كتابنا الجديد " قيد الأوابد ونظم الفوائد"
فوائد حديثية وأصولية من كتاب المعلمي " الأنوار الكاشفة "
مع التعليق عليها .
وقد حوى على مائة وعشرين فائدة حديثية وأصولية.
والكتاب يقع في مائتين وثمانين صفحة .
نسأل الله عزّ وجل أن ينفع به وأن يجعله ذخراً لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا مَن أتى الله بقلب سليم.
فوائد حديثية وأصولية من كتاب المعلمي " الأنوار الكاشفة "
مع التعليق عليها .
وقد حوى على مائة وعشرين فائدة حديثية وأصولية.
والكتاب يقع في مائتين وثمانين صفحة .
نسأل الله عزّ وجل أن ينفع به وأن يجعله ذخراً لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا مَن أتى الله بقلب سليم.
طريق العلم وبابه:
اعلم وفقك الله لطاعته أنّ لكل شيء باباً، فمن أراد الولوج إليه أتاه مِن بابه.
قال تعالى :( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ)
قال السعدي في تفسيره:
ويستفاد من إشارة الآية أنه ينبغي في كل أمر من الأمور، أن يأتيه الإنسان من الطريق السهل القريب، الذي قد جعل له موصلا…
والمتعلم والمعلم، ينبغي أن يسلك أقرب طريق وأسهله، يحصل به مقصوده، وهكذا كل من حاول أمرا من الأمور وأتاه من أبوابه وثابر عليه، فلا بد أن يحصل له المقصود بعون الملك المعبود.اهـ
فللعلم طريقاً وباباً مَن أخطأها ضل ولم ينل المقصود.
قال العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي-رحمه الله تعالى- في بهجة قلوب الأبرار عند شرحه الحديث الثاني عشر ( إحرص على ما ينفعك واستعن بالله):
أما العلم النافع: فهو العلم المزكي للقلوب والأرواح، المثمر لسعادة الدارين. وهو ما جاء به الرسول صلّى الله عليه وسلم من حديث وتفسير وفقه، وما يعين على ذلك من علوم العربية بحسب حالة الوقت والموضع الذي فيه الإنسان، وتعيين ذلك يختلف باختلاف الأحوال. والحالة التقريبية:
أن يجتهد طالب العلم في حفظ مختصر من مختصرات الفن الذي يشتغل فيه.
فإن تعذر أو تعسر عليه حفظه لفظاً، فليكرره كثيراً، متدبراً لمعانيه، حتى ترسخ معانيه في قلبه. ثم تكون باقي كتب هذا الفن كالتفسير والتوضيح والتفريع لذلك الأصل الذي عرفه وأدركه، فإن الإنسان إذا حفظ الأصول وصار له ملكة تامة في معرفتها هانت عليه كتب الفن كلها: صغارها وكبارها. ومن ضيع الأصول حرم الوصول.
فمن حرص على هذا الذي ذكرناه، واستعان بالله: أعانه الله، وبارك في علمه، وطريقه الذي سلكه.
ومن سلك في طلب العلم غير هذه الطريقة النافعة: فاتت عليه الأوقات، ولم يدرك إلا العناء، كما هو معروف بالتجربة. والواقع يشهد به، فإن يسر الله له معلماً يحسن طريقة التعليم، ومسالك التفهيم: تم له السبب الموصل إلى العلم. اهـ
قال الزبيدي -رحمه الله- في ألفية السند:
فما حوى الغاية في ألف سنة شخص فخذ من كل علم أحسنه
بحفــظ متن جامعٍ للراجــــــحِ تأخذه على مفيد ناصـــــــــــــحِ.
فافهم ذا رعاك الله، واعمل به .
تسعد وتفلح .
اعلم وفقك الله لطاعته أنّ لكل شيء باباً، فمن أراد الولوج إليه أتاه مِن بابه.
