Telegram Web
( فالأقلُّ ظلماً ينبغي أن يُعاون على الأكثر ظلماً ، فإن الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان ، ومعرفة خير الخيرين وشرِّ الشَرَّين حتى يُقدَّم عند التزاحم خيرُ الخيرين ويُدفعَ شرُّ الشرين .
ومعلومٌ أن شرَّ الكفار والمرتدين والخوارج أعظمُ من شرِّ الظالم )
منهاج السنة النبوية
"الصلاة، والجهاد، والعلم، هذه الثلاث هي أفضلُ الأعمال بإجماع الأمَّة
قال أحمد بن حنبل: أفضل ما تطوَّعَ به الإنسان الجهادُ
وقال الشافعي: أفضلُ ما تطوَّع به الصلاة
وقال أبو حنيفة ومالك: العلم
والتحقيق أنَّ كلاًّ من الثلاثة لا بُدَّ له من الآخرَيْن، وقد يكونُ هذا أفضل في حال، وهذا أفضلُ في حالٍ، كما كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وخُلَفاؤه يفعَلُون هذا وهذا وهذا، كلٌّ في موضعه بحسَب الحاجة والمصلحة"

منهاج السنة النبوية 75/6
قال القاضي أبو العباس: إنَّهم لَّما حضروا مجلسَ "غازان" قُدِّمَ لهم طعامٌ فأكلوا منه إلا ابن تيمية، فقيل: لِمَ لَمْ تأكل؟، فقال: كيف آكلُ من طعامِك وكلُّه مَّما نهبتم من أغنام النَّاسِ، طبختموه بما قطعتم من أشجارِ النَّاسِ؟!.
ثمَّ إنَّ "غازان" طلبَ منه الدُّعاء، فقال في دعائهِ: اللَّهُمَّ، إن كنتَ تعلمُ أنَّه إنَّما قاتل لتكون كلمةُ الله هي العُليا وجاهدَ في سبيلكَ فأيِّده وانصره، وإن كان للمُلْكِ والدنيا والتكاثرِ فافْعَلْ به واصْنَعْ!، فكـان يدعو عليهِ و"غازان" يؤمِّنُ على دعائِهِ، ونحن نجمعُ ثيابَنَا خوفًا أن يُقتلَ فيطرطِسَ بدمِهِ".

#مواقف_بطولية

https://www.tgoop.com/Taimyah
( ..فإنه إذا اجتهد وِسعَهُ في الإيمان بالرسولِ ولم يبقَ له قدرةٌ على أكثرَ مما حصل له من الإيمان به لم يُكلِّف اللهُ نفساً إلا وسعها ، وإن كان قولهُ بعد قيام الحجةِ عَلَيْهِ كفراً ، كالذي قال لأهله : إذا أنا متُّ فاسحقوني ثم اذروني في اليم ، فوالله لئن قدر اللهُ عليَّ ليعذبني عذاباً لا يعذبهُ أحداً من العالمين .
والحديثُ في الصحيحين من غير وجه . فإن هذا جهل قدرة الله على إعادته ورجا أنه لا يعيده بجهلِ ما أخبَرَ بهِ من الإعادة ، ومعَ هذا لما كان مؤمناً بالله وأمرِهِ ونهيهِ ووعده ووعيدهِ خائفاً من عذابهِ وكان جهلهُ بذلك جهلاً لم تقم عليه الحجة التي توجب كَفَرَ مثلهِ ، غفرَ الله لَهُ .
ومثلُ هذا كثيرٌ في المسلمين . والنبيُّ صلى الله عليه وسلم كان يُخبرُ بأخبار الأولين ليكون ذلك عبرةً لهذه الأمّة ).
الصفدية - 233/1
قوله تعالى ( قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )
فنفس إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا في أول الامر وقطعه بذلك مع علمه بكثرة الخلق دليل على أنه كان خارقا يعجز الثقلين عن معارضته وهذا لا يكون لغير الانبياء
ثم مع طول الزمان قد سمعه الموافق والمخالف والعرب والعجم وليس في الأمم من أظهر كتابا يقرأه الناس وقال انه مثله .
وهذا يعرفه كل أحد وما من كلام تكلم به الناس وان كان في أعلى طبقات الكلام لفظا ومعنى إلا وقد قال الناس نظيره وما يشبهه ويقاربه سواء كان شعرا أو خطابة أو كلاما في العلوم والحكمة والاستدلال والوعظ والرسائل وغير ذلك وما وجد من ذلك شيء إلا ووجد ما يشبهه ويقاربه
- والقرآن مما يعلم الناس عربهم وعجمهم أنه لم يوجد له نظير مع حرص العرب وغير العرب على معارضته فلفظه آية ونظمه آية وإخباره بالغيوب آية وأمره ونهيه آية ووعده ووعيده آية وجلالته وعظمته وسلطانه على القلوب آية واذا ترجم بغير العربي كانت معانيه آية كل ذلك لا يوجد له نظير في العالم )

