Telegram Web
يقول الحافظ سفيان بن عيينة :

" إِنَّ العَبْدَ إِذَا هَوَى شَيْئًا نَسِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ،
وَتَلَا { وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ }.

[ ذم الكلام للهروي 934 ]
قوله تعالى ( فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة )

قال قتادة :
" أناس من المنافقين كانوا يوادون اليهود ويناصحونهم دون المسلمين ".
[تفسير الطبري]

وعن مجاهد في قوله (يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة) ،
" يقول : نخشى أن تكون الدائرة لليهود بالفتح حينئذ ".
[تفسير ابن أبي حاتم]



قال الله تعالى ( فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسرّوا في أنفسهم نادمين )

عن قتادة في قوله (فيصبحوا على ما أسرّوا في أنفسهم نادمين ) ، قال :
" من موادّتهم اليهود، ومن غشهم للإسلام وأهله ".
[تفسير الطبري]
يا أصحاب التصاوير .. كفوا عن الأذية


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،

يقول الله عز وجل ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا )

روى الطبري في تفسيره، عن عكرمة مولى ابن عباس قال : " هم أصحاب التصاوير ".

وقد سمى الله التصوير خلقا في كتابه
كما في قوله تعالى ( وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ 16 إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا )

عن قتادة (تخلقون إفكا) قال : تصنعون أصنامًا .[تفسير الطبري]
وقال عطاء الخراساني: تُصَوِّرُونَ إِفْكًا .[تفسير ابن أبي حاتم]

فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي زرعة البجلي قال : دَخَلْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي دَارِ مَرْوَانَ فَرَأَى فِيهَا تَصَاوِيرَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا كَخَلْقِي؟ فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً».

وروى البخاري في صححيه عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي الحَسَنِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، إِنِّي إِنْسَانٌ إِنَّمَا مَعِيشَتِي مِنْ صَنْعَةِ يَدِي، وَإِنِّي أَصْنَعُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لاَ أُحَدِّثُكَ إِلَّا مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً، فَإِنَّ اللَّهَ مُعَذِّبُهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ، وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا»
فَرَبَا الرَّجُلُ رَبْوَةً شَدِيدَةً، وَاصْفَرَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنْ أَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تَصْنَعَ، فَعَلَيْكَ بِهَذَا الشَّجَرِ، كُلِّ شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ رُوحٌ.

وقد يقول قائل هذا في الأصنام والمجسمات، أما الصور الموجودة الآن فلا تدخل في الباب
فيقال له مثل ما قال ابن عباس لذلك الرجل.

يقول أحمد في مسنده 24081 : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدِ اسْتَتَرْتُ بِقِرَامٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ تَلَوَّنَ وَجْهُهُ، - وَقَالَ مَرَّةً: تَغَيَّرَ وَجْهُهُ، - وَهَتَكَهُ بِيَدِهِ، وَقَالَ: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ، أَوْ يُشَبِّهُونَ». قَالَ سُفْيَانُ: سَوَاءٌ.

القِرَامُ : ثوبٌ من صُوف يُتَّخذ سِتْراً .

وقال أحمد أيضا في مسنده 24556 :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: اتَّخَذْتُ دُرْنُوكًا فِيهِ الصُّوَرُ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهَتَكَهُ، وَقَالَ: «إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُشَبِّهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

الدرنوك ضرب من الثياب.

قَالَتْ عَائِشَةُ: «فَقَطَعْنَاهُ فَجَعَلْنَا مِنْهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ» [مسلم]

وهذا صريح، ثوب فيه صورة،
وقول عائشة رضي الله عنها "فهتكه" أي مزقه.

النبي صلى الله عليه وسلم يرى ثوبا فيه صورة فيتغير وجهه، ويمزقه ويذكر الوعيد !!! قال قائل ما شاء ..

وفي زماننا هذا صارت الفتنة أشد خاصة مع ظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي،
وما أظن الناس يتعاجمون في هذا برهم وفاجرهم.

وأما ما ألزم الناس به فلا يدخل في البحث
الفيديو أمره أوسع،
خاصة البث الحي، هذا كالنظر في المرآة .

والسلامة لا يعدلها شيء،
وكان سفيان الثوري يقول : " دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ ، وَادْفَعِ الشَّكَّ بِالْيَقِينِ يَسَلَمْ لَكَ دِينُكَ ".