قال تعالى :( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ)
قال السعدي في تفسيره:
ويستفاد من إشارة الآية أنه ينبغي في كل أمر من الأمور، أن يأتيه الإنسان من الطريق السهل القريب، الذي قد جعل له موصلا…
والمتعلم والمعلم، ينبغي أن يسلك أقرب طريق وأسهله، يحصل به مقصوده، وهكذا كل من حاول أمرا من الأمور وأتاه من أبوابه وثابر عليه، فلا بد أن يحصل له المقصود بعون الملك المعبود.اهـ
فللعلم طريقاً وباباً مَن أخطأها ضل ولم ينل المقصود.
قال العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي-رحمه الله تعالى- في بهجة قلوب الأبرار عند شرحه الحديث الثاني عشر ( إحرص على ما ينفعك واستعن بالله):
أما العلم النافع: فهو العلم المزكي للقلوب والأرواح، المثمر لسعادة الدارين. وهو ما جاء به الرسول صلّى الله عليه وسلم من حديث وتفسير وفقه، وما يعين على ذلك من علوم العربية بحسب حالة الوقت والموضع الذي فيه الإنسان، وتعيين ذلك يختلف باختلاف الأحوال. والحالة التقريبية:
أن يجتهد طالب العلم في حفظ مختصر من مختصرات الفن الذي يشتغل فيه.
فإن تعذر أو تعسر عليه حفظه لفظاً، فليكرره كثيراً، متدبراً لمعانيه، حتى ترسخ معانيه في قلبه. ثم تكون باقي كتب هذا الفن كالتفسير والتوضيح والتفريع لذلك الأصل الذي عرفه وأدركه، فإن الإنسان إذا حفظ الأصول وصار له ملكة تامة في معرفتها هانت عليه كتب الفن كلها: صغارها وكبارها. ومن ضيع الأصول حرم الوصول.
فمن حرص على هذا الذي ذكرناه، واستعان بالله: أعانه الله، وبارك في علمه، وطريقه الذي سلكه.
ومن سلك في طلب العلم غير هذه الطريقة النافعة: فاتت عليه الأوقات، ولم يدرك إلا العناء، كما هو معروف بالتجربة. والواقع يشهد به، فإن يسر الله له معلماً يحسن طريقة التعليم، ومسالك التفهيم: تم له السبب الموصل إلى العلم. اهـ
قال الزبيدي -رحمه الله- في ألفية السند:
فما حوى الغاية في ألف سنة شخص فخذ من كل علم أحسنه
بحفــظ متن جامعٍ للراجــــــحِ تأخذه على مفيد ناصـــــــــــــحِ.
فافهم ذا رعاك الله، واعمل به .
تسعد وتفلح .
سُنة الله تعالى في نيل العلم وتحصيله.
قال تعالى: (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ).
قال البخاري في صحيحه: قال ابن عباس: {كونوا ربانيين} حلماء فقهاء، ويقال: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره. اهـ.
قال ابن حجر في (هدي الساري): أي: بالتدريج. اهـ.
وقال القرطبي في تفسير هذه الآية: والرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره، وكأنه يقتدي بالرب سبحانه في تيسير الأمور، روي معناه عن ابن عباس. اهـ.
فالعلم نقطة ونقطة، ومسألة ومسألتان، وحديث وحديثان، حتى تنبغ وتبلغ ، وتنال المنال.
وللعلم أسس وقواعد في تحصيله، فقهها وسار عليها الأوائل فوصلوا وبلغوا وانتفعوا ونفعوا ،وهو أنه يجنى بالتدرج والتمهل المتواصل، عبر سير الأيام والليالي، ولا يمكن التهامه وهضمه بالكلية، أو أخذه دفعة واحدة، وضبطه في وجبة سريعة مليئة، إذ العلم بحار واسعة زاخرة وقصور شاهقة، من تعجل الابحار بلا عدة وبلا تمهل غرق ، ومن تسرع صعود تلكم القصور ، وقع على أم رأسه.
فالأناة والصبر، والإصرار والتريث والتدرج شروط للنيل والبلوغ.
ف "اليوم شيءٌ وغدًا مثلُه من نُخب العلمِ التي تُلتقط
يُحصِّل المَرء بها حكمةً وإنما السيلُ اجتماع النقط"
قال تعالى: (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ).
قال البخاري في صحيحه: قال ابن عباس: {كونوا ربانيين} حلماء فقهاء، ويقال: الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره. اهـ.