النبوات
قال ابن القيم :
(وحضرتُ شيخ الإسلام ابن تيمية مرةً صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريب من منتصف النهار ، ثم التفت إليّ وقال : هذه غدوتي ولو لم أتغد الغداء سقطت قوتي . وقال لي مرة : لا أترك الذكر إلا بنية إجمام نفسي وإراحتها لأستعد بتلك الراحة لذكرٍ آخر ).

الوابل الصيب
في رده على الرافضي الحلّي، قال ابن تيمية رحمه الله تعالى:
"ومثل هؤلاء الجهال يظنون أن الأحاديث التي في البخاري ومسلم إنما أُخِذَت عن البخاري ومسلم، وأن البخاريّ ومسلما كان الغلطُ يَرُوجُ عليهما، أو كانا يتعمدان الكذب!
ولا يعلمون أن قولنا: "رواه البخاري ومسلم" علامةٌ لنا على ثبوت صحته، لا أنه كان صحيحا بمجرد رواية البخاري ومسلم، بل أحاديث البخاري ومسلم رواها غيرهما مِن العلماء والمُحدّثين مَن لا يحصي عددَه إلا الله، ولم ينفرد واحدٌ منهما بحديثٍ، بل ما من حديثٍ إلا وقد رواه قبل زمانه وفي زمانه وبعد زمانه طوائفُ، ولو لم يُخلَق البخاريُّ ومسلمٌ لم ينقص من الدين شيء، وكانت تلك الأحاديثُ موجودةً بأسانيد يحصل بها المقصودُ وفوق المقصود".

📚 منهاج السنة النبوية،(٢١٥/٧)

https://www.tgoop.com/Taimyah
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
"لو كان كلما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبقَ بين المسلمين عصمة ولا أخوة"

📚| مجموع الفتاوى (١٧٣/٢٤)

https://www.tgoop.com/Taimyah
( فإن الدليل : هو ما يكون النظر الصحيح فيه مفضياً إلى العلم بالمدلول عليه .
وإنما يكون النظرُ لمن يعقل دلالة الدليل ....)

النبوات
( وقد عُلِمَ أنّ الذنب إذا كُتِمَ لم يَضرّ إلا صاحِبَهُ ، ولكن إذا أُعلن فلم يُنكَر ضرَّ الناس ... وأكثرُ المسلمين إذا فعل أحدُهم فاحشة باطنة تاب منها .
ومِن #إعلانها يتشبّهُ الناسُ بعضهم ببعض في ذلك ، فلهذا نهى الله عن فعلها وعن التكلم بها صدقاً وغير صدق ، فإنها إذا فُعِلَت وكُتمت خفّ أمرها ، وإذا أُظهِرت كان فيها مفاسد كثيرة ... وقال النبي ﷺ : ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ...)
... وقد يُخبِرُ بها بعضُ الناسِ سراً لمن يُعلِّمُهُ كيف يتوب ، ويستفتيه ويستشيره فيما يفعل ، فعلى ذلك #المفتي أن يكتم عليه ذلك ولا يشيع الفاحشة ...)

النبوات / لشيخ الإسلام ابن تيمية
( وبعض الناس يقول : يا رب إني أخافك وأخاف من لا يخافك ، فهذا كلامٌ ساقط لا يجوز ، بل على العبد أن يخاف الله وحده ولا يخافَ أحداً ، فإن من لا يخاف الله أذلُّ من أن يُخاف ، فإنه ظالم وهو من أولياء الشيطان ، فالخوف منه قد نهى اللهُ عنه ...)

مجموع الفتاوى : 58/1
#مسألة : في رجلٍ من أهل الدين والصلاح ، يطلب ولاية ببلده ، مثل استيفاء أموالٍ سلطانية ، وفيها مكوسٌ ونحو ذلك ، وفيها خراج ، وإذا تولّى خفف الظلمَ وعَدَل ، وإذا تولى غيرُه زاد .
فهل تجوز له الولاية أو لا ؟ وإذا قبض مالاً على هذه الصفة هل يضمنه لأربابه ؟
#الجواب :
بل إذا تولى مثلُ هذا الرجل وأقام العدلَ بحسب اجتهاده ودَفَعَ الظلم بحسب اجتهاده ، أثابه الله على ما فعله من العدل ولم يطالبه بما يعجز عنه .
والوظائف السلطانية التي لا يمكنه رفعها عن الناس ، إذا اجتهد في أن يعدل فيها بين الناس وفي أن يخفف عنهم بحسب الإمكان ، أُثيب على الاجتهاد في العدل فيها وفي تخفيفها ، ولم يؤاخذ بما يعجز عنه .
وإذا قبض تلك الأموال من تولّيه وحملها لم يكن عليه إثم في ذلك ولا ضمان .
وكذلك لو احتاج إلى أن يكون هو القابض الدافع لها ، بمنزلة وكيل المظلومين الذين يقبض منهم ما يُطالَبون به من المظالم ويدفعها إلى القاهر الظالم ، فإنه لا إثم عليه في ذلك ولا ضمان
بل إذا أعان المظلوم كان محسناً في إعانته له .
وهكذا ناظر الوقف وولي اليتيم والعامل في المضاربة ؛ إذا دفعوا إلى الظَّلَمَة الكُلَف التي يطالبون بها على العقار والمتاجر وغير ذلك ، لم يكن عليهم في ذلك إثم ولا ضمان .
#بل من كان قادراً على تخفيف الظلم لا على رفعه كله ، وجب عليه أن يحققه وهو آثم بما يتركه من الواجب عليه .
فإذا قدر على بعض العدل لم يجز ترك ذلك الواجب لعجزه عن تمامه ، فإن الله يقول : " فاتقوا الله ما استطعتم " وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم "
فلا يُترك المقدور عليه من العدل للعجز عن غيره ، والله أعلم )
جامع المسائل -341/9
( ولا ريبَ أنّ الخطأ في دقيق العلم مغفوراً للأمّة ، وإن كان ذلك في المسائل العلمية ، ولولا ذلك لهلك أكثرُ فضلاء الأمّة .
وإذا كان الله تعالى يغفرُ لمن جهل وجوبَ الصلاة وتحربمَ الخمر لكونه نشأ بأرض جهلٍ مع كونه لم يطلب العلم ، فالفاضل المجتهد في طلب العلم بحسب ما أدركَه في زمانه ومكانه إذا كان مقصوده متابعة الرسول بحسب إمكانه هو أحقُّ بأن يتقبل اللهُ حسناته ويثيبه على اجتهاداته ولا يؤاخذه بما أخطأه )

درء تعارض العقل والنقل - لابن تيمية -206/2
( وأما الأشعري فهو أقرب إلى أصول أحمد من ابن عقيل وأتبعُ لها فإنه كلما كان عهد الإنسان بالسلف أقرب كان أعلمَ بالمعقول والمنقول )
مجموع فتاوى ابن تيمية : 228/3
( وقد عُلِم أنه كان بساحل الشام جبل كبير، فيه ألوف من الرافضة يسفكون دماء الناس، ويأخذون أموالهم، وقتلوا خلقًا عظيمًا وأخذوا أموالهم، ولما انكسر المسلمون سنة غازان ، أخذوا الخيل والسلاح والأسرى وباعوهم للكفار النصارى بقبرص، وأخذوا من مر بهم من الجند، وكانوا أضر على المسلمين من جميع الأعداء، وحمل بعض أمرائهم راية النصارى، وقالوا له: أيهما خير: المسلمون أو النصارى؟ فقال: بل النصارى! فقالوا له: مع من تحشر يوم القيامة؟ فقال: مع النصارى! وسلموا إليهم بعض بلاد المسلمين.
ومع هذا فلما استشار بعض ولاة الأمر في غزوهم، وكتبت جوابًا مبسوطًا في غزوهم، وذهبنا إلى ناحيتهم وحضر عندي جماعة منهم، وجرت بيني وبينهم مناظرات ومفاوضات يطول وصفها، فلما فتح المسلمون بلدهم ، وتمكَّن المسلمون منهم، نهيتهم عن قتلهم وعن سبيهم ، وأنزلناهم في بلاد المسلمين متفرقين لئلا يجتمعوا ) .

منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية (5 / 158 - 160) .
( والإيمان وإن كان يتضمن التصديق ، فليس هو مجرد التصديق
وإنما هو الإقرار والطمأنينة ، وذلك لأن التصديق إنما يعرض للخبر فقط ، فأما الأمر فليس فيه تصديق من حيث هو أمر ، وكلام الله خبرٌ وأمر .
فالخبر يستوجب تصديق المخبر ، والأمر يستوجب الانقياد له والاستسلام ، وهو عملٌ في القلب جِماعه الخضوع والانقياد للأمر ، وإن لم يفعل المأمور به ، فإذا قوبل الخبر بالتصديق ، والأمر بالانقياد ، فقد حصل أصل الإيمان في القلب وهو الطمأنينة والإقرار ، فإن اشتقاقه من الأمن الذي هو القرار والطمأنينة ، وذلك إنما يحصل إذا استقر في القلب التصديق والانقياد )
الصارم المسلول على شاتم الرسول - 519
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول :
( فإن قيل : فلِمَ لم يقتلهم النبي ﷺ مع علمه بنفاق بعضهم وقَبِلَ علانيتهم ؟

فذكرَ جواباً طويلاً ثم قال :
فحاصله : أن الحدَّ لم يقم على واحدٍ بعينه ، لعدم ظهوره بالحجة الشرعية التي يعلمه بها الخاص والعام ، أو لعدم إمكان إقامته إلا مع تنفير أقوامٍ عن الدخول في الإسلام ، وارتداد آخرين عنه ، وإظهار قومٍ من الحرب والفتنة ما يُربى فساده على فساد ترك قتل منافق
وهذان المعنيان حكمهما باقٍ إلى يومنا هذا ….
فحيث ما كان للمنافق ظهور ويُخاف من إقامة الحد عليه فتنةٌ أكبر من بقائه عملنا بآية ( دع أذاهم ) كما أنه حيث عجزنا عن جهاد الكفار عملنا بآية الكف عنهم والصفح ، وحيث ما حصل القوة والعز خوطبتا بقوله : ( جاهد الكفار والمنافقين )

الصارم المسلول : 358
( فإن المسائل التي هي من أصول الدين ، التي تستحق أن تُسمّى أصول الدين -أعني الدين الذي أرسل الله به رسوله وأنزل به كتابه - لا يجوز أن يقال فيها : لم يُنقل عن النبي ﷺ فيها كلام ، بل هذا متناقض في نفسه .
إذ كونه من أصول الدين يوجب أن تكون من أهم الدين وأنها مما يُحتاج إليه .
ثم نفي نقل الكلام فيه عن الرسول ، يوجب أحد أمرين :
إما أن يكون الرسول أهمل الأمور المهمة التي يحتاج الدين إليها فلم يبينها .
أو أنه بينها ولم تنقله الأمة .
وكلا هذين باطلٌ قطعاً ، وهو من أعظم مطاعن المنافقين في الدين .
وإنما يظن هذا وأمثاله من هو جاهل بحقائق ما جاء به الرسول ، أو جاهل بما يعقله الناس بقلوبهن ، أو جاهل بهما جميعاً )
مجموع فتاوى ابن تيمية -1/373
قوله تعالى : (…. تخافونهم كخيفتكم أنفسكم )
أي كخيفة بعضكم بعضاً .
كما في قوله : ( ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم )
وفي قوله ( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً )
وفي قوله : ( لا تلمزوا أنفسكم )
وفي قوله : ( فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم )
وفي قوله : ( ولا تخرجون أنفسكم من دياركم )

فإن المراد في هذا كله من نوع واحد .

مجموع فتاوى ابن تيمية : 1/ 382
( وأنا نقض الغيبة والنميمة للوضوء ، فقد نُقِلَ عن طائفة من السلف وبعض الخلف القول بالنقض .
والتحقيق : أن الطهارة لها معنيان .
أحدهما : الطهارة من الذنوب . كقوله تعالى : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً
وقوله : خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها .
والمعنى الثاني : الطهارة الحسية بالماء والتراب ، وإنما أمر بهذه لتتحقق تلك ، فالفاعل للمنهي عنه خرج عن مقصود الطهارة ، فيستحب له إعادة الوضوء .
وأما أنه ينقض كالنقض بقضاء الحاجة فلا .
ولكن إن صلى بعد الغيبة كان أجره على صلاته أنقص بقدر نقص الطهارة النفسية ، فتخريج كلامهم على هذا لا ينافي قول الأئمة .
مختصر الفتاوى المصرية - 289
2025/05/24 05:39:03
Back to Top
HTML Embed Code: