⛈ غيث ⛈

رأيتُ مقطعاً متداولاً في مواقع التّواصل الاجتماعيّ لطفلٍ فلسطينيّ، ربّما لم يتجاوز سنّ البلوغ، لقد كان حريصاً جدّاً على الصّلاة، ويقول: "أنا حيّ بدي أصلّي، أنا حيّ بدي أصلّي، الله خلّاني عايش علشان أصلّي"، هذا الطّفل أصيب بطلقة رصاصة من عدوٍّ جبان، لا يعرف للإنسانيّة سَبيل، فقط يظهر قوّته على الأطفال والنّساء العزّل، ذكّرني هذا الطّفل بسيّدنا عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- عندما طعنه أبو لؤلؤة المجوسيّ، تقول الرّوايات التّاريخيّة: يخرج عمر بن الخطّاب- رضي اللَّه عنه- من بيته ليصلّي بالنّاس صلاة الفجر، يدخل عمر المسجد، تُقام الصّلاة، يتقدّم المصلّين، ويُسوِّي الصّفوف، استووا.. استووا، يكبّر عمر ويصلّي، وبينما هو يصلّي، يتقدّم إليه المجرم أبو لؤلؤة المجوسيّ؛ فيطعنه عدّة طعنات بسكينٍ ذات حدّين، وكان الصّحابة خلفه فما إن فقدوا صوت عمر، رفعوا أصواتهم: سبحان الله .. سبحان الله، ولكن لا مجيب.
يتناول عمر يد عبد الرّحمن بن عوف، فيقدّمه؛ فيصلّي بالنّاس، ويُحمل الفاروق إلى بيته، فيغشى عليه حتّى يسفر الصّبح.
اجتمع الصّحابة عند رأسه، فأرادوا أن يفزعوه بشيءٍ ليفيق من غشيته، نظروا فتذكّروا أنّ قلب عمر معلّق بالصّلاة، فقال بعضهم: إنّكم لن تفزعوه بشيءٍ مثل الصّلاة، إن كانت به حياة، فصاحوا عند رأسه: الصّلاة يا أمير المؤمنين، الصّلاة.
فانتبه من غشيته وقال: الصّلاة والله.
ثمّ قال لابن عبّاس: أصلّى النّاس؟
قال: نعم.
قال عمر: (لا حظ في الإسلام لمن ترك الصّلاة)، ثمّ دعا بالماء فتوضّأ وصلّى، وإنّ جرحه لينزف دماً، الله أكبر.
(لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة)، يا لجمال هذه الجملة، فعلاً لا حظ في الإسلام، يا صاحبي، هكذا كان حالهم مع الصّلاة، في كلّ أحوالهم وظروفهم لم يمنعهم شيء من الصّلاة، بل وحتّى وهم يفارقون الحياة في سكرات الموت، إنّهم أدركوا تماماً أنّها الصّلة بين العبد وربّه، وإن تركها كفر، والتّهاون بها نفاق، واليوم نرى الكثير ممّن يتركها، ويتهاون بها، فتارة يصلّيها وتارة لا، وهذا جرمه عظيم، وعقابه وادي في جهنّم والعياذ باللَّه منها.
ألم نعلم أنّ الصّلاة إذا صلَحت صَلُح سائر العمل؟ وإذا فسدت فسد سائر العمل!
في حديثٍ نبويٍّ يقول: "فإن صلَحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر" يعني: إن صحَّت صلاته واستقامت، وقَبِلها الله.

#حياتنا_وحياتهم
#عائشة_العوا
https://whatsapp.com/channel/0029VaCiwLnGk1FygxUCtL0T/4561

www.tgoop.com/WithinU2/25856

402 viewsedited  Nov 25 at 07:43

رأيتُ مقطعاً متداولاً في مواقع التّواصل الاجتماعيّ لطفلٍ فلسطينيّ، ربّما لم يتجاوز سنّ البلوغ، لقد كان حريصاً جدّاً على الصّلاة، ويقول: "أنا حيّ بدي أصلّي، أنا حيّ بدي أصلّي، الله خلّاني عايش علشان أصلّي"، هذا الطّفل أصيب بطلقة رصاصة من عدوٍّ جبان، لا يعرف للإنسانيّة سَبيل، فقط يظهر قوّته على الأطفال والنّساء العزّل، ذكّرني هذا الطّفل بسيّدنا عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- عندما طعنه أبو لؤلؤة المجوسيّ، تقول الرّوايات التّاريخيّة: يخرج عمر بن الخطّاب- رضي اللَّه عنه- من بيته ليصلّي بالنّاس صلاة الفجر، يدخل عمر المسجد، تُقام الصّلاة، يتقدّم المصلّين، ويُسوِّي الصّفوف، استووا.. استووا، يكبّر عمر ويصلّي، وبينما هو يصلّي، يتقدّم إليه المجرم أبو لؤلؤة المجوسيّ؛ فيطعنه عدّة طعنات بسكينٍ ذات حدّين، وكان الصّحابة خلفه فما إن فقدوا صوت عمر، رفعوا أصواتهم: سبحان الله .. سبحان الله، ولكن لا مجيب.
يتناول عمر يد عبد الرّحمن بن عوف، فيقدّمه؛ فيصلّي بالنّاس، ويُحمل الفاروق إلى بيته، فيغشى عليه حتّى يسفر الصّبح.
اجتمع الصّحابة عند رأسه، فأرادوا أن يفزعوه بشيءٍ ليفيق من غشيته، نظروا فتذكّروا أنّ قلب عمر معلّق بالصّلاة، فقال بعضهم: إنّكم لن تفزعوه بشيءٍ مثل الصّلاة، إن كانت به حياة، فصاحوا عند رأسه: الصّلاة يا أمير المؤمنين، الصّلاة.
فانتبه من غشيته وقال: الصّلاة والله.
ثمّ قال لابن عبّاس: أصلّى النّاس؟
قال: نعم.
قال عمر: (لا حظ في الإسلام لمن ترك الصّلاة)، ثمّ دعا بالماء فتوضّأ وصلّى، وإنّ جرحه لينزف دماً، الله أكبر.
(لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة)، يا لجمال هذه الجملة، فعلاً لا حظ في الإسلام، يا صاحبي، هكذا كان حالهم مع الصّلاة، في كلّ أحوالهم وظروفهم لم يمنعهم شيء من الصّلاة، بل وحتّى وهم يفارقون الحياة في سكرات الموت، إنّهم أدركوا تماماً أنّها الصّلة بين العبد وربّه، وإن تركها كفر، والتّهاون بها نفاق، واليوم نرى الكثير ممّن يتركها، ويتهاون بها، فتارة يصلّيها وتارة لا، وهذا جرمه عظيم، وعقابه وادي في جهنّم والعياذ باللَّه منها.
ألم نعلم أنّ الصّلاة إذا صلَحت صَلُح سائر العمل؟ وإذا فسدت فسد سائر العمل!
في حديثٍ نبويٍّ يقول: "فإن صلَحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر" يعني: إن صحَّت صلاته واستقامت، وقَبِلها الله.

#حياتنا_وحياتهم
#عائشة_العوا
https://whatsapp.com/channel/0029VaCiwLnGk1FygxUCtL0T/4561

BY ⛈ غيث ⛈