قال ابن حجر في (هدي الساري): أي: بالتدريج. اهـ.
وقال القرطبي في تفسير هذه الآية: والرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره، وكأنه يقتدي بالرب سبحانه في تيسير الأمور، روي معناه عن ابن عباس. اهـ.
فالعلم نقطة ونقطة، ومسألة ومسألتان، وحديث وحديثان، حتى تنبغ وتبلغ ، وتنال المنال.
وللعلم أسس وقواعد في تحصيله، فقهها وسار عليها الأوائل فوصلوا وبلغوا وانتفعوا ونفعوا ،وهو أنه يجنى بالتدرج والتمهل المتواصل، عبر سير الأيام والليالي، ولا يمكن التهامه وهضمه بالكلية، أو أخذه دفعة واحدة، وضبطه في وجبة سريعة مليئة، إذ العلم بحار واسعة زاخرة وقصور شاهقة، من تعجل الابحار بلا عدة وبلا تمهل غرق ، ومن تسرع صعود تلكم القصور ، وقع على أم رأسه.
فالأناة والصبر، والإصرار والتريث والتدرج شروط للنيل والبلوغ.
ف "اليوم شيءٌ وغدًا مثلُه من نُخب العلمِ التي تُلتقط
يُحصِّل المَرء بها حكمةً وإنما السيلُ اجتماع النقط"
علو الهمة :
قبل عامين -تقريبا- تواصلت معي إحدى طالبات العلم الفاضلات من بلاد اليمن ، وطلبت مني نصحها وتوجيهها ومتابعتها في حفظ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
فبعد معرفة ما تحفظه من متون حديثية ، وبعد ملاحظة علو همتها:
تم توجيهها ونصحها بأهمية حفظ رياض الصالحين وبلوغ المرام؛ لما لهذين الكتابين من منزلة ومكانة علمية كبيرة.
فشرعت - وفقها الله-بكتاب رياض الصالحين أولا،
فأنجزت حفظه بإتقان ثم انتهت من مراجعته مراجعة كاملة - علماً أنه قد تخللت فترة حفظ الكتاب مراجعات عديدة-
ثم انتقلت لحفظ بلوغ المرام .
واليوم قد انتهت من حفظه حفظا متقنا ، وشرعت بمراجعته.
والحمد لله على فضله.
فالمغبون من ضاعت أيامه وفاتت أعوامه دون أن يحقق مرامه.
فأقلل - أيها الحبيب- من الكلام وأكثر من العمل.
فمَن سار وصل .
ومن صبر على الطريق ظفر .
فإذا عرفت فاعمل والزم .
قبل عامين -تقريبا- تواصلت معي إحدى طالبات العلم الفاضلات من بلاد اليمن ، وطلبت مني نصحها وتوجيهها ومتابعتها في حفظ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
فبعد معرفة ما تحفظه من متون حديثية ، وبعد ملاحظة علو همتها:
تم توجيهها ونصحها بأهمية حفظ رياض الصالحين وبلوغ المرام؛ لما لهذين الكتابين من منزلة ومكانة علمية كبيرة.
فشرعت - وفقها الله-بكتاب رياض الصالحين أولا،
فأنجزت حفظه بإتقان ثم انتهت من مراجعته مراجعة كاملة - علماً أنه قد تخللت فترة حفظ الكتاب مراجعات عديدة-
ثم انتقلت لحفظ بلوغ المرام .
واليوم قد انتهت من حفظه حفظا متقنا ، وشرعت بمراجعته.
والحمد لله على فضله.
فالمغبون من ضاعت أيامه وفاتت أعوامه دون أن يحقق مرامه.
فأقلل - أيها الحبيب- من الكلام وأكثر من العمل.
فمَن سار وصل .
ومن صبر على الطريق ظفر .
فإذا عرفت فاعمل والزم .
أيها الحبيب !
تواضع واعرف قدر نفسك:
قال عبدالرحمن بن يحيى: كان يقال: إذا لقي الرجل الرجل فوقه في العلم كان يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله دارسه وتعلَّم منه، وإذا لقي من هو دونه تواضَع له وعلَّمه.
