tgoop.com/Tawwaqa23/974
Last Update:
استَفتَحنا مُلتقانا بالقُوَّة العطائية، مع كتاب «التَّجرُبة الدعويَّة» للشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله.
وفي الحقيقة؛ تراءت لي معاني القُوَّة في كل جانبٍ من جوانب الكتاب؛ فبدا أُنموذج الشَّيخ الإصلاحي دالًّا على هدف المُلتقى وغاياته..
فنرى الشَّيخ يُربِّي أحد تلامِذته قائلًا له:
«كيفَ ينامُ مَن أُمَّته في مِثلِ هذا الذُّل والهَوان؟!»
ونراه مُجاهِدًا نفسَه وظُروفه، صابرًا مُحتسبًا، غير مُلتفتٍ لأيّ شيءٍ يُعطِّله عن عملهِ الإصلاحيّ:
"..ويمنعه انهِماكه في التَّعليم وخِدمة الشَّعب من التفكير فيه[¹] وفي عِلاجه!"
[¹] مرض سرطان الأمعاء.
ونراهُ في وجه الاحتلال الفِرنسي اللعين:
"..وقَد هدَّدهُم وزير الدِّفاع الفِرنسي قائلًا: إنَّ لدى فِرنسا مدافِع طويلة.
فرَدَّ عليه الشَّيخ: إنَّ لدينا مدافِع أطوَل.
فتساءَل الوزير عن هذهِ المدافِع، فأجابَ الشَّيخ:
«إنَّها مَدافِعُ الله!»"
وتتأمَّل في تلك النَّفس التي تسمو إلى المعالي فتجد أقرانها يُخرجون ويُنتجون ما لذّ وطاب من الكتب، وتجد الشيخ في موقفِ المُربِّي النَّاظِر للمُستقبل وتبعاته يقول:
«شُغلنا بتأليفِ الرِّجال عن تأليفِ الكُتُب».
وليس هذا ذمًّا في المؤلفين حفظة العِلم؛ بل لعلَّها إشارة من الشيخ على أهميَّة تربية النشء في زمان الفساد، وهم بدورهم سيُنتجون ويُصلحون بفضل الله.
ويقول مُتسَلِّـحًا بقُوَّة الله: «لئن صدقتَ فإن الله سيسقيكَ من سائِغِ طِيبِ البشرى ما يَجري به الدَّمعُ على المَجرى! فمَن كان مَعَ الله؛ رأيتَ الامواجَ عنه تقاتل، ومَهرُ الحُبِّ أن تحيا لله في كلِّ المراحل!»
والكثير والكثير..
فيَقِف ثائِرًا لله مُعلنها:
"..وبناءً على هذا فإنِّي أُعلِن لهؤلاءِ الإخوة وللأُمَّة الجزائريَّة كُلّها أنَّني لستُ لنَفْسِي؛ وإنَّما أنا للأُمَّة.. أُعلِّم أبناءها وأُجاهِد في سبيلِ دِينِها ولُغتها، وأنَّ كُلّ ما يَقطَع عليّ الطَّريق أو يعوقني عن أداء واجِبي في السَّبيل؛ فإنِّي لا أرضى به، ولو كانَ ذلك في مَصلحَةِ الأُمَّة".
لله دَرُّ الشَّيخ ابن باديس!
وشكَر الله لمُلتقانا والإدارة وكتب أجورهم، على انتقاء هذه الموادّ الثَّريَّة، والتَّي تبُثّ العَزم في النُّفوس وتشحَذ الهِمَم.
#القوة_العطائية
#ملتقى_البناء_الصيفي2
#فريق_مُرَّان
BY توَّاقة
Share with your friend now:
tgoop.com/Tawwaqa23/974