TAHERLOVEWITHGOD Telegram 63926
#خاطرة_الجمعة_الوليلي
العدد رقم ٤٩١
*من خواطر الجمعة*
الجمعة ٢١ مارس ٢٠٢٥م
‏┓━━☘️🌹☘️━━┏
المال الرابح
┛━━☘️🌹☘️━━┗

حدث هذا الموقف في شهر رمضان المُبارك لرجلٍ مصريٍ وزوجته، يعيشان في «كوريا». يروي الرجل ما حدث فيقول: في بداية شهر رمضان المُبارك اشتريتُ مع زوجتي عُلبتَيْ تمرٍ، من نوعين مُختلفين، نُفضِّل نوع وطعم أحدِهما على الآخر، وقُلنا هذا يكفينا طيلة الشهر.. ثم سكنت بجِوارنا أسرةٌ مُسلمةٌ جديدةٌ، ولم يكن عندهم تمرٌ؛ فهو غير مُتوفرٍ إلَّا في محلات "الأكل الحلال"، وهي محلاتٌ بعيدةٌ عنَّا؛ فقررنا أن نُقاسِم أفراد هذه الأسرة ما معنا من تمرٍ، ونهدي لهم إحدى عُلبتي التمر، فهَمَّت زوجتي بوضْعِ النوع الذي لا نُفضِّله لهم؛ فأمسكتُ يدها، ووضعتُ لهم النوع الذي نُحبُّه؛ فقالت زوجتي بلهجتنا العاميَّة: "بس أنا بحب ده أكتر"، قلتُ لها مُذكِّراً: ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾؛ فابتسمت وقالت: "صدقت". بعدها بيومين، ونحن خارجان من صلاة التراويح كان الإمام يُوَزِّعُ عُلباً من التمر، وأعطى زوجتي عُلبتين، وإذا هُما من النوع السُكَّري القادم من «القَصيم» وهو غير موجودٍ في «كوريا».. فقلتُ لزوجتي: "هذه بِتِلك، أرضيتِ؟!"، فابتسمت وأوْمأَت برأسها أي: نَعم رضيت.
‏┓━━🌴🌻🌴━━┏
*إذا لم تظهر الخاطرة كاملة*
أكمل قراءتها على هذا الرابط:
https://bit.ly/4imMCSI
┛━━🌴🌻🌴━━┗
يقول الرجل: سُبحان الله.. إنه (المال الرابح)؛ فمنذ قليلٍ وأنا راجعٌ للبيتِ رآني أحد الجيران وهو يقود سيارته، فأوقفها وناداني، وعندما ذهبتُ إليه أعطاني صندوقاً كبيراً، وقال لي: "كل عامٍ وأنتم بخيرٍ، هذه هديةٌ"، فشكرتُه ومضيتُ لتجدني زوجتي قادماً بصندوقٍ فتحناه فوجدنا به 12 عُلبةً من التمر السُكَّري، من نوعٍ آخر، فنظرتُ إلى زوجتي مرةً أُخرى، وقلتُ: "هذه بِتلك، أَرَضيتِ؟!"، فابتسمت وقالت: "قد رضيتُ، واللهِ قد رضيت".

أحبتي في الله.. ذكرني هذا الموقف بقصة أبي طلحة الأنصاري -رضي الله عنه- مع (المال الرابح)؛ فقد كان أكثر الصحابة بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه «بيرحاء» وكانت مُستقبلة المسجد، وكان رسول الله يدخلها ويشرب من ماءٍ فيها طيبٌ، فلما نزلت هذه الآية ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الله تعالى يقول في كتابه: ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ وإن أحب أموالي إليّ «بيرحاء» وإنها صدقةٌ لله أرجو برِها وذُخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئتَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [بخٍَ بخٍَ ذَلِكَ مالٌ رابِحٌ] أو قال: [ذَلِكَ مالٌ رابِحٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ ما قُلْتَ فيها، وَإني أرى أنْ تَجْعَلَها في الأقْرَبين]، فقال أبو طلحة: أفعلُ يا رسول الله؛ فقسّمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.
وكان الصحابي عبد الله بن عُمر -رضي الله عنه- يشتري السُكر، فيتصدق به فيُقال له: "يا أبا عبد الرحمن لو اشتريتَ لهم بثمنه طعاماً كان أنفع لهم من هذا"؛ فيقول: "إني أعرف الذي تقولون: ولكني سمعتُ الله يقول: ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ وإن ابن عُمر يحب السُكر".