حلية الأولياء لأبي نعيم، وسير أعلام النبلاء للذهبي.
قال العلامة العثيمين رحمه الله: إن على طالب العلم أن يكون متأدِّبًا بالتواضُع وعدم الإعجاب بالنفس، وأن يعرف قدر نفسه. اهـ كتاب العلم لابن عثيمين
تواضع واعرف قدر نفسك:
قال عبدالرحمن بن يحيى: كان يقال: إذا لقي الرجل الرجل فوقه في العلم كان يوم غنيمة، وإذا لقي من هو مثله دارسه وتعلَّم منه، وإذا لقي من هو دونه تواضَع له وعلَّمه.
حلية الأولياء لأبي نعيم، وسير أعلام النبلاء للذهبي.
قال العلامة العثيمين رحمه الله: إن على طالب العلم أن يكون متأدِّبًا بالتواضُع وعدم الإعجاب بالنفس، وأن يعرف قدر نفسه. اهـ كتاب العلم لابن عثيمين
قال الخليل بن أحمد الفراهيدي-رحمه الله تعالى-:
أيامي أربعة:
يوم أخرج فألقى فيه مَن هو أعلم مني، فذلك يوم فائدتي وغنيمتي،
ويوم أخرج فألقى فيه من أنا أعلم منه، فذلك يوم أجري،
ويوم أخرج فألقى فيه من هو مثلي، فأذاكره، فذلك يوم درسي،
ويوم أخرج فألقى فيه من هو دوني، وهو يرى أنه فوقي، فلا أكلِّمه وأجعله يوم راحتي.
جامع بيان العلم وفضله (1/133) لابن عبدالبر.
فلا تجعل يوم فائدتك يوم أجرك ، فتُحرم الفائدة وتُحرم الأجر.
فإذا لقيت مَن هو أعلم منك ، فأطل الصمت وأحسن الاستماع؛ لتنهل من علمه وفضله، ولا تُكثر الكلام فيملك ، ويجعل لقائك به يوم راحته.
أيامي أربعة:
يوم أخرج فألقى فيه مَن هو أعلم مني، فذلك يوم فائدتي وغنيمتي،
ويوم أخرج فألقى فيه من أنا أعلم منه، فذلك يوم أجري،
ويوم أخرج فألقى فيه من هو مثلي، فأذاكره، فذلك يوم درسي،
ويوم أخرج فألقى فيه من هو دوني، وهو يرى أنه فوقي، فلا أكلِّمه وأجعله يوم راحتي.
جامع بيان العلم وفضله (1/133) لابن عبدالبر.
فلا تجعل يوم فائدتك يوم أجرك ، فتُحرم الفائدة وتُحرم الأجر.
فإذا لقيت مَن هو أعلم منك ، فأطل الصمت وأحسن الاستماع؛ لتنهل من علمه وفضله، ولا تُكثر الكلام فيملك ، ويجعل لقائك به يوم راحته.
اجعل لك خبيئة صالحة لا يعلم بها أحد إلا الله .
قال عليه الصلاة والسلام:
"مَنِ استطاعَ منكم أنْ يكونَ لَهُ خَبْءٌ [خَبِيءٌ] مِنْ عمَلٍ صالِحٍ فلْيَفْعَلْ" السلسلة الصحيحة (٢٣١٣)، وصحيح الجامع (٦٠١٨).
فأعمال الخفاء علامة الصدق والإخلاص، فتزيد صاحبها ثباتًا أمام الفتن ، وكلما كانت أعمال العبد في الخفاء أكثر كان للثبات أقرب.
قال الذهبي -رحمه الله تعالى-:
(كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح، لا تعلم به زوجته ولا غيرها، ولا يطلع عليها أحد إلا الله).
سير اعلام النبلاء للذهبي: (9/ 349).
قال عليه الصلاة والسلام:
"مَنِ استطاعَ منكم أنْ يكونَ لَهُ خَبْءٌ [خَبِيءٌ] مِنْ عمَلٍ صالِحٍ فلْيَفْعَلْ" السلسلة الصحيحة (٢٣١٣)، وصحيح الجامع (٦٠١٨).
