tgoop.com/U_was/105
Last Update:
الوقت يمضي ..
تتكسر المرايا ..
تحترق الشموع البيضاء تاركةً وراءها الكثير من الظلام ..
نسير معاً ..
نحو مجهول ..
نحو هاوية لا قرار لها ..
لا نملك من أمرنا سوى اليسير ..
قرارات صغيرة تشعرنا بأننا ما زلنا نملك زمام الأمور ..
لكن الحقيقة أننا نُقاد نحو الهاوية بخطىً ثابتة ..
نزحف نحو مشنقة الشعور لكي نتحرر من أثقالنا ..
يمزقنا الشوك الذي يمهد الطريق ..
ثم ماذا ؟
ثم لا نصل ..
نغرق أكثر فأكثر في حقل الرمادية الباهت ...
تكسوه سنابل شاحبة ..
شامخة تعانق السماء ..
كم أحسدها على خواءها و خفة وزنها ..
ليت المطر يأتي ليغسلني عن عتمتي..
ليتك تمضي نحو الشمس لتزداد ضياءاً علك تنجو و تنتشلني ...
ليتنا لم نكن ممسوسين بالأمل !
لم نتطلع لغدٍ أكثر إشراقاً ..
لم نرمي حجر النرد قط ..
و لم نراهن على أحلامنا ..
تلك التي ما إن طلعت عليها شمس الواقع ..
تشققت و تناثرت كحبات غبار غير مرئية ...
ليت الأمس لم يكن !
و الغد غير آتٍ ..
و الآن هو كل ما نملك !
...
تخبرني رسائلك بأن بداخلك طفل يستغيث ..
أقرأ بكاءه بين الحروف ..
و تبلل اصابعي دموعه المالحة ..
ثم تمتلئ رئتاي حبراً كلما اقتفيت أثره على ظهر الكلمات ...
تهدهدني ضربات القلم المتوترة على الورق ..
تصبح إيقاعاً مُحبب كلما انطوت صفحة من دفاترك التي أهديتنيها ..
أضع الصَدَفة الكبيرة على أذني لأستمع لصوت البحر ...
أو هكذا أخبرتني أمي ذات نهار شديد الحرارة ..
أخلع حذائي الممزق لأمشي حافية على العشب البني ..
أسمح طقطقة مدوية كلما خطت قدمي فيه ..
أحس بأنني عملاقة ..
أبتسم ..
ألمحُك من بعيد ..
تمارس ذات المشي العبثي على العشب الجاف ..
تحمل سنبلة ذهبية بيدك ..
تمدها نحوي .. تتحول لتراب ..
أمد يدي لأمسح عن يديك غبارها ..
تتفتت أصابعك في يدي ..
الفزع يتملكني ..
ألتفت حولي بسرعة و أصرخ ..
ألتفت لك ..
أجد في يدي حفنة رمل ..
و أنت ؟
بالطبع لست هنا !
انطفأت آخر شمعة بيضاء أشعلتها ..
ثم ساد الظلام !
#أمل_حسن_طه
BY كُنتَ!
Share with your friend now:
tgoop.com/U_was/105