يقول أسد بن موسى في الزهد 78 :
نا غسان بن برزين الطهوي، ثنا سيار بن سلامة الرياحي، عن أبي العالية الرياحي، عن ابن عباس، قال:
يقوم مناد فينادي: سيعلم أهل الجمع من أصحاب الكرم؟ أين الحمادون على كل حال؟ فيقومون، فيؤمر بهم إلى الجنة. ثم يقوم فينادي الثانية، فيقول: سيعلم أهل الجمع اليوم من أصحاب الكرم؟ أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون قال: فيقومون، فيؤمر بهم إلى الجنة. ثم يقوم فينادي الثالثة، فيقول: سيعلم أهل الجمع اليوم من أصحاب الكرم؟. أين الذين كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار، فيقومون، فيؤمر بهم إلى الجنة.

ثم يخرج عنق من النار حتى يشرف على الخلائق، له عينان بصيرتان، ولسان فصيح. فيقول: إني أمرت بثلاث: بكل جبار عنيد، فهو أبصر بهم من الطير بحب السمسم، فيلقطهم ثم يخيس بهم في جهنم. ثم يخرج الثانية فيقول: إني أمرت بالذين كانوا يؤذون الله ورسوله، فهو أبصر بهم من الطير بحب السمسم، فيلتقطهم، ثم يخيس بهم في جهنم. ثم يخرج الثالثة فيقول: إني أمرت بالمصورين، فهو أبصر بهم من الطير بحب السمسم، فيلتقطهم، ثم يخيس بهم في جهنم،

ثم تطاير الصحف من أيدي النساء والرجال . اهـ

هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ابْنِ لِلْخَرَابِ وَلِد لِلْفَنَاءِ ..


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

فقد روى أبو نعيم في الحلية 7/22، عن سفيان الثوري أنه قال :
« مَا أَنْفَقْتُ دِرْهَمًا فِي بِنَاءٍ قَطُّ ».

هذا الأثر كان يُشكل عليّ وكنت أتساءل عن السبب فلم أهتدي إليه حتى مر عليّ وأنا أجمع شيئا من أخبار خبّاب بن الأرتّ رضي الله عنه هذا

روى البخاري في صحيحه 5672، عن قيس بن أبي حازم قال :
أَتَيْنَا [خبّاب بن الأرت] وَهُوَ يَبْنِي حَائِطًا لَهُ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُسْلِمَ لَيُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ يُنْفِقُهُ، إِلَّا فِي شَيْءٍ يَجْعَلُهُ فِي هَذَا التُّرَابِ».

وفي رواية عند أحمد ، قال خباب رضي الله عنه : " إِنَّ أَصْحَابَنَا الَّذِينَ مَضَوْا لَمْ تُنْقِصْهُمُ الدُّنْيَا شَيْئًا، وَإِنَّا أَصَبْنَا بَعْدَهُمْ مَا لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا إِلَّا التُّرَابَ، - وَقَالَ: كَانَ يَبْنِي حَائِطًا لَهُ - وَإِنَّ الْمَرْءَ الْمُسْلِمَ يُؤْجَرُ فِي نَفَقَتِهِ كُلِّهَا، إِلَّا فِي شَيْءٍ يَجْعَلُهُ فِي التُّرَابِ " .[المسند 21069].

[ خَبَّابُ بْنُ الْأَرَتِّ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُولَى بَنِي زُهْرَةَ، بدريّ من السبّاقين إلى الإسلام، وكان أحد الْجُلاس لِلنَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم، فيه وفي أصحابه نزلت : {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الأنعام 52]. ]

ففهمت كلمة سفيان.
وهذا المعنى عظيم غاية، ذلك أن الدنيا ليست دار بناء وقد قضى الله عليها بالفناء
وعن مجاهد بن جبر قال : " لَمَّا هَبَطَ آدَمُ إِلَى الْأَرْضِ قَالَ لَهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ابْنِ لِلْخَرَابِ وَلدْ لِلْفَنَاءِ ". [الزهد لابن المبارك].

من ذلك ما رواه ابن أبي الدنيا في قصر الأمل، عن وهيب بن الورد قال: ابتنى نوح بيتا من قصب، فقيل له لو بنيت غير هذا. فقال: هذا كثير لمن يموت.

من ذلك أيضا ما رواه البيهقي في الزهد عن الأوزاعي قال : كسر برج من أبراج تدمر فأصابوا فيه امرأة حسناء دعجاء مدمجة كان أعطافها طي الطوامير عليها عمامة طولها ثمانون ذراعا مكتوب على طرف العمامة بالذهب : "بسم الله الرحمن الرحيم أنا بلقيس ملكة سبا زوجة سليمان بن داود ملكت الدنيا كافرة ومؤمنة ما لم يملكه أحد قبلي ولا يملكه أحد بعدي صار مصيري إلى الموت فاقصروا يا طلاب الدنيا ". [ ذكره السيوطي في الدر، لم أقف عليه في الزهد ]

وكان عيسى بن مريم يقول للحوارين : " إن من خبث الدنيا أن الآخرة لا تدرك إلا بتركها، ألا فاعبروا الدنيا ولا تعمروها ".[ذم الدنيا].

