tgoop.com/Studiesquranic/1809
Last Update:
🔶 إضاءات أخلاقية قرآنية (3) 🔶
قال تعال: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152]
إن المتأمل في هذه الآية يجد فيها أسمى صور التكريم والرفعة للإنسان، فالله تعالى قَرَن ذكره بذكر العبد له، تُرى ما قيمة ذكر العبد الفاني الفقير إزاء ذكر الله الدائم الغني! ثم إنه تعالى قدّم الذكر على الشكر؛ لأن الذكر مقدمة للشكر، ويُفاد من أحاديث المعصومين (عليهم السلام) أن الذكر ليس باللسان فقط بل يكون في ذكره عند المعصية فنتركها، ومن معاني ذكرنا لله وذكر الله تعالى لنا هو أن نذكره بالدعاء فيذكرنا بالإجابة، ونذكره في الدنيا فيذكرنا في الآخرة، ونذكره بالطاعة فيذكرنا بالرحمة...الخ، ووردت هذه الآية المباركة بعد ذكر نِعَم متعددة؛ ليعلمنا الله تعالى خُلُقًا طيبًا يحبه الطبع الإنساني وهو شكر من أنعم وتفضل علينا بمعروف، فإن شُكرنا له دلالة على معرفة قيمة تلك النعم علينا فنبادر بشكرها، أما في حال كفرانها وعدم شكرها فإن ذلك يُعطي إشارة إلى عدم استحقاق مثل تلك النعم، والله تعالى غني عن شكرنا وذكرنا له، ولكن هذا درس لنا لنتعلم هذا الخلُق القرآني(1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ظ: الشيرازي، ناصر مكارم، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ط1، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت ـ لبنان، 1434هـ ـ 2013م: 1/ 292ـ293؛ وقراءتي، الشيخ محسن، تفسير النور، ترجمة: أحمد حسين عطية بكر، ط2، دار المؤرخ العربي، بيروت ـ لبنان، 1436هـ ـ 2014م: 1/224ـ225
...
BY الدراسات والبحوث القرآنية في العتبة العلوية المقدسة
Share with your friend now:
tgoop.com/Studiesquranic/1809