TPCIQ Telegram 16073
البنتاغون يقرّ بهزيمته


صرح رئيس هيئة الأركان المشتركة لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" مارك ميلي، بأن القوات الأوكرانية لن تكون قادرة على استعادة الأراضي من روسيا هذا العام، مؤكداً على أن تلك مهمة عسكرية "جادة وصعبة للغاية".
وكان ميلي قد وصف رغبة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في "استعادة شبه جزيرة القرم" بأنها "متطرفة"، مشدداً على أن واشنطن ليست في حالة حرب مع روسيا، وإنما هي فقط "تساعد أوكرانيا في القتال من أجل وحدة أراضيها".
هكذا الأمر إذن، يعترف الجنرال الأمريكي رفيع المستوى بأن الولايات المتحدة الأمريكية، وبالطبع "الناتو"، ليسا في حرب مع روسيا، وإنما هما يساعدان أوكرانيا فقط على ما يسمونه "وحدة أراضيها"، وقد فعلا ويفعلان كل ما بوسعهما، إلا أن أوكرانيا لها رغبات "متطرفة" وربما أراد أن يقول "غير منطقية" أو حتى "مجنونة"، وتلك الرغبات لن يكون من الممكن تحقيقها لأنها "جادة وصعبة للغاية". بكلمات أخرى، يقول لسان الحال "لقد فعلنا ما بوسعنا، لكن أوكرانيا لم تتمكن من تحقيق الهدف". بمعنى آخر، لن تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها "الناتو" من تحقيق هدفهم بـ "إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا".
يأتي ذلك بعد صدور البيان الروسي الصيني المشترك بأن العلاقات الروسية الصينية قائمة على الشراكة الشاملة، وتدخل عصراً جديداً، وكذلك بعد ما صرح به وزير الدفاع الصيني الجنرال لي شانغ فو، المعين جديداً، والخاضع للعقوبات الأمريكية، بأن التعاون العسكري بين الصين وروسيا سيكون على كافة الأصعدة.
يأتي ذلك أيضاً بعد ساعات قليلة من إعلان الكرملين عن توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يرسم ملامح الاستراتيجية الجديدة للسياسة الخارجية الروسية، تم تحديد الولايات المتحدة الأمريكية فيه بـ "المحرك الرئيسي والمصدر الأساسي للسياسة المعادية لروسيا في العالم"، و"أكبر خطر يواجه العالم وتطور البشرية"، والذي يؤكد كذلك أن روسيا سوف تهتم على نحو خاص بـ "تعزيز العلاقات والتنسيق بشكل شامل مع مراكز القوة العالمية الصديقة: الصين والهند".
لقد كانت روسيا دائماً، على مدى العقود الثلاثة الأخيرة، على علم بمحاولات الولايات المتحدة الأمريكية الخبيثة، وحربها الهجينة ضد روسيا. كانت روسيا على علم بتخطيط الولايات المتحدة لافتعال ثورات ملونة في محيط روسيا، نجح بعضها (في أوكرانيا ومولدوفا وغيرها)، ولم ينجح البعض الآخر (في بيلاروس وكازاخستان)، ولعل الكتاب الذي صدر أخيراً عن مجموعة "كومسومولسكايا برافدا" الإعلامية لفلاديمير سونغوركين، ويحمل عنوان "صنع في CIA. التاريخ السري للثورات الملونة والانقلابات"، يلقي الضوء على الأساليب التي استخدمتها الولايات المتحدة في الفترة من النصف الثاني من القرن العشرين وحتى يومنا هذا، لقلب نظام الحكم، وإزاحة الأنظمة التي لا تروق لمصالح المؤسسات الاقتصادية الكبرى في الولايات المتحدة، ولا تتماشى مع مصالح الولايات المتحدة في أماكن متعددة حول العالم.
أقول إن روسيا كانت على علم، وكانت في الوقت نفسه تحاول كدولة عظمى تفادي أي صدام مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية، آخذة بعين الاعتبار تداعيات وتأثير ذلك على الأمن والاستقرار العالميين. وكان الإنذار الأخير الذي أرسلته روسيا، ديسمبر 2021، بشأن الضمانات الأمنية، والذي يطالب الولايات المتحدة و"الناتو" بالتوقف عن التمدد شرقاً، بعد أن وصل إلى أوكرانيا، وبعد أن بدأ الحديث يدور حول "انضمام أوكرانيا إلى (الناتو)"، بعدما دار الحديث عن قواعد للناتو في القرم، عقب انقلاب عام 2014 في أوكرانيا، كان هذا الإنذار بمثابة الإنذار الأخير للجميع، للولايات المتحدة الأمريكية، التي تحرك دميتها أوكرانيا لمناوشة الجمهوريتين اللتان لا توافقان على انقلاب 2014، واللتان تريان مستقبلهما مع الثقافة الروسية، نظرا لأن أغلبية سكانها من الروس عرقياً وثقافياً.
وكان نقض اتفاقيات مينسك-2 هي القشة التي قصمت ظهر البعير، وكانت روسيا، في إطار تلك الاتفاقيات، تحاول خلال 8 سنوات أن تقنع كييف بالإبقاء على دونيتسك ولوغانسك ضمن حدودها، مع منح تلك الجمهوريات حكماً ذاتياً، والسماح لمواطني الجمهوريتين بإنشاء المدارس الروسية، والسماح للإعلام الروسي والثقافة الروسية بالوجود في ظل "وضع خاص" في الدستور الأوكراني، إلا أن ذلك لم يكن في حسابات الانقلابيين في كييف، الذين قاموا بعمليتين عسكريتين فاشلتين لضم تلك الجمهوريات، ومارسوا ضد أهالي الجمهوريتين كل أنواع العنف الممكنة، وقتلوا السكان، واستعدوا لعملية عسكرية جديدة، استبقتها روسيا بعمليتها العسكرية الخاصة.
مضت كييف في غيّها، ونفذت تعليمات واشنطن بحذافيرها، من أجل استنزاف روسيا، والصدام معها من أجل ضمان المصالح الأمريكية وتحت السيطرة الكاملة لـ "الناتو"، ونحن نرى اليوم كم الأسلحة والذخائر التي يقوم "الناتو" شخصياً بإمداد أوكرانيا بها، ناهيك عن المرتزقة والمتطوعين من التنظيمات اليمينة النازية الجديدة في