ولذلك كان الحسن البصري يقول : " إن الموت فضح الدنيا ".[زوائد الزهد لأحمد]

وهذه كلمة جليلة، تجد الواحد منا تأتيه الأمنية والخاطرة "سأفعل كذا وسأصنع كذا" فتذهب به إلى أبعد ما يكون، فإذا ذكر الموت تلاشت أمام عينيه،

ولما كتب سليمان التيمي لليث بن أبي سليم قال :
" أَتَانِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ فِيهِ مَا لَيْسَ يَخْفَى عَلَى ذِي عَقْلٍ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَدْ أَعْلَمُ " أَنَّ الرُّسُلَ إِنَّمَا بُعِثَتْ بِهَدْمِ الدُّنْيَا وَبِنَاءِ الْآخِرَةِ "، وَالنَّاسُ فِيهَا، حَدَّثَنِي مَنْ أَدْرَكَ أَصْحَابَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ قَالُوا: " كُنَّا إِذَا أَسْلَمْنَا أَقْبَلْنَا إِلَى الْآخِرَةِ، وَتَرَكْنَا الدُّنْيَا لِأَهْلِ الشِّرْكِ، ..".[الزهد لابن أبي الدنيا].

وهذا صح عن ابن عمر رضي الله عنه أنه كان يقوله
قال ابن سعد في الطبقات 4/126 :
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ عَنْ عبد العزيز بن أبي رواد قال: حدثني نَافِعٌ أَنَّهُ دَخَلَ الْكَعْبَةَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ. قَالَ: فَسَجَدَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ: " اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ لَوْلا مَخَافَتُكَ لَزَاحَمْنَا قَوْمَنَا قُرَيْشًا فِي أَمْرِ هَذِهِ الدُّنْيَا ".

والآيات والأحاديث في بيان حقارة الدنيا أمام الآخرة كثيرة
وأن العمل اليسير من عمل الآخرة خير من الدنيا وما فيها
وأن الدنيا ممر والآخرة مستقر

قال الله تعالى ( فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )

قال قتادة السدوسي : " هِيَ مَتَاعٌ مَتْرُوكٌ، أَوْشَكَتْ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ أَنْ تَضْمَحِلَّ عَنْ أَهْلِهَا فَخُذُوا مِنْ هَذَا الْمَتَاعِ طَاعَةَ اللَّهِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ". [تفسير ابن أبي حاتم].


هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قوله تعالى ( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ )


وفيه أن تمام الرضاعة يحصل بانقضاء الحولين
فما زاد كان ضررا على الولد


يقول ابن أبي شيبة في مصنفه 17343 :
حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ ، وَأَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ:
" أَنَّ عَلْقَمَةَ مَرَّ بِامْرَأَةٍ وَهِيَ تُرْضِعُ صَبِيًّا لَهَا بَعْدَ الْحَوْلَيْنِ ،
فَقَالَ : لاَ تَسْقِيهِ دَاءَكِ ".


علقمة بن قيس من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه ، من سرج الكوفة.


وكثير من الأمهات لا ينتبهن لهذا بحجة أن الولد يعز عليه الفطام.
إن كاد أعداء الله ليقيمون علينا الساعة ..


روى البخاري في صحيحه، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ :
" قَالَ اللَّهُ: «كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ،
فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَزَعَمَ أَنِّي لاَ أَقْدِرُ أَنْ أُعِيدَهُ كَمَا كَانَ،
وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ، فَقَوْلُهُ لِي وَلَدٌ، فَسُبْحَانِي أَنْ أَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ وَلَدًا» .


وروى سعيد بن منصور في سننه، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ :
" لاَ تَأْوُوا لَهُمْ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ ضَرَبَ عَلَى رِقَابِهِمْ بِذُلٍّ مُفدم،
وَأَنَّهُمْ سَبُّوا اللَّهَ سَبًّا لَمْ يَسُبَّهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ، دَعَوُا اللَّهَ ثَالِثَ ثَلاَثَةٍ " .


قال الخطابي في غريب الحديث ٢\٣١٢ ، في حديث معاذ رضي الله عنه :
" قوله: لا تأووا معناه لا ترِقوا لهم ولا ترحموهم ..
وقوله: بِذُلٍّ مفدم أي شديد مشبع ".


