا، وأول ما شوفت دموع وقهرة قلب الراجل ده قررت ماركبوش، وفضلت باصص علي القطر وهو ماشي لحد ما إختفىٰ تمامًا".
- ماركِبتش ليه!!
= وهو بعد اللي أنت حكيتهولي ده كان ينفع أركب برضو يا حاج.
- حكيتلك إيه يا مجنون، أنا قولتلك إني هسليك بس، أنا ماتجوزتش أصلًا.
" وقفت مكاني وأنا مفزوع"
=تسليني!
- أيوة، هو أنت أي حاجة تسمعها تصدقها كدة علي طول؟
= عارف أنت بتفكرني بمين!
- مين؟
= إبليس، يفضل يغوينا ويزين الدنيا فى عنينا ويمهِدلنا طريق الغلط وأول مانمشي فيه ونُقع، يجري ويقول إنه بريء من اللى كنا بنعمله، وإنه بيخاف ربنا.
- بس أنا ولا غويتك ولا مهدتلك الطريق، أنت اللى أخترت، أول مرة لما حسيت نفسك أحسن من كل الناس، وجريت علشان تاخد رزقك بسرعة، مع إن رزقك كدة كدة هيجيلك، بس الطمع خلاك تشوف نفسك هتقدر تسبق الدنيا، وتاني مرة القطر بتاع الجواز كان قدام عينك وانت اللى قررت ماتركبوش.
= بس أنا ...
" وفجأة سمعت صوت قطر جاي من بعيد"
- أهو ده بقي قطر العُمر.
= مستحيل يفوتني.
- بس فيه مشكلة.
= مشكلة إيه؟
" ضحك بصوت عالي وقال:
- أنت نسيت تقطع تذكرتُه، والقطر ده بالذات بيكون واقف على كل باب حارث مستحيل يخليك تعدي لو مامعكش تذكرة.
" وفي لمح البصر القطر كان واقف قدامنا، وكل ما أجري علي باب الاقي اللي واقف عليه بيبعدني بقوة وأقع علي الأرض، وأجري علي الباب اللي بعده ويعمل معايا نفس الحاجة، لحد ما من كُتر الوقوع، جسمي إتملي جروح، ومابقتش قادر أقف، فجريت علي الراجل العجوز ووطيت علي الأرض عند رجله وقُلت:
= أبوس رجلك خليهم يركبوني.
- مستحيل، وصدمة عُمري شوفتها لما لاقيته بيطلّع تذكرة من جيبه وبيبعد عني وعدا من الحارث اللي واقف علي الباب بالتذكرة دي.
= قربت منه وبيني وبينه الحارث.
- أنت مين وليه عملت كدة!
= سؤال غريب بس هجاوبك عليه، أنا ممكن أكون صاحبك اللي بيقولك بلاش الشُغلانة دي لإنها قُليلة، مع إنها لا قُليلة ولا حاجة بس علشان الحقد مالي قلبي من ناحيتك فـ بضلِلك،
وكمان ممكن أكون أقرب حد مِنك اللي لما عِرِف إنك هتتجوز خلاك تشوف أبشع صورة للجواز، مع إنه سُنة الحياة ومن أهم ملذاتها، بس الغيرة وإني مش حابب أشوفك أحسن مِني خلتني أعمل كدة، لكن لما أحسن إن العُمر هيجري وهيفوتني، هبيعك في ثانية لدرجة إن هيكون بيني وبينك سد ومستحيل نتجمّع مِن تاني، ربنا لما خلقك إداك مُطلق الحرية في التفكير، واختيار حياتك وازاي تعيشها، بس أنت واحد بتاخد بكلام الناس، شوفت بقي كلام الناس وصلّك لـ إيه!!
BY ديچاڤو 📒💛
Share with your friend now:
tgoop.com/Sidranovels/3132