tgoop.com/USFYemen/26735
Last Update:
زحف مخيف وكثيف، بجيش جرار، من مختلف الجهات على جبل شاهق في أقاصي صعدة..
قصف وحشي يحيل ظلمة الليل جمراً ملتهباً، من الكاتيوشات وراجمات الصواريخ، والمدافع والهاونات، والرشاشات، ومختلف الأسلحة الثقيلة..، من الجوّ أيضاً عشرات الطائرات الحربية "ميج، إف15، مروحيات" تقصف وتلقي القنابل المحرقة والمدمرة للتحصينات، والمروحيات.
الأرض مشتعلة بالقذائف والرصاص، والسماء تشرق بالبارود والدخان الأسود.. رائحة القتل تنشر ظلالها في المنازل المتكومة على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ المسنين.
ثمة أرضٌ محروقة.. ثمة ضحايا وأشلاء بريئة تتبعثر هنا وهناك..
كل هذا الزحف والقصف الجنوني.. وشياطين الأرض التي احتشدت من كل حدبٍ وصوب، ليس لاستهداف معسكرات مليشيا مسلحة أو أوكار ذئاب بشرية متوحشة.
لقد كان الهدف بضعة منازل متناثرة على سلسلة جبال مرّان تؤوي أهلها رجالاً وأطفالاً ونساءً. ليس ثمة مجرمون هناك.
ففي منتصف يونيو 2004م وبداية شهر جمادي الأولى، عندما بدأ الهجوم كان هناك فقط رجل دين، عالمٌ ربّاني، اسمه/ حسين بدرالدين الحوثي، رأى سرطان اللوبي الصهيوني اليهودي، ينتشر على جسد أمته الاسلامية، وينشب مخالبه السامّة والفتاكة في أعضاء هذا الجسد الاسلامي الذي يفترض أن يكون منيعاً ومتماسكاً ولديه القوة والقدرة على المقاومة باعتباره جسد أمة تمتلك جيوشاً جرّارة، وأسلحة فتاكة، ومئات الملايين من المسلمين، وثروات هائلة.
لكن ما الذي يحدث؟.
هذا العالم الربّاني، عرض الأحداث على القرآن، ووجد أمريكا تعبث في الساحة العربية والاسلامية، وتغرز أنيابها الملوّثة بالفساد والجريمة والطغيان هنا وهناك، غير آبهةٍ لعروبة ولا لاسلام ولا لأمة مسلمة..
الخنوع والخضوع والاستسلام والذلّ والهوان، والإذعان، كل هذه العناصر تتحكم في الموقف العربي والاسلامي.
لا يوجد عوائق أمام الأمريكي تمنعه من إنشاء قواعده العسكرية على جسد الأرض العربية، في البر، في الجبال، في الجزر، وانتشار سفن اليهود المتغطرسين الفاسدين في البحار العربية، بارجات، فرقاطات، حاملات طائرات،
ليت الامر توقّف عند هذا الحد.. لقد سمع رجل الدين العظيم، والمجاهد الربّاني السيد القائد/ حسين بدرالدين الحوثي، صوتاً متغطرساً من منصةٍ صهيونية في البيت الأبيض..، كان صوت الرئيس بوش يشهر عصاه الغليظة في وجه الأنظمة العربية والاسلامية الخانعة: (( من ليس معنا فهو ضدنا)) يدعو الجميع الى الدخول في تحالف تقوده أمريكا تحت عنوان "مكافحة الارهاب" الذي صنعته ورعته أمريكا نفسها كذريعة لاحتلال الشعوب والبلدان الاسلامية، وقمع كل صوت يتحرك ضدها.
كل ذلك الزحف والقصف العنيف والمتوحش والطاغي، في يونيو 2004م والذي استمر لمدة 86 يوماً، كان يسعى لقتل شهيد القرآن ، السيد حسين بدرالدين الحوثي، رضوان الله عليه، لأنه صرخ في وجه أمريكا، حطّم جدار الصمت، أعلن موقفه التاريخي في وجه الرئيس بوش قائلاً: ( نحن لسنا معك، نحن ضدك).
وقد صبّوا البترول على الكهف الذي يؤويه ونساءه وأطفاله. وأشعلوا فيه النيران بوحشية. وعندما خرج بعد أن منحوه الأمان والوجيه، قتلوا فوراً. استشهد ومعه أكثر من مائتي شهيد من أبناء المنطقة وممن هبّوا لنصرته من أبناء المجتمع بعد أن راعهم بشاعة الظلم والاستهداف والقتل الاجرامي المتوحش الذي تعرض له اخوانهم المجاهدين في مرّان بدون أي مبرر.
ولأنه كان يخيفهم جداً حتى بعد ان قتلوه.. فقد دفعهم رعبهم إلى سجن جثمانه الطاهر في زاوية من السجن المركزي بصنعاء.
يا للهول.. كل هذا الرعب نتج عنه كل هذا الاجرام والتوحش.
لم يحدث هكذا إلا مع الامام زيد بن علي، ومع الامام الحسين عليه السلام. يا لعظمة هذا الرجل فعلاً.
لكن لماذا؟.
لأنه انطلق من النصّ القرآني، الذي يحمّله مسؤولية دينية للدفاع عن أمته وتغيير وضعها البائس، وكسر حواجز الخوف في نفوس المسلمين.
لم يكن الوضع يحتمل التأخير. أو التأجيل، أو الاستمرار في الصمت والتجاهل واللامبالاة. هناك عدوُّ حقير جداً، وشيطاني، وفاسد، يعبث بالساحة العربية ويستذلّها ويهتك كرامتها، ويستهدف الاسلام كدين لهذه الأمة، تدين به لله تعالى ملك السماوات والأرض.
تحرّك طابور النفاق..
نعم تحرّك.
هل تعلمون من هو هذا الطابور؟!..
لا تستغربوا:
كان خليطاً من أنظمة عربية مسلمة.. وتيارات اسلامية "اخوان وتكفيريون يحملون اسم تنظيم القاعدة" ، وشخصيات ونخب سياسية واقتصادية ولاءاتها لأمريكا.. لكنها عربية ، تحمل بطاقات "مسلم".
ما الذي يحدث؟.
لماذا تحركت؟.
لا بد أن طابور النفاق عاد له ضميره، ويريد اعلان موقف تاريخي للتصدي لمشروع اللوبي الصهيوني اليهودي؟. هذا جميل إذن.
لكن لا..
الذي حدث أن هذا الطابور، اتجه لتطويع الشعوب العربية. وإلحاقها بطوابير الخضوع والإذعان، وعدم التدخل في شؤون نفسها أو في شؤون أمتها.
المعني الوحيد بالتدخل هي أمريكا فقط. هي إسرائيل فقط.
لا عربي يهمس. لا مسلم يرفع صوته. فالقتل هو المصير الحتمي.
BY جامعة صنعاء | USF
Share with your friend now:
tgoop.com/USFYemen/26735