🌴القصص السلفية المفيدة 🌴

قصة اليتيم وعمه*

يحدثنا أحد الإخوة الذين يعيشون في قرية تقع شرق زنجبار، والذي ولد يتيما ووحيدا، حيث مات أبوه شابا بعد زواجه بعدة أشهر، وكان ثمرة هذا الزواج هذا الأخ الذي يحدثنا الآن.
يقول : نشأت يتيما ووحيدا وقامت على تربيتي أمي الأرملة الشابة، وتأيمت من أجلي، فكنت مشروعها في الحياة، وكنا نعيش على راتب المرحوم أبي، ومعنا أرض ترفدنا أحيانا بما يقيم أودنا، ولم يكن عمي بعيدا عنا، إذ كان يتفقدنا الفينة بعد الفينة، وهكذا مضت طفولتي لا يعكرها شيء إلا فقد الأب وضيق الحال، ولكنها كانت رغم ذلك تمشي كحياة من حولي.
أما عمي فهو رجل عسكري إذ إنه ضابط في الجيش وبالضبط في محافظة المهرة وهو الآن برتبة عقيد، وكان رجلا طيبا يحنو علينا ويسأل عنا، ولم نر منه إلا كل خير، وكان جارنا في الأرض إذ تقاسم هو وأبي الأرض نصفين وأعطانا قسم أبي نقوم عليه وننتفع به.
عاد عمي قبل مدة من سفره قادما من المهرة ووصل البيت في وقت متأخر من الليل، وفي ضحى اليوم الثاني جاءني إلى بيتي وجلس معي في ديواني على غير عادته، حيث أنه إذا أراد مني شيئا يستدعيني إلى بيته، فأدركت أن هناك أمرا مهما يشغل باله، وبعد المجاملات وتناول الشاي، قال : يا ولدي لقد جئتك إلى بيتك رغم أني لا أزال مرهقا من السفر حتى أتفق معك في أمر مهم.
يا بني إن الجربة الفلانية (التي تقع على الساقية والتي هي أفضل أرضنا) هذه الجربة جربة المرحوم أبيك حينما قسمت الأرض وأنت لا تزال طفلا جاءت في سهم أبيك ولكني استوليت عليها بسبب جشعي وأنانيتي, وما طابت نفسي أن لا تكون في قسمي، والآن يا ولدي ومن هذه اللحظة الجربة جربتك وسوف أنقل ملكيتها لك بطريقة رسمية حتى لا تختلف مع أولادي، وأما ما أكلت منها من حرام فلك الحكم لو تحب أعطيك مقابله جربة أخرى أو أسددك نقدا ولكن بالتقسيط ونقدر الأمر تقديرا تقريبيا, لأني أريد أن أتخلص من كل ما هو متعلق بهذه الجربة واستحلك قبل أن يداهمني الموت.
فلما أكمل عمي كلماته رأيت الدمع يتحدر من عينيه وهو يطلب مني أن أسامحه على خطأه ذاك.
فقلت : يا عم أنت بمقام أبي وأنا نشأت في الدنيا وكنت أنت ملجأي وعزوتي ولو تحب فأنا متنازل عن أي حق لي في الجربة وسوف أسترضي أمي في مالها من ميراث في هذه الجربة، فالجربة جربتك كما كانت، وأنت مسامح دنيا وآخرة.
هنا لم يتمالك عمي نفسي فاحتضني وبكى بكاء شديداً،
وقال : لا والله ما لي قسم في هذه الجربة بعد اليوم ولن ألقى الله وهي في ملكي.
فلما أصر طلبت منه أن يقبل أن أسامحه فيما مضى وتنتقل الجربة لي من الآن، و(ما فات فات) واتفقنا على هذا .
وفي آخر المجلس سألت عمي عن سبب هذا التحول بعد أكثر من خمس وعشرين سنة ؟؟؟
فقال : يا بني وأنا في طريق عودتي من المهرة إلى أبين حلت صلاة الجمعة وأنا في المكلا فمررت أصلي في أحد مساجدها فوقف الخطيب على المنبر وخطب خطبة بليغة مؤثرة عن *( حرمة مال اليتيم)* بكلام لم أسمعه من قبل فخفت خوفا شديدا أن يحدث لي شيء قبل أن أصل إلى بيتي وأعيد لك جربتك.
قلت ياعم أيش اسم المسجد هذا وأيش اسم الخطيب ؟
قال : يا ولدي تعرف أني ما أركز على مثل هذه الأمور.
قلت: إذا كنا لا نعرفه فإن الله يعرفه، لقد خطب خطبته ثم عاد إلى بيته ليتناول غداءه وهو لا يعلم أن كلماته الصادقة أعادت جربة كبيرة وخصبة إلى صاحبها بعد أكثر من خمس وعشرين سنة من الضياع.
قلت (أنا الكاتب) :

هذه رسالة مهمة لخطباء المساجد أن يعتنوا عناية كبيرة بخطبة الجمعة فلعل الله يعيد بها حقا مضاعا أو أن يهدي ضالا ويرشد تائها أو تنهي خصومة أو تغير حالا.