وعن سعيد بن إسحاق قال :
" سمعت محمد بن كعب القرظي وتلا هذه الآية: {وقالوا اتخذ الرحمن ولداً لقد جئتم شيئا إدا}، الآية كلها،
فقال القرظي حين تلاها : " إن كاد أعداء الله ليقيمون علينا الساعة ".
[تفسير ابن وهب]


قال الله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا )
ويروى عن عمر رضي الله عنه أنه نهى عن حضور أعياد الأعاجم، فإن اللعنة تنزل عليهم.


عليهم من الله ما يستحقون.
قوله تعالى ( لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا 60 مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا 61 سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ) [الأحزاب]


قال قتادة السدوسي :
" ذكر لنا أن المنافقين أرادوا أن يظهروا ما في قلوبهم من النفاق، فأوعدهم الله بهذه الآية ".

وقال أيضا :
" هكذا سنة الله فيهم إذا أظهروا النفاق ".

[ تفسير الطبري ]
مِنْ طُلاَّبِ العِلْمِ أُنَاسًا ...


الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،


يقول محمد بن الحسين الآجري في كتابه " فرض طلب العلم 1/114 ":

" ثُمَّ اعْلَمْ رَحِمَكَ اللهُ : أَنَّ مِنْ طلُاَّبِ العِلْمِ أُنَاسًا لَهُمْ عُقُولٌ مُؤَيَّدَةٌ، وَآدَابٌ جَمِيلَةٌ، وَفُهُومٌ حَسَنَةٌ، يُحِبُّونَ أَنْ يُحْيُوا سُنَنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَسُنَنَ أَصْحَابِهِ، وَيُمِيتُوا البِدَعَ.
وَيُحِبُّونَ جَمْعَ العِلْمِ وَكَثْرَتَهُ؛ لِيَحْفَظُوا بِهِ عَلَى المُسْلِمِينَ شَرِيعَتَهُمْ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَضِيعَ العِلْمُِ، فَإِذَا بَلَغَهُمْ أَنَّ شَيْخًا مِنَ الشُّيُوخُ فِي بَلَدٍ شَاسِعٍ مَعَهُ عِلْمٌ، وَحِفْظٌ لِلسُّنَنِ، وَمَعْرِفَةٌ بِهَا رَحَلُوا إِلَيْهِ؛ رَغْبَةً مِنْهُمْ لِلسَّمَاعِ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ الشَّيْخِ؛ إِذَا كَانَ ثِقَةً مَأْمُونًا، صَادِقًا، عَارِفًا بِمَا يُحَدِّثُ.
فَمِثْلُ هَذَا يَرْغَبُ فِيهِ أَهْلُ الحَدِيثِ، لِيَأْخُذُوا عَنْ مِثْلِهِ العِلْمَ، بِنِيَّةٍ جَمِيلَةٍ، وَعَقْلٍ وَمَعْرِفَةٍ بِالعِلْمِ، وَبِمَنْ يُؤْخَذُ عَنْهُ، وَبِمَنْ لاَ يُؤْخَذُ عَنْهُ، فَرَحَلُوا إِلَيْهِ.
فَهَذِهِ صِفَةُ مَنْ تَضَعُ لَهُ المَلاَئِكَةُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا بِمَا يَصْنَعُ.
وَهُوَ مِمَّنْ هُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَرْجِعَ.
وَمِمَّنْ تَسْتَغْفِرُ لَهُ المَلاَئِكَةُ، وَالحِيتَانُ فِي البَحْرِ، وَمِمَّنْ قَدْ سَلَكَ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ، وَ سَيَنْفَعُ اللهُ تَعَالَى بِهِ جَمِيعَ خَلْقِهِ.

قَالَ مُحَمَّد بن الحُسَيْن : اعْلَمْ رَحِمَكَ اللهُ أَنَّ هَذَا الضَّرْبَ فِي النَّاسِ قَلِيلٌ جِدًّا، وَلَيْسَ يَضُرُّهُمْ ذَلِكَ ".



وفي هذا الزمان قَلّت عناية الناس بالسُّنن والآثار، وجمعها وتهذيبها. و اشتغلوا بكلام الرجال ثم جاءت مواقع التواصل واشتد البلاء، فلا غرابة أن يضيع العلم. ولذلك قال الآجري رحمه الله : " وَيُحِبُّونَ جَمْعَ العِلْمِ وَكَثْرَتَهُ؛ لِيَحْفَظُوا بِهِ عَلَى المُسْلِمِينَ شَرِيعَتَهُمْ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَضِيعَ العِلْمُِ ".


و العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة


يقول معمر بن راشد في جامعه 1097 :
عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، قَالَ : اجْتَمَعْتُ أَنَا وَابْنُ شِهَابٍ وَنَحْنُ نَطْلُبُ الْعِلْمَ ، فَاجْتَمَعْنَا عَلَى أَنْ نَكْتُبَ السُّنَنَ ، فَكَتَبْنَا كُلَّ شَيْءٍ سَمِعْنَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ كَتَبْنَا أَيْضًا مَا جَاءَ عَنْ أَصْحَابِهِ فَقُلْتُ : " لا ، لَيْسَ بِسُنَّةٍ " ،
وَقَالَ هُوَ : بَلَى هُوَ سُنَّةٌ ،
" فَكَتَبَ وَلَمْ أَكْتُبْ ، فَأنْجَحَ وَضَيَّعْتُ ".


وكان الأوزاعي رحمه الله يقول :
" العلم ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم،
وما لم يجيء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فليس بعلم
".
[جامع بيان العلم وفضله]


هذا وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.
قوله تعالى ( وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ) [سبأ]


عن قتادة السدوسي {بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} قَالَ:
«بَلْ مَكْرُهُمْ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ».
[تفسير عبد الرزاق]

وقال عبد الرحمن بن زيد :
" بل مكركم بنا في الليل والنهار أيها العظماء الرؤساء حتى أزلتمونا عن عبادة الله ".
[تفسير الطبري]

وقال سفيان بن عيينة :
" كل مكر في القرآن فهو عمل ".
[تفسير البستي]



قال الله تعالى ( وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
قوله تعالى ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ )


هذا الداء : الشك، في أمر الله ودينه وفي الآخرة

كما في قول الدابة،
قال تعالى (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون)


قال قتادة :
" إِيَّاكُمْ وَالشَّكَّ وَالرَّيْبَةَ،
فَإِنَّهُ مَنْ مَاتَ عَلَى شَكٍّ بُعِثَ عَلَيْهِ،
وَمَنْ مَاتَ عَلَى يَقِينٍ بُعِثَ عليه
".
[تفسير ابن أبي حاتم]

وكان من دعاء الحسن البصري:
" اللَّهُمَّ برّي قُلُوبَنَا مِنَ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ وَالنِّفَاقِ وَالرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ، وَالرِّيبَةِ وَالشَّكِّ فِي دِينِكَ، يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ وَاجْعَلْ دِينَنَا الإِسْلاَمَ الْقَيِّمَ ".
[طبقات ابن سعد]


اللهم نسألك الإيمان والعمل واليقين في الآخرة.
قوله تعالى ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ 15 فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ 16 ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ )



قال قتادة السدوسي :
" كانت جنتان بين جبلين، فكانت المرأة تُخْرِجُ مكتلها على رأسها فتمشي بين جبلين، فيمتلئ مِكتلُها، وما مَسَّتْ بيدها ".
[تفسير الطبري]

المِكْتَل قُفَّة من ورق النخل تُحمل فيها الفاكهة ونحوها.

وعن ابن زيد قال:
" لم يكن يرى في قريتهم بعوضة قط، ولا ذباب ولا برغوث ولا عقرب ولا حية، وإن كان الركب ليأتون وفي ثيابهم القُمَّل والدواب، فما هم إلا أن ينظروا إلى بيوتهم، فتموت الدواب، قال: وإن كان الإنسان ليدخل الجنتين، فيمسك القفة على رأسه فيخرج حين يخرج، وقد امتلأت تلك القفة من أنواع الفاكهة ولم يتناول منها شيئا بيده، قال: والسّدُّ يسقيها ".
[تفسير الطبري]

وقال سفيان ابن عيينة :
" هي أرض باليمن، يقال لها مأرب، كانت امرأة تخرج فتضع مكتلها على رأسها فتغزل فيمتلئ المكتل،
قال: ووجدوا فيها قصرًا مكتوبًا عليه: نحن في مقيل ومراح ".
[تفسير البستي]


( فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ )

قال قتادة :
" لما ترك القوم أمر الله بعث الله عليهم جُرذًا يسمى الخُلْد، فثقبه من أسفله حتى غَرَّقَ به جناتهم، وخرَّب به أرضهم عقوبة بأعمالهم ".
[تفسير الطبري]

وعن الضحاك بن مزاحم {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ}، قال:
" وادي سبأ يسمى العرم، وكان إذا مطر سالت أودية اليمن إلى العرم، واجتمع إليه الماء، فعمدت سبأ إلى العرم، فسدوا ما بين الجبلين، فحجروه بالصخر والقار فاشتد زمانًا من الدهر لا يرجون الماء، يقول: لا يخافون، فلما طغوا بعث الله جرذًا فخرق السد فأهلكهم الله وبدلهم الله بجنان الفواكه والأعناب أن أصبحت خمطًا، وهو الأراك، وأثلاً وشيئًا من سدر قليل ".
[تفسير البستي]


قال الله تعالى ( ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ )


عياذا بالله من تحول عافيته ونزول نقمته.
قوله تعالى { وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } - [الفرقان]



قال الفراء في معاني القرآن ٢\٢٧٣ :
" يقول: لا يحضرون مجالس الكذب والمعاصي.
ويُقال :أعياد المشركين لا يشهدونها، لأنها زُور وكذب إذ كانت لغير الله ".