فأعمال الخفاء علامة الصدق والإخلاص، فتزيد صاحبها ثباتًا أمام الفتن ، وكلما كانت أعمال العبد في الخفاء أكثر كان للثبات أقرب.
قال الذهبي -رحمه الله تعالى-:
(كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح، لا تعلم به زوجته ولا غيرها، ولا يطلع عليها أحد إلا الله).
سير اعلام النبلاء للذهبي: (9/ 349).
قال الإمام الثوري رحمه الله تعالى:
"من حدث قبل أن يحتاج إليه ذل ".
وقال : "لا نزال نتعلم العلم ما وجدنا من يعلمنا".
حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني.
"من حدث قبل أن يحتاج إليه ذل ".
وقال : "لا نزال نتعلم العلم ما وجدنا من يعلمنا".
حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني.
انقياد المؤمن للخير ونفوره من الشر.
روّض نفسك على الخير حتى يصير لك عادة.
قال عليه الصلاة والسلام: " الخيرُ عادةٌ والشَّرُّ لَجاجةٌ ومن يردِ اللَّهُ بهِ خيرًا يفقِّههُ في الدِّينِ". صحيح ابن ماجه (١٨٢).
ومعناه : أن المؤمن ينشرح صدره للخير ، فيصير له عادة.
وأما الشر ، فتنفر نفسه منه ولا ينشرح صدره له إلا بلجاجة الشيطان والنفس الأمارة.
قال في الإحياء: من لم يكن في أصل الفطرة جوادا مثلا؛ يتعود ذلك بالتكلف؛ ومن لم يخلق متواضعا؛ يتكلفه إلى أن يتعوده؛ وكذلك سائر الصفات؛ يعالج بضدها إلى أن يحصل الغرض؛ وبالمداومة على العبادة؛ ومخالفة الشهوات؛ تحسن صورة الباطن. اهـ
فيض القدير للمناوي (٣/٦٨٠).
روّض نفسك على الخير حتى يصير لك عادة.
قال عليه الصلاة والسلام: " الخيرُ عادةٌ والشَّرُّ لَجاجةٌ ومن يردِ اللَّهُ بهِ خيرًا يفقِّههُ في الدِّينِ". صحيح ابن ماجه (١٨٢).
ومعناه : أن المؤمن ينشرح صدره للخير ، فيصير له عادة.
وأما الشر ، فتنفر نفسه منه ولا ينشرح صدره له إلا بلجاجة الشيطان والنفس الأمارة.
قال في الإحياء: من لم يكن في أصل الفطرة جوادا مثلا؛ يتعود ذلك بالتكلف؛ ومن لم يخلق متواضعا؛ يتكلفه إلى أن يتعوده؛ وكذلك سائر الصفات؛ يعالج بضدها إلى أن يحصل الغرض؛ وبالمداومة على العبادة؛ ومخالفة الشهوات؛ تحسن صورة الباطن. اهـ
فيض القدير للمناوي (٣/٦٨٠).
قال رسول الله ﷺ :
من كثرت همومه وغمومه فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله .
[السلسة الصحيحة : (١٩٩)]
من كثرت همومه وغمومه فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله .
[السلسة الصحيحة : (١٩٩)]
(التواضع العلمي)
هو خلق الكبار من أهل العلم والرأي والحكمة، فكلما ازداد الإنسان علماً ازداد تواضعاً، والمكان المنخفض أكثر ماءً.
قال صلى الله عليه وسلم: (وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) رواه مسلم.
ومن صور التواضع العلمي :
١- الإقتصاد في القول ، فلا يُكثر الكلام والخصام.
٢- الأناة، فلا يتعجل بالحديث وإبداء الرأي في كل نازلة ومناقشة ومسألة.
٣- لا يُكثر النقد للآخرين؛ لأنه مشغولٌ بنفسه، مُتّهِمٌ لها.
٤- لا يطلب ثناء ومدح الآخرين له، لأنه يعرف نفسه، ويعرف وجهته وغايته.