يقول المُفسرون في شرح هذه الآية الكريمة: المعنى أنه لن تنالوا حقيقة البِر، ولن تبلغوا ثوابه الجزيل الذي يوصلكم إلى رضا الله، وإلى جنته التي أعدها لعباده الصالحين، إلا إذا بذلتم مما تُحبونه وتؤثرونه من الأموال وغيرها في سبيل الله، وما تُنفقوا من شيءٍ- ولو قليلاً- فإن الله به عليمٌ، وسيُجازيكم عليه بأكثر مما أنفقتم وبذلتم. وقال كثيرٌ من أهل التأويل أن المقصود بالبِر هو الجنة؛ لأن بِر الرب بعبده في الآخرة وإكرامه إياه يكون بإدخاله الجنة. ورغم أن أول ما يُفهم من هذه الآية هو أن يكون الإنفاق من المال فقط، إلا أنه لا بأس بتعميم لفظ الإنفاق، وتعميم وجوهه؛ من مالٍ أو جهدٍ أو علمٍ وغير ذلك من وجوه الخير والبِر. وكما أن الآية دلّت على أن العبد بحسب إنفاقه للمحبوبات يكون بِره، فإن بِره ينقص بحسب ما نقص من ذلك.
قال أحد الصالحين: مع أهمية أن يتصدق المُسلم بكل ما يستطيع، مما يُحب ومما لا يُحب، فإنه ينبغي عليه أن يعمل بهذه الآية ولو مرةً واحدةً، وأن يُخرج مما تُحب نفسه ويتصدق به، فإذا بذل الطيب من المال سخيةً بها نفسُه كان ذلك سبباً في تزكيتها، وتخليصها من الشُح؛ يقول تعالى: ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون﴾، أضاف الشُح إلى النفس لشدة تمكنه فيها، وجعل الفلاح لمن جاهد شُح نفسه وميلها إلى البُخل، الذي حذّرنا منه بقوله: ﴿وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ﴾ أي يمنعها الأجر والثواب.



tgoop.com/TaherlovewithGod/63926
Create:
Last Update:

#خاطرة_الجمعة_الوليلي
العدد رقم ٤٩١
*من خواطر الجمعة*
الجمعة ٢١ مارس ٢٠٢٥م
‏┓━━☘️🌹☘️━━┏
المال الرابح
┛━━☘️🌹☘️━━┗

حدث هذا الموقف في شهر رمضان المُبارك لرجلٍ مصريٍ وزوجته، يعيشان في «كوريا». يروي الرجل ما حدث فيقول: في بداية شهر رمضان المُبارك اشتريتُ مع زوجتي عُلبتَيْ تمرٍ، من نوعين مُختلفين، نُفضِّل نوع وطعم أحدِهما على الآخر، وقُلنا هذا يكفينا طيلة الشهر.. ثم سكنت بجِوارنا أسرةٌ مُسلمةٌ جديدةٌ، ولم يكن عندهم تمرٌ؛ فهو غير مُتوفرٍ إلَّا في محلات "الأكل الحلال"، وهي محلاتٌ بعيدةٌ عنَّا؛ فقررنا أن نُقاسِم أفراد هذه الأسرة ما معنا من تمرٍ، ونهدي لهم إحدى عُلبتي التمر، فهَمَّت زوجتي بوضْعِ النوع الذي لا نُفضِّله لهم؛ فأمسكتُ يدها، ووضعتُ لهم النوع الذي نُحبُّه؛ فقالت زوجتي بلهجتنا العاميَّة: "بس أنا بحب ده أكتر"، قلتُ لها مُذكِّراً: ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾؛ فابتسمت وقالت: "صدقت". بعدها بيومين، ونحن خارجان من صلاة التراويح كان الإمام يُوَزِّعُ عُلباً من التمر، وأعطى زوجتي عُلبتين، وإذا هُما من النوع السُكَّري القادم من «القَصيم» وهو غير موجودٍ في «كوريا».. فقلتُ لزوجتي: "هذه بِتِلك، أرضيتِ؟!"، فابتسمت وأوْمأَت برأسها أي: نَعم رضيت.
‏┓━━🌴🌻🌴━━┏
*إذا لم تظهر الخاطرة كاملة*
أكمل قراءتها على هذا الرابط:
https://bit.ly/4imMCSI
┛━━🌴🌻🌴━━┗
يقول الرجل: سُبحان الله.. إنه (المال الرابح)؛ فمنذ قليلٍ وأنا راجعٌ للبيتِ رآني أحد الجيران وهو يقود سيارته، فأوقفها وناداني، وعندما ذهبتُ إليه أعطاني صندوقاً كبيراً، وقال لي: "كل عامٍ وأنتم بخيرٍ، هذه هديةٌ"، فشكرتُه ومضيتُ لتجدني زوجتي قادماً بصندوقٍ فتحناه فوجدنا به 12 عُلبةً من التمر السُكَّري، من نوعٍ آخر، فنظرتُ إلى زوجتي مرةً أُخرى، وقلتُ: "هذه بِتلك، أَرَضيتِ؟!"، فابتسمت وقالت: "قد رضيتُ، واللهِ قد رضيت".

أحبتي في الله.. ذكرني هذا الموقف بقصة أبي طلحة الأنصاري -رضي الله عنه- مع (المال الرابح)؛ فقد كان أكثر الصحابة بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه «بيرحاء» وكانت مُستقبلة المسجد، وكان رسول الله يدخلها ويشرب من ماءٍ فيها طيبٌ، فلما نزلت هذه الآية ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الله تعالى يقول في كتابه: ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ وإن أحب أموالي إليّ «بيرحاء» وإنها صدقةٌ لله أرجو برِها وذُخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئتَ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [بخٍَ بخٍَ ذَلِكَ مالٌ رابِحٌ] أو قال: [ذَلِكَ مالٌ رابِحٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ ما قُلْتَ فيها، وَإني أرى أنْ تَجْعَلَها في الأقْرَبين]، فقال أبو طلحة: أفعلُ يا رسول الله؛ فقسّمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه.
وكان الصحابي عبد الله بن عُمر -رضي الله عنه- يشتري السُكر، فيتصدق به فيُقال له: "يا أبا عبد الرحمن لو اشتريتَ لهم بثمنه طعاماً كان أنفع لهم من هذا"؛ فيقول: "إني أعرف الذي تقولون: ولكني سمعتُ الله يقول: ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ وإن ابن عُمر يحب السُكر".

يقول المُفسرون في شرح هذه الآية الكريمة: المعنى أنه لن تنالوا حقيقة البِر، ولن تبلغوا ثوابه الجزيل الذي يوصلكم إلى رضا الله، وإلى جنته التي أعدها لعباده الصالحين، إلا إذا بذلتم مما تُحبونه وتؤثرونه من الأموال وغيرها في سبيل الله، وما تُنفقوا من شيءٍ- ولو قليلاً- فإن الله به عليمٌ، وسيُجازيكم عليه بأكثر مما أنفقتم وبذلتم. وقال كثيرٌ من أهل التأويل أن المقصود بالبِر هو الجنة؛ لأن بِر الرب بعبده في الآخرة وإكرامه إياه يكون بإدخاله الجنة. ورغم أن أول ما يُفهم من هذه الآية هو أن يكون الإنفاق من المال فقط، إلا أنه لا بأس بتعميم لفظ الإنفاق، وتعميم وجوهه؛ من مالٍ أو جهدٍ أو علمٍ وغير ذلك من وجوه الخير والبِر. وكما أن الآية دلّت على أن العبد بحسب إنفاقه للمحبوبات يكون بِره، فإن بِره ينقص بحسب ما نقص من ذلك.
قال أحد الصالحين: مع أهمية أن يتصدق المُسلم بكل ما يستطيع، مما يُحب ومما لا يُحب، فإنه ينبغي عليه أن يعمل بهذه الآية ولو مرةً واحدةً، وأن يُخرج مما تُحب نفسه ويتصدق به، فإذا بذل الطيب من المال سخيةً بها نفسُه كان ذلك سبباً في تزكيتها، وتخليصها من الشُح؛ يقول تعالى: ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون﴾، أضاف الشُح إلى النفس لشدة تمكنه فيها، وجعل الفلاح لمن جاهد شُح نفسه وميلها إلى البُخل، الذي حذّرنا منه بقوله: ﴿وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ﴾ أي يمنعها الأجر والثواب.

BY أفئدة تنبض في حب الله


Share with your friend now:
tgoop.com/TaherlovewithGod/63926

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

4How to customize a Telegram channel? fire bomb molotov November 18 Dylan Hollingsworth yau ma tei The initiatives announced by Perekopsky include monitoring the content in groups. According to the executive, posts identified as lacking context or as containing false information will be flagged as a potential source of disinformation. The content is then forwarded to Telegram's fact-checking channels for analysis and subsequent publication of verified information. ZDNET RECOMMENDS “Hey degen, are you stressed? Just let it all out,” he wrote, along with a link to join the group.
from us


Telegram أفئدة تنبض في حب الله
FROM American