(منقول)
══════ ❁✿❁ ══════
قناةومجتمع[مواعظ ونصائح وفوائد وطرائف]
ســاهــ في ـــم نشـــر قناة التلجرام

www.tgoop.com/StoriesWritten/16620

2.3K viewsخالد بن زخم يمني🇸🇦, Sep 20 at 07:37

قصة اليتيم وعمه*

يحدثنا أحد الإخوة الذين يعيشون في قرية تقع شرق زنجبار، والذي ولد يتيما ووحيدا، حيث مات أبوه شابا بعد زواجه بعدة أشهر، وكان ثمرة هذا الزواج هذا الأخ الذي يحدثنا الآن.
يقول : نشأت يتيما ووحيدا وقامت على تربيتي أمي الأرملة الشابة، وتأيمت من أجلي، فكنت مشروعها في الحياة، وكنا نعيش على راتب المرحوم أبي، ومعنا أرض ترفدنا أحيانا بما يقيم أودنا، ولم يكن عمي بعيدا عنا، إذ كان يتفقدنا الفينة بعد الفينة، وهكذا مضت طفولتي لا يعكرها شيء إلا فقد الأب وضيق الحال، ولكنها كانت رغم ذلك تمشي كحياة من حولي.
أما عمي فهو رجل عسكري إذ إنه ضابط في الجيش وبالضبط في محافظة المهرة وهو الآن برتبة عقيد، وكان رجلا طيبا يحنو علينا ويسأل عنا، ولم نر منه إلا كل خير، وكان جارنا في الأرض إذ تقاسم هو وأبي الأرض نصفين وأعطانا قسم أبي نقوم عليه وننتفع به.
عاد عمي قبل مدة من سفره قادما من المهرة ووصل البيت في وقت متأخر من الليل، وفي ضحى اليوم الثاني جاءني إلى بيتي وجلس معي في ديواني على غير عادته، حيث أنه إذا أراد مني شيئا يستدعيني إلى بيته، فأدركت أن هناك أمرا مهما يشغل باله، وبعد المجاملات وتناول الشاي، قال : يا ولدي لقد جئتك إلى بيتك رغم أني لا أزال مرهقا من السفر حتى أتفق معك في أمر مهم.
يا بني إن الجربة الفلانية (التي تقع على الساقية والتي هي أفضل أرضنا) هذه الجربة جربة المرحوم أبيك حينما قسمت الأرض وأنت لا تزال طفلا جاءت في سهم أبيك ولكني استوليت عليها بسبب جشعي وأنانيتي, وما طابت نفسي أن لا تكون في قسمي، والآن يا ولدي ومن هذه اللحظة الجربة جربتك وسوف أنقل ملكيتها لك بطريقة رسمية حتى لا تختلف مع أولادي، وأما ما أكلت منها من حرام فلك الحكم لو تحب أعطيك مقابله جربة أخرى أو أسددك نقدا ولكن بالتقسيط ونقدر الأمر تقديرا تقريبيا, لأني أريد أن أتخلص من كل ما هو متعلق بهذه الجربة واستحلك قبل أن يداهمني الموت.
فلما أكمل عمي كلماته رأيت الدمع يتحدر من عينيه وهو يطلب مني أن أسامحه على خطأه ذاك.
فقلت : يا عم أنت بمقام أبي وأنا نشأت في الدنيا وكنت أنت ملجأي وعزوتي ولو تحب فأنا متنازل عن أي حق لي في الجربة وسوف أسترضي أمي في مالها من ميراث في هذه الجربة، فالجربة جربتك كما كانت، وأنت مسامح دنيا وآخرة.
هنا لم يتمالك عمي نفسي فاحتضني وبكى بكاء شديداً،
وقال : لا والله ما لي قسم في هذه الجربة بعد اليوم ولن ألقى الله وهي في ملكي.
فلما أصر طلبت منه أن يقبل أن أسامحه فيما مضى وتنتقل الجربة لي من الآن، و(ما فات فات) واتفقنا على هذا .
وفي آخر المجلس سألت عمي عن سبب هذا التحول بعد أكثر من خمس وعشرين سنة ؟؟؟
فقال : يا بني وأنا في طريق عودتي من المهرة إلى أبين حلت صلاة الجمعة وأنا في المكلا فمررت أصلي في أحد مساجدها فوقف الخطيب على المنبر وخطب خطبة بليغة مؤثرة عن *( حرمة مال اليتيم)* بكلام لم أسمعه من قبل فخفت خوفا شديدا أن يحدث لي شيء قبل أن أصل إلى بيتي وأعيد لك جربتك.
قلت ياعم أيش اسم المسجد هذا وأيش اسم الخطيب ؟
قال : يا ولدي تعرف أني ما أركز على مثل هذه الأمور.
قلت: إذا كنا لا نعرفه فإن الله يعرفه، لقد خطب خطبته ثم عاد إلى بيته ليتناول غداءه وهو لا يعلم أن كلماته الصادقة أعادت جربة كبيرة وخصبة إلى صاحبها بعد أكثر من خمس وعشرين سنة من الضياع.
قلت (أنا الكاتب) :

هذه رسالة مهمة لخطباء المساجد أن يعتنوا عناية كبيرة بخطبة الجمعة فلعل الله يعيد بها حقا مضاعا أو أن يهدي ضالا ويرشد تائها أو تنهي خصومة أو تغير حالا.






(منقول)
══════ ❁✿❁ ══════
قناةومجتمع[مواعظ ونصائح وفوائد وطرائف]
ســاهــ في ـــم نشـــر قناة التلجرام

BY 🌴القصص السلفية المفيدة 🌴