٥- لا يتصدر المجالس ، ولا يبادر ويسارع للإجابة إلا إذا احتاج الناس إلى إجابته.
ولا يتكلم وفي القوم من هو أكبر منه سناً وعلماً.
٥- واسع الصدر ، كثير الإعذار والإعتذار.
فيعذر غيره مِن أهل الخير والصلاح، ويعتذر لغيره إن أخطأ.
فالاعتراف بالخطأ والرجوع إلى الحق،فيه إنتصارٌ على النفس وكبريائها وغرورها، فهو من أنفس الفضائل وأنبل الأعمال، وهو برهان الخوف من الله وتقواه، ودليلٌ على شجاعة النفس، وثبات القلب، وجمال الروح، ورجاحة العقل.
هو خلق الكبار من أهل العلم والرأي والحكمة، فكلما ازداد الإنسان علماً ازداد تواضعاً، والمكان المنخفض أكثر ماءً.
قال صلى الله عليه وسلم: (وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) رواه مسلم.
ومن صور التواضع العلمي :
١- الإقتصاد في القول ، فلا يُكثر الكلام والخصام.
٢- الأناة، فلا يتعجل بالحديث وإبداء الرأي في كل نازلة ومناقشة ومسألة.
٣- لا يُكثر النقد للآخرين؛ لأنه مشغولٌ بنفسه، مُتّهِمٌ لها.
٤- لا يطلب ثناء ومدح الآخرين له، لأنه يعرف نفسه، ويعرف وجهته وغايته.
٥- لا يتصدر المجالس ، ولا يبادر ويسارع للإجابة إلا إذا احتاج الناس إلى إجابته.
ولا يتكلم وفي القوم من هو أكبر منه سناً وعلماً.
٥- واسع الصدر ، كثير الإعذار والإعتذار.
فيعذر غيره مِن أهل الخير والصلاح، ويعتذر لغيره إن أخطأ.
فالاعتراف بالخطأ والرجوع إلى الحق،فيه إنتصارٌ على النفس وكبريائها وغرورها، فهو من أنفس الفضائل وأنبل الأعمال، وهو برهان الخوف من الله وتقواه، ودليلٌ على شجاعة النفس، وثبات القلب، وجمال الروح، ورجاحة العقل.
قال أبو عمرو بن العلاء :
" وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك ، أو تسأل من لا يجيبك ، أو تحدث من لا ينصت لك " .
الخطيب البغدادي (رقم: 708).
" وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك ، أو تسأل من لا يجيبك ، أو تحدث من لا ينصت لك " .
الخطيب البغدادي (رقم: 708).
قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى:
" ما من أحد أحبَّ الرئاسةَ إلا حسد وبغى وتتبّع عيوبَ الناس وكَرِه أن يُذكر أحدٌ بخير "
جامع بيان العلم لابن عبدالبر ٤٦٣/١
" ما من أحد أحبَّ الرئاسةَ إلا حسد وبغى وتتبّع عيوبَ الناس وكَرِه أن يُذكر أحدٌ بخير "
جامع بيان العلم لابن عبدالبر ٤٦٣/١
الثقة بالله تعالى ، والطمأنينة بحكمه، والرضى بقضائه ؛ فالرافع الخافض هو ، لا إله غيره.
قال الإمام أبي حاتم بن حبان في كتابه:
الثقات (7/646):
(لسنا ممن يوهم الرعاع ما لا يستحقه، ولا ممن يحيف بالقدح في إنسان- وإن كان لنا مخالفاً- بل نعطي كل شيخ حظه مما كان فيه، ونقول في كل إنسان ما كان يستحقه من العدالة والجرح)
قال الإمام أبي حاتم بن حبان في كتابه:
الثقات (7/646):
(لسنا ممن يوهم الرعاع ما لا يستحقه، ولا ممن يحيف بالقدح في إنسان- وإن كان لنا مخالفاً- بل نعطي كل شيخ حظه مما كان فيه، ونقول في كل إنسان ما كان يستحقه من العدالة والجرح)
أهمية إدمان النظر في كتب السلف -في الاعتقاد والسنة-.