tgoop.com/TPCIQ/16073
Create:
Last Update:

البنتاغون يقرّ بهزيمته


صرح رئيس هيئة الأركان المشتركة لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" مارك ميلي، بأن القوات الأوكرانية لن تكون قادرة على استعادة الأراضي من روسيا هذا العام، مؤكداً على أن تلك مهمة عسكرية "جادة وصعبة للغاية".
وكان ميلي قد وصف رغبة الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في "استعادة شبه جزيرة القرم" بأنها "متطرفة"، مشدداً على أن واشنطن ليست في حالة حرب مع روسيا، وإنما هي فقط "تساعد أوكرانيا في القتال من أجل وحدة أراضيها".
هكذا الأمر إذن، يعترف الجنرال الأمريكي رفيع المستوى بأن الولايات المتحدة الأمريكية، وبالطبع "الناتو"، ليسا في حرب مع روسيا، وإنما هما يساعدان أوكرانيا فقط على ما يسمونه "وحدة أراضيها"، وقد فعلا ويفعلان كل ما بوسعهما، إلا أن أوكرانيا لها رغبات "متطرفة" وربما أراد أن يقول "غير منطقية" أو حتى "مجنونة"، وتلك الرغبات لن يكون من الممكن تحقيقها لأنها "جادة وصعبة للغاية". بكلمات أخرى، يقول لسان الحال "لقد فعلنا ما بوسعنا، لكن أوكرانيا لم تتمكن من تحقيق الهدف". بمعنى آخر، لن تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها "الناتو" من تحقيق هدفهم بـ "إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا".
يأتي ذلك بعد صدور البيان الروسي الصيني المشترك بأن العلاقات الروسية الصينية قائمة على الشراكة الشاملة، وتدخل عصراً جديداً، وكذلك بعد ما صرح به وزير الدفاع الصيني الجنرال لي شانغ فو، المعين جديداً، والخاضع للعقوبات الأمريكية، بأن التعاون العسكري بين الصين وروسيا سيكون على كافة الأصعدة.
يأتي ذلك أيضاً بعد ساعات قليلة من إعلان الكرملين عن توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يرسم ملامح الاستراتيجية الجديدة للسياسة الخارجية الروسية، تم تحديد الولايات المتحدة الأمريكية فيه بـ "المحرك الرئيسي والمصدر الأساسي للسياسة المعادية لروسيا في العالم"، و"أكبر خطر يواجه العالم وتطور البشرية"، والذي يؤكد كذلك أن روسيا سوف تهتم على نحو خاص بـ "تعزيز العلاقات والتنسيق بشكل شامل مع مراكز القوة العالمية الصديقة: الصين والهند".
لقد كانت روسيا دائماً، على مدى العقود الثلاثة الأخيرة، على علم بمحاولات الولايات المتحدة الأمريكية الخبيثة، وحربها الهجينة ضد روسيا. كانت روسيا على علم بتخطيط الولايات المتحدة لافتعال ثورات ملونة في محيط روسيا، نجح بعضها (في أوكرانيا ومولدوفا وغيرها)، ولم ينجح البعض الآخر (في بيلاروس وكازاخستان)، ولعل الكتاب الذي صدر أخيراً عن مجموعة "كومسومولسكايا برافدا" الإعلامية لفلاديمير سونغوركين، ويحمل عنوان "صنع في CIA. التاريخ السري للثورات الملونة والانقلابات"، يلقي الضوء على الأساليب التي استخدمتها الولايات المتحدة في الفترة من النصف الثاني من القرن العشرين وحتى يومنا هذا، لقلب نظام الحكم، وإزاحة الأنظمة التي لا تروق لمصالح المؤسسات الاقتصادية الكبرى في الولايات المتحدة، ولا تتماشى مع مصالح الولايات المتحدة في أماكن متعددة حول العالم.
