tgoop.com/WhereIsTheRoad/1546
Last Update:
تُضيءُ هذه الليلةُ كجمرةٍ متقدةٍ في ذاكرةِ الأمة، تشعلُ جراحها، وتحيي صدى ليلٍ مضى، حيث ارتقت روحُ شيخِ الجهاد، أحمد ياسين، وما مات! بل بقي فينا أثرًا لا يُمحى، وصوتًا لا يخفت، يشهدُ أن العطاءَ لا تحدُّه الأجساد، ولا تقيده الإعاقات، بل هو روحٌ تسمو، وعقلٌ يتوقد، وقلبٌ يضجُّ بالإيمان. فما حجتُنا إذًا، ونحنُ أصحاءُ الأبدان، نملكُ العقولَ والألسنة، لكن هل نملكُ القلوبَ ذاتها، أم ضاقت بنا الأعذارُ حتى غدونا أسرى الوهن؟
اليوم تُسطرُ شهادةٌ أخرى، لا توقَّعُ بالحبرِ، بل بالدم، تخطُّ سطورها أرواحٌ رحلت في صمت، لم تبحث عن الأضواء، ولا عن تصفيقِ الجماهير، بل تركت أثرًا يملأ الدنيا، وخلَّفت عزيمةً تأبى الانكسار.
يومَ مؤتة، تعاقب القادةُ على الراية، كلٌّ منهم مضى شهيدًا، حتى إذا لم يبقَ إلا رجلٌ واحد، وهو خالد بن الوليد، الذي لم يكن على قائمةِ القادة، ولم يُسند إليه التكليف، لكنه رأى الرايةَ تكادُ تسقط، فتقدَّم، حملها، قاتل، صمد، قاد، فاستحقَّ أن يُلقَّبَ بسيفِ الله المسلول.
فمن يحمل الراية اليوم؟
هي هناك، مرفوعةٌ في العَراء، لا تفتقد الأيدي، لكنها تبحثُ عن القلوب، عن العزمِ الذي لا يلين، عن الإقدامِ الذي لا يعرفُ التردد، عن السواعدِ التي لا تسأل: "أين القادة؟"، بل تتقدمُ وتكونُ القادة.
﴿ وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [العنكبوت: 6]
إن اللهَ قادرٌ على نصرِ دينهِ بغيرِنا، ولكنه حبانا بفرصة العمل، ليختبرَ من منا يحملُ الهمَّ حقًا، ومن اكتفى بالكلام. فسلعةُ الله غالية، ولن تُشترى بالأماني، بل بأغلى ما يملكُه الإنسانُ: قلبه وعزمه الصادق، وقتهُ، جهدهُ، مالهُ، وروحهُ إن اقتضى الأمر.
يا أيها الإسلامُ في كلِّ الدُّنى
يا أيّها الأحرارُ في بلداني
إني وقفتُ على وداعِك والسّنا
يبدو وسيلُ مشاعري يغشاني
ولقد رسمتَ لكلِّ سامقِ همّة
أن الشّهادةَ منّةُ المنّانِ
ما متّ يا شيخَ الجهاد وإنّما
روحُ الشّهيدِ بجنّة الرّضوانِ
#كراما #الضيف #أمة_تنتصر
BY برنامج "أين الطريق؟"| القناة الرسمية

Share with your friend now:
tgoop.com/WhereIsTheRoad/1546