ضعف الارتباط بكتب السلف التي قرروا فيها الاعتقاد وبينوا فيها السنة، وما يقابلها من بدعة؛ يورث الشذوذ في التفكير ، والغرابة والانحراف في الطرح.
فما أحوج المشايخ والدعاة في هذه الأيام إلى الرجوع ومراجعة كتب السلف في الاعتقاد والارتباط بها؛ فالفتن خطافة ، والقلوب ضعيفة ، والشبه تفشت وانتشرت ودخلت البيوت والقلوب.
والنجاة منها بالتترس والاعتصام بما كان عليه السلف من سنة وعلم ، واجتناب ما عليه الخلف من بدعة وجهل .
ضعف الارتباط بكتب السلف التي قرروا فيها الاعتقاد وبينوا فيها السنة، وما يقابلها من بدعة؛ يورث الشذوذ في التفكير ، والغرابة والانحراف في الطرح.
فما أحوج المشايخ والدعاة في هذه الأيام إلى الرجوع ومراجعة كتب السلف في الاعتقاد والارتباط بها؛ فالفتن خطافة ، والقلوب ضعيفة ، والشبه تفشت وانتشرت ودخلت البيوت والقلوب.
والنجاة منها بالتترس والاعتصام بما كان عليه السلف من سنة وعلم ، واجتناب ما عليه الخلف من بدعة وجهل .
تنبيه:
التفكه بذكر مثالب ومعائب الدعاة وطلاب العلم أشد غيبة من ذكر مثالب غيرهم؛ فاحذر من خطوات الشيطان .
التفكه بذكر مثالب ومعائب الدعاة وطلاب العلم أشد غيبة من ذكر مثالب غيرهم؛ فاحذر من خطوات الشيطان .
مراتب المدرسين:
فريقٌ منهم لم يهتدِ إلى منهجية التعلم والتعليم الصحيحة القائمة على التدرج والابتداء بصغار العلم قبل كباره.
وفريقٌ اهتدى وعرف تلكم المنهجية ، ولكنه خالف مايعرفه بتطبيقه وتدريسه.
والفريق الثالث : مَن عرف وعمِل بمقتضى معرفته.
فالأول يتنقل بطلابه بين الكتب دون مراعاة ما يُقدم منها وما يؤخر.
والثاني : يتنقل بطلابه بين المعلومات، فهو قد راعى التدرج في اختيار الكتب ، ولكنه لم يراعِ التدرج في اعطاء المعلومة!
فتجده يُعطي للطالب كل ما يعلمه دون أن يراعي حال الطالب وما يحتاجه في مرحلته.
والثالث : هو المؤصل المُتقِن الذي ينتفع بعلمه وينفع.
فريقٌ منهم لم يهتدِ إلى منهجية التعلم والتعليم الصحيحة القائمة على التدرج والابتداء بصغار العلم قبل كباره.
وفريقٌ اهتدى وعرف تلكم المنهجية ، ولكنه خالف مايعرفه بتطبيقه وتدريسه.
والفريق الثالث : مَن عرف وعمِل بمقتضى معرفته.
فالأول يتنقل بطلابه بين الكتب دون مراعاة ما يُقدم منها وما يؤخر.
والثاني : يتنقل بطلابه بين المعلومات، فهو قد راعى التدرج في اختيار الكتب ، ولكنه لم يراعِ التدرج في اعطاء المعلومة!
فتجده يُعطي للطالب كل ما يعلمه دون أن يراعي حال الطالب وما يحتاجه في مرحلته.
والثالث : هو المؤصل المُتقِن الذي ينتفع بعلمه وينفع.
التنوع في اختيار المتون العلمية
بعض الإخوة يسألون - مستفهمين مستعلمين- عن إمكانية التنويع في اختيار المتون، بأن لا تكون المتون المدروسة مِن مذهب واحد!
فأقول وبالله التوفيق:
نحن نَدرس ونُدرّس المتون لأجل أن نفهم الشريعة المنزلة ، ونبتغي بدراستنا الانتصار للشريعة لا الانتصار للمذهب وتقريره.
فغايتنا تقرير الشريعة والانتصار لها وتقريبها للمسلمين، ودراستنا لمتون المذاهب دراسة وسائل لا مقاصد.
لذلك فإن المذاهب الإسلامية المتنوعة إذا دُرِست على أنها مِن مشكاة واحدة ، وأنها تنطلق من أصول علمية واحدة -وإن وقع الخلاف في بعض الفروع ، وفي بعض التطبيقات-
وأن الدارس لها أو لأحدها إنما يريد بدراسته فهم الشريعة المنزلة والانتصار لها-لا الانتصار للمذهب والدعوة إليه-
كان على خير عظيم وفهم سليم وعمل مستقيم.
لذلك نحن في كثير من المناسبات والدورات نتعمد تنويع المتون العلمية في اختياراتنا؛ لإيصال رسالة للناشئين أن المذاهب الإسلامية في حقيقتها متكاملة، بعضها يكمل البعض ، وأنها مصدر قوة للأمة بمجموعها وشمولها.
وإنما أوقع التعارض أو التصادم بينها : الجهال والمتعصبة .
أما أهل الحديث والأثر وأهل الجادة في فهم الشريعة ، فينتهلون وينتفعون منها جميعا دون أن يقعوا في التعصب؛ لأن أئمة المذاهب إنما أرادوا الانتصار للشريعة و فهمها وتطبيقها وتنزيلها على الوقائع المتجددة، واستعانوا في ذلك كله بالوحيين اللذين هما أصل الأصول والمنطلق الذي انطلقوا منه في اختياراتهم ، ولما كانت الشريعة المنزلة واحدة ، كانت المذاهب متكاملة خادمة ناصرة -بمجموعها- للشريعة، ومَن زعم أنها متقاطعة متعارضة إنما أوتي من جهله وتعصبه الأعمى.
والمسألة طويلة الذيل نكتفي بهذه الإشارات ، والله المستعان.
بعض الإخوة يسألون - مستفهمين مستعلمين- عن إمكانية التنويع في اختيار المتون، بأن لا تكون المتون المدروسة مِن مذهب واحد!
فأقول وبالله التوفيق:
نحن نَدرس ونُدرّس المتون لأجل أن نفهم الشريعة المنزلة ، ونبتغي بدراستنا الانتصار للشريعة لا الانتصار للمذهب وتقريره.
فغايتنا تقرير الشريعة والانتصار لها وتقريبها للمسلمين، ودراستنا لمتون المذاهب دراسة وسائل لا مقاصد.
لذلك فإن المذاهب الإسلامية المتنوعة إذا دُرِست على أنها مِن مشكاة واحدة ، وأنها تنطلق من أصول علمية واحدة -وإن وقع الخلاف في بعض الفروع ، وفي بعض التطبيقات-
وأن الدارس لها أو لأحدها إنما يريد بدراسته فهم الشريعة المنزلة والانتصار لها-لا الانتصار للمذهب والدعوة إليه-
كان على خير عظيم وفهم سليم وعمل مستقيم.
لذلك نحن في كثير من المناسبات والدورات نتعمد تنويع المتون العلمية في اختياراتنا؛ لإيصال رسالة للناشئين أن المذاهب الإسلامية في حقيقتها متكاملة، بعضها يكمل البعض ، وأنها مصدر قوة للأمة بمجموعها وشمولها.
وإنما أوقع التعارض أو التصادم بينها : الجهال والمتعصبة .
أما أهل الحديث والأثر وأهل الجادة في فهم الشريعة ، فينتهلون وينتفعون منها جميعا دون أن يقعوا في التعصب؛ لأن أئمة المذاهب إنما أرادوا الانتصار للشريعة و فهمها وتطبيقها وتنزيلها على الوقائع المتجددة، واستعانوا في ذلك كله بالوحيين اللذين هما أصل الأصول والمنطلق الذي انطلقوا منه في اختياراتهم ، ولما كانت الشريعة المنزلة واحدة ، كانت المذاهب متكاملة خادمة ناصرة -بمجموعها- للشريعة، ومَن زعم أنها متقاطعة متعارضة إنما أوتي من جهله وتعصبه الأعمى.
والمسألة طويلة الذيل نكتفي بهذه الإشارات ، والله المستعان.