أقول إن روسيا كانت على علم، وكانت في الوقت نفسه تحاول كدولة عظمى تفادي أي صدام مباشر مع الولايات المتحدة الأمريكية، آخذة بعين الاعتبار تداعيات وتأثير ذلك على الأمن والاستقرار العالميين. وكان الإنذار الأخير الذي أرسلته روسيا، ديسمبر 2021، بشأن الضمانات الأمنية، والذي يطالب الولايات المتحدة و"الناتو" بالتوقف عن التمدد شرقاً، بعد أن وصل إلى أوكرانيا، وبعد أن بدأ الحديث يدور حول "انضمام أوكرانيا إلى (الناتو)"، بعدما دار الحديث عن قواعد للناتو في القرم، عقب انقلاب عام 2014 في أوكرانيا، كان هذا الإنذار بمثابة الإنذار الأخير للجميع، للولايات المتحدة الأمريكية، التي تحرك دميتها أوكرانيا لمناوشة الجمهوريتين اللتان لا توافقان على انقلاب 2014، واللتان تريان مستقبلهما مع الثقافة الروسية، نظرا لأن أغلبية سكانها من الروس عرقياً وثقافياً.
وكان نقض اتفاقيات مينسك-2 هي القشة التي قصمت ظهر البعير، وكانت روسيا، في إطار تلك الاتفاقيات، تحاول خلال 8 سنوات أن تقنع كييف بالإبقاء على دونيتسك ولوغانسك ضمن حدودها، مع منح تلك الجمهوريات حكماً ذاتياً، والسماح لمواطني الجمهوريتين بإنشاء المدارس الروسية، والسماح للإعلام الروسي والثقافة الروسية بالوجود في ظل "وضع خاص" في الدستور الأوكراني، إلا أن ذلك لم يكن في حسابات الانقلابيين في كييف، الذين قاموا بعمليتين عسكريتين فاشلتين لضم تلك الجمهوريات، ومارسوا ضد أهالي الجمهوريتين كل أنواع العنف الممكنة، وقتلوا السكان، واستعدوا لعملية عسكرية جديدة، استبقتها روسيا بعمليتها العسكرية الخاصة.
مضت كييف في غيّها، ونفذت تعليمات واشنطن بحذافيرها، من أجل استنزاف روسيا، والصدام معها من أجل ضمان المصالح الأمريكية وتحت السيطرة الكاملة لـ "الناتو"، ونحن نرى اليوم كم الأسلحة والذخائر التي يقوم "الناتو" شخصياً بإمداد أوكرانيا بها، ناهيك عن المرتزقة والمتطوعين من التنظيمات اليمينة النازية الجديدة في

BY البوصلة السياسية | TPCIQ


Share with your friend now:
tgoop.com/TPCIQ/16073

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

How to Create a Private or Public Channel on Telegram? A vandalised bank during the 2019 protest. File photo: May James/HKFP. Write your hashtags in the language of your target audience. To view your bio, click the Menu icon and select “View channel info.” The imprisonment came as Telegram said it was "surprised" by claims that privacy commissioner Ada Chung Lai-ling is seeking to block the messaging app due to doxxing content targeting police and politicians.
from us


Telegram البوصلة السياسية | TPCIQ
FROM American