وقال البغوي في تفسيره {والذين لا يشهدون الزور} :
" قال ابن جريج : يعني الكذب
وقال مجاهد : يعني أعياد المشركين .
وقال قتادة : لا يساعدون أهل الباطل على باطلهم .
وقال محمد بن الحنفية : لا يشهدون اللهو والغناء ".


وقال ابن كثير في تفسيره :
" وقال أبو العالية، وطاوس، ومحمد بن سيرين، والضحاك، والربيع بن أنس، وغيرهم : هي أعياد المشركين ".


روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال :
« لَا تَعَلَّمُوا رَطَانَةَ الْأعَاجِمِ، وَلَا تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ فِي كَنَائِسِهِمْ يَوْمَ عِيدِهِمْ، فَإِنَّ السَّخْطَةَ تَنْزِلُ عَلَيْهِمْ ».
[مصنف عبد الرزاق]
قوله تعالى ( وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ ) [يس]


عن قتادة في قوله (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ) قَالَ:
"مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَصَمَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ ".
[تفسير ابن أبي حاتم]

وقال أيضا :
" بَلَغَنِي أَنَّ عَائِشَةَ سُئِلَتْ: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَمَثَّلُ بِشَيْءٍ مِنَ الشِّعْرِ؟ قَالَتْ: كَانَ الشِّعْرُ أَبْغَضَ الْحَدِيثِ إِلَيْهِ، قَالَتْ : " وَلَمْ يَتَمَثَّلْ بِشَيْءٍ مِنَ الشَّعْرِ إِلَّا بِبَيْتِ أَخِي بَنِي قَيْسٍ - تَعْنِي – طَرَفَةَ : [البحر الطويل] سُتُبْدِي لَكَ الْأَيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلًا ... وَيَأْتِيكَ بِالْأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ. فَجَعَلَ يَقُولُ: «يَأْتِيكَ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ بِالْأَخْبَارِ» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَيْسَ كَذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ: «إِنِّي لَسْتُ شَاعِرًا وَلَا يَنْبَغِي لِي».
[تفسير عبد الرزاق]

قتادة لا يروي عن عائشة رضي الله عنها لذلك يقول بلغني.


يقول الطبري في تهذيب الآثار 340:
حدثنا مجاهد بن موسى، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: سمعت عمرو بن حريث يحدث قال: إن شاعرا كان في عهد عمر يروي شعرا كثيرا، فقال عمر: لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا .

وكذا قال عثمان رضي الله عنه:
" لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا حَتَّى يُرِيَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنَّ يَمْتَلِئَ شِعْرًا ".
[تـهذيب الآثار للطبري 963].

وكذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
" أَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا .
[مسند إسحاق 324].

وكذا قال أبو هريرة رضي الله عنه.


وعن مسروق :
" أَنَّهُ تَمَثَّلَ مَرَّةً بِبَيْتِ شِعْرٍ فَسَكَتَ عَنْ آخِرِهِ وَقَالَ : إنِّي لأَكْرَهُ أَنْ يُكْتَبَ فِي صَحِيفَتِي بَيْتُ شِعْرٍ ".

وقال إبراهيم النخعي:
" كانوا يكرهون من الشعر ما ضاهى القرآن ".[مصنف ابن أبي شيبة]


يقول ابن بطة في الإبانة ٥٠٥ :
حدثنا ابن الأنباري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أحمد بن عبيد، عن المدائني، قال: قيل للبيد بعدما أسلم: ما لك لا تقول الشعر؟. فقال: إن في البقرة وآل عمران شغلاً عن الشعر، إلا أني قد قلتُ بيتًا واحدًا: ما عاتب المرءُ الكريم كَنفسِه ... والمرء يُصلحه الجليسُ الصالحُ .


والمرأ لا يكثر منه حتى يصده عن العلم.

يقول البخاري في صحيحه : بَابُ مَا يُكْرَهُ أَنْ يَكُونَ الغَالِبَ عَلَى الإِنْسَانِ الشِّعْرُ، حَتَّى يَصُدَّهُ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَالعِلْمِ وَالقُرْآنِ،
6154 : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا » .

وعند مسلم 2259، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْعَرْجِ إِذْ عَرَضَ شَاعِرٌ يُنْشِدُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « خُذُوا الشَّيْطَانَ، - أَوْ أَمْسِكُوا الشَّيْطَانَ - لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ رَجُلٍ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا » .


وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قوله تعالى ( وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ) [الصافات]


عن مجاهد (وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ) قال :
" على أزواجهن، لا تبغي غيره ".

وقال قتادة السدوسي :
" قَصَرْن طرفهن على أزواجهن، فلا يُرِدْنَ غيرهم ".

وقال إسماعيل السديّ :
" قصرن أبصارهن وقلوبهن على أزواجهن، فلا يردن غيرهم ".

وقال عبد الرحمن بن زيد :
" لا ينظرن إلا إلى أزواجهن، قد قَصَرْن أطرافهن على أزواجهن، ليس كما يكون نساء أهل الدنيا ".

[تفسير الطبري]



وهذا الذي ذكر ابن زيد جليل،

فإن المرأة من أهل الدنيا ربما ترى رجلا خيرا من زوجها فتمد عينها إليه وتميل بقلبها إليه،

أما الحورية فقد خلقت لزوجها ورُبِيت له في الجنة، لا تريد غيره كائنا من كان، ولا تزال تنتظره حتى يقدم عليها.


وقد صح عن عليّ رضي الله عنه في خبر طويل، وهو يصف أهل الجنة إذا دخلوها، قال :

" وَيَتَلَقَّاهُمُ الْوِلْدَانُ يُطِيفُونَ بِهِمْ كَمَا يُطِيفُ وِلْدَانُ أَهْلِ الدُّنْيَا بِالْحَمِيمِ يَجِيءُ مِنَ الْغَيْبَةِ، يَقُولُونَ: أَلَيْسَ أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ كَذَا وَأَعَدَّ اللَّهُ لَكَ كَذَا، ثُمَّ يَذْهَبُ الْغُلَامُ مِنْهُمْ إِلَى الزَّوْجَةِ مِنْ أَزْوَاجِهِ فَيَقُولُ: قَدْ جَاءَ فُلَانٌ بِاسْمِهِ الَّذِي كَانَ يُدْعَى بِهِ فِي الدُّنْيَا، فَتَقُولُ: أَنْتَ رَأَيْتَهُ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَسْتَخِفُّهَا الْفَرَحُ حَتَّى تَقُومَ عَلَى أُسْكُفَّةِ بَابِهَا، ثُمَّ تَرْجِع ...".
[تفسير عبد الرزاق]


عياذا بالله من الغفلة واللعب.
قوله تعالى ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ) [الصافات]


قال يحيى بن سلام في تفسيره 2/837 :
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات: 96] بِأَيْدِيكُمْ، أَيْ: خَلَقَكُمْ وَخَلَقَ ذَلِكَ الَّذِي تَنْحِتُونَ.
حَدَّثَنَاهُ سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ.


وهذا يدلك على أن فعل الله غير مخلوق، ردا على الجهمية ومن قال بقولهم.

وقد صنف الإمام البخاري في هذا الباب كتابا جليلا أسماه " خلق أفعال العباد والرد على الجهمية ".

يقول البخاري رحمه الله ص 46 :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه: «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ كُلَّ صَانِعٍ وَصَنْعَتَهُ، إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ صَانِعَ الْخَزَمِ وَصَنْعَتَهُ». رَوَاهُ وَكِيعٌ عَنِ الْأَعْمَشِ .

يريد قوله تعالى (والله خلقكم وما تعملون)

وقال البخاري أيضا ص 47:
سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ [هذا القطان] يَقُولُ: مَا زِلْتُ أَسْمَعُ مِنْ أَصْحَابِنَا يَقُولُونَ: «إِنَّ أَفْعَالَ الْعِبَادِ مَخْلُوقَةٌ».

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ [البخاري]: " حَرَكَاتُهُمْ وَأَصْوَاتُهُمْ وَاكْتِسَابُهُمْ وَكِتَابَتُهُمْ مَخْلُوقَةٌ، فَأَمَّا الْقُرْآنُ الْمَتْلُوُّ الْمُبَيَّنُ الْمُثَبَّتُ فِي الْمُصْحَفِ الْمَسْطُورُ الْمَكْتُوبُ الْمُوعَى فِي الْقُلُوبِ فَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ لَيْسَ بِخَلْقٍ، قَالَ اللَّهُ: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت: ٤٩] "
وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: «فَأَمَّا الْأَوْعِيَةُ فَمَنْ يَشُكُّ فِي خَلْقِهَا؟»
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} [الطور: ٣] ، وَقَالَ: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج: ٢١] «، فَذَكَرَ أَنَّهُ يُحْفَظُ وَيُسْطَرُ» .


فهنا صرَّح البخاري بأن أفعال العباد مخلوقة وأن كلام الله ليس بمخلوق.


وقال اللالكائي في السنة 611 :
وأخبرنا أحمد بن محمد بن حفص قال ثنا محمد بن أحمد بن سلمة قال ثنا أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل قال : سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر بن إبراهيم النيسابوري - المعروف بالخفاف - ببخارى يقول : كنا يوما عند أبي إسحاق القرشي ومعنا محمد بن نصر المروزي [ هذا إمام صاحب كتاب السنة وتعظيم قدر الصلاة وغيرها ] فجرى ذكر محمد بن إسماعيل فقال محمد بن نصر: سمعته يقول [أي البخاري] : من زعم أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذّاب، فإني لم أقله. فقلت له: يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا، وأكثروا فيه. فقال: ليس إلا ما أقول.

وقال أبو عمرو الخفاف : "أتيت البخاري فناظرته في الأحاديث حتى طابت نفسه. فقلت: يا أبا عبد الله ها هنا أحد يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة، فقال: يا أبا عمرو، احفظ ما أقول لك: من زعم من أهل نيسابور وقومس والري وهمذان وحلوان وبغداد والكوفة والبصرة ومكة والمدينة أني قلت: لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذّاب، فإني لم أقله، إلا أني قلت: أفعال العباد مخلوقة" .


فاعجب ممن يرمي البخاري ببدعة اللفظية !.
وعامة الروايات التي فيها اتهام البخاري لا يصح منها شيء.

فماذا بعد الحق إلا الضلال.
قال ابن أبي حاتم في تفسيره :

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، ثنا أَبُو خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ :

أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ مَجْمُوعُونَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ يُسْمَعُكُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُكُمُ الْبَصَرُ ,

وَالشَّقِيُّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ،
وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ .
قوله تعالى ( ص )


يقول النحاس في معاني القرآن 6/73 :
" قال مجاهد هو فاتحة السورة
وقال قتادة هو اسم من أسماء الرحمن
وقال محمد بن كعب هو مفتاح أسماء الله تعالى صمد وصادق الوعد.
وروي عن الضحاك قال صاد صدق الله.
وقراءة الحسن بكسر الدال معناها صادِ القرآن بعملك، يقال : صاديته أي قابلته ".


روى الطبري في تفسيره :
عن الحسن، في قوله (ص والقرآن) قال: عَارِضِ القرآن،
قال عبد الوهاب: يقول اعرضه على عملك، فانظر أين عملك من القرآن.


وكان الحسن البصري يقول :
" اقرأ القرآن ما نهاك فإذا لم ينهك فلست تقرؤه،
رُبَّ حامل فقه غير فقِيه، ومن لم ينفعه علمه ضرّه جهْلُه ".
[الزهد لأحمد]
صلاة الضحى ..

وقوله تعالى ( إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ )


عن عبد الرحمن بن زيد، في قوله (وَالإشْرَاقِ) قال :
" حين تُشرق الشمس وتضحى ".
[تفسير الطبري]

وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال :
" طلبت صلاة الضحى في القرآن، فوجدتها هاهنا : {وَالإِشْرَاقِ} ".
[تـفسير ابن منصور]


وهي صلاة الأوابين

فقد روى مسلم في صحيحه من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه : رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى، فَقَالَ: أَمَا لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الصَّلَاةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ : «صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَالُ» .

يعني حين يشتد الحر قبيل الزوال.

وقال عبد الرزاق في مصنفه 4832 :
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ بَعْدَمَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: «لَوْ أَدْرَكَ هَؤُلَاءِ السَّلَفَ الْأُوَلَ عَلِمُوا أَنَّ غَيْرَ هَذِهِ الصَّلَاةِ خَيْرٌ مِنْهَا، صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ إِذَا رَمَضَتِ الْفِصَالُ».

وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَمُجَاهِدٍ قَالَا:
" مَنْ صَلَّى الضُّحَى ثَمَانِ رَكَعَاتٍ كُتِبَ مِنَ الْأَوَّابِينَ {إِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا}.
[مصنف عبد الرزاق]


وورد عن جمع من السلف أنهم كانوا يصلون الضّحى ثمان ركعات،
منهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
2025/01/14 05:36:24
Back to Top
HTML Embed Code: