tgoop.com/Tawhid1441/19128
Last Update:
حين تهتز أبواب السماء بالدعاء، تتجلى رحمة الله بلا حدود.
الدعاء هو سر العلاقة بين العبد وربه، مفتاح الأمل ونافذة الرجاء. ومن رحمة الله أن جعل للدعاء أوقاتًا مميزة، تتنزل فيها رحماته وتُجاب فيها الطلبات، كأنها مواسم خاصة يتفضل بها الكريم على عباده.
في ثلث الليل الأخير، حين يسكن الكون ويغفو البشر، يتجلى الله لعباده في مشهد من الرحمة والود، فيقول: "هل من داعٍ فأستجيب له؟" تلك اللحظات التي تنهمر فيها الدموع خشوعًا، وتتفتح فيها القلوب أملًا، هي من أعظم الأوقات التي يُستجاب فيها الدعاء.
أما بين الأذان والإقامة، فذاك وقت لا تضيع فيه الدعوات، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدعاء لا يُرد بين الأذان والإقامة." إنه وقت تمتزج فيه أصوات النداء بحاجات القلوب.
وفي السجود، حيث أقرب ما يكون العبد من ربه، تسجد الأرواح قبل الجباه، وترتفع الهموم قبل الكلمات. في تلك اللحظات، تعترف القلوب بفقرها وعجزها أمام غنى الله وقدرته، فتجد الإجابة أقرب مما ظنت.
ويوم الجمعة، ذاك اليوم المبارك الذي جعله الله عيدًا لأمة محمد، ساعة لا يرد فيها الدعاء، حين يفيض القلب بالرجاء ويملأه يقين بأن الله لا يخذل من رفع يديه إليه.
وأثناء المطر، حين تنزل قطرات الماء من السماء، تنزل معها البركات، ويكون الدعاء في تلك اللحظات كأنما ينساب مع الماء صاعدًا إلى السماء.
وفي آخر ساعة من نهار الصائم، حيث تجتمع بركة الصيام مع فضل الدعاء، كأنما هي هدية العبد قبل أن يفطر.
إن أعظم الدعاء، ما خرج من قلب صادق، يعرف عظمة من يدعوه، ويدرك أن الله أقرب إليه من حبل الوريد. ليس المهم فقط متى ندعو، بل كيف ندعو. فليكن دعاؤنا بإلحاح وصدق، مشوبًا باليقين بأن الله يسمعنا ويعلم ما في قلوبنا.
فلا تضيع تلك الأوقات العظيمة، وادعُ الله بكل ما تحمله نفسك من آمال، فربك كريم، يُحب أن يُسأل ويُستجاب لمن يُلح.
BY واحــــة التوحـــيد
Share with your friend now:
tgoop.com/Tawhid1441/19128